موقع أمريكي: هكذا يستهدف تيك توك وإنستغرام الحسابات التي تدعم الفلسطينيين
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
نشر موقع "الإنترسبت" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن ممارسات القمع التي تنتهجها كل من شركة "تيك توك" و"إنستغرام" خلال فترات العدوان والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إنه في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل قصفها لقطاع غزة ردا على هجوم مفاجئ من حماس؛ تلاحق شركتي تيك توك وإنستغرام موقع إخباري مخصص لتقديم تغطية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي يوم الثلاثاء؛ عُلّق حساب إنستغرام لمراسل صحيفة "موندويس" في الضفة الغربية، في حين أغلق حساب تيك توك الخاص بالمنفذ الإخباري مؤقتا يوم الاثنين. أبلغ مستخدمون آخرون على إنستغرام عن فرض قيود على حساباتهم بعد النشر عن فلسطين، بما في ذلك عدم القدرة على البث المباشر أو التعليق على منشورات الآخرين.
وذكر الموقع أنه على إنستغرام وفيسبوك (المملوكان كليهما لشركة ميتا)، تحجب من البحث الوسوم المتعلقة بحماس و"طوفان الأقصى"، وهو الاسم الذي أطلقته الجماعة على هجومها على إسرائيل. ويستمر عدد القتلى جراء الهجوم في الارتفاع؛ حيث أبلغ المسؤولون الإسرائيليون عن مقتل 1200 شخص حتى بعد ظهر الأربعاء.
وأضاف أن استهداف هذه المنصات للحسابات التي تقدم تغطية على أحداث فلسطين، يأتي في الوقت الذي يصعب فيه الحصول على معلومات من الناس في غزة وسط الحصار الإسرائيلي الشامل على سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، وتمنع فيه إسرائيل وسائل الإعلام الأجنبية من دخول القطاع الساحلي؛ وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء إن "حملة القصف العشوائي الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 1100 شخص وإصابة آلاف آخرين".
ونوه الموقع إلى أن فترات العنف الإسرائيلي الفلسطيني أدت بانتظام إلى قمع الشركات لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينيين. ففي عام 2021، على سبيل المثال، فرض موقع إنستغرام رقابة مؤقتة على المنشورات التي ذكرت المسجد الأقصى في القدس، وهو من المواقع المقدسة في الإسلام.
وانتقد مراقبو سياسة وسائل التواصل الاجتماعي سياسات الرقابة التي تتبعها شركة "ميتا" على أساس أنها تؤثر بشكل غير مبرر على المستخدمين الفلسطينيين بينما تمنح مساحة للسكان المدنيين في مناطق الصراع الأخرى.
وفي هذا السياق قالت يمنى باتيل، مديرة الأخبار الفلسطينية في "موندويس": "إن الرقابة المفروضة على الأصوات الفلسطينية، وأولئك الذين يدعمون فلسطين، ووسائل الإعلام الإخبارية البديلة التي تنشر تقارير عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، من قبل شبكات التواصل الاجتماعي وعمالقة مثل ميتا وتيك توك، موثقة جيدا". مع الإشارة إلى أنه يتضمن حظر الحساب وإزالة المحتوى وحتى الحد من وصول المنشورات.
وأضافت باتيل في حديثها للموقع: "كثيرا ما نرى أن هذه الانتهاكات تصبح أكثر تكرارا خلال أوقات كهذه، حيث يتزايد العنف والاهتمام الدولي بفلسطين. لقد رأينا ذلك مع الرقابة المفروضة على الحسابات الفلسطينية على إنستغرام خلال احتجاجات الشيخ جراح لعام 2021، والغارات القاتلة التي شنها الجيش الإسرائيلي على جنين في الضفة الغربية في عام 2023، والآن مرة أخرى مع إعلان إسرائيل الحرب على غزة".
وتجدر الإشارة إلى أن إنستغرام وتيك توك لم يستجيبا على طلبات التعليق. وذكرت مراسلة "موندويس" ليلى وارة، المقيمة في الضفة الغربية، يوم الثلاثاء إن موقع إنستغرام أوقف حسابها ومنحها 180 يوما للاستئناف، مع إمكانية إيقافه بشكل دائم. وبعد أن أعلنت موندويس عن قرار التعليق، تمكنت من استعادة حسابها بسرعة. ومع ذلك، في وقت لاحق من اليوم، ذكرت صحيفة "موندويس" أنه تم تعليق حساب واره مرة أخرى، ليتم استعادته يوم الأربعاء.
وشاركت الوكالة الإخبارية منشورا على منصة "إكس" (تويتر سابقا) يفيد بأن التعليق الأول للحساب جاء "بعد أن شارك العديد من الجنود الإسرائيليين حساب ليلى على صفحات الفيسبوك، وطلبوا من الآخرين تقديم تقارير مزيفة عن انتهاكها بعض المبادئ التوجيهية". وفي اليوم السابق، شارك موقع "موندويس" منشورا أعلن فيه حظر حساب تيك توك بشكل دائم في ظل "تغطيتها المستمرة للأحداث في فلسطين".
ومنذ اندلاع الحرب يوم السبت؛ نشر الموقع مقطع فيديو حول هجوم حماس على إسرائيل وآخر حول اختطاف أسر حماس لإسرائيليين. ومرة أخرى، في غضون بضع ساعات، وبعد أن أعلنت شركة "موندويسط عن الحظر، عاد حساب إلى العمل مرة أخرى، بحسب الموقع.
ونقل الموقع عن "موندويس": "لقد قمنا بمراجعة جميع البيانات من تيك توك باستمرار فيما يتعلق بالمحتوى الذي ننشره هناك وقمنا بإجراء التعديلات اللازمة".
ولا يعتقد موظفو الموقع أنهم انتهكوا أي إرشادات لشركة تيك توك في تغطيتهم في الأيام الأخيرة. لكن لا يمكن النظر إلى هذا إلا على أنه رقابة على التغطية الإخبارية التي تنتقد الروايات السائدة حول الأحداث التي تتكشف في فلسطين.
ووفقا لموقع موندويس، وعلى الرغم من إعادة الحساب؛ لا يمكن مشاهدة أول مقطع فيديو مشهور للموقع على تيك توك حول اندلاع أعمال العنف في الضفة الغربية وبعض أجزاء أوروبا. وأكد سكان آخرون في الضفة الغربية بشكل مستقل لموقع "الإنترسبت" أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الفيديو، الذي تصف فيه وارة هجوم حماس والقصف الإسرائيلي على غزة.
والجدير بالذكر أن تيك توك لم يرد على أسئلة "الإنترسبت" حول الوصول إلى الفيديو.
وأورد الموقع عن المبدع الفلسطيني عدنان برق، الذي أوضح أن منصة إنستغرام منعته من البث المباشر، وأزالت المحتوى الخاص به، بل ومنعت ظهور حسابه للمستخدمين الذين لا يتابعونه. على موقع إنستغرام، يتم حجب الهاشتاجات بما في ذلك وسمي "طوفان الأقصى" و "حماس"؛ علاوة ذلك، يحجب فيسبوك الهاشتاجات باللغة العربية التي تحمل اسم العملية.
وأضاف الموقع: "على الورق، تحظر قواعد ميتا تمجيد عنف حماس، لكنها لا تمنع المستخدمين من مناقشة عمليات الجماعة في سياق الأخبار".
وتابع: في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية ضد قطاع غزة التي جدت في السنة الماضية، اشتكى المستخدمون الفلسطينيون الذين صوروا الدمار على إنستغرام من أنه تمت إزالة منشوراتهم لانتهاكها "معايير المجتمع" لميتا، في حين حصل المستخدمون الأوكرانيون على تصريح خاص لنشر مماثل الصور على أساس أنها "جديرة بالنشر".
ووجدت مراجعة خارجية أجريت بتكليف من شركة ميتا في أيلول/ سبتمبر 2022 أن توجيهات الشركة "كان لها تأثير سلبي على حقوق الإنسان... وعلى حقوق المستخدمين الفلسطينيين في حرية التعبير، وحرية التجمع، والمشاركة السياسية، وعدم التمييز، وبالتالي على قدرة الفلسطينيين لتبادل المعلومات والأفكار حول تجاربهم عند حدوثها. وبالمثل، فإن سياسة ميتا الخاصة بالمنظمات والأفراد الخطرين، والتي تملك قائمة سوداء سرية للمنظمات والأشخاص المحظورين، تتكون من كيانات مسلمة وشرق أوسطية وجنوب آسيوية، وهو عامل ساهم في الإفراط في إنفاذ القانون ضد الفلسطينيين".
وتتزايد أهمية الإشراف على محتوى شركات التكنولوجيا الكبرى أثناء الصراع، حيث تتفشى المعلومات غير المؤكدة على منصة "إكس"، والتي كانت ذات يوم مصدرا حاسما في تقديم الأحداث الإخبارية العاجلة.
إلى ذلك، ذكر الموقع أن ماسك نفسه قاد متابعيه البالغ عددهم 160 مليونا إلى متاهة، وشجع المستخدمين يوم الأحد على متابعة موقع "وور مونيتور" و"سانت ديفندر" لمشاهدة الحرب "في الوقت الفعلي". وكان الحساب الثاني قد سخر من المدنيين الفلسطينيين المحاصرين بسبب الحصار الإسرائيلي، وكتب: "من الأفضل أن تجد قاربا أو تسبح".
واختتم الموقع التقرير بالقول إن ماسك حذف لاحقا منشوره الذي يؤيد الحسابات. وفي الوقت الحالي، تترك عملية ماسك المبتكرة للتحقق من الحقائق في "كوميونيتي نوتس" الأكاذيب دون تحقق لعدة أيام. في هذا الشأن، أوضحت باتيل أنه "في الأيام القليلة الماضية شهدنا دعوات مفتوحة للإبادة الجماعية والعنف الجماعي ضد الفلسطينيين والعرب من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية الرسمية، وترددها الحسابات الصهيونية والروبوتات المؤيدة لإسرائيل على منصات مثل "إكس" دون أي عواقب على الإطلاق".
وأضافت قائلة: "وفي الوقت نفسه، تم تعليق حسابات الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية على إنستغرام وتيك توك لمجرد نقل الأخبار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الفلسطيني غزة حماس فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی فی الضفة الغربیة على إنستغرام فی الوقت تیک توک
إقرأ أيضاً:
بدء محاكمة ميتا في قضية قد تنتهي ببيع إنستغرام وواتساب
#سواليف
بدأت الاثنين #محاكمة_تاريخية للحكومة الأميركية ضد #شركة_ميتا حول #مكافحة_الاحتكار، على خلفية مزاعم بأن “ميتا” قامت على نحو غير قانوني بالقضاء على المنافسة باستحواذها على “إنستغرام” و”واتساب”.
وفي حال نجحت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، التي رفعت الدعوى عام 2020، في إثبات الأمر، فقد تضطر “ميتا” إلى تحويل التطبيقين الشهيرين إلى شركات مستقلة، في أول تفكك كبير لشركة تكنولوجيا كبرى، وإحدى أكثر قضايا مكافحة الاحتكار صرامةً منذ عقود.
لكن على الجانب الآخر، فقد حاول مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لميتا التقرب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لذا ستكشف المحاكمة عما إذا كان هذه المحاولات كافيةً لمنع أسوأ الآثار المحتملة للقضية، أم أن مشهد مواقع التواصل الاجتماعي سيتغير تمامًا قريبًا؟.
ويتهم المنظمون الفيدراليون شركة ميتا باتباع استراتيجية “الشراء أو الدفن” العدوانية للقضاء على منافسيها المحتملين، بحسب تقرير لموقع “AOL”، وفقا للعربية.
مقالات ذات صلةوفي المحاكمة، التي ستُعقد في المحكمة الفيدرالية بواشنطن العاصمة، أمام قاضي المحكمة الجزئية جيمس بواسبيرغ، يعتزم المنظمون الدفع بأن عمليات شراء “فيسبوك” -اسم شركة ميتا في السابق- لإنستغرام عام 2012 وواتساب عام 2014 كانت محاولات غير قانونية للسيطرة الاحتكارية بموجب قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار لعام 1890.
