عربي21:
2024-10-02@04:23:23 GMT

مفاجأة السابع من تشرين وما بعده

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

أيّ يوم هو هذا اليوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، 2023، وأيّ سابع من تشرين الأول لعام 2023 بين نظائره الفائتات والآتيات من تشارين وسنين. ولولا الحذر من المبالغة، كما لولا شبهة التقليل من حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973، عندما أطاح الجيش المصري بخط الدفاع الصهيوني بارليف، وعندما اكتسح الجيش السوري الجولان عابراً إلى أرض فلسطين، لقلت من عقود وقرون.



قليلون في ذلك الزمن قدّروا أعلى تقدير تلك الحرب، التي مال الكثيرون إلى اعتبارها "حرب تحريك" وليس "حرب تحرير". وقد أسهمت سياسات الرئيس المصري أنور السادات، في الإنقاص من أهميتها، وذلك بالرغم من الزلزال الذي أحدثته في الجيش الصهيوني والقيادة السياسية، لا سيما بعد أن ذهب السادات بذلك النصر إلى عقد المعاهدة "المصرية- الإسرائيلية" الكارثية على مصر وفلسطين وأمة العرب.

لذلك في اليوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ذهب الكثيرون إلى تشبيه ما أحدثه من زلزال في الكيان الصهيوني، بالزلزال الذي أحدثه السادس من أكتوبر في حرب العاشر من رمضان 1973. وهو تشبيه يمكن إذا حصر أثره في اليوم الأول، وليس أثره المستقبلي للسنوات التالية له. فالشبه بين الزلزالين في اليوم الأول، وما تلاه من أيام يظل ممكناً، ولكن الفارق يجب أن يُقرأ اليوم في موازين القوى، واختلافها بين الموعدين، أو المرحلتين والقيادتين.

وهنا يجب التأكيد على تراجع القوة الأمريكية ونفوذها عالمياً، وذلك بالرغم من الموقف نفسه الذي اتخذته في نصرة الكيان الصهيوني ودعمه، فضلاً عن تأثيرها الهائل على أنور السادات، وموقفه المتهافت إلى حد التهالك وراءها، الأمر الذي يوجب التوقف عن المقارنة من أجل فهم أعمق للسابع من أكتوبر الراهن (2023).

الساعة السادسة من صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر انطلق صوت محمد ضيف، القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، معلناً عن عملية عسكرية أطلقها الجناح العسكري لحركة حماس انطلاقاً من قطاع غزة باتجاه الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي اشتهرت بغلاف غزة من المستوطنات المحتلة عام 1948. وقد حملت عنوان "طوفان الأقصى"، ليرمز إلى ما هو أبعد من القضية الفلسطينية.

وقد ابتدأت العملية بإطلاق خمسة آلاف صاروخ، وبضربة سيبرانية شوشت على أجهزة الاتصال لقوات الاحتلال، بينما تمت عمليات اختراق جواً وبراً وبحراً، من خلال تخطيط عملياتي في منتهى الإتقان والحرفية العسكرية، لتكشف الساعات القليلة التالية، عن وجود أكثر من ألف مقاتل يسيطرون على عدد من النقاط العسكرية والاستيطانية.

كلما أخذت تتكشف الصورة، وبالممارسة الميدانية، وبمشاهد تلو مشاهد للهبوط بمظلات تحمل الواحدة مقاتلين وراء دراجة، وما تكاد تصل إلى الأرض حتى تمضي كالبرق نحو هدفها المحدد لها سلفاً. وذلك فضلاً عن التحرك بالآليات التي اخترقت الحدود وجدرانها الإسمنتية، واندفعت بدورها إلى أهدافها. وقد راحت القوات الصهيونية العسكرية تتساقط بالعشرات والمئات، بين قتلى وأسرى، وكذلك حال العشرات والمئات من المستوطنين والمستوطنات المسلحين.

وهكذا بسرعة خاطفة أصبح زمام المبادرة بيد قوات كتائب عز الدين القسام، وتحت الإمرة المباشرة لمحمد ضيف. وبالطبع بدأت المشاركة تتعاظم، فيما راح الهجوم يزداد زخماً، لا سيما مع دخول قوات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، بما تملكه بدورها من إمكانات عسكرية هائلة، وكذلك الفصائل المسلحة في قطاع غزة من كتائب أبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية) وعدد من فصائل المقاومة (والمعذرة لعدم الإلمام بأسمائها جميعا).

أما الوجه الآخر من الصورة فتمثل في الحالة التي راح يعبر عنها "الجيش الإسرائيلي"، وقد بدا مهزوماً، وفي حالة مزرية من الإرباك، والفوضى والفزع، وعدم القدرة حتى في المستويات الأدنى من الصمود.

