في الوقت الذي ترد فيه إسرائيل على هجوم حماس الأخير، رأى عدد من المراقبين الأمريكيين أنه يجب على الولايات المتحدة اتخاذ إجراء مباشر ضد إيران، باعتبار أنها الدولة الراعية الأساسية لحماس، مما من شأنه توسيع نطاق الحرب.

ورغم أنه لا شك أن إيران تقدم دعماً مادياً لحماس، وبالتالي تُعتبر مشتركة في بعض المسؤولية، تشير تقديرات الاستخبارات الأمريكية الأولية أن إيران لم تأمر بالهجوم، وأن الأمر كان مفاجئاً لكبار المسؤولين الإيرانيين.

U.S. Should Prevent Escalation of Israel-Hamas War

Whatever Iran’s role in Hamas’ attacks, provoking Tehran could have devastating consequences.https://t.co/o6l8HWDXJ2

— National Interest (@TheNatlInterest) October 12, 2023

ويقول المحلل الأمريكي غريغ بريدي، أحد الزملاء البارزين في مركز "ناشونال انتريست" الأمريكي، إنه "مع ذلك، فإنه بغض النظر عن المسؤولية الأخلاقية، يتعين على الولايات المتحدة بوضوح التفكير في التكاليف العملية التي ستتعرض لها مصالحها نتيجة أي تصعيد مع إيران، وهي تكاليف باهظة. وينبغي على الولايات المتحدة تقديم دعم قوي لإسرائيل في جهودها لتفكيك حماس في غزة، وتحذير إيران من أن توسيع نطاق الحرب سيكون كارثياً للجميع، ولكن ينبغي عليها أيضاً الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تجر إيران إلى الحرب. ويتعين أن يكون هدف أمريكا هو أن تظل الحرب مقتصرة على غزة إذا كان ذلك ممكناً".

وأضاف بريدي في تحليل للمجلة، أنه "إذا ما قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران، فإن هذه ستكون المرة الأولى منذ عقود التي يمتلك فيها العدو القدرة على إلحاق أضرار واسعة النطاق وخسائر في الأرواح خارج محيطه المباشر". فقد تم إنتاج الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والمسيرات الانتحارية الإيرانية بكميات هائلة وأثبتت دقتها في حالات مثل هجمات سبتمبر (أيلول) عام 2019، على المنشآت النفطية السعودية في ابقيق وخريص، والهجوم الصاروخي في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018 ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سوريا، والانتقام ضد القوات الأمريكية في العراق في يناير (كانون الثاني) عام 2020، بعد الهجوم بالمسيرة الذي تم فيه قتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وأشار بريدي إلى أنه عندما تعاملت الولايات المتحدة مع عراق صدام حسين عامي 1991 و 2003، وليبيا معمر القذافي عام 2011 لم تكن لدى أي من الدولتين أنظمة أسلحة تتمتع بأي نوع من الدقة والفعالية التي تتمتع بها أنظمة الأسلحة الإيرانية.

وأضاف أن أحد التداعيات التي ينبغي توقع حدوثها في أي اشتباك بين الولايات المتحدة وإيران هو حدوث اضطراب في إمدادات النفط. ومن المرجح أن ترد إيران بهجمات بالصواريخ والمسيرات على مرافق النفط الحيوية في الخليج، وهو ما يمثل تهديداً للنفط أكثر من محاولة اعتراض السفن في مضيق هرمز.

وقال إن "هجوم حماس ضد إسرائيل، يحظى بصدى واسع وعميق في العالم العربي وفقاً لما كشفته ردود الفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يماثل كثيراً ما حدث في عام 2006 عندما اندلعت الحرب بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل،  وسوف يؤدي أي اشتباك مباشر بين الولايات المتحدة و إيران إلى احتمال تعجيل إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مما يعرض منشآتها لأضرار بالغة، لكن مع احتفاظها بالخبرة الفنية التي تمكنها من إعادة بنائها في سنوات قليلة. وسوف يؤدي هذا إلى زيادة وليس تقليل احتمال أن تغير إيران من وضعها، وتصبح دولة نووية".

ويري بريدي أنه من الممكن أن ترغب إيران أو إسرائيل في توسيع نطاق الحرب أو من الممكن أن يفعل حزب الله ذلك، وهنا يتعين على الولايات المتحدة الحث على عدم حدوث ذلك بقدر الإمكان. فحزب الله لديه قدرة أكبر كثيراً من حماس على إلحاق الضرر بإسرائيل، من خلال ترسانته من الصواريخ المتطورة بصورة متزايدة، ولكن إيران تعتبر ذلك رادعاً لمنع إسرائيل من مهاجمة منشآتها النووية وليست شيئاً تريد استهلاكه واستنفاده بسهولة.

ويقول بريدي في ختام تحليله إن "أفضل موقف في هذه الظروف هو ما يبدو أن إدارة بايدن تتبعه- وهو الحفاظ على احتواء الحرب بقدر الإمكان، وضرورة وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في اكتساحها لحماس في غزة، ومنح إسرائيل قدراً كبيراً من الحرية فيما ستكون من الواضح معركة مروعة، مع إدراك أنه لايمكن دائماً تجنب حدوث أضرار جانبية وخسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين. ومع ذلك، فإن المصالح الأمريكية تقضي بقوة رفض فكرة توسيع نطاق الحرب لمعاقبة إيران. إنه أمر مؤسف، لكن مراعاة إمكانيات العدو أمر مهم عند وضع هذه الحسابات".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا إيران حزب الله على الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعتزم الإفراج عن 183 فلسطينياً

أفاد نادي الأسير الفلسطيني، الجمعة، بأنّ إسرائيل ستطلق سراح 183 معتقلاً، مقابل الإفراج عن 3 رهائن محتجزين في غزة، وذلك في إطار عملية تبادل ستكون الرابعة منذ بدء سريان الهدنة.

وكانت أماني سراحنة المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني قالت في بادئ الأمر إنّ إسرائيل "ستحرّر تسعين أسيراً"، لتعلن لاحقاً ارتفاع العدد إلى 183.
ومن المقرر أن تنفّذ إسرائيل وحماس عملية تبادل جديدة، السبت، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير (كانون الثاني) بين إسرائيل وحماس.

الأونروا: الوقف القسري لعملنا في غزة سيقوض الهدنة الهشة - موقع 24قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الجمعة، إن أي وقف قسري لعملها في غزة، سيقوض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وبدأت الفصائل الفلسطينية في غزة بإطلاق سراح الرهائن منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وحتى الآن سلّمت الفصائل الفلسطينية 15 رهينة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي: تصعيد الحوثيين في تعز والضالع ولحج يقوض جهود عملية السلام باليمن
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • إسرائيل تعتزم الإفراج عن 183 فلسطينيًا
  • إسرائيل تعتزم الإفراج عن 183 فلسطينياً
  • إيران: هجوم الولايات المتحدة على مواقع نووية سيؤدي إلى حرب شاملة
  • تقرير روسي: الولايات المتحدة تحاول منع حرب أفريقية كبرى جديدة
  • تقرير روسي: الولايات المتحدة تحاول منع حرب إفريقية كبرى جديدة
  • تقرير: إسرائيل تقطع علاقاتها مع وكالة الأونروا
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة