موقع 24:
2024-12-27@02:17:03 GMT

ما مصير الشرق الأوسط وسط النظام الدولي الحالي؟

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

ما مصير الشرق الأوسط وسط النظام الدولي الحالي؟

تطرق الباحثان البارزان غير المقيمين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مايكل كيماج وحنة نوته إلى الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى لشرح ما تقوله عن النظام الدولي الحالي.

السياسة الخارجية الأميركية تعاني أيضاً من تفاوت بين النوايا والقدرة


وكتبا في مجلة "فورين أفيرز" أنه ما من شك في أن القوى العظمى اليوم ــ الصين وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة ــ ستلعب دوراً في الصراع بين إسرائيل وحماس.

ما إذا كانت أي من هذه القوى قادرة على حل هذا الصراع أو احتوائه أمر أقل يقيناً بكثير. يفترض المحللون أن القوى العظمى ستحشد موارد هائلة لتشكيل النظام الدولي. لكن خلف إطار المنافسة بين القوى العظمى ثمة تطورات جديدة أكثر دقة. لعنة جماعية

لم تعد القوى العظمى مؤطرة بشكل ثنائي. ترتبط الولايات المتحدة وأوروبا بتحالفات رسمية، في حين تتمتع روسيا والصين بشراكة فضفاضة؛ في الغالب، هما تفعلان ما بوسعهما لعدم عرقلة طريق بعضهما البعض.

 

 

Toxic domestic politics are obstructing the great powers’ international ambitions—and with Beijing, Brussels, Moscow, and Washington distracted, smaller powers are more likely to collide, warn @mkimmage and @HannaNotte. https://t.co/qg9yyYNjWk

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) October 12, 2023


والأشكال الجديدة من المنافسة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، مثل الدعم الأمريكي للتكنولوجيا الخضراء، تضع أوروبا والولايات المتحدة في مواجهة بعضهما البعض، كما أن الاعتماد الاقتصادي المتبادل العميق بين الولايات المتحدة والصين يجعلهما خصمين مترددين. وتعيق السياسات الداخلية السامة الطموحات الدولية للقوى العظمى.
لقد بدأ تشتت انتباه القوى العظمى يبدو أشبه بلعنة جماعية. فراغات السلطة تتكاثر. في أفريقيا ومنطقة البلقان والشرق الأوسط وجنوب القوقاز، بدأت الصراعات القديمة التي كان بعضها خاملاً تشتعل مجدداً لتتحول إلى أزمات جديدة. وتبذل القوى المتوسطة والجهات الفاعلة المحلية جهودها بجرأة متزايدة. في كثير من الأحيان، ينتهي الأمر بالقوى العظمى بلا حول ولا قوة.
في الأشهر المقبلة سوف تتطلع الأطراف العديدة المتضررة من الحرب بين إسرائيل وحماس إلى القوى العظمى من أجل القيادة. لكن من المرجح أن يجدوا أن هذه القوى العظمى الأربع غير مناسبة لمواجهة الأزمة. تعتمد روسيا على إيران في المساعدات العسكرية.
من المرجح أن تقدم الولايات المتحدة دعماً كبيراً لإسرائيل، لكنها ستجد صعوبة في جلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات. وقد تقدم الصين بسخاء عبارات مبتذلة بشأن السلام لكنها ستحاول تجنب أي نوع من التدخل المباشر، وستجد أوروبا نفسها بلا أي نفوذ إلى حد كبير. إذا تحقق هذا السيناريو المتناقض، فسوف يكون بمثابة صورة مصغرة عن النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين.

روسيا... وأسدِلت الستارة تتنافس كل من القوى العظمى الحالية على جوائز جيوسياسية مختلفة. في سبتمبر (أيلول)، شنت أذربيجان هجوماً عسكرياً في ناغورنو قرة باخ. لو لم تقم روسيا بغزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، لربما كانت أكثر قدرة على دعم حليفتها أرمينيا في الصراع الملتهب. لكن في أوكرانيا، أثقلت روسيا نفسها بحرب لا يمكن الفوز بها.
أسدلت مغامرتها الفاشلة الستار على سمعتها العسكرية الهائلة، وكشفت أن الجيش الروسي متواضع من الناحيتين الاستراتيجية والتكتيكية. في ديسمبر (كانون الأول) 2022، اختبرت أذربيجان الخطوط الحمراء الأرمينية الطويلة الأمد من خلال حصار ممر لاتشين مستفيدة من هشاشة روسيا. وبعد فشل قوات حفظ السلام الروسية في فتح الطريق، حكمت أذربيجان وحليفتها الرئيسية تركيا على روسيا بأنها إمبراطور عارٍ. أوروبا المتفرجة

لقد سعت أوروبا لفترة طويلة إلى استخدام قوتها الناعمة الكبيرة لجعل قيمها ــ سيادة القانون والمداولات المتأنية ــ تؤثر في الأزمات العالمية. لكن منذ انحدار الربيع العربي و سوريا إلى كارثة، كانت أوروبا تعاني من أجل العمل على تحقيق رؤيتها. إنها قوة عظيمة غير متكافئة: قوة أوروبا العسكرية لا تضاهي قوتها الاقتصادية. وهي لا تستطيع نشر قوتها العسكرية بنفس سرعة روسيا أو الولايات المتحدة.

“ It is not merely another era of great-power competition. It is a moment of anarchically fragmenting power, an age of great-power distraction.” https://t.co/ec534gNcig

— Laura Kennedy (@AmbKennedy_ret) October 12, 2023


كثيراً ما تخلفت أوروبا عن الولايات المتحدة في تعزيز دفاعات أوكرانيا، كما سلطت الحرب الضوء على نقاط ضعفها كقوة على الساحة الدولية. كذلك، إن مصالح العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي لا تتوافق مع مصالحه وأولوياته الاستراتيجية. إيطاليا قلقة من الهجرة وبولندا قلقة من العدوان الروسي والبرتغال قلقة على اقتصادها.
في أذربيجان والتوترات بين كوسوفو وصربيا والحرب الأهلية في السودان، كانت أوروبا متفرجة أكثر من كونها وسيطاً فعالاً. وأدت سلسلة من الانقلابات في منطقة الساحل وبوركينا فاسو ومالي والنيجر إلى طرد القوات العسكرية الأوروبية وحتى بعض السفراء الأوروبيين. ولم يصدر الاتحاد الأوروبي أي رد حقيقي.

