بوابة الوفد:
2024-11-05@14:36:43 GMT

بروفيل | «نصيررنان» حفيد خنوم لم يُبح بالسر !

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

 

كان الفنان نصير رنان بخيت، يبعث على كثير من الارتياح وربما الطمأنينة ليس فقط لأنه كان يحتضن كل الزائرين لبيت جراجوس لصناعة الفخار والخزف بحفاوة، بالغة بيديه الصغيرتين اللاتي اكتسبتا نعومة الطين وهو ترتسم على ثغره ابتسامة وضيئة كالاتي نراها منحوته على شفاة آلهة مصر القديمة في جد رايات المعابد. 

 

 أن مصدر الطمأنينة عند«نصير» إنه كان حتي رحيله قبل سنوات قليلة، يجلس على دولاب الفخار تلك الصناعة المصرية القديمة التي تكاد أن تطمس أو تندثر مثلها مثل مفردات كثيرة للثقافة والهوية المصرية الأصيلة بفعل كثير من التداخلات الثقافية المستوردة.

 

 

«نصير» حفظ السر وقبض عليه بكل قوة، السر الكامن في الطمي الذي يجلبه حابى واهب الحياة للمصريين ؛ قصة نصير والطين ترجع لأكثر من سبعون عامًا عندما كان صبيا هناك في تلك القرية الفقيرة جراجوس ـ  30 كم شمال الأقصر ـ  التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا تفتحت عينيه على الطين الأسود وجد فيه نوعا من الحميمة فقد طيعا معه في تشخيص خيالات الطفولة. 

 

في الوقت نفسه كان المستشرق الفرنسي  «اصطفان دي مونجلوفير» في زيارة لجراجوس لتعلم اللغة العربية ولإنشاء مستوصف خيري للأهالى يتبع أحد الإرساليات.

 

 ووقعت عيون المستشرق على «نصير» وتلقفه هو وزملاءه بعد أتموا تعليمهم الابتدائي،  وبدأ يعلمهم كيف يستلهمون أجمل خصائص الطبيعة في تشكيلاتهم الطينية التي سوف تصبح فخارًا وخزفا بعد ذلك. 

 

 واستدعى المستشرق الفرنسي  «اصطفان دي مونجلوفير» ابن أخيه «روبير دي مونجلوفير» الذي كان يمتلك مصنعًا للفخار في فرنسا ليقوم بتعليم نصير ورفاقه مهنة صناعة الفخار. 

 

 وكان ذلك الفرنسي قاسيا مع صبية جراجوس حتى انه كان يحطم تشكيلاتهم من الطين إذا حوت أخطاء فنيه وفى نفس الوقت كانت ينتظره ثوابا مجزى لو نالت قطعه استحسان معلمه. 

 

 ومرت الأيام وبدأ «نصير» يُبهر الفرنسيين بقطعه الفخارية مما دعي أباه الروحي«اصطفان دي مونجلوفير»  أن يستدعى العبقري المصري المهندس حسن فتحي مبتكر عمارة المهمشين والفقراء في مصر ليبنى دار جراجوس لصناعة الخزف مستخدمًا في ذلك وحسب نظريته في تخطيط الفراغ للإنسان الخامات الموجودة فعليا في الطبيعة المكانية للمنشأة التي استلهم في عمارتها تراكمات حضارية مصريه. 

بيت جراجوس لصناعة  الخزف من أعمال المهندس حسن فتحي 

 حقق «نصير» وبعد رحيل الفرنسيين نجاحات رائعة تحولت جراجوس تلك القرية الفقيرة المهمشة وبفضل بيتها المتفرد بمنتجاته الخزفية إلى مزار سياحي ارتاده ملوك وساسة مصريون وأجانب، ونظم الفنان نصير رنان بخيت عشرات المعارض لمنتجاته في اتيليهات القاهرة. 

 

كان أجمل ما فى الراحل نصير رنان،  إنه وبالرغم من الأزمات المتلاحقة التي حاصرت بيت جراجوس ومنها توقف السياحة عن القرية فإنه لا يستطيع العيش سوى على عجلة الفخار يبدع في خلق التشكيلات الخزفية تماما مثل خنوم الذي كان يبدع في خلق الأجساد البشرية. 

 

وخنوم هو المعبود المكلف في مصر القديمة بتشكيل الجسم الانسانى وقد صور على هيئة صانع الفخار على الدولاب على جداريه بمعبد امنحتب الثالث بالأقصر. 

 

  فالفخار وصناعته صاحب الإنسان منذ فجر التاريخ ووصل لدرجة التقديس في كل الحضارات الانسانيه القديمة ولكل حضارة لها نماذجها المميزة لها والطين بجودته توفر في الحضارة المصرية القديمة بفعل طمي النيل. 

 

بعد  سنوات قليلة من رحبل نصير رنان، أغلقت  المدرسة أبوابها إثر خلافات بين الشركاء، مات نصير رنان ولم يبح بالسر!. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حفيد المعبود السر نصير

إقرأ أيضاً:

السجن 15 عاما لمتهمين باستعراض القوة بمصر القديمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في التجمع الخامس حكمها بمعاقبة متهمين بالسجن 15 سنة في ارتكابهم جريمة استعراض القوة، ومعاقبة آخر بالحبس سنة في تهمة إحراز سلاح، بمنطقة سوق الغلابة بمصر القديمة.

وجاء نص الحكم كالاتي : معاقبة كلاً من أدهم م. ورمضان م. بالسجن المشدد لمدة 15 سنة عما أسند إليهما، ووضعهما تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنين وألزمتهما المصاريف، وبمعاقبة عبد النبي ع. بالحبس مع الشغل لمدة سنة واحدة وتغريمه ألف جنيه عما نسب إليه في تهمتي إحراز السلاح الناري والذخيرة المسندتين إليه وألزمته المصاريف.

وكشف أمر الإحالة، أنه بدائرة قسم شرطة مصر القديمة استعرض المتهمين، القوة واستخدموا العنف ضد المجني عليهم ملوحين به قبل كافة شاغلي سوق الغلال بسوق ساحل أثر النبي ، إذ عقدوا العزم وبيتوا النية على قتل المجني عليه ثروت فرج حمودة حسن وكافة العاملين بسوق الغلال تنكيلاً بهم وانتقاما منهم على سابقة محاولتهم الإمساك بالمتهم الأول مساعدة ومناصرة القوات الشرطة.

وأوضح أمر الإحالة أن المتهمين قاصدين بذلك فرض سطوتهم على منطقة سوق ساحل أثر النبي ، فنسجوا في سبيل بلوغ مقصدهم مخططاً إجرامياً محكماً حلقاته تقاسموا خلاله الأدوار فيما بينهم ، وأعدوا لإنفاذه أسلحة نارية (بندقية آلية ، طبنجة ، بندقية خرطوش، فرد خرطوش وذخائرها ودراجة نارية وسيلة لتنقلهم ، وسعوا إلى حيث أيقنوا وجود خصومهم بسوق الغلال، وما أن وطأت أقدامهم مسرح الجريمة حتى بادر المتهمان الأول والثاني السابق الحكم عليهما بإطلاق الأعيرة النارية حال تأمين المتهم الثالث لهما مستخدمين الأسلحة النارية حيازتهم مستهدفين بها حوانيت بيع الغلال قاصدين إزهاق روح المجني عليهم وأيا ممن يتصادف وجوده بمرمى طلقاتهم.

مقالات مشابهة

  • هند عصام تكتب: أسطورة خنوم
  • السجن 15 عاما لمتهمين باستعراض القوة بمصر القديمة
  • ندوة ثقافية عن الملكات المؤثرات في الحضارة المصرية القديمة
  • دعوات لإحياء سوق الصياغ في الموصل القديمة
  • في يوم الحب.. قصة إيزيس وأوزوريس السينما المصرية التي هزت الوسط الفني
  • «الإفتاء» توضح كيفية التعامل مع المصاحف القديمة الممزق بعض أوراقها
  • «يسرية» تجذب السياح بمنتجاتها الفخارية في شرم الشيخ.. «العرق يمد لسابع جد»
  • عنده عشر سنين.. حفيد مصطفى فهمي يتلقى العزاء في جده
  • كشف النقاب عن أصل “الكأس المقدسة” المكتشفة في المقبرة السرية في البتراء
  • منها «كيميت ودشرت».. تعرف على أسماء مصر القديمة؟