وثيقة أمريكية سرية: حزب الله اللبناني لن يحارب إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
استبعدت وثيقة استخباراتية أمريكية "سرية" محاولة شن هجوم واسع النطاق من قبل حزب الله اللبناني على إسرائيل، فيما تتصاعد المخاوف في جنوب لبنان من اتساع نطاق الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل.
إسرائيل تنتقد موقف الصين من هجوم حماس: "خيبة أمل كبيرة" هيومن رايتس ووتش يتهم إسرائيل باستخدام الفوسفور في حربها بغزة
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه "اعتبارا من أوائل هذا العام رأى محللو الاستخبارات الأمريكية أن هناك توازنا يمكن التنبؤ به، وإن كان لا يزال عنيفا، بين إسرائيل وحزب الله، مما يقلل من خطر نشوب حرب واسعة النطاق خلال عام 2023".
لكنها قالت إن هذه الاستنتاجات اختُبرت في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل يوم السبت الماضي، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين فوجئوا تماما بهذا الهجوم.
ووفقا لتحليل أعدته مديرية الاستخبارات لهيئة الأركان المشتركة في فبراير، فقد استقرت إسرائيل وحزب الله على موقف "الردع المتبادل" منذ إبرام اتفاق أكتوبر 2022، الذي وافق فيه لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها.
واتخذت إسرائيل وحزب الله خطوات للحفاظ على الاستعداد لاستخدام القوة، لكنهما ظلا ضمن أنماط الاشتباك التاريخية، مما يعني تجنب وقوع إصابات والرد على الاستفزازات بطريقة متناسبة، حسب وثيقة الإحاطة الأمريكية التي نشرتها "واشنطن بوست".
وتضيف الوثيقة: "حتى خلال فترات التوترات المتصاعدة، كانت إسرائيل وحزب الله يعتزمان إظهار القوة مع تجنب التصعيد".
وأوضحت الوثيقة أن إسرائيل قد تنفذ "عمليات تخريبية" في لبنان أو تطلق النار على أرض فارغة، بينما يقوم حزب الله بإسقاط طائرة إسرائيلية من دون طيار أو إطلاق صواريخ على الجزء الشمالي من البلاد.
لكن التحليل يشير إلى عوامل أخرى يمكن أن تقلب هذا التوازن، بما في ذلك عدم قدرة حزب الله على كبح جماح المسلحين الفلسطينيين، مثل المنتمين لحركة حماس التي تعمل أيضا في لبنان.
وتستمر المخاوف في جنوب لبنان من اتساع نطاق الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل، وتدهور الوضع إلى مواجهة مفتوحة بين الجانبين، خاصة مع القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة.
وزاد في القلق بعد ظهر الأربعاء إعلان وسائل إعلام إسرائيلية بشكل مفاجئ عن عمليات تسلل قام بها مقاتلون من حزب الله بواسطة طائرات شراعية في أجواء منطقة الجليل المحاذية للحدود مع لبنان.
تحذير من تصعيد الصراع في إسرائيل
وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها جماعة حزب الله اللبنانية من تصعيد الصراع في إسرائيل، حيث تجهز الولايات المتحدة أصولًا عسكرية لردع التوسع المحتمل للحرب، حسبما قال العديد من المسؤولين والأشخاص الأمريكيين المطلعين على المناقشات.
ولا يعتقد كبار المسؤولين في الإدارة في هذه المرحلة أن حزب الله من المرجح أن ينضم إلى حرب حماس ضد إسرائيل، ويعتقد المسؤولون أن التحذيرات لها تأثير، رغم حدوث بعض التصعيد على الحدود.
وترسل الولايات المتحدة رسالة إلى حزب الله بضرورة البقاء خارج الصراع من خلال عدد من القنوات، بما في ذلك الحكومة اللبنانية ورئيس البرلمان اللبناني المتحالف مع حزب الله، نبيه بري.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل حزب الله لبنان وثيقة أمريكية أمريكا إسرائیل وحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
توجّه دولي يضع نهاية لزمن الميليشيات.. عون:.. الجيش اللبناني وحده الضامن للحدود والقرار بيد الدولة
البلاد – بيروت
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ بشكلٍ لا رجعة فيه، مشددًا على أن لبنان ماضٍ في تثبيت سلطة المؤسسات الشرعية وبناء دولةٍ قويةٍ قادرة على حماية حدودها وأمنها الداخلي.
وأضاف عون خلال استقباله وفدًا من مجلس الشيوخ الفرنسي أمس الاثنين في بيروت، أن الجيش اللبناني ينتشر بكفاءةٍ على الحدود الشمالية الشرقية، ويتولى كامل مسؤولياته الوطنية في مكافحة الإرهاب، ومنع التهريب، وحفظ الأمن، بما يكرّس مسؤولية الدولة الحصرية عن السيادة والأمن من دون شراكة مع أي طرفٍ آخر، مؤكدًا أن استكمال انتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيل من “التلال الخمس”، باعتباره ضرورة قصوى لتعزيز حضور الدولة اللبنانيّة على كل شبرٍ من أراضيها.
وفي موازاة الملف الأمني، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الإصلاحات البنيوية انطلقت وستُنفذ بوتيرةٍ متصاعدة، مشددًا على أن هذه الإصلاحات تُمثل حاجة لبنانية خالصة، وليست مجرد استجابة لضغوط أو مطالب خارجية، قاطعًا بأن مكافحة الفساد تندرج في صلب هذه العملية، باعتبارها ركيزةً أساسية في بناء دولةٍ حديثةٍ قادرةٍ على خدمة مواطنيها وتعزيز الثقة الداخلية والخارجية بمؤسساتها.
على الصعيد الإقليمي، أعلن الرئيس أن لبنان سيتحرك نحو تشكيل لجان مشتركة مع سوريا لمعالجة الملفات العالقة، وفي مقدمتها ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتسوية أوضاع النازحين السوريين الذين غادروا بلادهم لأسباب اقتصادية، بما يخفف من الأعباء المتفاقمة على الدولة اللبنانية.
أما داخليًا، فقد شدّد عون على أن الانتخابات البلدية ستُجرى في موعدها المحدد، مع توفير الدولة لكل المتطلبات الإدارية والأمنية لإنجاح العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أن الخيار سيكون للبنانيين وحدهم لاختيار ممثليهم بحريةٍ وديمقراطيةٍ كاملة.
وختم الرئيس اللبناني بالتأكيد أن كل هذه المسارات المتوازية، من التثبيت الأمني إلى الإصلاحات ومكافحة الفساد والانتخابات، تهدف إلى إعادة بناء الدولة اللبنانية وترسيخ حضورها الفاعل داخليًا وخارجيًا، عبر مؤسساتٍ شفافةٍ وقوية تُعيد ثقة اللبنانيين والعالم بلبنان الجديد.
يأتي هذا الحراك في ظل تقارير أمريكية تكشف عن اتخاذ قرار دولي بتطبيق القرارات الأممية وتحرير لبنان من نفوذ “حزب الله”، مع معلومات تفيد بأن أمريكا بدأت الإعداد لتحرّك عملي إذا لم تتحمل الدولة اللبنانية مسؤولياتها. وفي هذا الإطار، يكشف تقرير صادر عن وحدة القيادة المركزية الأمريكية “CENTCOM”، المسؤولة عن منطقة تشمل 20 دولة من بينها لبنان، عن وجود تنسيق أمريكي-أوروبي واسع يشمل إنهاء الجناح العسكري لـ”حزب الله” والحدّ من هيمنة جناحه السياسي على القرار اللبناني، ويجري التنسيق الاستخباراتي مع عدة دول على رأسها فرنسا، مع دعم إقليمي ملحوظ لهذا التوجه.
وتُظهر التقارير أن المرحلة المقبلة ستكون محوريةً للبنان والمنطقة بأسرها، مما يزيد من أهمية التمسك بخيار بناء دولةٍ قوية وشفافة وفاعلة، بعدما أثبتت مشاريع الميليشيات والجماعات فشلها في تحقيق الاستقرار المنشود.
وفي هذا السياق، يندرج تريث الرئيس عون في التعامل مع “حزب الله” ليس باعتباره ضعفًا، بل خيارًا مدروسًا لقطع الطريق أمام أي انزلاقٍ إلى صراعٍ داخلي، خاصةً في هذا الظرف المحلي والإقليمي والدولي الضاغط، الذي يُحتمّ اعتماد نهجٍ هادئ وحازم في آنٍ معًا.