أمريكا... بين النوايا والقدرة الولايات المتحدة قادرة على أن تكون لاعباً أكثر حسماً وفق الكاتبين. فأصولها الاستراتيجية مجتمعة، من اقتصادها إلى مؤسساتها الاستخبارية إلى جيشها، لا مثيل لها. من المرجح أن تؤدي الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس إلى عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة المضطربة. لقد أعادت إدارة بايدن التركيز على الدور الدولي الذي تلعبه الولايات المتحدة، وليس فقط في أوروبا.
للتنافس مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، كشفت الولايات المتحدة عن خطة في قمة مجموعة العشرين الأخيرة للاستثمار في ممر اقتصادي جديد يعزز روابط النقل والتجارة بين الاتحاد الأوروبي والهند والشرق الأوسط. كما عززت مؤخراً شراكاتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبذل فريق بايدن جهداً كبيراً لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المجاورة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. وبمساعدة واشنطن، يتم إحراز تقدم بشأن تغير المناخ.
لكن السياسة الخارجية الأميركية تعاني أيضاً من تفاوت بين النوايا والقدرة. لقد استحوذت الحرب في أوكرانيا على مقدار كبير من اهتمام إدارة بايدن، حيث فرضت قيوداً على الموارد لتوفير الأسلحة والذخائر التي قد تؤثر الآن على إسرائيل، أو في المستقبل على تايوان. ولم ترسم واشنطن خطوطاً حمراء ذات صدقية لباكو في ناغورنو قرة باخ، وكان اهتمامها بالحروب والأزمات التي تتكشف في غرب أفريقيا عرضياً في أحسن الأحوال. وكما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفاجأ بايدن تماماً بالهجوم الأخير الذي شنته حماس.
إذا كانت الولايات المتحدة مترددة كقوة عظمى، فليس بسبب الحرب في أوكرانيا، كما تدعي بعض الأصوات الأكثر ديماغوجية في الكونغرس الأمريكي. يرجع ذلك إلى السياسة الأمريكية الداخلية. كان الاستقطاب السياسي والعزلة المتزايدة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية سبباً في جعل تحولات السياسة الخارجية بين الإدارات الرئاسية مفاجئة ومتنافرة. وبسبب مقاومة الكونغرس، العديد من المناصب الدبلوماسية العليا في الولايات المتحدة شاغر حالياً. إن الولايات المتحدة التي تشتت انتباهها بسبب الانقسام تترك لدى البلدان الأخرى انطباعاً بالتقلب وهو ما يعرقلها عن التصرف بحزم. الأكثر إرباكاً إن الصين هي القوة الأكثر إرباكاً بين القوى العظيمة المعاصرة. في نصف القرن الماضي، ابتعدت الصين عن الحروب المكلفة ومارست الحيطة التي تعتبرها بكين سمة مميزة لهويتها الوطنية. أدى تجنب الحرب هذا إلى زيادة مكانة الصين في الجنوب العالمي وتعزيز سمعتها كقوة اقتصادية – قوة عظمى في التجارة بدلاً من كونها محرضة جيوسياسية.
لم يقم الرئيس الصيني شي جينبينغ بغزو تايوان، وقد لا يفعل ذلك أبداً. وتمتلك الصين قوة عسكرية مركزة تحت تصرفها أكثر من تلك التي تمتلكها أوروبا، ومن خلال استخدامها بشكل غير متكرر هي أقل عرضة للتمدد من القوتين العسكريتين لروسيا والولايات المتحدة.
مع ذلك، لم تترجم الصين نفوذها الاقتصادي وسمعتها في مجال عدم الاعتداء إلى إدارة ناجحة للمشاكل العالمية. في فبراير (شباط) على سبيل المثال، اقترحت الصين خطة سلام لأوكرانيا، لكن الخطة غير جادة: إذ تعمل بكين على الظهور بمظهر الوسيط بينما لا تفعل أي شيء ملموس لإنهاء الحرب. كما وعدت بشراكة "بلا حدود" مع روسيا. ولم يؤدِّ موقف الصين المشوش بشأن الحرب إلا إلى تسليط الضوء على غيابها الدبلوماسي عن أوروبا.
مع تركيزها على المكاسب الاقتصادية وبما أنها مثقلة بالمتاعب الاقتصادية المحلية، أصبحت الصين واحداً من أكثر الوسطاء حماساً ولكن أقلهم قدرة. وأعلنت بكين عن اتفاق سلام بين السعودية وإيران، كما أعلنت عن رغبتها بصياغة اتفاق مماثل بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن حتى الآن، لم تقم الجهود التي بذلتها الصين بأي شيء للمساهمة في السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة. هذا ليس عصر تعزيز النظام الدولي بعدما كان لفترة طويلة ساحة مركزية لمنافسة القوى العظمى، قد يمثل الشرق الأوسط شيئاً جديداً. ثمة خطر من أن تتوسع الحرب الجديدة التي تخوضها إسرائيل مع حماس لتتحول إلى حريق إقليمي هائل مماثل لما حصل في سوريا. وفي وقت ينبه الكاتبان من ضرورة عدم إبداء الحنين لعصر سابق من تنافس القوى العظمى لأنه لم يكن نظامياً قط، يطرح المزيج الحالي من المنافسة والإلهاء مشكلة مختلفة، وهي مشكلة ليس العالم مستعداً لمعالجتها.
ينبع التوتر الآن من مصدرين منفصلين ومتداخلين غالباً: تصادم طموحات القوى العظمى في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا فضلاً عن شلل القوى العظمى واستكانتها خارج بضع نقاط ساخنة. هكذا تنشأ مجموعة كبيرة من الأزمات، حيث تتصادم القوى المتوسطة الحجم والقوى الصغيرة وحتى اللاعبون غير الحكوميين، ولا تستطيع القوى العظمى ردعها أو احتواءها.
إن تشتت انتباه القوى العظمى يدعو إلى مخاطر كبيرة على المدى الطويل. فهو يدعو إلى التنقيحية والمخاطرة العدوانية من قبل اللاعبين الآخرين. أذربيجان ليست قوة عظمى على الإطلاق إذ يبلغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين نسمة. ومع ذلك، تمكنت من التصرف بدون عقاب في ناغورنو قرة باخ. حماس ليست دولة على الإطلاق، لكنها اكتسبت الجرأة لمهاجمة دولة ذات شركاء عسكريين ودوليين من الطراز العالمي، ومن بينهم الولايات المتحدة.
إن هذا ليس عصر تعزيز النظام الدولي. وليس مجرد حقبة أخرى من التنافس بين القوى العظمى. إنها لحظة تفتيت السلطة بشكل فوضوي، وعصر تشتت انتباه القوى العظمى، ختم الكاتبان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة النظام الدولی القوى العظمى بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مصير مشترك

