لم يبق شيء نخسره.. وجهة نظر جزائرية في طوفان الأقصى ومآلاتها
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
بقيت في تركيا مدة عشرة أيام للمشاركة في عدة فعاليات (انظر في الأسفل)، ولكن الأهم من ذلك هو الحالة الفكرية والنفسية التي توصلت إليها، خلال هذه الأيام قبيل بدء "طوفان الأقصى"، بعد دراسة حال الأمة بين الأنظمة الحاكمة العربية الفاسدة والظالمة والفاشلة في تحقيق نهضة بلدانها والحركات الإسلامية "الوسطية"، باعتبارها التيار البديل الوحيد لهذه الأنظمة ولكنها في نفس الوقت عجزت عن تحقيق أي تغيير حقيقي لصالح النهضة المنشودة لأوطانها وللأمة وبقيت تراوح مكانها في مواجهة تلك الأنظمة، سواء الاستئصالية التي ترفض وجود الإسلاميين مطلقا أو ذات التوجه الإدماجي التي تريد إبقاءهم ضمن سقوف غير فاعلة أو ربما إفسادهم وانكشافاهم شعبيا لكي يخسروا انتخابيا، وينحصروا اجتماعيا.
توصلت إلى نتيجة عنوانها: "ما بقي شيء نخسره" ناقشتها مع عدد من قادة الحركة الإسلامية، كان آخرهم "أبو العبد ...." . ومفاد هذه النتيجة أنه لو بقينا على ما نحن عليه سيستمر تخلفنا وسيزداد الأمر سوءا وربما ستغرق بلداننا كلها في الفوضى وتتعرض لمزيد من الانقسام والتبعية للاستعمار الحديث، وقد يدوم ذلك عقودا طويلة حتى تنقرض الأجيال الحالية ويستبدلها الله بجيل يكرمه بالاستقامة والفهم والقدرة على التضحية فيتحقق التغيير والنصر وتحرير فلسطين على أيديها.
ولكي تتجنب أجيالنا الاستبدال يجب أن تقع هبة عظيمة في الأمة تكون الحركات الإسلامية في قلبها، تتغير فيها الموازين والأوضاع وتمنح فرصا حقيقية للتغيير، وشرط ذلك بالنسبة للحركة الإسلامية أن ترفع سقف طموحاتها في الإصلاح والتغيير، وأن تتخلى عن الحرص عن المحافظة على مكتسبات سياسية واجتماعية (وربما حزبية وشخصية) لم تصبح مفيدة ولا مجدية بالنظر للرؤية والغايات النبيلة العظيمة التي تأسست من أجلها، وهي تطور الأوطان ونهضة الأمة العربية والإسلامية، وبالنظر كذلك لحالة فقدان الفاعلية التي صارت إليها. لا نقول بأن ما سبق كان كله خسارة، بل أغلبه خير وتوفيق، ولكن انتهى زمنه ولا بد من التجديد.
والانطلاق في مسار "لم يصبح ثمة شيء نخسره" هو الذي سيفتح لنا وللأمة كلها مسارا جديدا عنوانه: "كل شيء سنربحه"، ومما أكدت عليه وقلته لأبي العبد، بحضور السيد رئيس الحركة الأستاذ الأخ عبد العالي حساني شريف والسيد الأمين الوطني المكلف بالقضية الفلسطينية الأخ عبد الغني مصامدة، أن بداية مسار "ما بقي شيء نخسره" يكون في فلسطين بتصعيد غير مسبوق للمقـ.اومة والدخول في مجالات جديدة مؤذية للمحتل وعملائه سيغير الموازين في كل العالم العربي والإسلامي.
لم يظهر أبو العبد التفاعل مع ما كنت أقوله له، ربما من باب المسؤولية، ولم أكن أعلم على الإطلاق بما حدث بعد يومين، ولا أعلم هل كان هو يعلم بما حدث أم لا. ولكن الذي علمته أن أي تفكير خالص لوجه الله ومتجرد للفكرة من أي مسلم عينُه على الهدف الذي نعيش من أجله سيصل إلى نفس التحليل ونفس النتيجة. وقد فعلها أبطال المقاومة، وأثخنوا في العدو، وقلبوا المعادلة، وقد انتصروا مهما كانت نهاية المعركة. وأكدت لي الحدث العظيم الجاري أن ما فكرت فيه صحيحا وأننا دخلنا فعلنا مرحلة جديدة بحول الله.
ستؤدي هذه المعركة بكثير من رواد الإصلاح والتغيير التقليديين لتجديد أفكارهم وتغيير أدائهم ومقارباتهم لتبني مقاربة "المقاومة السياسية والاجتماعية"، لصالح بلدانهم وشعوبهم ولجعل دولهم داعمة للمقاومة ومشاركة في تحرير فلسطين، وقد تبرز تيارات جديدة تعمل بأساليب عصرية متنوعة تؤدي إلى رفع مستوى الوعي الشعبي وإشراكه في حمل أعباء التغيير وبروز نخب متجردة وذات رؤية، وفاعلة، وغير مكبّلة بالمكتسبات التنظيمية والحزبية، وتنتهج طرائق سياسية مرهقة للأنظمة الفاسدة والظالمة والفاشلة، لا هي عنفية يسهل استغلالها ولا هي اندماجية تفقد المصداقية، وتعتمد في الحسم على القوة والإرادة الشعبية وفق قوله تعالى: (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)) إلى أن تقبل الأنظمة في العالم العربي التغيير الحقيقي بالطرق الديمقراطية الرفيقة لمصلحة الجميع أو تزول بالثورات الشعبية السلمية الواعية وبالحراك الشعبي المبارك الذي لا يمكن التحايل عليه أو استغلاله للمحافظة على الأوضاع الحالية البائسة.
هكذا هو الشأن الفلسطيني، هم يضحون ويتألمون ويجوعون ويستشهدون ولكنهم في الأخير سينتصرون، فهم قد استجابوا لأمر ربهم حين أمرهم أن لا يهنوا في ابتغاء القوم، وهم يعلمون بأنهم سيتألمون، ولكن هم يدركون كذلك بأنهم يؤلمون العدو وأن الله معهم وهو يعلم بحالهم، وفي كل شيء له حكمة وأنه سبحانه حسيبهم، حتى وإن تخلى عنهم كل الناس.وعلى الحركات الإسلامية أن تدرك بأن التغيير الحقيقي هو الذي يكون على الأرض في بلدانها، مهما كانت التكاليف والتضحيات، وأن تركيا ستضيق بهم ذرعا حين يكونوا ضعفاء، فمشروعها مشروع علماني قومي مطبع مع إسرائيل، لم يستطع الحكام الأتراك الحاليون، بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، الظهور بعكس ذلك من حيث المنهج، وبغض النظر عن المكسب المهم المتمثل في الحرية التي أعطاها للتدين، وقد كان موقفهم مؤسفا إلى حد الآن من الأحداث الجارية في فلسطين، كما أن الاعتماد على إيران وحدها ـ أقول وحدها ـ لدعم اlلمقاومة رسميا ليس نافعا للقضية ولا للأمة.
إن الذي يجعل التحالف مع هاتين الدولتين الكبيرتين مؤمّنا ونافعا على الدوام حين تصبح دولنا العربية قوية ممكنة، لا تخاف ولا تحتاج إلى الدعم الخارجي، ذات رؤية حضارية بعيدة عن الرؤى السلطوية النفعية المغرورة المتخلفة الفاقدة للسيادة. عندئذ سنقيم تحالفات مع هاتين الدولتين وغيرهما على أساس الندية وفي إطار رؤية حضارية مشتركة.
ولا شك أن انتصارنا في المعركة القائمة الآن في غزة وفلسطين ستضعنا على هذا النهج بحول الله، رغم كل التضحيات.
نعم، ها هي غزة كلها تتعرض لأبشع عدوان، قد جاءتها أمريكا وأوروبا تتحالف مع الكيان ضدها وكأننا في "غزوة الأحزاب".
ولكن ماذا تعني الخسائر التي تتكبدها الشعوب المحتلة في الأرواح وفي الأملاك أمام خيار تحرير بلدانها من الاحتلال؟ ماذا يعني الحصار والتجويع والحرمان من الغاز والكهرباء أمام شرف وأجر الكفاح في سبيل الله من أجل الأرض والمقدسات والحرية والعزة والسيادة؟ ألم نقدم في الجزائر أكثر من نصف تعداد سكاننا طيلة سنوات الاحتلال، آخرها مليون ونصف في الثورة التحريرية المباركة الأخيرة؟ ألم تُحـ.رق قرى بأكملها بالنابالم والقنابل المحـ.رمة دوليا، بسكانها وأشجارها وحقولها وحيوانتها، ماذا بقي في ذاكرة الناس؟
هل بقي شيء من الأسف والندم لدى الجزائريين جراء هذه التضحيات الجسيمة؟ لا أبدا! لم يبق عندهم، جيلا بعد جيل، إلا ذكريات الشرف والبطولة.
وهكذا هو الشأن الفلسطيني، هم يضحون ويتألمون ويجوعون ويستشهدون ولكنهم في الأخير سينتصرون، فهم قد استجابوا لأمر ربهم حين أمرهم أن لا يهنوا في ابتغاء القوم، وهم يعلمون بأنهم سيتألمون، ولكن هم يدركون كذلك بأنهم يؤلمون العدو وأن الله معهم وهو يعلم بحالهم، وفي كل شيء له حكمة وأنه سبحانه حسيبهم، حتى وإن تخلى عنهم كل الناس.
((وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104))) النساء.
إن المقاومة وأهل فلسطين يؤدون الذي عليهم وواجبنا أن نكون معهم بلا توان، ونسأل الله أن يوفقنا في الجزائر لنؤدي الذي علينا دون تقصير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير فلسطين غزة فلسطين غزة مواقف رأي حرب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
كتب-عمرو صالح:
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن ميلاد النبي محمد ﷺ لم يكن حدثًا عاديًا، بل كان إيذانًا ببزوغ عهد جديد للإنسانية، عهد العدل والإيمان، وانتهاء عصور الظلم والطغيان.
وأشار هاشم خلال حلقة برنامج "بيوت النبي" المذاع على قناة "الناس" اليوم الأحد، إلى أن هذا الحدث العظيم جاء مصحوبًا بإرهاصات مبهرة تدل على عظمته، فقد اهتز إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس التي لم تخمد منذ ألف عام، وجفت مياه بحيرة ساوة، كما جاء في الروايات الموثوقة.
وأوضح هاشم أن النبي ﷺ وُلِد يتيم الأب، فقد تُوفي والده وهو لا يزال جنينًا في بطن أمه، فتكفله الله برعايته، كما قال في كتابه الكريم: "ألم يجدك يتيمًا فآوى"، وكانت أمه السيدة آمنة بنت وهب ترى في حملها به ما لم تره أي امرأة، فلم تشعر بثقل الحمل أو تعبه، بل رأت رؤيا بأن هاتفًا يخبرها: "لقد حملتِ بسيد هذه الأمة ونبيها".
وأشار هاشم إلى أن النبي ﷺ عندما وُلِد، لم تكن هناك مرضعة ترغب في أخذه، لأن المراضع كنّ يفضلن الأطفال الذين لهم آباء قادرون على الإنفاق، إلا أن حليمة السعدية، بعد أن لم تجد غيره، قررت أخذه وقال لها زوجها: "خذيه، لعل الله يجعل فيه البركة"، ومنذ أن حملته معها، ظهرت البركة في حياتها، إذ تحركت دابتها بسرعة لم تعهدها من قبل، وامتلأ ضرع شاتها باللبن، وعاش النبي ﷺ في ديار بني سعد ينعم بالخير.
كما أشار هاشم إلى أن حادثة شق الصدر التي وقعت للنبي ﷺ أربع مرات كانت تطهيرًا إلهيًا وإعدادًا لحمل الرسالة، حيث نزل الملك، فشق صدره، واستخرج العلقة التي هي حظ الشيطان، وملأ قلبه حكمةً ورحمة، وكانت هذه الحادثة الأولى في صغره أثناء وجوده في بني سعد، ثم تكررت وهو في العاشرة من عمره، ثم عند نزول الوحي عليه، وأخيرًا في رحلة الإسراء والمعراج، ليكون مستعدًا للقاء ربه في السماوات العلى.
وأكد هاشم أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل برعاية نبيه ﷺ منذ ولادته وحتى وفاته، وكان في كل لحظة من حياته مشمولًا بعناية الله، كما قال تعالى: "والضحى ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى".
وأضاف هاشم أن هذا اليوم العظيم كان بدايةً للرحمة التي أُرسِل بها النبي ﷺ للعالمين، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليكون كما وصفه الله في كتابه العزيز: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
اقرأ أيضًا:
"النقل" تدرس مد الخط الرابع لمترو الأنفاق حتى الحصري
رسميًا.. فرض 15% زيادة على الإيجارات القديمة لهذه الفئة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
أحمد عمر هاشم هيئة كبار العلماء الأزهر الشريف برنامج بيوت النبيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
24 15 الرطوبة: 26% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك