روسيا تسعى لتعزيز تعاونها مع الجيش الوطني الليبي
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
مع تنامي العلاقات بين بنغازي وموسكو، كشفت مصادر فرنسية عن أنّ الروس يُحاولون إقناع المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية بالتوقيع على اتفاق يمنح موسكو امتياز قواعد جوية وبحرية في ليبيا مُقابل تزويد الجيش الوطني الليبي بأنظمة دفاع مضادة للطائرات وتدريب الطيارين ومُساعدات عسكرية أخرى.
ونقلت صحيفة "اللو موند" عن جوناثان وينر، سفير الولايات المتحدة السابق في طرابلس (2013-2016)، قوله إنّ الاتفاقية التي يرغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توقيعها مع المشير حفتر، تأتي في إطار رغبة الكرملين في إضفاء الطابع الرسمي، تحت سلطة وزارة الدفاع، على جزء من الأنشطة التي كانت تقوم بها بالفعل موسكو في ليبيا وبعض الدول الأفريقية.
وتساءلت اليومية الفرنسية عن المدى الذي يُمكن أن تصل إليه المُغازلة الروسية للقائد العام للجيش الوطني الليبي، مُشيرة إلى الزيارة المُهمّة التي قام بها "الرجل القوي" في شرق ليبيا، على حدّ تعبيرها، في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي إلى موسكو، حيث التقى الرئيس بوتين، مما أثار التكهنات حول الخطط العسكرية الروسية في ليبيا.
واعتبرت أنّ تزويد القوات الليبية المسلحة بأنظمة الدفاع الجوي الروسية هو إعادة هيكلة وشكل جديد لما كانت تقوم به مجموعة فاغنر العسكرية شبه الرسمية، التي بدأت مهامها في شرق وجنوب ليبيا بشكل ملحوظ منذ الأعوام 2018-2019.
ويبدو أنّ تكرار الاجتماعات بين كبار المسؤولين الروس وحفتر في الأسابيع الأخيرة يُشير إلى أنّ السيناريوهات بدأت تنضج. فبالإضافة إلى لقاءه المباشر مع رئيس الكرملين، فقد التقى المشير حفتر مؤخراً مع نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إفكوروف، في بنغازي نفسها.
يُشار إلى أنّ التعاون بين حفتر وموسكو كان قد بدأ في عام 2016 في الوقت الذي سعى فيه الزعيم الليبي إلى الحصول على خبرات عسكرية أجنبية روسية ولكن أيضاً فرنسية وأمريكية، في قتاله ضدّ معاقل الجهاديين في بنغازي ثم في درنة.
ورأت روسيا في ذلك فرصة لاستعادة موطئ قدم في ليبيا – البلد الذي كانت قد خسرت فيه نفوذها عام 2011 بعد سقوط نظام معمر القذافي. وعلى مرّ السنين الماضية التي أعقبت ذلك، مثّلت قوات فاغنر أداة للعودة الروسية إلى الساحة الليبية عبر ترسيخ مهامها العسكرية في برقة (سرت، ومنطقة الخادم) وجنوب فزان (الجفرة، براك وادي الشاطئ) بالقرب من المواقع النفطية الغنية، حيث تمّ توفير ما يزيد عن 1500 مقاتل روسي ونحو 1000 مقاتل من مجموعات قتالية حليفة.
ويرى فريديريك بوبين المحلل السياسي في "اللو موند" أنّ احتمالية إبرام اتفاق دفاع بين حفتر وموسكو ليس بالأمر السهل وسط توقع عدم قبول من الحكومة الليبية في طرابلس، فضلاً عن موقف الولايات المتحدة الرافض للنفوذ الروسي، والتي من الممكن أن تفرض عقوبات على شرق ليبيا ومجلس النواب في بنغازي، حسب رأيه.
Learning more re #Putin plan for #Libya #Russia proposed joint defense deal. Russia would supply advanced air defense systems to Libyan Natl Army, train its pilots, & develop joint Russian-Libyan air bases in east & south. Also joint naval bases. HoR will be asked to vote "yes."
— Jonathan M Winer (@JonathanMaWiner) October 2, 2023إلا أنّ السفارة الروسية لدى ليبيا سخرت من تقارير واشنطن فيما يتعلق بتحذير القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر من التقارب مع موسكو، وذلك في أعقاب لقاءه الأخير مع بوتين.
ومنذ وفاة يفغيني بريجوزين القائد السابق لقوات فاغنر، يسعى الرئيس الروسي لإعادة تنظيمها بشكل رسمي، وتدريب مُقاتلين جدد. كما يبذل جهوداً عدّة لإحلال بلاده مكان القوى الغربية التقليدية في العديد من دول القارة الأفريقية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ليبيا الوطنی اللیبی فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
قطر ترحب بالخطوات الانتقالية لتعزيز التوافق الوطني بسوريا
أعلنت قطر، مساء الأربعاء، ترحيبها بالخطوات الانتقالية الهادفة إلى تعزيز التوافق الوطني في سوريا "بما يمهّد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار".
جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية عقب إعلان إدارة العمليات العسكرية بسوريا في وقت سابق الأربعاء، تولية أحمد الشرع رئيسا للبلاد للمرحلة الانتقالية، وإلغاء العمل بدستور 2012، وحل البرلمان والجيش والأجهزة الأمنية.
وذكر البيان أن قطر "ترحّب بالخطوات الانتقالية الهادفة إلى تعزيز التوافق الوطني في سوريا".
وأوضح أن "قطر ترحّب بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية الشقيقة وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهّد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار".
وشدد البيان على أن "المرحلة المفصلية الحالية في سوريا تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبّر عن كافة المكونات دون إقصاء، حفاظاً على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، وبما يمهّد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة".
وجددت قطر دعمها "الكامل لسوريا في كل المجالات، ومساهمتها الفعّالة في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم"، وفق ذات المصدر.
وفي "بيان انتصار الثورة"، الذي تلاه الأربعاء، متحدث إدارة العمليات العسكرية العقيد حسن عبد الغني، أعلنت الإدارة كذلك حل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، ودمجها في مؤسسات الدولة، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
كما تقرر حل حزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم بالنظام السابق) وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، وحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية.
وفوضت إدارة العمليات العسكرية "رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذ".
وشهد قصر الشعب في دمشق فعاليات "مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية"، وسط حضور موسع من الفصائل العسكرية وقوى الثورة السورية.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد، وفي اليوم التالي، تم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.