مقابر "المزوقة" في الواحات الداخلة.. أساطير تحدّت الزمن على جدران ملونة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
تمتلك محافظة الوادي الجديد، الواقعة جنوب غرب مصر، عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية المهمة، والتي تنتمي لعصور تاريخية مختلفة. منها مقابر "المزوقة" والتي تقع في واحة الداخلة، والتي تتضمن مقبرتين هما "بادي أوزير" و"بادي باستت". وكان صاحبيهما من كبار كهنة العصر اليوناني الروماني.
وترجع تسمية المقابر بـ "المزوقة" -وهو مصطلح شعبي مصري- بسبب ألوان رسوماتها الزاهية.
جِنان بعيدة
في عام 2011، أصدرت هيئة الكتاب عنوانا عن الواحات المصرية وتاريخها والدور الذي لعبته في الحضارة المصرية، وما بها من كنوز أثرية، وهو كتاب "الواحات المصرية.. جِنان مصر البعيدة" لمؤلفه محمد التداوى، وكان من تقديم الأثري المصري الكبير الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين.
ومن أبرز الواحات التي تناولها الكتاب "واحة الداخلة" التي تضم أماكن أثرية كثيرة، منها معبد دير الحجر ومقابر المزوقة، واللذان أجري لهما مشروع ترميم كبير قبل عدة سنوات، ساهم في حماية نقوشها ورسوماتها الجدارية وألوانها والحفاظ عليها، وتم العمل بأيدي المرممين المصريين.
بادي أوزير
وهي المقبرة الأولى، عبارة عن حجرتين على جدرانها رسومات جنائزية ملونة. والمقبرة مخصصة لرجل وزوجته هو "بادي أوزير" الذي يعني اسمه "هبة المعبود أوزير"، وتتكون المقبرة من حجرتين متداخلتين عليهما طبقة من الجص عليها رسوم واضحة.
وتمثل الرسوم داخل المقبرة مناظر عملية الحساب، ومناظر الحصاد، وعملية التحنيط، و"الأبراج السماوية/ الزودياك" وهي مرسومة على السقف بألوان زاهية. وغيرها من المناظر التي تصور العقائد المصرية وخيرات الواحات المتعددة، ومنها القمح والتمر والعنب.
كذلك هناك الجزء السابع من كتابات "البوابات"، وهي عبارة عن نص جنائزي مصري قديم من عصر الدولة الحديثة. ويروي مرور روح المتوفى حديثا في العالم الآخر.
وعلى جدران المقبرة من الداخل، نجد رسومات وتصوير للآلهة المختلفة، منها الآلهتان إيزيس ونفتيس، وأبناء حورس الأربعة وهم "إمستي، وحابي، وقبح سنواف، وداوموت اف"، والمعبودان أنوبيس وحورس.
بادي باستت
وهي المقبرة الثانية، ومخصصة لرجل يعني اسمه "هبة المعبود باستت" ومعه زوجته في المقبرة. ويُعتقد أنها الأقدم من مقبرة بادي أوزير المجاورة لها.
وتتكون المقبرة من حجرة واحدة منحوتة في الطَفلة -نوع من أنواع الطين- لرجل يدعي "بادي باستت"، وعليها ألوان زاهية تمثل مناظر حصاد القمح، وتصور العديد من الآلهة المصرية، أهمها أنوبيس وإيزيس ونفتيس.
إيزيس ونفتيس وحورس
لوحظ في المقبرتين تكرار رسومات إيزيس ونفتيس، وهما شقيقتان ظهرنا معا في عدة أماكن من كشوفات أثرية تمت في سقارة. حيث تم العثور في أحد الكشوفات على تمثالين مصنوعين من الخشب وألوانهما زاهية وبراقة.
وكانت الأختان تأخذان وضع النائحات –الباكيات- وذلك حزنا على مقتل "أوزوريس" على يد أخيه "ست"، مما كان سببًا في حزن إيزيس زوجة أوزوريس، وشاركتها في الحزن شقيقتها نفتيس.
أما "حورس"، فهو الإله الذي كان يرمز للشمس في مصر القديمة، وكان رمزًا للعدل، وكان له أربعة أبناء من إيزيس وهم "إمستي، وحابي، وداوموت اف، وقبح سنوف".
هؤلاء الأبناء كانت لهم مكانة في مرتبة الآلهة، وظهروا في كثير من المرات على أغطية الأواني الكانوبية التي كانت تستخدم لحفظ أحشاء المتوفي عند تحنيطه، وذلك لأن مكانتهم المقدسة كانت توجب عليهم في معتقدات المصريين القدماء حماية أعضاء الشخص الذي توفي وتم تحنيطه.
IMG-20230415-WA0059 IMG-20230415-WA0061 IMG-20230415-WA0063 IMG-20230415-WA0065 IMG-20230415-WA0067المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظة الوادي الجديد المقبرة من
إقرأ أيضاً:
حريق بطاطا يلتهم أزيد من 8000 نخلة ويلحق خسائر فادحة في المحاصيل وهيئة تطالب بفتح تحقيق
عبّر منتدى أفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان عن تضامنه الكامل مع الساكنة والفلاحين المتضررين من الحريق الذي اندلع الخميس الماضي بواحة “إيمي أوكادير” بجماعة فم الحصن التابعة لإقليم طاطا، جهة سوس ماسة، والذي تسبب في خسائر فادحة في الممتلكات الفلاحية والغطاء النباتي، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
حيث أتت النيران على مساحة تجاوزت 10 هكتارات، وأحرقت أكثر من 8000 نخلة، إلى جانب تدمير أكثر من 500 كومة من التبن، وكمية تزيد عن طنين من الحبوب، إضافة إلى زريبتين للماشية، وعدد من الأشجار المثمرة كالرمان والتين والبرتقال، فضلاً عن خسائر في المحاصيل الزراعية الموسمية.
وواجهت فرق التدخل والإنقاذ صعوبات كبيرة في السيطرة على الحريق، أبرزها غياب نقط الماء، وضعف صبيب ساقية إيمي أوكادير التي تبعد عن موقع الحادث بأكثر من كيلومترين، إلى جانب غياب المسالك المؤدية إلى موقع الحريق، وهو ما أعاق وصول آليات الوقاية المدنية، في وقت ساهمت فيه سرعة الرياح في تعقيد عملية الإخماد.
ودعا المنتدى إلى فتح تحقيق جدي تحت إشراف النيابة العامة لتحديد أسباب هذه الحرائق المتكررة التي تعرفها بعض واحات الإقليم، خاصة في منطقتي فم الحصن وتمنارت، كما طالب بإحصاء دقيق للخسائر، وإحداث آلية لتعويض الفلاحين ودعمهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الموسم الفلاحي الحالي.
كما شدد المنتدى على ضرورة تسريع إجراءات تنفيذ الاتفاقية الخاصة بحماية الواحات، والاعتماد على التشاور مع مختلف الفاعلين من أجل وضع خطة شاملة للاستجابة لمثل هذه الكوارث، بما في ذلك إنشاء ممرات وقائية داخل الواحات، وتنظيف الحقول المهجورة، وتعزيز الحراسة.
وفي جانب الوقاية، طالب المنتدى بتكوين مستمر للشباب المحلي في مجال التدخل خلال الطوارئ، مع توفير الوسائل اللوجستية اللازمة، ودعا إلى تعزيز إمكانيات الوقاية المدنية عبر دعم العنصر البشري وتجهيز المراكز بإقليم طاطا، إلى جانب إحداث وحدات متنقلة خاصة في مناطق تمنارت وتسينت.
ودعا المنتدى إلى تعبئة شاملة تشارك فيها السلطات المحلية، الجمعيات، الجماعات الترابية، والغرف الفلاحية، من أجل بلورة رؤية جماعية واستباقية للتصدي لظاهرة الحرائق التي تهدد استقرار وأمن واحات الجنوب المغربي.