نائحة أحزن من الثكلى.. لماذا غرقت فرنسا في حزنها على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
بعينين ذابلتين، ووجه عابس، ولباس أسود لم يعتده المتابعون إلا في أيام الحزن والحداد، خرجت المذيعة الفرنسية الشهيرة "آن كلير كودراي" على قناة "تي إف 1" (1) متحدثة عن مجموعة من "الشباب البريء" الذي كان يرقص ويلهو، قبل أن ينتزعه مقاتلو المقاومة من هذا الجو الاحتفالي. تتركنا آن كلير مع "تقرير مُصور" يحكي فيه شابان من أصول فرنسية عن "الكابوس" الذي عاشاه، بينما نرى أسرة إسرائيلية تحتضن ابنتها المتأثرة وهي تتحدث عن الذين لم يتمكنوا من النجاة من هذا "الغزو المباشر"، حسب قولها.
لم تبذل قناة "تي إف 1" خلال نشرتها الإخبارية التي تُعد موعدا لا غنى عنه بالنسبة لعديد الأسر الفرنسية أي جهد يُذكر لمحاولة الظهور بمظهر الحياد، فقد كانت الصورة تقول شيئا واحدا، هؤلاء مجموعة من "المسالمين" هاجمهم فصيل "إرهابي" اسمه حماس، فيما لم يُشَر لا من قريب ولا من بعيد إلى أي شيء يدين إسرائيل التي تحتل أراضي الفلسطينيين وتفرض عليهم الحياة في سجن كبير، وهو توجه بدا أنه محل إجماع من الإعلام في فرنسا والغرب بشكل عام.
"عوار" الإعلام الفرنسي صُدم الإعلام الفرنسي كغيره من وسائل الإعلام الغربية مما حدث فجر السابع من أكتوبر، لكنه وجد حرية أكبر في تحديد خطِّه التحريري متحررا من ضرورة البحث عن الموضوعية التي كانت تُحرجه سابقا. (الصورة: الفرنسية)
من المؤكد أن ما حدث فجر السابع من أكتوبر كان صادما للجميع، بداية من الاستخبارات الإسرائيلية التي كانت تقول إنها لا تخفى عليها خافية، وانتهاء بالمتابعين للشأن الفلسطيني من أقصى الأرض إلى أقصاها، بعدما تمكنت المقاومة من الدخول إلى قلب الأراضي المحتلة وتحقيق جميع أهدافها من العملية، بل والعودة بعدد غير معلوم من الأسرى الذين يُشكِّل الفرد الواحد منهم قضية رأي عام في دولة الاحتلال، وما قضية الجندي جلعاد شاليط عنا ببعيد (2).
صُدم الإعلام الفرنسي كغيره من وسائل الإعلام الغربية مما حدث، لكنه وجد حرية أكبر في تحديد خطِّه التحريري متحررا من ضرورة البحث عن الموضوعية التي كانت تُحرجه سابقا، فانتشر المحللون الإسرائيليون أو الموالون لإسرائيل في القنوات التلفزيونية وبرامج "التوك شو"، فيما فتحت المواقع الصحفية نوافذها للكتاب والمُحللين الناقمين على المقاومة والداعمين لإسرائيل لدرجة تُجاوِز انحيازات الإسرائيليين أنفسهم في بعض الأحيان.
لم يكن هنالك طريقة لجذب انتباه المتابع الفرنسي وربطه بما يحدث في فلسطين المحتلة أفضل من الحديث عن الفرنسيين الذين طالتهم الأحداث، فقد ركز موقع "لاكروا" (3) في مقال نشره بعد صدور الأرقام الأولى لنتائج عملية "طوفان الأقصى" على كلام وزير الخارجية الفرنسي الذي أعلن انقطاع أخبار 14 مواطنا يحملون الجنسية الفرنسية من بينهم طفل يبلغ من العمر 12 سنة واصفا الوضع "بالمقلق للغاية". واعتبر الوزير الفرنسي أن هذه المعطيات قد تشي بأن بعض الإسرائيليين الفرنسيين قد وقعوا بالفعل أسرى لمقاتلي المقاومة الفلسطينية.
