ما يحدث في غزة ليس بالعابر وأخبار غزة ليست عابرة، عيوننا لغزة ترحل كل يوم وهي تعبر فصل الموت وتلبس ثوب الحياة بطعم الشهادة، وفي خبر ليس بالعابر، تهتز أركان كيان “إسرائيل”، يسقط الدفاع الجوي الصهيوني وتتهاوى ثكنات جيش الاحتلال الإسرائيلي هنا وهناك، رغم التجهيزات الأميركية وإدارة الضباط الأميركيين، للقباب الحديدة الصدأة.

للوهلة الأولى يبدو الأمر ليس عادياً ومتوقعاً بحسب المعايير العسكرية الغربية والصناعة الحديثة والتقنية التي تغلف الترسانة العسكرية الإسرائيلية، مدعومة بالتحالف العسكري والسياسي الأميركي الغربي الإسرائيلي، إذ لم يكن من المتوقع أن تتهاوى هذه الترسانة والتحصينات والقباب الفولاذية بشكل جعل من الجيش الصهيوني في مهانة لم يعهدها منذ عقود من الزمن.

العقل الإسرائيلي على ما يبدو يفكر بأنه يحتاج وجوداً عسكرياً أميركياً غربياً مباشراً لمواجهة “طوفان الأقصى”، فوق سيل السلاح الحديث وفيض المساعدات، وقوة الدعم السياسي غير المشروط ليتثنى للكيان الخروج من ورطته الحالية.

كيان “إسرائيل” بالمعنى الحقيقي ليس سوى أكبر القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وهذا الكيان يمثل في شرقنا جميع أنواع القطع العسكرية الأمريكية البحرية والجوية والبرية، وهو مخزن الذخائر الأميركية الأكبر في شرقنا، وما يصدر من الولايات المتحدة في “طوفان الأقصى” من أفعال وأقوال يؤكد ذلك. ‏

التفوق الجوي الإسرائيلي غرق في “طوفان الأقصى” وكذلك التفوق البري تلاشى، وسطوع شمس المقاومة وتنامي القدرة الصاروخية أرهق الكيان، وهذا أول الانهيارات في مفهوم ما يسمى “الردع الإسرائيلي”، من منظور قادة الكيان.‏

القبب الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية الأميركية على اختلاف أنواعها ووظائفها، باتت أعجز من أن توفر الحماية لإسرائيل وهذا انهيار أرعب الكيان ومستوطنيه، الذين فقدوا الثقة بكيانهم وباتوا يتطلعون للحماية الخارجية الأمريكية الغربية، وباتت معادلة الهجوم والردع الاستراتيجية للمقاومة تطوف وتغرق خصمها، و”طوفان الأقصى” أكبر دليل.‏

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

نص رسالة السنوار للسيد القائد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ناصر جنده المخلصين المتقين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغُرّ المحجلين، وعلى آله وصحبه الطيبين، وأصحابه الميامين وعلى المجاهدين والمرابطين إلى يوم الدين، وبعد:

أخي الحبيب / سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يُسعدني أن أكتب لكم هذه الرسالة في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نخوض سوياً معركة طوفان الأقصى المباركة، التي جاءت لتوجه ضربة قويةً للمشروع الصهيوني في المنطقة بشكل عام، وفي فلسطين على وجه الخصوص، ولنكتب بها أولى صفحات وعد الله المقدس بتحرير فلسطين تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾

ويسعدني أن أشكركم على العاطفة الصادقة، والمشاعر الفياضة والإرادة الصلبة التي رأيناها منكم في معركة طوفان الأقصى، سواء في ميدان المقاومة، أو فيما ترسله لنا من مخاطبات وما تحمله وفودكم الكريمة من رسائل.

أخي العزيز/ سماحة السيد عبد الملك

لقد استيقظت فلسطين اليوم، على خبر تدشينكم المرحلة الخامسة من مراحل مشاركتكم في معركة طوفان الأقصى، وإنني بهذا الصدد أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، ولتعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب "تل أبيب" من جديد.

لقد اعتقد العدو الصهيوني بأن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها ضد شعبنا الفلسطيني، وخطوات الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة، التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، ستجعله ينتصر في معركته النازية ضد شعبنا الفلسطيني، فجاءته عمليتكم النوعية صباح أمس لترسل للعدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية، وأعظم تأثيراً على طريق حسم المعركة لصالح شعوبنا الأبية الحُرّة.

وإنني بهذا الصدد أرسل تحياتي لقيادة اليمن الشقيق، وقيادة أنصار الله، ولأبطال الجيش اليمني العزيز الذين أبدعوا في تطوير قدراتهم العسكرية حتى وصلت إلى عمق الكيان الغاصب، كما أُبرق بالتحية للشعب اليمني العظيم، الذي ما فتئ عبر تاريخه عن نصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا تزال ميادين اليمن العزيز تشهد على ذلك أسبوعياً منذ بدأت معركة طوفان الأقصى.

أخي العزيز

يعيش شعبنا في قطاع غزة بين حالتين حالة الألم والمعاناة الشديدة جراء العدوان النازي والإبادة الجماعية والحصار والتجويع وهو ما يتطلب من كل أبناء الأمة اسناده والوقوف معه، وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام التي خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وخاضت معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه، وإنني بهذا الصدد أطمئنكم بأن المقاومة بخير، وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية، وإننا قد أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية وإنّ تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة على طريق دحره عن أرضنا بإذن الله ﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾.

أخوكم

يحيى السنوار

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ349 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ348 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • صاروخ يمني واحد يُرعب الصهاينة ويُوقظ العالم
  • تطورات اليوم الـ347 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الحوثيون يكشفون عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم المساندة لغزة
  • السنوار: المقاومة بخير وتحضر نفسها لحرب استنزاف
  • نص رسالة يحي السنوار إلى قائد أنصار الله
  • نص رسالة السنوار للسيد القائد
  • عاجل وردنا للتو| السيد عبدالملك الحوثي يتلقى رسالة خاصة من يحيى السنوار.. وهذا ما جاء فيها
  • السنوار للسيد القائد :عمليتكم في عمق الكيان تعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى