موقع 24:
2024-11-22@10:08:04 GMT

ما مصير الشرق الأوسط وسط النظام الدولي الحالي؟

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

ما مصير الشرق الأوسط وسط النظام الدولي الحالي؟

تطرق الباحثان البارزان غير المقيمين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مايكل كيماج وحنة نوته إلى الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى لشرح ما تقوله عن النظام الدولي الحالي.

السياسة الخارجية الأميركية تعاني أيضاً من تفاوت بين النوايا والقدرة


وكتبا في مجلة "فورين أفيرز" أنه ما من شك في أن القوى العظمى اليوم ــ الصين وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة ــ ستلعب دوراً في الصراع بين إسرائيل وحماس.

ما إذا كانت أي من هذه القوى قادرة على حل هذا الصراع أو احتوائه أمر أقل يقيناً بكثير. يفترض المحللون أن القوى العظمى ستحشد موارد هائلة لتشكيل النظام الدولي. لكن خلف إطار المنافسة بين القوى العظمى ثمة تطورات جديدة أكثر دقة. لعنة جماعية

لم تعد القوى العظمى مؤطرة بشكل ثنائي. ترتبط الولايات المتحدة وأوروبا بتحالفات رسمية، في حين تتمتع روسيا والصين بشراكة فضفاضة؛ في الغالب، هما تفعلان ما بوسعهما لعدم عرقلة طريق بعضهما البعض.

 

 

Toxic domestic politics are obstructing the great powers’ international ambitions—and with Beijing, Brussels, Moscow, and Washington distracted, smaller powers are more likely to collide, warn @mkimmage and @HannaNotte. https://t.co/qg9yyYNjWk

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) October 12, 2023


والأشكال الجديدة من المنافسة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، مثل الدعم الأمريكي للتكنولوجيا الخضراء، تضع أوروبا والولايات المتحدة في مواجهة بعضهما البعض، كما أن الاعتماد الاقتصادي المتبادل العميق بين الولايات المتحدة والصين يجعلهما خصمين مترددين. وتعيق السياسات الداخلية السامة الطموحات الدولية للقوى العظمى.
لقد بدأ تشتت انتباه القوى العظمى يبدو أشبه بلعنة جماعية. فراغات السلطة تتكاثر. في أفريقيا ومنطقة البلقان والشرق الأوسط وجنوب القوقاز، بدأت الصراعات القديمة التي كان بعضها خاملاً تشتعل مجدداً لتتحول إلى أزمات جديدة. وتبذل القوى المتوسطة والجهات الفاعلة المحلية جهودها بجرأة متزايدة. في كثير من الأحيان، ينتهي الأمر بالقوى العظمى بلا حول ولا قوة.
في الأشهر المقبلة سوف تتطلع الأطراف العديدة المتضررة من الحرب بين إسرائيل وحماس إلى القوى العظمى من أجل القيادة. لكن من المرجح أن يجدوا أن هذه القوى العظمى الأربع غير مناسبة لمواجهة الأزمة. تعتمد روسيا على إيران في المساعدات العسكرية.
من المرجح أن تقدم الولايات المتحدة دعماً كبيراً لإسرائيل، لكنها ستجد صعوبة في جلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات. وقد تقدم الصين بسخاء عبارات مبتذلة بشأن السلام لكنها ستحاول تجنب أي نوع من التدخل المباشر، وستجد أوروبا نفسها بلا أي نفوذ إلى حد كبير. إذا تحقق هذا السيناريو المتناقض، فسوف يكون بمثابة صورة مصغرة عن النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين.

روسيا... وأسدِلت الستارة تتنافس كل من القوى العظمى الحالية على جوائز جيوسياسية مختلفة. في سبتمبر (أيلول)، شنت أذربيجان هجوماً عسكرياً في ناغورنو قرة باخ. لو لم تقم روسيا بغزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، لربما كانت أكثر قدرة على دعم حليفتها أرمينيا في الصراع الملتهب. لكن في أوكرانيا، أثقلت روسيا نفسها بحرب لا يمكن الفوز بها.
أسدلت مغامرتها الفاشلة الستار على سمعتها العسكرية الهائلة، وكشفت أن الجيش الروسي متواضع من الناحيتين الاستراتيجية والتكتيكية. في ديسمبر (كانون الأول) 2022، اختبرت أذربيجان الخطوط الحمراء الأرمينية الطويلة الأمد من خلال حصار ممر لاتشين مستفيدة من هشاشة روسيا. وبعد فشل قوات حفظ السلام الروسية في فتح الطريق، حكمت أذربيجان وحليفتها الرئيسية تركيا على روسيا بأنها إمبراطور عارٍ. أوروبا المتفرجة

لقد سعت أوروبا لفترة طويلة إلى استخدام قوتها الناعمة الكبيرة لجعل قيمها ــ سيادة القانون والمداولات المتأنية ــ تؤثر في الأزمات العالمية. لكن منذ انحدار الربيع العربي و سوريا إلى كارثة، كانت أوروبا تعاني من أجل العمل على تحقيق رؤيتها. إنها قوة عظيمة غير متكافئة: قوة أوروبا العسكرية لا تضاهي قوتها الاقتصادية. وهي لا تستطيع نشر قوتها العسكرية بنفس سرعة روسيا أو الولايات المتحدة.

