استفسرت النائبة البرلمانية، فاطمة التامني، عن فدرالية اليسار الديمقراطي، رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عن أسباب عدم تفعيل صندوق التضامن ضد الأحداث الكارثية عبر إعلان زلزال الحوز كارثة طبيعية لتعويض الضحايا عن الأضرار التي لحقت بهم جراء ذلك.

وسجلت التامني، في سؤال كتابي موجه إلى رئاسة الحكومة، أنه رغم مرور أزيد من شهر على كارثة زلزال الأطلس الكبير، لم يتم تفعيل صندوق التضامن ضد الأحداث الكارثية عبر إعلان حالة الكارثة الطبيعية، وهو ما سيمكن الأفراد المتضررين الاستفادة من التعويضات المخصصة لهم وفقا لأحكام القانون رقم 110-14.

وطالبت البرلمانية رئيس الحكومة بالكشف عن الأسباب التي أدت إلى عدم تفعيل صندوق التضامن ضد الأحداث الكارثية، حتى الآن، كما استفسرته عن حجم الأموال المتوفرة حاليا في الصندوق وكيفية توزيعها بين مصادر التمويل المختلفة، بما في ذلك مساهمة الدولة والضرائب المفروضة على عقود التأمين منذ إنشاء هذا الصندوق في عام 2016.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

عواقب بيئية منسية وخيمة في الحرب الكارثية

عواقب بيئية منسية وخيمة في الحرب الكارثية

حيدر المكاشفي

ضج المواطنون وتضجروا وجأروا بالشكوى في مناطق متعددة وعلى رأسها العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، من الانتشار الكثيف للبعوض وﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﻮﺵ ﻭﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ والصراصير ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ من ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺍﻟﺰﺍﺣﻔﺔ، التي وجدت ﻓﻲ البيئة التي زادت تدهوراً وتردياً بسبب الحرب ﺍﻟﺤﺎﺿﻦ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻟﺘﻨﺎﻣﻴﻬﺎ ﻭﺗﻜﺎﺛﺮﻫﺎ، ﻭازﺩﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺳوءﺍً ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺋﻪ ﻭأصبح ﻛﺜﺄﻃﺔ ﺯﻳﺪﺕ ﺑﻤﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ تحالف ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻠﻜﺘﻪ ﻣﻊ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﺒﻌﻮﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺓً ﻣﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﻏﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻓﻲ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺘﻤﺔ ﺑﺎﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ بسوء ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﺎﺕ (الملاريا وحمى الضنك والتايفويد) ﻭﺍلإﺳﻬﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ والكوليرا ﻭﺍﻟﻨﺰﻻت ﻭﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻮﻳﺔ ﺍﻟﺦ، ويتضاعف سوء الحال بتحالف جحافل الذباب مع جيوش البعوض بإضافة ما يسببه الذباب وينقله من أمراض، هذه الثنائية المزعجة التي تتناوب النشاط لإقلاق راحة الخلق ومنامهم، فمنذ الصباح الباكر وإلى مغيب الشمس تسيطر جحافل الذباب على الوضع تماماً وتتولى مهمة الإزعاج وتعكير المزاج وإقلاق الراحة، وأزعج ما يسببه الذباب هو تلك الثقالة والرذالة المعروف بها، فمهما هششته وطردته فلن يرعوي بل يعود بإلحاح لاضجارك، ولهذا قيل إنه ما سمي ذبابا إلا لأنه كلما ذبه الإنسان عنه وأبعده فإنه يعود إليه (فالذباب اذا ذُبّ آب)، أما البعوض أجاركم الله فهو يستلم الوردية الليلية من الذباب وتتفنن أنثاه المتخصصة في ايذاء الناس بامتصاص دمائهم، ومضايقتهم بلسعاتها المتكررة وطنينها المزعج، وعادة ما تبدأ غاراتها تحت جنح الظلام وفي أجواء الكتمة مع انقطاع التيار الكهربائي، ومع الإمكانيات الصحية المتدهورة أصلاً والتي زادت ضعفاً وهشاشة بفعل الحرب، ازداد الحال ولا شك سوءاً مضاعفاً على سوئه المعلوم.. وللأسف رغم هذا الوضع المزعج الممرض لم نشهد أي تحرك فعلي ذا أثر حتى الآن لمكافحة الذباب والبعوض والحشرات ما ينذر بخطر كبير..

ما ذكرناه أعلاه هو غيض من فيض ما تسببه الحرب من كوارث وأخطار وعواقب وخيمة على البيئة والإنسان والحيوان والنبات، فمن المعلوم بالبداهة أن أيما حرب لها أضرار كارثية وعواقب وخيمة على البيئة، ولنأخذ حرب السودان مثالاً، فالحرب التي دخلت عامها الثالث وما تزال مثل جهنم تقول هل من مزيد للدمار والهلاك، قد فعلت فعلها في المجتمعات والأسر، وعطلت تنمية النسيج الاجتماعي والاقتصادي بل زادتهما هلهلة وتدهوراً، وخلّفت آثاراً جسدية ونفسية طويلة المدى على الأطفال والكبار، فضلاً عن انخفاض رأس المال المادي والبشري ، ولم يكن عدد القتلى الذين تساقطوا زرافات ووحدانا بألالوف سوى قمة جبل الكوارث والإحن والمحن، فالحرب إنما هي آلة ومشروع للموت والدمار وليس للحياة والإعمار، فوفقاً لدراسات متخصصة ومتعمقة (كاتب هذا المقال يحمل درجة الماجستير في البيئة ومهتم بشؤونها وقضاياها)، تتسبب الحرائق والانفجارات المصاحبة للحرب، والغازات والأدخنة المنطلقة مع الذخيرة والمقذوفات مع وجود كميات كبيرة من العناصر الكيميائية الثقيلة والشظايا والدانات وغيرها من مقذوفات غير المتفجرة، تتسبب في تلوث الماء والهواء والتربة، هذا غير تدميرها للبنية التحتية المدنية والصناعية، فالحرب دمرت مناطق صناعية كثيرة داخل وحول العاصمة الخرطوم، في بحري وأمدرمان وجياد والباقير وهي منشآت صناعية تتمثل خطورتها في أنها تقع بالقرب من المناطق السكنية، وتحتوي مخازنها على مواد كيميائية ومواد خام تعرضت للتدمير والحرق، وتسربت إلى التربة ومصادر المياه. ولعل ذلك ما يفسر حالات التسمم بالمياه التي وقعت بالفعل، إضافة إلى تدمير بعض المصانع العسكرية وتسرب مواد عالية الخطورة منها قد تمتد آثارها إلى سنوات طوال، مما يؤدي في المحصلة إلى تسرب مواد كيميائية خطرة وزيوت إلى مصادر المياه العذبة؛ مما يؤدي بدوره إلى تلوث المياه وأيضاً هناك التلوث الناجم عن الجثث المتحللة غير المدفونة، والذي يتسبب في تدهور نظام الصحة العامة، هذا من جهة مناطق زون الحرب التي تشهد عمليات عسكرية، أما من جهة المناطق التي شهدت عمليات نزوح كثيفة، فقد تمثلت الأضرار والعواقب في زيادة إنتاج النفايات والصرف الصحي في مكبات وبرك في الشوارع والأسواق والأحياء والمرافق الصحية؛ مما تسبب فعلياً في انتشار الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والتايفويد بصورة كبيرة. كما ازدادت أعداد المرضى بالأمراض التنفسية والصدرية نتيجة للتخلص من النفايات بواسطة الحرق. وانتشار الإسهالات المائية بصورة كبيرة على مستوى مراكز الإيواء نسبة لانعدام أبسط مقومات النظافة. وتفاقم الوضع مع انهيار النظام الصحي ومحدودية الإمدادات الطبية في الولايات.. وبعد.. هذه إشارات للعواقب البيئية الكارثية التي تسببت وماتزال تتسبب فيها الحرب، وهي للأسف رغم خطورتها وكارثيتها ماتزال منسية وتجد التجاهل التام..

الوسومأم درمان التايفويد الحرب السودان الملاريا حمى الضنك حيدر المكاشفي

مقالات مشابهة

  • شهيد: حجج الحكومة للدفاع عن خياراتها السياسية ضعيفة ويطغى عليها التسويف والتبرير
  • البرلمان يحيل 13 تقريرًا من لجنة الاقتراحات والشكاوى إلى الحكومة
  • الحكومة: إنجاز غير مسبوق في الإنفاق على الحماية الاجتماعية منذ 10 سنوات
  • مساءلة وزير التربية بخصوص هدم مدرسة بالرباط وتفويتها لبناء مركز تجاري
  • البرلمان يوافق علي طلب الحكومة بإعادة المداولة على مواد بمشروع قانون العمل
  • البرلمان يستغرب تأخر الحكومة في إرسال جداول موازنة 2025
  • نصية: محافظ المركزي فضّل صندوق النقد على البرلمان.. وهذا خطر على السيادة
  • دعم الصناعات الريفية.. صندوق بقيادة وزيرة التضامن لتمكين الأسر للخروج من الفقر
  • عواقب بيئية منسية وخيمة في الحرب الكارثية
  • المخطئ يُحاسب.. محمود فوزي: الحكومة ملتزمة بتوصيات البرلمان بشأن الحساب الختامي