في السياق نفسه نُشِر مقال لصحيفة "لوباريزيان" (4)، وركَّز بشكل أكبر على الطفل المختفي، فقد استهلت الصحفية مقالها بجملة تكشف التوجه العام في البلاد، حيث قالت: "ليس لفظائع حماس أي سن"، قبل أن تتحدث عن الطفل "إيتان" الذي كان يعيش في مستوطنة "نير أوز" قبل "اختطافه من طرف الإرهابيين" على حد تعبير لوباريزيان، حيث كان مع أسرته التي تحمل الجنسية الفرنسية أيضا داخل المنزل الذي اقتحمه رجال القسَّام.
بدأ الإعلام الفرنسي التسويق لما يحدث على أنه نسخة ثانية من أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، بحماس تجاوز الإسرائيليين أنفسهم، كما حدث مثلا أثناء استضافة "رافايل موراف"، القائم بأعمال إسرائيل في فرنسا على قناة "بي إف إم" الإخبارية (5)، الذي أبدى تحفظا على اعتبار هجوم حماس بمنزلة نسخة ثانية من هجوم القاعدة على الولايات المتحدة. في السياق نفسه، أُجري حديث مع "عامي آيالون" (6)، رئيس جهاز الشاباك السابق، الذي رد على سؤال من صحيفة "لو فيغارو" حول يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول وهل يُمكن اعتباره بمنزلة 11 سبتمبر إسرائيلي، إذ قال الرجل إن الحدث أشبه بما حدث قبل 50 سنة في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول، حينما فاجأت مصر وسوريا دولة الاحتلال بهجوم مباغت. وبالنفس الهجومي ذاته، فتحت صحيفة "لوموند" العريقة صفحاتها لـ"إيلي بارنافي"، السفير الإسرائيلي السابق لدى فرنسا، الذي شن هجوما يُشبِّه فيه المقاومة الفلسطينية بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" (7).
توجه رسمي صهيوني
قد لا يتفاجأ متابعو الشأن الداخلي الفرنسي بوحدة الصف التي اتسمت بها الطبقة السياسية المحلية في إخلاصها لإسرائيل منذ اندلاع الحرب الدائرة حاليا، فلم يعد سِرًّا أن الأفكار اليمينية انتشرت وسط التيارات السياسية الفرنسية، من اليمين المتطرف الأب الروحي لهذه الأفكار، حتى اليسار الكلاسيكي الذي لم تختلف مواقفه كثيرا عن زملائه في المشهد السياسي. وقد بدأ التنديد من رأس السلطة في فرنسا حاليا، الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي أعلن (8) عن شجب قاطع للهجوم الذي تعرضت له دولة الاحتلال. لم يكن موقف الرئيس الفرنسي مفاجئا، فقد عمل ماكرون في أكثر من مناسبة للإبقاء على العلاقات الجيدة مع إسرائيل، واجتهد في ذلك أيما اجتهاد.
حضرت فرنسا دائما في البيانات الغربية المنددة شكليا بالتوسعات الإسرائيلية، وضم الأراضي وبناء المستوطنات، وهو أمر يُعد "جريمة حرب" وفقا للقانون الدولي، لكن هذا الحضور يُعد صوريا إذا ما نظرنا إلى الوقائع على الأرض، ومدى استعداد باريس للتحرك فعليا لوضع حدٍّ لهذه الممارسات. يسير ماكرون على نهج سلفه هولاند نفسه الذي كان "يشعر بحزن بسبب عدم قدرته على إيجاد الكلمات الكافية المُعبِّرة عن حبه العميق لإسرائيل" على حد قوله (9). لم يحاول الرئيس الفرنسي أبدا التأثير على التوجهات المتطرفة لنتنياهو عبر تبني عقوبات حقيقية نتيجة عدم احترام تل أبيب القانون الدولي، عكس ما يحدث مع روسيا مثلا، كما تبنَّى الرئيس الفرنسي الخطاب الإسرائيلي الذي يعتبر انتقاد الصهيونية وإسرائيل معاداة للسامية.
مرَّ هذا الدعم الكبير من الإليزيه إلى النخبة السياسية قاطبة. ففي يوم الاثنين الماضي، تجمع نحو 16 ألف شخص في باريس في مسيرة "أصدقاء إسرائيل" للمطالبة بتحرير الأسرى الإسرائيليين والهتاف بـ"حياة إسرائيل" وبقدرتها على "تدمير الإرهاب". وتزعَّم هذه المسيرة التضامنية كلٌّ من "يائيل براون بيفيه"، رئيسة البرلمان الفرنسي، و"أوليفيه فيران"، الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، و"ستانيسلاس غيريني"، وزير الخدمات العامة، وعدد من الشخصيات الرسمية الأخرى من رؤساء أحزاب ووزراء سابقين وعلى رأسهم الرئيس السابق "نيكولا ساركوزي" والوزير الأول السابق "مانويل فالس" (10).
تشابهت البلاغات المختلفة التي صدرت عن الأحزاب السياسية المختلفة بالإدانة طبعا لما سمّته "إرهاب" حماس، فقد قال "إيريك سيوتي"، زعيم حزب الجمهوريين (اليميني الكلاسيكي)، إن على فرنسا دعم الدولة العبرية التي تُعد الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. أما يسارا، فقد اعتبر "أوليفيه فور"، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، بأن الإرهاب لا علاقة له بالعدالة، وفي السياق نفسه أكدت "آن هيدالغو"، عمدة مدينة باريس والمرشحة السابقة للرئاسة عن الحزب الاشتراكي، دعمها الكامل لإسرائيل، في حين "تزيَّن" برج إيفيل بأعلام دولة الاحتلال (11).
برج إيفيل مضاء بأعلام دولة الاحتلال. (الصورة: الفرنسية)يبقى موقف اليمين المتطرف الأكثر غرابة على الإطلاق، حيث قالت "مارين لوبان"، زعيمة اليمين الشهيرة، إن الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل تعوق خطوات إيجاد حل للسلام (12)، أما "إيريك زمور"، اليميني المتطرف وزعيم حزب "الاسترداد"، فطالب بفتح جسر جوي بين فرنسا وإسرائيل لإجلاء الإسرائيليين من حاملي الجنسية الفرنسية، داعيا إلى حل جميع الجماعات المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية في فرنسا، وحظر "الإخوان المسلمين"، رغم عدم وجود أي حضور رسمي للجماعة في البلاد (13).
يحدث ذلك رغم أن الخلاف كبير -كما يُفترَض- بين اليهود واليمين المتطرف الفرنسي، فمارين لوبان هي ابنة "جون ماري لوبان" الذي اعتبر الهولوكست "مجرد تفصيلة" في الحرب العالمية الثانية، وزِمُّور اليهودي يدافع عن الجنرال "بيتان"، أحد أهم حلفاء النازيين أثناء احتلالهم لفرنسا، الذي سلَّم أعدادا من يهود البلاد إلى رفاق هتلر. بيد أن كل هذا العداء الظاهر لم يمنع من الاصطفاف خلف إسرائيل، فقد حضر حزب لوبان في المسيرة التي نظمها المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، فيما استُقبِل زمور، الذي أعلن سابقا أنه يفضل النازية على الإسلام، استقبال الفاتحين (14).
ليكود فرنسا
قد يتطلب الأمر شهورا أو سنوات للوصول إلى تفسير واقعي وحقيقي للدعم الكبير الذي تحظى به إسرائيل في فرنسا على المستوى الرسمي، لكن لا يمكن الحديث عن هذا الدعم دون الإشارة إلى المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) ووزنه الكبير داخليا. لقد تأسس هذا المجلس عام 1944، وبعد إعلان قيام دولة الاحتلال، حاول الابتعاد عن الدعم المباشر لإسرائيل مكتفيا بدوره الأساسي وهو رعاية أحوال الجالية اليهودية في فرنسا. لكن مع مرور السنوات تغيَّر كل شيء وأضحى الدعم الكبير لإسرائيل خطا رئيسيا لـ"كريف"، وهو ما أكده رئيسه السابق "فرانسيس كاليفا" في تصريح سابق له قال فيه: "نحن لسنا سفارة ثانية لدولة إسرائيل، ولسنا لوبي، رغم أن الدفاع عن إسرائيل وشرعيتها يظل في قلب انشغالاتنا" (15).
"فرانسيس كاليفا" الرئيس السابق للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف). (الصورة: شترستوك)يضم "كريف" 73 جمعية يهودية، أي تقريبا جميع الحضور اليهودي الفرنسي في البلاد، حيث يسهر على تنظيم جميع الفعاليات الخاصة بالجالية اليهودية. أما سياسيا، فقد انحاز المجلس اليهودي بوضوح للحكومات اليمينية في إسرائيل وأصبح "ليكود فرنسا" على حد وصف سفير فرنسي سابق في إسرائيل (16). ولذا فإن أي انتقاد ولو بسيط للحكومة الإسرائيلية يجعل المتكلم عُرضة لاتهامات خطيرة بمعاداة السامية، تلك التهمة التي قد تُنهي المسار السياسي لأي شخصية وتجعلها منبوذة في المجال العام الفرنسي.
دخل "كريف" في صدام قوي مع "جون لوك ميلانشون"، رئيس حزب فرنسا الأبية (أقصى اليسار) بعد تغريدة للأخير قال فيها إن المجلس اليهودي يفرض على الجميع التعاطف مع حكومة اليمين المتطرفة بإسرائيل، ويعوق عملية إيقاف إطلاق النار التي تحصد أرواحا على الجانبين، ويعرقل السعي وراء السلم الذي يريده الفرنسيون. لم يأتِ هذا الكلام دون رد طبعا، فقد وصف "كريف" ميلانشون بأنه "عدو الجمهورية الفرنسية" (17)، حيث قال "يوناتان عرفي"، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية، في تصريحات صحفية إن ميلانشون اختار عدم التضامن مع إسرائيل وإعطاء شرعية للإرهاب بوضع الطرفين على قدم المساواة. ومن جهتها، وصفت "إليزابيث بورن"، الوزيرة الأولى الفرنسية، تصريحات خصمها السياسي بـ"الدنيئة"، معبرة عن عدم استغرابها من موقف حزب فرنسا الأبية الذي لطالما كان معروفا بمواقفه المعادية للصهيونية وهو ما يُعد، حسب المتحدثة نفسها، نوعا من أنواع معاداة السامية.
————————————————————————————–
المصادر "J’ai vu par la fenêtre, certains sont morts" Israël, des jeunes pris au piège lors d’une rave party جلعاد شاليط.. الثمن الباهظ لصفقة تبادل تخشى إسرائيل تكرارها Guerre Hamas-Israël : siège de Gaza, plus de 1 400 morts… Le bilan du 3e jour Eitan, 12 ans et demi, enlevé par le Hamas : ce que l’on sait du mineur français disparu en Israël Opération "déluge d’Al-Aqsa" du Hamas: l’interview de R. Morav, chargé d’affaires d’Israël en France Attaque du Hamas: l’ex-patron du renseignement intérieur israélien livre son analyse au Figaro Elie Barnavi : « L’attaque du Hamas résulte de la conjonction d’une organisation islamiste fanatique et d’une politique israélienne imbécile » Israël-Hamas : Emmanuel Macron s’exprime إيمانويل ماكرون إلى جانب الفاشيين الإسرائيليين Attaque du Hamas : environ 16 000 personnes ont défilé à Paris pour soutenir Israël, selon la police المصدر السابق المصدر السابق ATTAQUES DU HAMAS: POUR ZEMMOUR, "LE COMBAT D’ISRAËL EST CELUI DE NOTRE CIVILISATION" A la marche en soutien à Israël, le RN et Zemmour accueillis à bras ouverts Le CRIF au bord de la crise d’Israël المصدر السابق Israël : Jean-Luc Mélenchon est un «ennemi de la République», estime le président du Crif Attaque du Hamas en Israël : Elisabeth Borne fustige la réaction de LFI, Mélenchon juge qu’elle se «déshonore»المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإعلام الفرنسی الیمین المتطرف دولة الاحتلال التی ت ما حدث
إقرأ أيضاً:
ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
شاركت طائرات إف-35 سي المنتشرة على متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن الموجودة في بحر العرب، في أحدث سلسلة من الضربات الجوية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون في اليمن- حسب ما أفادت صور وزعتها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) يوم الثلاثاء.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشارك فيها هذه الطائرات المتطورة في هجمات ضد الحوثيين، وسبق أن هاجمت قاذفات B2 الشبحية للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية محافظات الحديدة وصنعاء وعمران وصعدة بأكثر من 25 غارة جوية.
وأعلن الحوثيون يوم الثلاثاء مهاجمة حاملة الطائرات لينكولن وسفن بحرية أمريكية أخرى، واعترف البنتاغون بتعرض قواته للهجوم من الحوثيين لكنه قال إنه تصدى للهجمات. وهو اعتراف نادر من الدفاع الأمريكية بتعرضها للهجمات من الحوثيين.
كيف سيتعامل ترامب مع حرب اليمن والحوثيين؟فما الذي نعرفه عن المقاتلة الأمريكية اف -35؟
الطائرة التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن”، تُعد المقاتلة الأكثر تقدماً في الترسانة الأميركية، إذ تم بالفعل صناعة أكثر من 972 طائرة حربية، ويجري التخطيط لإنتاج أكثر من 3500 طائرة أخرى على مستوى العالم.
وتعتمد وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” على خدمات “F-35” منذ عقود، كمقاتلة أساسية لكل من الولايات المتحدة ومجموعة من الحلفاء، تماماً مثل الدور الذي شغلته لعقود مقاتلة “F-16 Flying Falcon”.
وهي أول طائرة حربية في التاريخ تقوم بالتحليق من الأرض إلى الجو بشكل عمودي، بدون الحاجة إلى مدرج، وفقا لموقع المقاتلة على الإنترنت.
صاروخ الموجه جو-أرض (JASSM) الذي تم إطلاقه أثناء الاختبار. AFP PHOTO/US AIR FORCE (Photo by US AIR FORCE / USAF / AFP)وتتمتع الطائرة، أيضا، بخاصية “الإقلاع القصير” التي تمنحها القدرة على حمل حمولات أكبر والإقلاع من مدرج قصير للغاية.
تمثل مقاتلة F-35 الأسرع من الصوت والمتعددة الأدوار قفزة نوعية في قدرة الهيمنة على الهواء والقدرة على التواجد والبقاء في بيئات جوية معادية.
تسمح مقاتلة F-35 للطيارين باختراق أي منطقة من دون أن يتم رصدهم. وقد تم تصميم الطائرة F-35 مع وضع ساحة المعركة بأكملها في الاعتبار.
وظهرت المقاتلة إلى العلن أول مرة خلال طيران تجريبي عام 2006، وسلمت أول نماذج الطائرة إلى الجيش الأميركي عام 2010 لكنها دخلت الخدمة رسميا عام 2015.
خلال هذه الأعوام كانت الشركة المصنعة تختبر وتحلق بالموديلات الأكثر حداثة من الطائرة، F35 A و B و C والمصممة خصيصا للعمل مع أفرع محددة من القوات المسلحة.
ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن بإمكان الاضطلاع بتنفيذ المهام، التي كانت تقوم بها عادة عدة طائرات متخصصة مثل: القتال الجوي والقصف جو – أرض وعمليات الهجوم الإلكتروني والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
ويمكنها اكتشاف مركبات وطائرات العدو قبل وقت طويل من رصدها، حيث صمم شكلها الخارجي ومنصات الأسلحة والوقود وأجهزة الاستشعار المدمجة لتحقيق أقصى أداء للتخفي.
يستطيع الطيار من خلال الخوذة المتطورة التي يرتديها البقاء على معرفة تامة بما يجري في ميدان المعركة لعشرات الأميال، حيث تستطيع رادارت الطائرة المتطورة التقاط وتحليل بيانات المركبات المعادية واستهداف العديد منها في وقت واحد. وتبلغ قيمة الخوذة وحدها 400000 دولار.
خوذة الطيار في اف-35 REUTERS/Gary Cameronيمنح محرك الطائرة المتطور مسافة تحليق أطول بـ30 بالمئة مقارنة بالنماذج السابقة، كما إنها تمتلك نظام أسلحة من الجيل الخامس JASSM القادر على تحطيم الأهداف بدقة من مسافات كبيرة تجعل الطائرة آمنة ضد نظم الدفاع الجوي.
وتصف شركة لوكهيد مارتن النظام بأنه “أول صواريخ كروز” المحمولة جوا التي صنعتها.
مواصفات المقاتلة هي التالية:
عدد أفراد الطاقم: 1
قمرة قيادة: 1
الطول: 15.7 متر
السرعة القصوى: 1.6 ماخ (1930 كلم/ساعة)
المسافة بين جناحيها: 10.7 متر
نصف قطر الدائرة القتالية: 1135 كلم
المدى: 2220 كم بالوقود الداخلي
أقصى سعة للوقود: 8382 كلغ.
المصادر: وسائل إعلام أمريكية