لفتني فـي الأيام الأخيرة تداول منشور لأحد الكتاب الخليجيين عن حصرية الاهتمام بالعنف الذي خلفه النظام البائد فـي سوريا، وقراءة ملف السجون الذي يجعلنا نفكر فـي سوريا كما لو أنها رواية ديستوبية لولا أننا قرأنا منذ زمن أدب السجون القادم من سوريا بشكل خاص، كرواية «القوقعة» لمصطفى خليفة مثلا، ومن العالم العربي بشكل عام كرواية «تلك العتمة الباهرة» للطاهر بن جلون.

لكنني أعتقد بأننا نقع فـي خطأ كبير إذا ما أردنا القول إننا معزولون عن النقاش الذي بدأته النخب السورية فـي اليوم التالي لسقوط النظام، التي تمثل أطيافا مختلفة فـي المجتمع السوري بتعدديته الكبيرة.

أرى أنه من الصائب علينا بصفتنا مثقفـين فـي الخليج أن نشتبك مع تلك الأطروحات وأن نشعر بمسؤوليتنا تجاهها، مسؤولية قادمة من مصيرنا المشترك أولا، ومن رغبتنا فـي أن تتحقق العدالة والسلام لكل إنسان ثانيا.

أحاول هنا ومن خلال هذه المقالة أن أوثق الموقع الذي أقف فـيه كمثقفة إزاء ما يحدث من نقاشات فـي سوريا، عسى أن يدفع ذلك لمزيد من الأطروحات التي تُقيم موقعنا والمسافة التي نقف عليها تجاه التحولات هناك.

انتبهت بشكل خاص للجدل الذي يدور حول علمانية النظام البائد، الأمر الذي يجعل العلمانية نموذجا مجربا فـي الحالة السورية، وهو ما ناقشه العديد من المثقفـين السوريين فـي الأيام السابقة، إما بتفكيك العلاقة بين الديكتاتورية والعلمانية، أو بالرغبة الجامحة نحو إلصاق صفة العلمانية على النظام السابق، التي رأى كثير منهم أن من يقف وراءها هم الإسلاميون الذين يحاولون نزع أي علمنة للدستور السوري، الذي لا يمكن إلا أن يكون مُعلمنًا بالنظر لطوائف ومكونات سوريا، ويكتب الكاتب السوري دارا عبدالله حول هذه المسألة: «‏أكيد، الأسديّة كتفكير وفكر ومخيال سياسي، يجب أن تُجرّم قانونيًا، الأسديّة كتأييد للإبادة السياسية واستملاك الشعب حتى بأطفاله، والإذابة بالحمض، التظاهر يجب أن يكون ممنوعًا لأي مؤيّد للنزعة الأسدية، الأسدية شرّ مطلق، لا خلاف أبدًا، يجب إبعاد مفهوم العلمانيّة من هذا النقاش فورًا»، وفـي سياق متصل يكتب «‏الربط بين العلمانية والأسدية خبيث، وغايته إدانة الأولى، أكثر بكثير من التذكير بالثانية».

أتذكر فـي هذا الصدد كتابة مهمة لواحد من أهم الكتاب السوريين بل والعرب أيضا «ياسين الحاج صالح» الذي ناقش وبشكل موسع فـي العديد من أطروحاته مسألة علمانية الدولة السورية، وموقف الإسلاميين منها، وكان قد نبه إلى أن الإسلاميين وحدهم كانوا الأكثر انضباطًا وكفاءة فـي مواجهة النظام السابق عسكريًا، وهو ما جعل الجميع يلتف حولهم لأنهم يحققون للسوريين هدفهم الأساسي وهو إسقاط النظام، بغض النظر عن اتفاقهم أيديولوجيًا مع الجبهات التي مثلت الإسلاميين خلال الأربع عشرة سنة الماضية، وكان قد كتب ملاحظة مهمة جدًا يمكن أن تُقرأ فـي سياقات عربية أخرى لا تخص الحالة السورية وحدها حين قال: «لا نستطيع أن نرحب بفاعلية النصرة القتالية ضد النظام ونعمى عن تكوينها وتفكيرها، ولا أن نثبِّت أنظارنا على التكوين والتفكير، ونغفل عن الدور المهم فـي مقاومة نظام مستمر منذ أعوام فـي قتل السوريين دون توقف، يركز بعضنا على أحد الوجهين دون الآخر، فـيتعذر بناء سياسة عامة فعالة»، ويخلص إلى أهمية وجود سد اجتماعي منيع، واستعداد حقيقي من قبل جماعات المجتمع المدني للتصدي لما يمكن أن يعيد سوريا إلى بلاد الصوت الواحد حصرًا، وهو ما يحدث بالفعل هذه الأيام من انخراط تام والتزام حقيقي من قبل الجميع، كما نشعر -كمتابعين- بالشأن العام، ومناقشة كل ما يتعلق بالوضع الراهن.

إحدى النقاط التي أثيرت وبشكل ملحّ، هي تسمية أتباع النظام السابق بـ«الفلول»، وهو مصطلح جرى استخدامه فـي سياقات عربية أخرى بعد الربيع العربي، ومشكلته تكمن فـي سعته وعدم القدرة على تحديد مفهومه ومعاييره، الأمر الذي يعني أن كل من يقف أو سيقف ضد النظام الجديد، هو بالضرورة تابع للنظام السابق «فلول»، وعادة ما تسعى الأنظمة الاستبدادية الجديدة إلى إيجاد نوع من «المنطق العام» كما يسميه الكاتب السوري ياسين السويحة، الذي يجعل أي من يخالفه «فلولًا»، وهذا ما لا يريده السوريون بطبيعة الحال لدولتهم التي حلموا بها؛ لا يريدون نظامًا يقمع من يفكر بعيدًا عن المنطق العام، أو يُسكته، واستخدام كلمة الفلول تمنح شرعية بهذا المعنى لهذا القمع الذي يحاول تغليب المنطق العام للسلطة على أي رأي آخر، يكتب السويحة: «فلول»، وهذا حصل عند غيرنا، ستصير بهذا المعنى إشارة لطرائق حياة «غير نمطية» وتُستخدم أداة من أدوات الضبط الاجتماعي التي لا أفهم لماذا يجب أن نسهم فـي بنائها.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: "جوتيريش" يشعر بقلق عميق إزاء احتمالات حدوث مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط
  • تشاتام هاوس: المغرب يتحول إلى ساحة حرب تجارية بين القوى العظمى
  • فيدان يلتقي بن زايد بعد زيارة سوريا
  • تحذير إسرائيلي من نوايا سلطة دمشق الجديدة بقيادة الجولاني
  • كوميديا الشرق الأوسط الجديد والتراجيديا العربية
  • تقرير: سقوط الأسد يهدد استقرار الصين
  • مصير مشترك
  • سوريا بعد الأسد.. زلزال سياسي يعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط
  • الكشف عن المكان.. أين سيُدفن نصرالله؟
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم