تقرير أمريكي: حماس تحصل على تمويل عبر العملات الرقمية المشفرة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، في تقرير جديد لها، أن حركة حماس الفلسطينية المصنفة على قوائم الإرهاب في أميركا وعدد من الدول، "تحصل على تمويل" من قبل أشخاص أو جهات، "باستخدام العملات الرقمية المشفرة عبر الإنترنت".
وحتى قبل أن تشن حماس هجوما مفاجئا على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كان مسؤولو وزارة العدل الأميركية يتابعون تحقيقا جنائيا في استخدام الجماعة المسلحة للعملات المشفرة، من خلال "غاسلي أموال مزعومين"، حسبما علمت شبكة "سي إن إن".
ويمثل استخدام حماس للعملات المشفرة واحدة من الطرق العديدة التي سعت بها الجماعة - التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية - لجمع الأموال دون التعرض للعقوبات.
وقال يايا فانوسي، المحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وهو الآن زميل في مركز الأمن الأميركي الجديد: "لا توجد طريقة تمويل واحدة لحماس أو غيرها من المنظمات الإرهابية".
وأضاف: "إنهم انتهازيون ومتكيفون"، واصفا الجهود المبذولة لمنع تدفق الأموال لمثل هذه المنظمات بـ "لعبة القط والفأر المستمرة".
وفي ظل سعي الحكومات إلى مراقبة مثل هذه المعاملات المالية، أعلن الجناح العسكري لحماس في أبريل، أنه "سيتوقف عن جمع الأموال بعملة البيتكوين الرقمية"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ومع ذلك، من الواضح أن حماس لم توقف مثل هذه الجهود تماما، إذ أعلنت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء، عن تجميد حسابات إضافية بالعملات المشفرة، يُزعم أن الحركة استخدمتها لجمع الأموال خلال هجومها الأخير، وفق "سي إن إن".
وبصرف النظر عن البيتكوين، فإن محافظ العملات المشفرة التي قالت السلطات الإسرائيلية إنها مرتبطة بحماس، تشمل إيثر وريبل وتيثر وغيرها.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنه "من غير الواضح حجم الأموال التي تلقتها حماس بالعملات المشفرة، لكن هناك أدلة على أنها جمعت مبالغ كبيرة".
وقال الرئيس التنفيذي لبرنامج تحليلات العملات المشفرة "بت أوكي"، ديمتري ماتشيخين، إن "السلطات الإسرائيلية ضبطت ما يقرب من 41 مليون دولار بين عامي 2020 و2023"، وهو ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قبل يومين، للمرة الأولى.
وقالت "وول ستريت جورنال" في تقريرها، إن حماس "سعت علنا إلى جمع الأموال بالعملات المشفرة منذ عام 2019 على الأقل، عندما بدأت كتائب القسام - الجناح العسكري للحركة الفلسطينية - تطلب من مؤيديها تقديم أموال بعملة البيتكوين".
وزعمت الجماعة أنها تلقت "حوالي 30 ألف دولار من عملة البيتكوين في ذلك العام".
وفي حديث لشبكة "سي إن إن"، قال الباحث في شركة التحليلات المتخصصة بالعملات الرقمية "إلبتك"، أردا أكارتونا، إن حماس من بين "أنجح جامعي الأموال من خلال الأصول المشفرة حتى الآن".
وأشار أكارتونا إلى أن "تتبع العملات المشفرة المرتبطة بحماس كان معقدا، بسبب اعتماد الجماعة على عناوين (الاستخدام الواحد) للمحفظات التي يتم إنشاؤها لكل متبرع فردي، إلى جانب عمليات تبادل الأموال غير المشروعة التي تحوّل الأصول الرقمية إلى نقدية بشكل مجهول دون سجلات".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي امريكا حماس العملات المشفرة سی إن إن
إقرأ أيضاً:
العملات الرقمية والتسويق العاطفي
تشهد العملات الرقمية ارتفاعات كبيرة في أسعارها خلال الفترة الحالية، مما يجعلها موضوعًا رئيسًا في نقاشات المجالس، وتثير اهتمامًا واسعًا بين المستثمرين والمضاربين وحتى الشركات والحكومات حول العالم، هذا الارتفاع قد يكون نتيجة لندرة بعضها وزيادة الثقة فيها، والذي أدى إلى زيادة عدد مُلاكها، كما أن طبيعتها المرتبطة بتقنية سلاسل الكتل “blockchain”، التي تحتفظ بسجل معاملات لامركزي (لا يمكن انتهاكه من الناحية النظرية) جعلتها أكثر جاذبية ومتاحة للجميع، مما قد يفتح فرصًا جديدة لقبولها كوسيلة معتمدة للدفع حول العالم، وربما تعزز من تجربة التسوق الإلكتروني عبر تقديم خيارات دفع متنوعة وسهلة.