وصف وزير خارجية أمريكا الهجوم بالمروّع، وهي الصورة المشكلة من كتائب عز الدين القسام وهي تضرب قوات "جيش الدفاع الإسرائيلي" الذي طالما شنّ الهجمات والعمليات العسكرية الخاطفة، والمدمرة والمذلة لشعوب المنطقة. لقد أصبحت الصورة الآن معكوسة تماماً، وهو ما لا يستطيع أحد أن يتخيله قبل رؤيته في ذلك اليوم.

فالعملية طويلة الأمد والمفاجئة، والمفكّر بها جيداً، والتي ارتفعت بمستوى القيادة التي خططت لها ونفذتها وحافظت على سريتها المطلقة، قد أسقطت في الجانب الصهيوني هيبة أجهزة الاستخبارات ومحللي المعلومات، وصانعي تقدير الموقف، وبالطبع القيادة السياسية، وهيئة الأركان، وأجبرت العالم الغربي بقيادة أمريكا أن تحشد لنصرة الكيان الصهيوني.

وما زالت الحرب مستعرة، فنحن نتحدث عن البداية، فيما الأيام القادمة ستكون تتويجاً للسابع من أكتوبر، وذلك بالرغم من استعادة الكيان للمبادرة على مستوى قصف الآمنين من السكان، وإحداث الخسائر بالمدنيين، وبيوتهم إلى حد شنّ حرب الإبادة ضدهم. ولكن ما ان تأكله فضيحة قتل المدنيين ووصفه كمجرم حرب، وما أن يشنّ الهجوم البري حنى يجد نفسه أمام الهزيمة مرة أخرى، فما لاقاه جيش الاحتلال في حرب غلاف غزة سيلقاه في الحرب البرية إن شنها على قطاع غزة. فالمواجهة في القتال الصفري ليس كمواجهة الغارات الجوية، وهي تضرب في الأحياء والساحات والمساجد.

وخلاصة:

1- القصف الجوي الموجه ضد المدنيين لا يُكسب حرباً، وله آثاره السلبية في مرتكبه، وعليه، وعلى من ينصره.  

2- حرب الاقتحام البري يتساوى فيها الطرفان في الميدان والقتال الصفري.

3- محور المقاومة الذي أسهم، بما وصلته المقاومة في قطاع غزة، من قدرة وإمكانات متعددة الأوجه، أكد أنه طرف في هذا الصراع، وسيكون تدخله مرهوناً بمدى الحاجة إليه، والحرب بدأت ولم تصل إلى نهايتها بعد.

4- إن الجبهة العالمية لنصرة الكيان الصهيوني متزعزعة ولن تنقذه هذه المرة أبداً، فقد أصبحت عدالة القضية الفلسطينية أشد وضوحاً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين الإسرائيلية غزة المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی من تشرین الأول قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اعلان يوم الخميس 3 تشرين الاول عطلة رسمية في العراق

أكتوبر 1, 2024آخر تحديث: أكتوبر 1, 2024

المستقلة/- بعد الغائها قبل يومين ببيان الأمانة العامة لمجلس الوزراء اعيد اعتبار يوم 3 تشرين الأول عطلة رسمية في العراق.

وذكر بيان عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه “بأن يكون يوم 3 تشرين الأول عطلةً رسميةً بمناسبة العيد الوطني لجمهورية العراق”.

ونوه البيان الى “إيقاف أيّة احتفالية بهذه المناسبة، تضامناً مع الأشقاء في لبنان وفلسطين الذين يتعرضون إلى اعتداءات وظروف قاهرة”.

يذكر أن قانون العطل الرسمية الذي صادق عليه البرلمان قبل اشهر اثار انتقادات كبيرة لتجاهله ذكر اليوم الوطني للعراق والذي يصادف يوم 3 تشرين الأول ذكرى دخول العراق الى عصبة الأمم عام 1932 .

 

مقالات مشابهة

  • مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024: مفاجأة لهذا البرج.. وأزمات مالية لهؤلاء
  • اعلان يوم الخميس 3 تشرين الاول عطلة رسمية في العراق
  • عيار 21 الآن.. مفاجأة في سعر الذهب بمنتصف تعاملات اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر
  • مفاجأة في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
  • عيار 21 الأن.. مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
  • الأمانة العامة لمجلس الوزراء: لا توجد عطلة رسمية في يوم 3 تشرين الأول
  • بايدن رفض اغتيال نصر الله بعد هجوم 7 تشرين الأول.. صحيفة تكشف
  • صحة غزة تعلن حصيلة الشهداء والجرحى منذ السابع من أكتوبر
  • الكشف عن مفاجأة بشأن هوية وجنسية الجاسوس الذي زوّد إسرائيل بمعلومات عن المخبأ السري لـ‘‘حسن نصرالله’’