إلتقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، الخميس بلندن، وزير الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية جايمس كليفرلي، وذلك بمناسبة زيارته إلى لندن لترؤس الوفد التونسي المشارك في الدورة الثانية لمجلس الشراكة التونسي البريطاني.

ومثّل اللقاء فرصة للإشادة بالمستوى الجيد للعلاقات بين البلدين وتأكيد التطلع المشترك إلى مزيد تطويرها وإثراء مضامينها في جميع المجالات، وفق بلاغ للوزارة.

 

وخلال نفس اللّقاء، تمّ التطرّق إلى مسألة الهجرة غير النظامية والاستعداد لمعالجتها في إطار مقاربة شاملة.

كما تناول الجانبان مستجدات الأوضاع في غزة. وذكّر وزير الشؤون الخارجية بالموقف التونسي الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية، والذي تمّ التأكيد عليه بصفة واضحة خلال الاجتماع الطّارئ لوزراء الخارجية العرب، المنعقد في القاهرة يوم 11 أكتوبر الجاري.

لمحة عن العلاقات التونسية-البريطانية

تعد تونس أول دولة في شمال أفريقيا توقع إتفاقية شراكة مع المملكة المتحدة بتاريخ 4 أكتوبر 2019، والتي توفر إطارا قانونيا جديدا لعلاقات التعاون بين البلدين بعد خروج هذه الأخيرة من الإتحاد الأوروبي.

وشهدت العلاقات الثنائية زخماً جديداً خلال السنوات الأخيرة لا سيما في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والطاقات المتجددة.

وعلى المستوى التجاري، تحتل المملكة المتحدة المركز التاسع من بين أهم الأسواق بالنسبة لتونس،وخلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2023، شهدت الصادرات إلى المملكة المتحدة انخفاضا بنسبة 43% (من 1042,1 مليون دينار خلال الأشهر السبعة من سنة 2022 إلى 591,1 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2023)، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 16%. وتشكل قطاعات مختلف الصناعات (النفط الخام أو الزيوت المعدنية القارية وشبكات ألياف السليلوز وأجهزة الاستقبال التلفزيونية والدراجات وغيرها) والصناعات الميكانيكية والكهربائية 78,5% من الصادرات التونسية إلى المملكة المتحدة.

وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الخامسة بالنسبة لتونس من ناحية تدفق الإستثمار الأجنبي المباشر (IDE))، وتقدر حجم الاستثمارات البريطانية في تونس 783.18 مليون دينار موزعة على 91 مشروعا في مجال الصيدلة الصناعة والمنسوجات والملابس والكهربائية والإلكترونية والصناعات الميكانيكية وصناعة الأغذية.

من جهة أخرى، يعطي البلدان أولوية خاصة لتعزيز الشراكة بينهما في مجال الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين واستخلاص الطاقة المهدرة) لاسيما من خلال المزايا التي توفرها مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين سنة 2022 في مجال الطاقة المستدامة والنظيفة.

وفي المجال السياحي، لا يزال السوق البريطانية أحد أهم الأسواق بالنسبة للوجهة السياحة التونسية، ففي سنة 2014، استقبلت بلادنا 424.707 سائحا بريطانيًا، محققة رقمًا قياسيًا لم يسبق له مثيل، حتى قبل الثورة. 

وتجدر الإشارة إلى أن السوق البريطانية بدأت تعود إلى نسقها الطبيعي تدريجيا وذلك حسب الأرقام المحققة، إذ استقبلت تونس 140.480 سائحا بريطانيا إلى غاية 20 سبتمبر 2023 (+75% مقارنة بعام 2022 و-22% مقارنة بعام 2019) وهو ما يعد بإمكانية إستعادة بلادنا لهذه السوق على المدى المتوسط.

وفي مجال التربية، تقدم المملكة المتحدة الدعم لتونس في قطاع التعليم بشكل رئيسي في إطار مشروع "التعليم من أجل النجاح" (هدفه الرئيسي هو تحسين اللغة الإنجليزية بين الشباب وجعل من الممكن تحقيق نتائج ملحوظة وذلك من خلال تدريب أكثر من 17 ألف معلم منذ بدايتها عام 2016).

وقد ساهم الجانب البريطاني، بالتعاون مع اليونيسيف، في إنجاز مشروع "مدرسة الفرصة الثانية" في أريانة وباب الخضراء والقيروان، مع تخصيص أموال لهذا الغرض تزيد على 4 ملايين جنيه إسترليني. 

وبموجب إتفاقية الشراكة بين البلدين تمّ إنشاء مجلس الشراكة التونسي-البريطاني فضلا عن اللجان الفرعية المنبثقة عنه قصد متابعة تنفيذ إتفاقية الشراكة المبرمة بين البلدين.

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: المملکة المتحدة بین البلدین فی مجال

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: غزة تكشف تواطؤ المجتمع الدولي وصمته المخزي تجاه القضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية، إنّ العمليات العسكرية ليست مجرد رد فعل على ما تصفه إسرائيل بتهديدات أمنية، بل جزء من مخطط طويل الأمد لتحويل غزة إلى مكان غير قابل للعيش، مشددًا على أنّ غزة تكشف تواطؤ المجتمع الدولي وصمته المخزي تجاه القضية الفلسطينية.

 

وأوضح أن الهدف الرئيسي لهذا التصعيد هو الضغط على الفلسطينيين لدفعهم نحو التهجير القسري، إما عبر الموت بسبب القصف والمجازر أو عبر الجوع والمرض بسبب الحصار الإسرائيلي.

 

وأضاف أحمد، في مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ التصعيد الإسرائيلي، الذي يظهر كجزء من حرب على حماس وحملات لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، لا يهدف في الواقع إلى تحقيق هذا الهدف.

 

وأشار إلى أن إسرائيل لم تنجح في إعادة الرهائن من خلال القوة العسكرية خلال الـ15 شهرًا الماضية من العدوان، رغم قتل أكثر من 70,000 شهيد فلسطيني، مما يعني أن الضغوط العسكرية لن تكون فعّالة.

 

وتابع، أن إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعتبر أن هذه الفترة فرصة تاريخية لتغيير الخريطة الجغرافية والديموغرافية لقطاع غزة، سواء من خلال عمليات التهجير القسري أو احتلال أجزاء من القطاع، ويتبنى نتنياهو استراتيجية إعادة تشكيل غزة باستخدام الضغط العسكري، تحت شعار تحرير الرهائن والأسرى، ورغم أن هذا التصعيد يحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي تساند إسرائيل.

 

وذكر أنّ الضغوط الدولية، بما في ذلك من أوروبا، لا تتعدى الإدانة اللفظية، وهو ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في عملياتها العسكرية، موضحًا أن الغرب، خاصة الولايات المتحدة، تسهم في إضعاف النظام الدولي لحقوق الإنسان من خلال دعم إسرائيل، ما يسهم في إدامة الوضع المأساوي في غزة.

 

مقالات مشابهة

  • مصر والقضية الفلسطينية: دعم ثابت ودعوة لوحدة الصف الفلسطيني بعيدًا عن انفراد أى فصيل
  • برلماني يستعرض دور الشباب المصرى في دعم القضية الفلسطينية وكشف انتهاكات الاحتلال
  • نائب وزير الخارجية يستقبل القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى المملكة
  • وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر لتجاوز أسوأ أزمة بين البلدين
  • أمين سر «فتح» يشيد بجهود مصر والرئيس السيسي على موقفهم من القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يستقبل وفداً من حركة فتح الفلسطينية
  • خبير علاقات دولية: غزة تكشف تواطؤ المجتمع الدولي وصمته المخزي تجاه القضية الفلسطينية
  • خبير: غزة تكشف تواطؤ المجتمع الدولي وصمته المخزي تجاه القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر الأحد.. الهدف طي صفحة التوتر بين البلدين
  • وزارة الخارجية تعرب عن إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات للتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار استهداف المدنيين العزّل ومناطق إيوائهم وقتل العشرات.