الارتفاع السريع في أسعار العملات الرقمية ولّد شعورًا لدى المستثمرين بالخوف من فقدان فرصة الربح، مما يشجعهم على اتخاذ قرارات شراء متسرعة، فالخوف والطمع هما عاملان مؤثران في قرارات الاستثمار: الأول يتعلق بالقلق من خسارة الأموال، والثاني يتمثل في السعي لتحقيق مزيد من المكاسب.
في سياق التسويق العاطفي، يمثل الخوف من فوات الفرصة أو ما يُعرف اختصارًا بـ”FOMO” (Fear Of Missing Out) شعورًا لا يقتصر على الشراء فحسب، بل يعكس قلق الإنسان من تفويت أي أمر قد يستمتع به الآخرون، وقد كتب عنه “دان هيرمان” المختص بالتسويق الاستراتيجي عام 1996، حيث لاحظ أن المستهلكين يخشون تفويت فرص شراء منتجات جديدة، ويفرحون عند اغتنامها، هذا النوع من التسويق يخلق حالة من الهوس الجماعي تدفع المشترين إلى ضخ أموالهم بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
قد يحقق الخوف من فوات الفرصة مكاسب كبيرة لبعض المستثمرين إذا نجحوا في الشراء مبكرًا والخروج قبل بداية التراجع في الأسعار. ومع ذلك، لنا في “فقاعة الدوت كوم” عِبرة ودرس، ففي تسعينيات القرن الماضي تدافع المستثمرون لشراء أسهم شركات التقنية خوفًا من تفويت فرصة تحقيق أرباح طائلة، ولكن عند بدء هبوطها، دفعهم أيضًا خوفهم من الخسارة إلى عمليات بيع كبيرة أدت إلى انهيار الأسعار، فكما يُقال في الاقتصاد “رأس المال جبان”.
ولكن قد تكون الظروف اليوم مختلفة، خصوصًا مع عزم الرئيس المُعاد انتخابه في بلاد العم سام، على القيام بتنظيم وتشريع العملات الرقمية، وتعيينه “ديفيد ساكس” في منصب “قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة”، بالإضافة إلى استمرار الحديث عنها في الأخبار، عزز ذلك التسويق غير المباشر لها وساهم في ترويجها عبر زيادة الثقة فيها.
رغم ذلك، تواجه العملات الرقمية تحديات كبيرة، مثل: التقلبات الحادة في الأسعار، وغياب التشريعات واللوائح التنظيمية، والمنافسة الشرسة بين عشرات العملات الرقمية التي تظهر لنا كل فتره نوع جديد منها بشكل متكرر، كذلك معاناتها من السمعة السيئة بسبب تعرض بعض مستخدميها لعمليات احتيال، وإمكانية استخدامها أيضًا في عمليات شراء مشبوهة وغير قانونية التي تجعل منها مخاطرة عالية. بالتالي ينبغي دراسة الاستثمار فيها بعناية فائقة، خاصة في العملات الرقمية التي تشهد صعودًا كبيرًا وتزاحماً من المستثمرين في وقت قصير، كما من الضروري تحديد أهداف استثمارية واضحة واختيار استراتيجيات تدعمها مع التركيز على المدى البعيد.
التسويق يلعب دورًا محوريًا في ارتفاع أسعار العملات الرقمية، سواء من خلال تعزيز الثقة، التأثير النفسي، أو خلق الزخم الإعلامي، ولكن في الجانب الآخر ينبغي على المستثمرين توخي الحذر وفهم الأسس التقنية والاقتصادية لأي عملة رقمية قبل اتخاذ قرارات الاستثمار، أو أن يتم الاتبعاد عنها (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
علي محمد الغامدي – جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب