13 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: على الرغم من القصف الإسرائيلي الذي يدفع قطاع غزة إلى شفا انهيار إنساني، لا يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطا تذكر في الداخل لكبح جماح الرد العسكري الإسرائيلي الانتقامي على هجوم غير مسبوق شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويبدو أن بايدن أطلق يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الراهن للمضي قدما في حربه ضد حماس لكن التهديد بشن هجوم بري‭‭ ‬‬والذي يواكبه ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين قد يجبر الرئيس على إعادة التفكير في هذا النهج.

وبينما تعهد بايدن بتقديم دعم راسخ لا يتزحزح لإسرائيل، فإنه لا يواجه سوى اعتراضات متفرقة من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي فيما يتعلق بقبوله لحملة الدك الإسرائيلية العنيفة للقطاع الساحلي المكتظ.

ويحظى بايدن بمساعدة كبار الديمقراطيين في السيطرة على أي معارضة داخل الحزب، سعيا إلى توجيه رسالة وحدة صف في هذا الملف على الرغم من الدعوات التي أطلقها عدد قليل من التقدميين لحمل إسرائيل على التصرف بضبط النفس لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين أثناء قتالها لحماس.

وهناك تنديد دولي آخذ في التزايد، لكن حلفاء بايدن يريدون تجنب إعطاء الجمهوريين فرصة لاتهامه بتقويض الرد العسكري لإسرائيل حليفة الولايات المتحدة، والذي قد يجعل الأزمة عبئا سياسيا في وقت يسعى فيه لإعادة انتخابه رئيسا بعد أسابيع.

وأظهر الجمهوريون شبه إجماع في دعم أي عمل عسكري تقرر إسرائيل القيام به بعد تعرضها لهجوم مباغت وواسع هو الأكثر دموية منذ عشرات السنين. وتخطى عدد القتلى من إسرائيل الألف بكثير وأصيب الآلاف واختطفت حماس العشرات وعادت بهم للقطاع ومن بينهم أمريكيون.

وساهمت صور وروايات عما قيل إنها فظائع ارتكبها مسلحو حماس في بلدات ومستوطنات إسرائيلية في الهجوم الذي نفذوه يوم السبت في اقتصار الانتقادات الموجهة لإسرائيل ونهج بايدن على شريحة محدودة نسبيا من اليسار الأمريكي.

لكن مع اقتراب عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة من ألفين وإصابة الآلاف وفي ظل الاستعدادات الجارية لغزو بري وتعهد القادة الإسرائيليين بالقضاء على حماس، فإن هذه الأصوات قد ترتفع بسهولة في الأيام المقبلة.

وبينما ينتقد زعماء ديمقراطيون حماس ويتعهدون بدعم إسرائيل، أطلق بعضهم بالفعل رسائل تذكيرية مصاغة بعناية بضرورة التزام إسرائيل بقوانين الحرب.

وقال جريجوري ميكس العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب “سنقف إلى جانب إسرائيل ونتأكد من أننا ندافع عنها ونمنحها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها”.

لكنه أضاف أنه مع استخدام المسلحين للفلسطينيين العاديين كدروع بشرية “علينا أن نضع هؤلاء الفلسطينيين وسلامتهم وسبل عيشهم في الاعتبار بينما نسحق حماس”.

وبالنسبة لقطاع كبير من الكونجرس والرأي العام الأمريكي، فإن تشبيه إسرائيل لهجوم حماس بهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن كان له صدى واسع النطاق.

وأصدرت النائبة رشيدة طليب، وهي الأمريكية الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس، قبل أيام بيانا أثار انتقادات لقولها إنها تحزن على فقدان أرواح الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي رسالة قوية إلى إسرائيل، قالت إن السبيل لإنهاء الأزمة “يجب أن يشمل رفع الحصار وإنهاء الاحتلال وتفكيك نظام الفصل العنصري الذي يخلق الظروف الخانقة والمهينة للإنسانية التي يمكن أن تؤدي إلى المقاومة”.

وردا على سؤال حول انتقادات مبكرة لرد إسرائيل من نواب ليبراليين آخرين ساووا هجوم حماس مع تحركات اتخذتها إسرائيل في السابق، نددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير بمثل هذه التصريحات ووصفتها بأنها “بغيضة”.

وقالت للصحفيين يوم الثلاثاء “إدانتنا هي للإرهابيين بشكل مباشر”.

* توتر متزايد

شهدت أوساط الديمقراطيين لسنوات توترا بين المعتدلين المؤيدين لإسرائيل ومجموعة من التقدميين الذين ينتقدون إسرائيل خاصة بسبب معاملتها للفلسطينيين وتوسيع المستوطنات اليهودية.

وهذا العام، أدت مساعي حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لتنفيذ تعديلات قضائية إلى فتح الباب أمام انتقادات جديدة لإسرائيل حيث اتفق البيت الأبيض والعديد من النواب مع ما ينادي به محتجون في إسرائيل وصفوا الخطوات المقترحة بأنها غير ديمقراطية.

ورغم أن استطلاعات رأي لا تزال تظهر تعاطفا ساحقا مع إسرائيل بين عامة الناس في الولايات المتحدة، فقد وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب في شهر مارس آذار أن الديمقراطيين يميلون قليلا تجاه الفلسطينيين.

وتعهد بايدن، الذي أعلن أنه سيظل صديقا لإسرائيل مدى الحياة، بتزويدها بكل المساعدة التي تحتاجها.

وامتنع حتى الآن عن توجيه أي دعوة صريحة لإسرائيل للحد من ردها، وهو نوع من التصريحات اعتاد البيت الأبيض الإدلاء بها خلال الأزمات السابقة.

واقترب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من مثل هذه المناشدة خلال زيارة إلى إسرائيل يوم الخميس عندما قال إنه يأمل أن تتخذ إسرائيل كدولة ديمقراطية “كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين”.

ويصر المسؤولون الإسرائيليون على أن قواتهم تحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن مستشاري بايدن ناقشوا مخاوفهم في محادثات خاصة مع نظرائهم الإسرائيليين. وقال المسؤول “ندرك أيضا أنهم عدوانيون وعليهم أن يكونوا عدوانيين في هذه الساعات المبكرة”.

ومنذ هجوم يوم السبت، فرضت إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة وشنت حملة قصف قوية محت أحياء بأكملها.

وبعد أن أبقى بايدن نفسه على منأى من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طويل الأمد، وجد نفسه الآن في أتون حريق مستعر في الشرق الأوسط.

فهو لا يستطيع أن يتحمل استعداء الناخبين المؤيدين لإسرائيل قبل انتخابات العام المقبل. ويعد اللوبي القوي المؤيد لإسرائيل، بقيادة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، قوة رئيسية في السياسة الأمريكية وكثيرا ما يدعم نتنياهو وهو ما اضطر بايدن إلى الدخول معه في تحالف ليس مريحا في وقت الحرب.

وفي حين نال دعمه القوي لإسرائيل،أقرب حليف لواشنطن في المنطقة، الثناء في العديد من الأوساط، فقد أثارت الأزمة أيضا انتقادات لعدم تكريسه اهتماما كافيا لمحنة الفلسطينيين الذين يرون آمالهم في إقامة دولة تتلاشى أكثر من أي وقت مضى في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال خالد الجندي مستشار المفاوضات الفلسطينية السابق الذي يعمل الآن في معهد الشرق الأوسط في واشنطن “كانت فلسفتهم التي يسترشدون بها بشأن هذه القضية على مدى السنوات الثلاث الماضية هي القيام بأقل القليل”.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الوقت غير مناسب لمحاولة استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تعنت الجانبين.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

قبيلة أرحب تحتشد في وقفة مسلحة كبرى نصرة لغزة وتحديا للعدو الأمريكي الصهيوني (تفاصيل + صور)

 

يمانيون/ صنعاء احتشد أبناء قبيلة أرحب بمحافظة صنعاء، اليوم الاثنين، في وقفة مسلحة كبرى نصرةً لغزة وتحدياً للعدو الأمريكي والإسرائيلي.

وأكد أبناء قبيلة أرحب جهوزيتهم الكاملة لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، مشددين على ثبات أبناء القبائل اليمنية على مواقفها التاريخية في مناصرته للقضية الفلسطينية.

وعبروا عن تحديهم لتحالف العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني ومن يساندهم، واستعدادهم لدفاع عن اليمن، وكذلك المشاركة في معركة الفتح الموعود نصرة للأقصى الشريف الشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات.

وأشادوا، بالعمليات العسكرية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية والتي استهدفت عمق كيان العدو الصهيوني، وكذلك العمليات التي استهدفت بارجات وحاملات الطائرات الأمريكية والتي كان آخرها استهداف حاملة الطائرات “ترومان” وإسقاط طائرة إف 18 خلال عدوانها على اليمن.

وشددوا على أن العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على اليمن لن يؤثر على موقف الشعب اليمني المساند لغزة، بل ستكون له نتائج عكسية على المعتدين سيثمر عمليات متصاعدة لقواتنا المسلحة ضد كيان العدو والمتحالفين معه.

وطالبوا قواتنا المسلحة بالمزيد من الضربات المنكلة بتحالف الشر الصهيوني الأمريكي البريطاني حتى يرعوي عن غيه، ويتم إيقاف العدوان البربري الهمجي على اليمن وغزة.

مقالات مشابهة

  • قبيلة أرحب تحتشد في وقفة مسلحة كبرى نصرة لغزة وتحديا للعدو الأمريكي الصهيوني (تفاصيل + صور)
  • صقيع غزة يزيد معاناة الفلسطينيين تحت القصف..ومخاوف من انتشار العدوى
  • صهيوني ومؤيد لإسرائيل.. الكشف عن دوافع الهجوم الذي نفذه سعودي في ألمانيا
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل طبيبا أردنيا خلال توجهه لغزة ضمن وفد إغاثي
  • الحوثيون يضعون موانئ اليمن تحت القصف الإسرائيلي الأمريكي.. خسائر بقيمة 313 مليون دولار
  • القصف الأمريكي البريطاني على اليمن.. غارات جديدة تستهدف مواقع الحوثيين في صنعاء
  • الجيش الأمريكي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء
  • هل بايدن حي؟.. إيلون ماسك يثير ضجة بسبب الرئيس الأمريكي
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • الإعلام الأمريكي يكشف مخرجات لقاء وفد بايدن مع الجولاني - عاجل