وألمحت الجهات التنظيمية إلى أنها ستشير إلى وثائق داخلية، مثل رسالة بريد إلكتروني من زوكربيرغ عام 2008 تنص على “الشراء أفضل من المنافسة”، ومذكرة من عام 2012 تصف صفقة “إنستغرام” بقيمة مليار دولار كوسيلة “لتحييد منافس محتمل”.
ومن المتوقع أيضًا استدعاء زوكربيرغ والمديرة التنفيذية السابقة لشركة ميتا، شيريل ساندبيرغ، للإدلاء بشهادتهما في نحو سبع ساعات.
وتجادل الحكومة بأن هذا الوضع الاحتكاري المزعوم قد هدد خصوصية المستخدمين والمنافسة العادلة وجودة الخدمات التي تقدمها “ميتا”.
ماذا تقول “ميتا”؟
أشارت “ميتا” -من جهتها- إلى كيفية موافقة الجهات التنظيمية على الصفقات، وتجادل بأنها لا تزال تواجه منافسة في مجال مواقع التواصل الاجتماعي.
وتزعم الشركة أيضًا أن تفكيكها سيضر بخصوصية المستخدمين، نظرًا للطبيعة المتكاملة لأنظمة الشركة.
وقال كريستوفر سغرو، المتحدث باسم “ميتا”، في بيان لموقع بوليتيكو: “الأدلة في المحاكمة ستُظهر ما يعرفه كل شاب في السابعة عشرة من عمره: إنستغرام وفيسبوك وواتساب تُنافس تيك توك ذي الملكية الصينية، ويوتيوب، وإكس، وآي ميسج وغيرها الكثير”.
وأضاف: “بعد أكثر من 10 سنوات من مراجعة لجنة التجارة الفيدرالية وموافقتها على استحواذاتنا، فإن إجراء اللجنة في هذه القضية يُرسل رسالة مفادها أن لا صفقة تُعتبر نهائية حقًا”.
ما موقف المحكمة؟
أبدى القاضي بواسبيرغ، الذي تصدر عناوين الصحف مؤخرًا لترؤسه قضيةً تطعن في رحلات ترامب الجوية لترحيل المهاجرين إلى السلفادور، بعض التشكك تجاه حجج الحكومة، رافضًا النسخة الأولية من الدعوى عام 2021.
وفي العام الماضي، ورغم صدور حكمٍ برفض محاولة “ميتا” إسقاط القضية رفضًا قاطعًا، أشار القاضي إلى أن الجهات التنظيمية سيتعين عليها التغلّب على “أسئلةٍ صعبة حول ما إذا كانت مزاعمها ستصمد في الاختبار القاسي للمحاكمة”.
وستضطر الحكومة أيضًا لإثبات حصول “ميتا” على ميزةٍ احتكاريةٍ غير عادلة، بالإضافة إلى القول بأن عمليات الاستحواذ على التطبيقين هي التي خلقت هذه الهيمنة.
هل ستُنقذ صداقة زوكربيرغ لترامب “ميتا”؟
تجمع زوكربيرغ وترامب علاقة طويلة الأمد لكنها لم تكن دومًا إيجابية.
استخدم ترامب “فيسبوك” بنشاط كبير خلال حملته الانتخابية عام 2016، ثم انقلب الجمهوري على زوكربيرغ عندما عُلّق حسابه على “فيسبوك” بعد أعمال الشغب التي شهدتها مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير عام 2021، والتي نظّمها مؤيدو ترامب لـ”جعل أميركا عظيمة مجددًا”.
ومنذ ذلك الحين، حاول زوكربيرغ تدريجيًا إعادة بناء علاقته بترامب، فأعاد حسابه، وتبرع لحفل تنصيبه، وعيّن حليفه دانا وايت في مجلس إدارة شركة ميتا، وزعم أنه مارس ضغوطًا شخصية على ترامب بشأن قضية مكافحة الاحتكار.
ومع ذلك، تُصرّ إدارة ترامب على مواصلة القضية. وقال رئيس لجنة التجارة الفيدرالية، أندرو فيرجسون، لوكالة بلومبرغ الشهر الماضي: “لا ننوي التوقف عن العمل”.