شكّلت عمليّة "طوفان الأقصى" مفاجأة لإسرائيل وحلفائها، وخصوصاً الولايات المتّحدة الأميركيّة الداعمة الأكبر لتل أبيب، التي كانت تتخوّف من إمتداد العمليّة العسكريّة لـ"حماس" أكثر داخل العمق الإسرائيليّ. كذلك، فقد حذّرت واشنطن من فتح جبهات إضافيّة من جنوب لبنان، وقد عنت بالأمر "حزب الله"، لأنّ إسرائيل بحسب مراقبين، أظهرت أنّها فشلت بقوّة إستخبارتيّاً في غزة، وفي الوقت عينه، ليست لديها القدرة على المواجهة على أكثر من جبهة، وهذا ما تُدركه جيّداً الإدارة الأميركيّة، التي كانت تعمل ولا تزال على تجنيبها صراعاً مع لبنان.


 
الأيّام المقبلة ستكون فاصلة في ما يخصّ جبهة الجنوب، في ظلّ إستمرار الإشتباكات المتقطّعة والمحدودة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ، ودخول فصائل فلسطينيّة على الخطّ لدعم جهود عمليّة "طوفان الأقصى"، كما حصل قبل ايام، عندما اجتازت عناصر من "سرايا القدس" الحدود الجنوبيّة، واشتبكت مع الإسرائيليين، إضافة إلى إطلاق قذائف، لا يتبنى "الحزب" المسؤولية عن أغلبيتها.
 
وأصبح لبنان كما إسرائيل يُعتبران مهمّين جدّاً بالنسبة لأميركا والدول الأوروبيّة، التي سعت إلى الإستقرار بينهما، وساهمت في ترسيم الحدود البحريّة بين بيروت وتل أبيب، وسط الحديث عن البدء بترسيم الحدود البريّة قريباً بينهما، للحفاظ على الوضع الأمنيّ الهادىء في جنوب لبنان.
 
ولأنّ الولايات المتّحدة ترى أنّ "حماس" وجّهت ضربة قاسيّة لإسرائيل من خلال عمليّة "طوفان الأقصى"، تخشى أنّ تدفع إيران بـ"حزب الله" وسوريا إلى دخول الحرب، من جنوب لبنان، ومن الجولان، فالفرصة كانت سانحة أمام طهران لتكبيد تل أبيب خسائر أكبر، لو فتحت عليها 3 جبهات في الوقت نفسه ، وهي التي نجحت في توحيد الساحات ضدّ إسرائيل، من بيروت إلى دمشق وصولاً إلى غزة.
 
والمعلوم أنّ الحرب الدائرة حاليّاً في غزة لا تُؤثّر فقط على فلسطين وإسرائيل، وإنّما تمتدّ تداعياتها إلى لبنان وإيران وسوريا، حيث "محور الممانعة"، كذلك، فإنّ الولايات المتّحدة تتضرّر بشدّة إذا ضعفت تل أبيب. ويقول مراقبون إنّ الحرب أيضاً تُفرّمل مساعي السلام بين المملكة العربيّة السعوديّة وإسرائيل التي تقودها أميركا، لأنّ الرياض لا تقبل أنّ تُطبّع علاقاتها مع الأخيرة إنّ كان الإتّفاق بينهما لا يلحظ تأمين أبسط حقوق الشعب الفلسطينيّ وإيقاف العدوان عليه. ويُشير المراقبون إلى أنّ من شأن أيّ تقارب بين السعوديّة وتل أبيب، أنّ يدفع بالدول العربيّة والخليجيّة المتبقيّة إلى إقامة علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل.
 
وفي الوقت الذي تدعم فيه أميركا القضاء على "حماس"، فإنّها أيضاً لا تُحبّذ أنّ تطول الحرب في غزة، كيّ لا تُضطر أطرافٌ أخرى إلى دخول الصراع ضدّ إسرائيل. أمّا إذا استمرّت المعارك، وقرّر رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو تنفيذ وعده بتدمير كافة البنيّة التحتيّة والعسكريّة لـ"حماس"، فإنّ على الولايات المتّحدة وفق المراقبين أنّ تعمل على تحييد لبنان عن الحرب.
 
ويقول المراقبون إنّ إعطاء "حزب الله" على سبيل المثال رئاسة الجمهوريّة، عبر تأييد رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، يُشكّل نوعاً من إبعاد "الحزب" عن التدخّل في المعارك، فمحور "الممانعة" هو أكثر الفائزين من "طوفان الأقصى"، وقوّته العسكريّة تزداد في الشرق الأوسط. ويُضيف المراقبون أنّ إيران قد تستفيد أيضاً عن طريق إبرام إتّفاق نوويّ سريع مع الإدارة الأميركيّة، عبر ضبط "المقاومة" في لبنان، وإبقاء جبهة الجولان هادئة، والضغط على الفصائل الفلسطينيّة في غزة للقبول بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
 
وفي هذا الصدد، يلفت المراقبون إلى أنّ أميركا من أكثر المتضرّرين من الحرب في غزة، فهي ستُدفع بهدف إعادة الإستقرار هناك، إلى تقديم التنازلات لإيران، لأنّها لا يُمكنها التوفيق بين دعم أوكرانيا في حربها على روسيا، بالتزامن مع المعارك الدائرة في غزة ومحيطها. فواشنطن قدّمت مساعدات عسكريّة بشكل غير مسبوق لكييف، وأصبحت إحتياطاتها من الأعتدة والذخيرة قليلة، وقامت بزيادة الإنتاج العسكريّ، بينما موسكو تُحارب على جبهة واحدة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المت حدة طوفان الأقصى حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

استشهاد 3 فلسطينيين في رفح.. وإسرائيل تستعد للعودة إلى الحرب

غزة - الوكالات

استشهد فلسطينيان جراء قصف شنته مسيّرة إسرائيلية على فلسطينيين شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع، كما استشهد فلسطيني ثالث بنيران جيش الاحتلال في حي التنور برفح أيضا، في حين تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات لغزة مع أنباء عن إصدار المستوى السياسي فيها تعليمات استعدادا للعودة إلى القتال.

في هذه الأثناء، ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار أنصار الله (الحوثيين) إمهال إسرائيل 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية إذا استمر منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة. وطالبت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف "جريمة التجويع التي يمارسها الاحتلال في غزة".

وفي الضفة الغربية، واصل الاحتلال حملة الاقتحامات والاعتداءات في مناطق عدة، خاصة في جنين، في ظل عمليته العسكرية المستمرة في مخيمي جنين وطولكرم شمالي الضفة.

مقالات مشابهة

  • كيف سيتصرف العرب بعد رفض أميركا وإسرائيل نتائج قمة القاهرة؟
  • حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان
  • باهظة الثمن وشحيحة.. نُدوب الحرب تُشوّه ألواح الطاقة الشمسية بغزة
  • نائبٌ لبناني يحذر: إيران وإسرائيل تسعيان لتقسيم سوريا
  • إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان
  • استشهاد 3 فلسطينيين في رفح.. وإسرائيل تستعد للعودة إلى الحرب
  • إسرائيل تعلن استهداف مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