هل تحمل واشنطن جديداً لحل النّزاع المفتعل في الصحراء المغربيّة؟
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
نشر بصحيفة النهار اللبنانية – بموافقة : د. عادل بنحمزة
“يبرز موضوع الصحراء المغربية التي، بحسب رؤية واشنطن الجديدة، يجب أن تكون خارج نطاق الهزات الارتدادية لما يحدث في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يتطلب إحداث اختراق يتطلب تحولاً في الموقف الجزائري، الطرف الأساسي، وهو ما أصبح قناعة لدى الجميع.
هذه الخلاصة أُبلغت إلى وزير الخارجية الجزائري في زيارته واشنطن، ورغم أن بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية حول مضمون اللقاء مع بلينكن، إذ جاء فيه “أن “الطرفين تناولا آخر تطورات قضية الصحراء الغربية، مجددين التعبير عن دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الرامية لتمكين طرفي النزاع من الانخراط بجدية ومن دون شروط مسبقة في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة”، لم يتأخر بلينكن في تصويب الأمر، وغرد على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) كاشفاً أن المباحثات مع عطاف تناولت مستجدات الوضع في منطقة الساحل وفي أوكرانيا، إضافة إلى “تأكيد دعمهما العملية السياسية للأمم المتحدة في الصحراء”.
هنا لا بد من التذكير بأن زيارة عطاف واشنطن سبقتها زيارة ميشيل سيسون مساعدة كاتب الدولة الأميركي المكلفة المنظمات الدولية للجزائر في تموز (يوليوز) الماضي وشملت لقاءً مع أحمد عطاف.
الدينامية الدبلوماسية الأميركية تواصلت بشكل أكثر وضوحاً عندما أعلنت الخارجية الأميركية أن نائب مساعد وزير الخارجية “سيسافر إلى المغرب والجزائر للتشاور بشأن الأمن الإقليمي، مع إعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة الكامل للعملية السياسية للصحراء”، وقد وصل جوش هاريس إلى تيندوف كمحطة أولى في 2 أيلول (سبتمبر) قبل زيارة الجزائر، النقطة المحورية في زيارة المسؤول الأميركي كانت ما كشفته وزارة الخارجية الأميركية في بلاغ جاء فيه أن هاريس “دعا خلال الزيارة إلى التحلي بروح التسوية والواقعية”، وشدد على أهمية الدعم الكامل والتشارك مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا في سعيه لتحقيق حل سياسي.
تعليقاً على الزيارة قال رئيس الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي إن “الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل الواقعية وغيرها، لن يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود، وبالتالي تقليص فرص التوصل للحل السلمي الدائم وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”، هذا الأمر يكشف بوضوح الجدية والحزم اللذين تحدثت بهما الإدارة الأميركية مع الانفصاليين، وقد فضلت الحديث إليهم مباشرة قبل الحديث مع الجزائريين، كما أنه قد يكون من المحتمل أن تكون واشنطن قد أبلغت عطاف الأمر خلال زيارته الشهر الماضي، يتأكد ذلك من كون هاريس لم يُستقبل من طرف عطاف وزير الخارجية بعد عودته من تيندوف، بل استقبله فقط الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية لوناس مقرمان، وهو ما يمكن تفسيره من جهة، كاحتجاج صامت على تجاوز الجزائر والمرور مباشرة إلى قيادة الجبهة الانفصالية، ومن جهة أخرى عدم استساغة الموقف الأميركي الداعي إلى الواقعية.
هذه التطورات ستتعزز بزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة دي ميستورا والتي جاءت في أعقاب زيارة هاريس في الفترة من 4 إلى 13 أيلول (سبتمبر)، حيث أمضى في مدينتي العيون والداخلة وحدهما ستة أيام، علماً أن دي ميستورا زار المغرب مرتين سنة 2022، وذلك منذ تعيينه في منصبه في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2021، لكن من دون أي زيارة للأقاليم الجنوبية، وخلال زيارته الأخيرة للعيون والداخلة والتي اتسمت بلقاءات طويلة ومكثفة مع مختلف ممثلي الأقاليم الجنوبية للمملكة، امتنع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عن لقاء الانفصاليين، في رسالة واضحة عن عجز الانفصاليين عن تجديد خطابهم، وفي ختام زيارته للرباط يوم 8 أيلول (سبتمبر) أعادت وزارة الخارجية التذكير بأن الهدف من جولة دي ميستورا في المنطقة هو إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب، والجزائر وموريتانيا، و”البوليساريو”، وذلك طبقاً لقرارات مجلس الأمن الأممي، بخاصة القرار 2654 المصادق عليه في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2022…”
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: للأمم المتحدة دی میستورا
إقرأ أيضاً:
رئيس برلمان أمريكا الوسطى: زيارة العيون رسخت قناعتنا بدعم مغربية الصحراء
زنقة20| العيون
أكد رئيس برلمان أمريكا الوسطى، السيد كارلوس ريني هيرنانديز، أن الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخراً إلى المملكة المغربية، رفقة وفد برلماني، قد عززت قناعة البرلاسين بصوابية دعمهم للوحدة الترابية للمملكة المغربية ولسيادتها على كامل أراضيها، مشيداً بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع عقد يوم 30 أبريل الجاري، بالعاصمة سانتو دومينغو، على هامش انعقاد الجمعية العامة لبرلمان أمريكا الوسطى، بحضور ممثل مجلس المستشارين لدى البرلاسين، أحمد الخريف، وممثل مجلس النواب، السيد عبد العالي الباروكي، وسفير المملكة المغربية بجمهورية الدومينيكان، السيد هشام دحان.
وأشار السيد هيرنانديز إلى أن زيارة مدينة العيون شكلت محطة هامة في تعزيز هذا الموقف، حيث لمس الوفد عن قرب أجواء التنمية والاستقرار بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ما تجسد في “إعلان العيون 2025″، الذي خلص إلى تثمين جهود المغرب التنموية وموقف البرلاسين الداعم للوحدة الترابية للمملكة.
ومن جانبه، اعتبر المستشار أحمد الخريف أن هذه الزيارة جاءت في سياق تخليد الذكرى العاشرة لانضمام المغرب بصفة عضو ملاحظ دائم إلى برلمان أمريكا الوسطى، مشدداً على أنها تجسد متانة العلاقات الثنائية، وتفتح آفاقاً واعدة نحو شراكة نموذجية في إطار التعاون البرلماني جنوب-جنوب.
وفي السياق ذاته، نوه المستشار الخريف بكلمة رئيس البرلاسين خلال افتتاح مؤتمر الحوار البرلماني جنوب-جنوب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يومي 28 و29 أبريل 2025، والتي جدد فيها دعمه للمبادرات التنموية لجلالته، ودور المغرب الريادي في ربط جسور التعاون بين إفريقيا، العالم العربي، وأمريكا اللاتينية.
كما استعرض النائب عبد العالي الباروكي، ممثل مجلس النواب، مختلف المحطات التي ميزت التعاون بين المؤسستين التشريعيتين خلال العقد الأخير، مؤكداً أن هذا المسار يستمد زخمه من التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو تنويع الشراكات وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
واختتم اللقاء بتجديد رئيس برلمان أمريكا الوسطى شكره للمملكة على حفاوة الاستقبال والتنظيم، مثمناً الدعم الذي قدمه مجلس المستشارين لإنجاح المنتدى الجهوي حول الهجرة، الذي عُقد على هامش الجمعية العامة للبرلاسين.