صنعاء((عدن الغد )) خاص
تصف شقيقة أحد الشباب المعتقلين على خلفية الاحتفال بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة سلطة أنصار الله (الحوثيين)، صدمتهم كأسرة من خلال حالة والدتها: "لا تتوقف والدتي عن البُكاء، منذُ مساء الإثنين 25 سبتمبر، الليلة التي تم فيها اعتقال أخي بسبب احتفاله مع جموع الشباب بذكرى الثورة اليمنية".
تقول هذه الفتاة، التي فضّلت عدم الإشارة إلى اسمها، لـ"خيوط": "خرج أخي بسيارته التي زينها بالعلم الجمهوري كعادته في كل ذكرى، لكنه لم يعد حتى آخر الليل، إلى أن علمنا في وقتٍ مُتأخر من تلك الليلة بأنه تم احتجازه في أحد أقسام الشرطة، ذهبت والدتي لزيارته اليوم التالي، لكنهم لم يسمحوا لها، فجنّ جنونها وانهارت بالبكاء، وما يزال الحال كما هو إلى يومنا هذا".
لم تكن الاعتداءات على المُحتفلين بهذه المناسبة "تصرفات فردية" كما وصفتها سلطة صنعاء، بل كانت، كما يؤكد مراقبون وناشطون وقانونيون، أسلوبًا مُمنهجًا في قمع الاحتفالات الشعبية بهذه المناسبة الوطنية التي اعتاد اليمنيون الاحتفال بها في كل المدن والمناطق والمحافظات، خصوصًا في صنعاء بصفتها عاصمة الجمهورية اليمنية.
إضافة إلى أنّ حملات الاعتقالات التي شنّتها سلطة صنعاء التابعة لجماعة "الحوثيين" على المشاركين في الاحتفالات وعلى من رفعوا الأعلام يومَي 25 و26 من سبتمبر/ أيلول المنصرم؛ جسّدت هذا النهج الذي تتبعه منذ أن انقلبت على مؤسسات الدولة بسيطرتها على العاصمة صنعاء نهاية العام 2014.
بحسب مختصين قانونيين ومحامين، وناشطين حقوقيّين، وأقارب للشباب المعتقلين؛ قاموا بزيارة أقسام شرطة تحتجز عشرات من هؤلاء الشباب، فإن هناك نحو 1000 معتقل يفيد أفراد عاملون في هذه الأقسام أنهم معتقلون وهواتفهم مصادرة على ذمة البحث الجنائي.
أثار مشهد الاعتداء -كما ورد في الفيديو المتداول- الرأيَ العام اليمني وأشعل موجة غضب تجاه هذه التصرفات التي تنال -كما يصفها مواطنون- من رمزية وطنهم المتمثلة بهذه المناسبة والعلَم، في حين تحشد سلطة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء، كل إمكانيات مؤسسات الدولة التي وضعت يدها عليها للاحتفال ببذخ مفرط بعشرات المناسبات التي لا تتوقف على مدار العام.
كما يؤكد في هذا الصدد، المُحامي عبدالمجيد صبرة، في حديثه لـ"خيوط"، اعتقال المئات من الشباب على خلفية احتفالهم بذكرى الثورة واحتجازهم في أقسام الشرطة.
وفي الوقت الذي تتذرع فيه الجهات الأمنية التي تحتجز هؤلاء الشباب بأنهم كانوا مدفوعين لبث الفوضى من أطراف أخرى، يوضح المحامي صبرة أن المحتجزين الذين قام بزيارتهم في السجون أكّدوا لهُ بأنهم لم يقوموا بأي فوضى على الإطلاق، وأن كل ما فعلوه أنهم رفعوا علَم بلدهم مرددين النشيد الوطني وتحية العلم.
اعتداءات واعتقالات
في ليلة الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول، وبالتحديد في العاصمة صنعاء خرج الكثير من المواطنين، خصوصًا من الفتيات والشباب إلى الشوارع للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية 1962، تتزين سياراتهم كالعادة بالأعلام، مرددين الأناشيد والأغاني الوطنية، لكن تم الاعتداء عليهم بالضرب ونزع الأعلام، بل وصل الأمر لاعتقال العشرات منهم من قبل أشخاص يرتدون البزة العسكرية.
اللافت في الأمر هي ردة الفعل القوية من قبل المواطنين بسبب هذه التصرفات التي طالت المحتفلين بمناسبة وطنية، حيثُ خرج المئات إلى الشوارع رغم كل الترهيب وحملات الاعتقالات.
ففي مساء هذا اليوم 25 سبتمبر/ أيلول، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه شخصًا مُسلحًا يرتدي الزي العسكري، مُقنعًا بقناع أسود، يقوم بنزع الأعلام الجمهورية بهمجية من على سيارات المُحتفلين ويرميها على الرصيف، مطلقًا النار على السيارة التي ترفض نزع العلم أو تحاول تجاوزه.
يقول أحمد الحراسي -اسم مستعار- وهو أحد الشباب الذين خرجوا للاحتفال بهذه المناسبة: "كان قلبي يحترق مما شاهدته"، في إشارة إلى حادثة اعتراض مسلحين في أحد شوارع صنعاء طريق المُحتفلين وقيام أحدهم بنزع العلم الوطني من سياراتهم بالقوة وتحت تهديد السلاح.
وثقت عدة فيديوهات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعية، اعتداء عسكريين على مواطنين شاركوا في الاحتفالات برفع العلم، مع وصول الأمر إلى الاعتداء بالضرب بأعقاب البنادق.
صورة مكثفة لتراكم التضييق
أثار مشهد الاعتداء، كما ورد في الفيديو المتداول، الرأيَ العام اليمني، وأشعل موجة غضب تجاه هذه التصرفات التي تنال، كما يصفها مواطنون، من رمزية وطنهم المتمثلة بهذه المناسبة والعلَم، في حين تحشد سلطة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء كل إمكانيات مؤسسات الدولة التي وضعت يدها عليها للاحتفال ببذخ مفرط بعشرات المناسبات التي لا تتوقف على مدار العام.
من جانبه، يشرح علي السقاف، أحد المحتفلين بهذه المناسبة، في حديثه لـ"خيوط: "خرجتُ بسيارتي كعادتي في مثل هذه المناسبة الوطنية لرفع العلَم والاحتفال بذكرى الثورة في شوارع العاصمة صنعاء، لكن شاهدت ولأول مرة في مثل هذه المناسبة الكثيرَ من الأطقم العسكرية المنتشرة في الشوارع، لم أكن أتوقع حينها أنها لقمع المُحتفلين إلا عندما وصلتُ إلى جولة ريماس (في منطقة حدة، جنوب صنعاء)، لأتفاجأ بمسلح عسكري يعترض طريقي، ويهجم على سيارتي نازعًا العلم من يدي بالقوة، صارخًا في وجهي: ممنوع".
ويرى مراقبون وكتّاب صحفيون أنها المرة الأولى التي تم فيها مشاهدة احتفالٍ شعبيّ بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، لا يتسم بطابع رسمي. وبصورة عكسية تحولت مدينتي صنعاء وإب وبعض المناطق الريفية (السدة) إلى مهرجان شعبي تلقائي؛ مواكب سيارات يحمل فيها الشباب والفتيات أعلام اليمن، وهتافات لليمن تُردد على مسامع الجميع، مصحوبة بأغانٍ وطنية.
مشهد وصفه كتّاب صحفيون بأنه شكلٌ من الانتفاضة الناعمة، قالت فيه صنعاء وكذلك إب كلمتها في وجه جماعة "الحوثيين"، إذ كان بمثابة علامة موثقة لتراكم مدني، عرفته اليمن خلال عقود، ظلّ محاصرًا بخطاب تقليدي تقاطعت فيه مصالح قوى دينية وقبَلية وسياسية.
وارتفعت حدة الاتهامات لسلطة أنصار الله (الحوثيين) خلال الفترة الماضية، بالتضييق على المجتمع وفرض سياستها وفكرها كجماعة دينية بقوة السلاح والقمع الذي يتركز بدرجة رئيسية على فئة الشباب، خصوصًا الفتيات والنساء والقيام بممارسات تفرض قيودًا واسعة على الحريات الشخصية على كافة المستويات
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: بهذه المناسبة العاصمة صنعاء هذه المناسبة
إقرأ أيضاً:
السعودية الأقرب لاستضافة «خليجي 27» في سبتمبر 2026
يُعقد في الواحدة من ظهر الغد اجتماع لاتحاد كأس الخليج العربي في العاصمة الكويتية على هامش دورة كأس الخليج، ويتضمن جدول الأعمال إعلان انعقاد الجمعية العمومية، والموافقة على جدول الأعمال، ثم كلمة رئيس الاتحاد، وتعيين عضوين لمراجعة المحضر، والمصادقة على المحضر السابق، والمصادقة على كشف الحسابات المدقق وتقارير المدققين الخارجيين المستقلين والمصادقة على الميزانية والتقرير الإداري ومقترحات تعديل النظام الأساسي، والتصويت على اختيار الدولة المستضيفة لبطولة كأس الخليج العربي السابعة والعشرين لكرة القدم، وما يستجد من أعمال.
ويعَد ملف المملكة العربية السعودية هو الأقرب للتصديق على طاولة الاجتماع، حيث يتوقع أن يتم الإعلان عن استضافة المملكة للحدث الخليجي، والذي كان مقررا له ديسمبر 2025، إلا أن النقاشات ستدور في الاجتماع المرتقب غدًا لتحديد موعد آخر، ربما يكون سبتمبر 2026 خلال أيام «الفيفا».
وعلى الجانب الآخر، لا يزال النقاش مستمرا حول مقترح دعوة منتخب أو منتخبين من خارج دول الخليج، للمشاركة في البطولة، لا سيما في ظل ارتفاع المكافآت المالية للدول المشاركة وللبطل، وهو ما سبق وأعلن عنه مجلس إدارة اتحاد كأس الخليج العربي، عقب اجتماع للجمعية العمومية العام الماضي، بعدما تم تكليف جاسم الرميحي، الأمين العام للاتحاد الخليجي بمراجعة وتنقيح وتطوير اللوائح وخاصة لائحة النظام الأساسي للبطولة، ومناقشة آليات تطوير مسابقات الاتحاد وعلى رأسها بطولة كأس الخليج العربي، بما يسهم في زيادة مداخيلها بصورة أكبر، ورفع مستواها الفني والتنظيمي.
أما عن بند إضافة منتخبات للبطولة من خارج الاتحاد الخليجي، فقد سبق وأعلن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم بأن هذا القرار سيتم اتخاذه والبت فيه بموافقة أعضاء الجمعية العمومية، وأضاف: «إن كان ذلك سيطور من البطولة، فسيتم دعم هذا القرار وستتم دراسته والنظر فيه».