بينما صنّف جان بول شانيولو، رئيس معهد أبحاث ودراسات البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، هجوم حركة حماس غير المتوقع على إسرائيل في خانة الهجوم الحربي والعسكري المُنظّم من قبل جيش مسلح جيداً، أكثر من كونه عمليات إرهابية تقليدية حسب تعبيره، كان الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي صموئيل فوري، قد حذّر في شهر يوليو (تموز) الماضي، من تنامي القوة العسكرية لحماس أكثر من أيّ وقت مضى، فيما حاول آخرون التنبّؤ بما تُحضّر له الحركة خاصة مع تنظيمها لأوّل معرض علني لأسلحتها وقُدراتها العسكرية.

ونقلت صحيفة "ليبراسيون" حينها عن فوري، قوله إنّ حركة حماس كانت تُحاول إظهار نفوذها خارج قطاع غزة لدرجة بات قادتها يعتبرون أنفسهم خلفاء للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وحذّرت اليومية الفرنسية بدورها في مقال تحليلي، من أنّه بينما كانت تشرع حركة الجهاد في معركة خاسرة مع إسرائيل، كانت قبضة حماس بالمقابل تزداد على غزة يوماً بعد يوم، حيث يختلف دورها تدريجياً نحو طموحات أوسع بكثير.

وبعد سنوات طويلة من العزلة السياسية والدبلوماسية، أوهمت الحركة الإسلامية مُحيطها بسعيها نحو إنجاز المصالحات في منطقة الشرق الأوسط، وبمزاعم بناء مصداقية دبلوماسية وتحقيق مصالح اقتصادية وتنفيذ استراتيجية سلمية وهمية جديدة مع جيرانها. وحول نقاط القوة التي تمتلكها حماس، فإنّها وفقاً لليومية الفرنسية لديها قدرات عسكرية مُتزايدة غير مسبوقة وتبحث عن المزيد من المُساعدات.

وفي ذات الوقت، وفي يوليو (تموز) أيضاً، اهتمّت "لو فيغارو" بمعرض الأسلحة الأول الذي نظّمته في قطاع غزة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي وجهت دعوة عامة للزوار لالتقاط صور مع الأسلحة التي عرضتها في مُبادرة بدت غريبة حينها.

واستغرب المحرر السياسي للصحيفة الفرنسية من أنّها كانت المرّة الأولى التي سمحت فيها حماس للناس بالتقاط صور لأسلحتها، حيث كان يُمنع بشكل عام الاقتراب من المواقع العسكرية المنتشرة في قطاع غزة وتصويرها. وعُرضت الأسلحة في مدينة غزة قبل أن تنتقل لمناطق أخرى.

وفي ساحة الجندي المجهول غرب غزة كشفت كتائب القسام في معرضها النقاب عن مجموعة صواريخ محلية الصنع وصواريخ روسية الصنع من طراز كورنيت وبنادق وقاذفات أرض جو مضادة للطائرات، وذلك فضلاً عن طائرة "شهاب" المسيرة، في محاولة لإظهار تنامي القوة العسكرية لحركة حماس، وكل ذلك كان تحت أعين الزوار والإعلام المحلي.

ومن جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "لو موند" بانجمان بارث، أنّ عملية بهذا الحجم تتطلب أشهراً من التحضير، ومع ذلك لم تعلم بها أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية، وهو ما سوف يؤثّر لاحقاً بالتأكيد على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

واعتبرت اليومية الفرنسية بدورها، أنّ حماس اكتسبت على مرّ السنين، القدرة على التطوير العسكري المستقل وإنتاج أسلحتها الخاصة، وباتت تُشارك في الحرب السيبرانية، وهي على وشك التحوّل من الصواريخ غير الموجهة إلى طائرات بدون طيار وأنظمة صواريخ دقيقة موجهة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

سر تنوع حركة حماس في نقاط تسليم المحتجزين (شاهد)

أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية تريد أن تجعل من مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين حدث سياسي وأمني ونفسي وإعلامي، موضحًا أنه لذلك تنوع حركة حماس في نقاط تسليم المحتجزين وليس مكان واحد، مشددًا على أن هذه المشاهد تكذب كل الروايات الإسرائيلية بشأن القضاء على قدرات حماس والتخلص منها.

حماس: الحركة ستواصل حكم غزة حتى يتم العثور على بديل فلسطيني أبرزهم محمد الضيف.. حماس تعلن مقتل عدد من قادتها تسليم المحتجزين الإسرائيليين 

وشدد «عوض»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، على أن مشاهد واستعدادات تسليم المحتجزين الإسرائيليين هو تأكيد على أن حماس حاضرة ومتمكنة ومستمرة وهي جزء من اليوم التالي، مؤكدًا أن هذه المشاهد ليست فقط رسائل لإسرائيل ولكنها تحمل رسائل للداخل الفلسطيني والشعوب العربية.

وأوضح أن حماس تستغل هذه اللحظة التي يتم فيها تسليم المحتجزين الإسرائيليين ويعرفون أنها لحظة يتابعها العالم أجمع، مشددًا على أن حماس تقدم نفسها باعتبارها قادرة على الإدارة والتنظيم وضبط الأوضاع، مؤكدًا أن التوقيع على الشهادات وتسليم وتسلم الأسرى هو تأكيد منها على أنها قادرة على أن تنفيذ أي اتفاق دولي ومحلي.

 تسليم المحتجزين الإسرائيليين 

وأشار إلى أن حماس بهذه المشاهد بشأن تسليم المحتجزين الإسرائيليين هي تحاول أن ترفع نفسها من كونها حركة تتهم بالإرهاب والوحشية إلى أن تكون لديها القدرة على التنظيم وتعطي قوة هائلة من المصداقية والموثوقية.

جدير بالذكر أن الدكتور أشرف عكة، الخبير في العلاقات الدولية، قال إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يواجه أزمة سياسية وضغوطًا داخلية وأمريكية كبيرة، إذ يتعرض لتداعيات سياسية سلبية تؤثر على وضعه داخل الائتلاف الحكومي، خاصة مع تصاعد ردود الفعل على مشاهد تسليم المحتجزين في قطاع غزة.

وأضاف عكة، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو يحاول عرقلة عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بشكل مؤقت، رغم إدراكه أن تنفيذ الصفقة أمر لا مفر منه.

وأشار إلى أن هناك إنذارًا واضحًا من مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشرق الأوسط، يؤكد التزام الولايات المتحدة بتنفيذ هذه الاتفاقية، ومع ذلك، يسعى نتنياهو إلى تقويض فرحة الأسرى الفلسطينيين المحررين وعائلاتهم.

واعتبر، أن ما يحدث في غزة يمثل فشلًا واضحًا في تحقيق أهدافه، وهو ما يحاول إخفاءه عبر تكرار هذه المشاهد.

وأوضح أن المقاومة والفصائل الفلسطينية كانت قد طالبت بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى دفعة واحدة، بحيث يكون "الكل مقابل الكل"، لكن نتنياهو اختار أسلوب التدرج في التنفيذ، محاولًا تقديم نفسه على أنه المتحكم في مسار الأحداث.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي، رغم قوته الغاشمة، فشل في كسر إرادة الفلسطينيين أو إخماد فرحتهم بهذا النصر.

 

مقالات مشابهة

  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يصل إلى موسكو غدا الاثنين
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟
  • مقال في فورين أفيرز: هذا ثمن سياسة القوة التي ينتهجها ترامب
  • إيمانويل ماكرون: نبذل كل ما في وسعنا لإطلاق سراح محتجز يحمل الجنسية الفرنسية
  • سر تنوع حركة حماس في نقاط تسليم المحتجزين (شاهد)
  • ماكرون: نبذل ما في وسعنا لإطلاق سراح محتجز يحمل الجنسية الفرنسية من قطاع غزة
  • قلق من جيش مصر.. سفير إسرائيل يثير تفاعلا بحديث عن القوة العسكرية المصرية وتناميها
  • واشنطن.. العثور على الصندوق الأسود للمروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة قرب مطار ريجان