بحلول عام 2030، وفي ظل ما يشهده العالم من تغيرات المناخية، يتوقع برنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، أن يواجه العالم حوالي 560 كارثة سنويًا، فيما أكدت منصة التكيف مع المناخ أن حوالي 75% من الظواهر الجوية المتطرفة التي يشهدها العالم حاليًا ترجع إلى تغير المناخ، والتي تغذيها انبعاثات الكربون، تلك كانت أحدث التوقعات التي أصدرتها المؤسسات الأممية حول مخاطر الكوارث التي من المتوقع أن يوجها العالم خلال الفترة المقبلة، ومن هذا المنطلق جاءت الاحتفالات السنوية باليوم الدولي للحد من الكوارث، ذلك اليوم الذي تسعى فيه المنظمات الدولية لتعزيز التوعية بكيفية اتخاذ إجراءات تحد من مخاطر التعرض للكوارث.

اليوم الدولي للحد من الكوارث

ويحتفل العالم في 13 أكتوبر من كل عام باليوم الدولي للحد من الكوارث، والذي انطلقت فعالياته منذ عام 1989، وذلك بعد دعوة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ليوم واحد لتعزيز ثقافة عالمية للتوعية بالمخاطر والحد من الكوارث؛ بهدف توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث.

«إطار سينداي» للحد من مخاطر الكوارث

في عام 2015، كان العالم على موعد مع إحدى أبرز الجهود العالمية للحد من مخاطر الكوارث، وذلك عندما انعقد المؤتمر العالمي الثالث للأمم المتحدة بشأن الحد من مخاطر الكوارث في مدينة سينداي باليابان، ذلك المؤتمر الذي دق ناقوس الخطر حول المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها العالم ما لم تتخذ خطوات جدية للحد من الكوارث، والتي من شأنها إحداث خسائر في الأرواح والممتلكات، فبحدوث اضطرابات اجتماعية واقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى أن الكوارث المفاجئة تتسبب في نزوح ملايين الأشخاص كل عام، جنبًا إلى جنب مع وقوع الكثير من الكوارث نتيجة للتغيرات المناخية، التي أصبحت المهدد الاكبر لجهود الاستثمار في التنمية المستدامة. 

وخرج المؤتمر بواحد من أبرز الوثائق المحورية في مسار الحد من الكوارث وهو "إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث"، الذي يسعى إلى تعزيز القدرات للحد من مخاطر الكوارث على الإنسان، فضلا عن الكوارث الناجمة عن صنع الإنسان وكذلك المخاطر البيئية، والمخاطر التكنولوجية والبيولوجية.

ويعد إطار سينداي، هو الاتفاق الدولي لمنع والحد من الخسائر في الأرواح وسبل العيش والاقتصادات والبنى التحتية الأساسية، وتتضمن المعاهدة سبعة أهداف عالمية و38 مؤشرًا لقياس التقدم المحرز، وهي مكملة لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ، ويسعى كلا الإطارين إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

اليوم العالمي 2023International Day for Disaster Risk Reduction

ووقع الاختيار على موضوع "مكافحة عدم المساواة من أجل مستقبل يتسم بالقدرة على الصمود"، ليكون المحرك الرئيس لاحتفالات اليوم الدولي للحد من الكوارث 2023، والذي تعتبره الأمم المتحدة "فرصة للنظر في العلاقة القائمة بين الكوارث وعدم المساواة"، مؤكدة أن "الكوارث وعدم المساواة هما وجهان لعملة واحدة، وكل منهما تعزز الأخرى: فالتفاوت في القدرة على الوصول إلى الخدمات يجعل الفئات الأكثر ضعفا عرضة لخطر الكوارث، في حين أن آثار الكوارث تؤدي إلى تفاقم أوجه التفاوت وتدفع بالأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى براثن الفقر".

وفي هذا الصدد، تعمل وكالة الأمم المتحدة على رفع مستوى الوعي حول مسألة التفاوت الوحشي الناجم عن الكوارث، وتدعو إلى مكافحتها من أجل مستقبل يتسم بالقدرة على الصمود، وهو موضوع الاحتفال لعام 2023.

وتجري احتفالية عام 2023 مباشرة بعد استعراض منتصف المدة لإطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث 2015-2030، إذ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو 2023 إعلانا سياسيا لتسريع العمل في تعزيز القدرة على مواجهة الكوارث. 

الدراسة الاستقصائية العالمية بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة والكوارث لعام 2023

وبحسب الدراسة الاستقصائية العالمية بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة والكوارث لعام 2023، فإنه على الرغم من أن إن الكوارث تشكل خطرًا يهدد الجميع، إلا أنها تؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص ذوي الإعاقة – لا بسبب الإعاقات الفردية، ولكن بسبب الحواجز المجتمعية.

تلك الدراسة جاءت بجهود مكثفة لبرنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، الذي استهدف منها إدماج منظور الإعاقة، حيث كلف بإجراء أول دراسة استقصائية عالمية حول الإعاقة والكوارث في عام 2013. وفي أكتوبر ستنشر الوكالة نتائج الاستقصاء المحدث.

حقائق وأرقامبحلول عام 2030، ومع التوقعات المناخية الحالية، سيواجه العالم حوالي 560 كارثة سنويًا، بحسب برنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، 2022.حوالي 75% من الظواهر الجوية المتطرفة منسوبة إلى تغير المناخ، والتي تغذيها انبعاثات الكربون، بحسب منصة التكيف مع المناخ، 2022.كانت احتمالية وفاة الأشخاص ذوي الإعاقة في زلزال شرق اليابان الكبير لعام 2011 بمقدار الضعف، منظمة إعادة التأهيل الدولية، 2014.وجدت الأمم المتحدة أن 91% من إجمالي الوفيات الناتجة عن مخاطر الطقس والمناخ والمياه خلال الفترة 1970 - 2019 قد حدثت في البلدان النامية (الأمم المتحدة).

تجدر الإشارة إلى أن التكلفة السنوية للكوارث على الاقتصاد العالمي تُقدر بحوالي 520 مليون دولار أمريكي، فيما وصل حجم خسائر الكوارث الطبيعية إلى 40 مليار دولار خلال النصف الأول من 2021، فيما بلغ حجم خسائر الكوارث الناجمة عن البشر 2 مليار دولار خلال النصف الأول من 2021، بحسب إنفوجرافيك نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء.

جهودًا مصر في مجال مواجهة الكوارثاليوم الدولي للحد من الكوارث

ولفت "معلومات الوزراء" إلى أن مصر بذلت جهودًا عديدة في مجال مواجهة الكوارث والأزمات، منها: "رصد صندوق تحيا مصر مليار جنيه في مواجهة تداعيات السيول في 2016، ثم طورت مصر الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث في 2017، لتطلق بعدها مبادرة "نتشارك هنعدي الأزمة" في ٢٠٢٠ لمواجهة تداعيات فيروس كورونا برعاية "صندوق تحيا مصر"، ولا تزال الجهود مستمرة في هذا القطاع الحيوي محليًّا وعالميًّا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكوارث تغير المناخ كارثة الحد من المخاطر مصر للحد من مخاطر الکوارث الأشخاص ذوی الإعاقة الأمم المتحدة عام 2023

إقرأ أيضاً:

إعادة هيكلة الهيئات والمنظمات الدولية

يشهد العالم حروبا عبثية في أوكرانيا وفلسطين ولبنان وسوريا، ذهبت بأرواح الآلاف من البشر دون أي اهتماما يذكر من قبل المنظمات والهيئات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية وغيرها من المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الإنساني والتي أضحت في موقف المتفرج الذي لا يملك أي موقف غير الشجب والاستنكار ومنعها من تقديم المساعدات الإنسانية التي يروح ضحيتها أبرياء لاحول لهم ولا قوة.
وحتى دول أوروبا (الاتحاد الأوروبي) لا تملك من أمرها شيئا أكثر من الدعوات الخجولة للسلم العالمي لا أكثر ولا أقل.
بالرجوع لميثاق الأمم المتحدة الذي وضع في القرن الماضي،، يتضح للباحث ان الأجهزة التابعة للأمم المتحدة (الجمعية العمومية) ومجلس الأمن لا تمتع الجمعية بأي صلاحيات أو سلطة تملي إرادتها فيما يسيطر خمسة من أعضاء مجلس الأمن على أي قرار يصدر ليصبح أي قرار معرض لحق النقض (الفيتو) من الدول الخمس. وهذا ما أدي بالتالي إلى عدم تنفيذ معظم إن لم يكن كل قرارات المجلس لتصبح مجرد حبر علي ورق!
ومع تضخم سلطة الولايات المتحدة وسيطرتها على كل الأجهزة الدولية التابعة للأمم المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينات القرن الماضي، أصبح العالم بيد قوة عظمي وحيدة تملي شروطها علي كل العالم وتفرض عقوبات علي دول وتنسحب من المنظمات الدولية متي ما شاءت إذا لم تخضع تلك المنظمات لإملاءاتها وبكل صلف ورعونة دون أي اهتمام بحقوق الانسان. وتم بذلك تسيس القوانين الدولية لتصبح بأمرها منفردة.
كل ذلك سبب خللاً جسيماً في النظام العالمي وعدالته وأفقد محكمة العدل الدولية فعالية أحكامها بل وعطلها وتسبب بشلل قرارات مجلس الأمن ولم يسلم من ذلك حتى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من رفض تأشيرات دخولهم للمشاركة في أنشطة الجمعية العمومية للأمم المتحدة وفرض ضرورة إعادة هيكلة أجهزة الأمم المتحدة للحد من استعمال الدول الخمس فقط لحق الفيتو حتى لو كان ذلك ضد السلام والعدل العالمي!
وهذا بالتالي ما يحتِّم إعادة هيكلة جميع المنظمات الدولية كالجمعية العمومية ومجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية التي تعطلت ليتمكن العالم من العيش في عالم يسوده السلام والعدالة ودون سيطرة أي دولة من الدول الخمس المتحكمة حاليا في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وحتى لا يستمر الوضع كما هو عليه الآن بالخضوع لصلف أي من الدول الخمس المسيطرة على كل قرار لا يتفق مع سياسة تلك الدول وليعم السلام والأمن والعدل في هذا العالم الذي يتخبط حاليا بسبب صلف وعنجهية هذه الدول ووضع الأمم المتحدة حاليا.
• كاتب رأي ومستشار تحكيم دولي

mbsindi@

مقالات مشابهة

  • إعادة هيكلة الهيئات والمنظمات الدولية
  • حي المناخ ببورسعيد يواصل جهود إزالة الإشغالات ومخالفات البناء| صور
  • نشاط للرياح.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية خلال الساعات المقبلة
  • الهيئة الوطنية للأسرى تطالب بالإفراج عن قحطان وتدين صمت المجتمع الدولي
  • تعزيز الأمن في سيدي يوسف بن علي بمراكش: جهود أمنية مستمرة للحد من الجريمة وتحسين سلامة المواطنين
  • الأمم المتحدة ترسل مناشدة عاجلة لدعم جهود إزالة مخلفات الحرب في السودان
  • جمهورية الكونغو تسعى لزيادة إنتاج الكهرباء إلى 1500 ميجاوات بحلول عام 2030
  • دعوة أممية لتحرك عاجل لحماية أطفال العراق من مخاطر الألغام
  • مديرة صندوق النقد الدولي تحذر من مخاطر الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي
  • الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية المتوقعة خلال الساعات المقبلة