“ It is not merely another era of great-power competition. It is a moment of anarchically fragmenting power, an age of great-power distraction.” https://t.co/ec534gNcig

— Laura Kennedy (@AmbKennedy_ret) October 12, 2023


كثيراً ما تخلفت أوروبا عن الولايات المتحدة في تعزيز دفاعات أوكرانيا، كما سلطت الحرب الضوء على نقاط ضعفها كقوة على الساحة الدولية. كذلك، إن مصالح العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي لا تتوافق مع مصالحه وأولوياته الاستراتيجية. إيطاليا قلقة من الهجرة وبولندا قلقة من العدوان الروسي والبرتغال قلقة على اقتصادها.
في أذربيجان والتوترات بين كوسوفو وصربيا والحرب الأهلية في السودان، كانت أوروبا متفرجة أكثر من كونها وسيطاً فعالاً. وأدت سلسلة من الانقلابات في منطقة الساحل وبوركينا فاسو ومالي والنيجر إلى طرد القوات العسكرية الأوروبية وحتى بعض السفراء الأوروبيين. ولم يصدر الاتحاد الأوروبي أي رد حقيقي.

أمريكا... بين النوايا والقدرة الولايات المتحدة قادرة على أن تكون لاعباً أكثر حسماً وفق الكاتبين. فأصولها الاستراتيجية مجتمعة، من اقتصادها إلى مؤسساتها الاستخبارية إلى جيشها، لا مثيل لها. من المرجح أن تؤدي الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس إلى عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة المضطربة. لقد أعادت إدارة بايدن التركيز على الدور الدولي الذي تلعبه الولايات المتحدة، وليس فقط في أوروبا.
للتنافس مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، كشفت الولايات المتحدة عن خطة في قمة مجموعة العشرين الأخيرة للاستثمار في ممر اقتصادي جديد يعزز روابط النقل والتجارة بين الاتحاد الأوروبي والهند والشرق الأوسط. كما عززت مؤخراً شراكاتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبذل فريق بايدن جهداً كبيراً لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المجاورة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. وبمساعدة واشنطن، يتم إحراز تقدم بشأن تغير المناخ.
لكن السياسة الخارجية الأميركية تعاني أيضاً من تفاوت بين النوايا والقدرة. لقد استحوذت الحرب في أوكرانيا على مقدار كبير من اهتمام إدارة بايدن، حيث فرضت قيوداً على الموارد لتوفير الأسلحة والذخائر التي قد تؤثر الآن على إسرائيل، أو في المستقبل على تايوان. ولم ترسم واشنطن خطوطاً حمراء ذات صدقية لباكو في ناغورنو قرة باخ، وكان اهتمامها بالحروب والأزمات التي تتكشف في غرب أفريقيا عرضياً في أحسن الأحوال. وكما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفاجأ بايدن تماماً بالهجوم الأخير الذي شنته حماس.
إذا كانت الولايات المتحدة مترددة كقوة عظمى، فليس بسبب الحرب في أوكرانيا، كما تدعي بعض الأصوات الأكثر ديماغوجية في الكونغرس الأمريكي. يرجع ذلك إلى السياسة الأمريكية الداخلية. كان الاستقطاب السياسي والعزلة المتزايدة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية سبباً في جعل تحولات السياسة الخارجية بين الإدارات الرئاسية مفاجئة ومتنافرة. وبسبب مقاومة الكونغرس، العديد من المناصب الدبلوماسية العليا في الولايات المتحدة شاغر حالياً. إن الولايات المتحدة التي تشتت انتباهها بسبب الانقسام تترك لدى البلدان الأخرى انطباعاً بالتقلب وهو ما يعرقلها عن التصرف بحزم. الأكثر إرباكاً إن الصين هي القوة الأكثر إرباكاً بين القوى العظيمة المعاصرة. في نصف القرن الماضي، ابتعدت الصين عن الحروب المكلفة ومارست الحيطة التي تعتبرها بكين سمة مميزة لهويتها الوطنية. أدى تجنب الحرب هذا إلى زيادة مكانة الصين في الجنوب العالمي وتعزيز سمعتها كقوة اقتصادية – قوة عظمى في التجارة بدلاً من كونها محرضة جيوسياسية.
لم يقم الرئيس الصيني شي جينبينغ بغزو تايوان، وقد لا يفعل ذلك أبداً. وتمتلك الصين قوة عسكرية مركزة تحت تصرفها أكثر من تلك التي تمتلكها أوروبا، ومن خلال استخدامها بشكل غير متكرر هي أقل عرضة للتمدد من القوتين العسكريتين لروسيا والولايات المتحدة.
مع ذلك، لم تترجم الصين نفوذها الاقتصادي وسمعتها في مجال عدم الاعتداء إلى إدارة ناجحة للمشاكل العالمية. في فبراير (شباط) على سبيل المثال، اقترحت الصين خطة سلام لأوكرانيا، لكن الخطة غير جادة: إذ تعمل بكين على الظهور بمظهر الوسيط بينما لا تفعل أي شيء ملموس لإنهاء الحرب. كما وعدت بشراكة "بلا حدود" مع روسيا. ولم يؤدِّ موقف الصين المشوش بشأن الحرب إلا إلى تسليط الضوء على غيابها الدبلوماسي عن أوروبا.
مع تركيزها على المكاسب الاقتصادية وبما أنها مثقلة بالمتاعب الاقتصادية المحلية، أصبحت الصين واحداً من أكثر الوسطاء حماساً ولكن أقلهم قدرة. وأعلنت بكين عن اتفاق سلام بين السعودية وإيران، كما أعلنت عن رغبتها بصياغة اتفاق مماثل بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن حتى الآن، لم تقم الجهود التي بذلتها الصين بأي شيء للمساهمة في السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة. هذا ليس عصر تعزيز النظام الدولي بعدما كان لفترة طويلة ساحة مركزية لمنافسة القوى العظمى، قد يمثل الشرق الأوسط شيئاً جديداً. ثمة خطر من أن تتوسع الحرب الجديدة التي تخوضها إسرائيل مع حماس لتتحول إلى حريق إقليمي هائل مماثل لما حصل في سوريا. وفي وقت ينبه الكاتبان من ضرورة عدم إبداء الحنين لعصر سابق من تنافس القوى العظمى لأنه لم يكن نظامياً قط، يطرح المزيج الحالي من المنافسة والإلهاء مشكلة مختلفة، وهي مشكلة ليس العالم مستعداً لمعالجتها.
ينبع التوتر الآن من مصدرين منفصلين ومتداخلين غالباً: تصادم طموحات القوى العظمى في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا فضلاً عن شلل القوى العظمى واستكانتها خارج بضع نقاط ساخنة. هكذا تنشأ مجموعة كبيرة من الأزمات، حيث تتصادم القوى المتوسطة الحجم والقوى الصغيرة وحتى اللاعبون غير الحكوميين، ولا تستطيع القوى العظمى ردعها أو احتواءها.
إن تشتت انتباه القوى العظمى يدعو إلى مخاطر كبيرة على المدى الطويل. فهو يدعو إلى التنقيحية والمخاطرة العدوانية من قبل اللاعبين الآخرين. أذربيجان ليست قوة عظمى على الإطلاق إذ يبلغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين نسمة. ومع ذلك، تمكنت من التصرف بدون عقاب في ناغورنو قرة باخ. حماس ليست دولة على الإطلاق، لكنها اكتسبت الجرأة لمهاجمة دولة ذات شركاء عسكريين ودوليين من الطراز العالمي، ومن بينهم الولايات المتحدة.
إن هذا ليس عصر تعزيز النظام الدولي. وليس مجرد حقبة أخرى من التنافس بين القوى العظمى. إنها لحظة تفتيت السلطة بشكل فوضوي، وعصر تشتت انتباه القوى العظمى، ختم الكاتبان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة النظام الدولی القوى العظمى بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة

زنقة 20 | الرباط

قال فوزي نجاح المؤسس المدير لشركة “نامكس”، أن شركته بصدد التوسع ودخول سوق الولايات المتحدة الامريكية بعد المغرب و أوربا.

و قال نجاح في تغريدة على موقع x : “بعد أوروبا والمغرب، توسعت NamX إلى الولايات المتحدة: ثورة في التنقل النظيف باستخدام كبسولات الهيدروجين”.

و أضاف : “تقنية كبسولات الهيدروجين التي غيرت قواعد اللعبة تخضع حاليًا لطلب براءة اختراع (طلب براءة اختراع أمريكي 18/ 858 562) مما يمثل عصرًا جديدًا للتنقل النظيف والبسيط والمرن. هذه الكبسولات ليست مخصصة للسيارات فقط – فهي تفتح إمكانيات للدراجات النارية والدراجات البخارية والطائرات بدون طيار والبناء والآلات الزراعية وأكثر من ذلك”.

جدير بالذكر أن فوزي نجاح المؤسس المدير لشركة “نامكس”، قدم أمام جلالة الملك مشروع صناعة أول سيارة تعمل بالهيدروجين العام الماضي.

فوزي نجاح الذي يلقب بـ”إلون ماسك المغربي”، و نال وساما ملكيا، أعلن آنذاك أنه سيعمل على تأسيس مصنع بالمغرب سيخصص للإنتاج و التجميع الكامل للسيارة ، ليتم التصدير نحو أوربا و الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • السفيرة الأمريكية بالقاهرة: مصر هي قلب الثقافة في الشرق الأوسط
  • الصين:مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة لدفع التجارة الثنائية للإمام
  • عضو «الشرق الأوسط للسياسات»: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بالتصعيد في حربها على غزة
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • عضو «الشرق الأوسط للسياسات»: واشنطن منحت إسرائيل الضوء الأخضر للتصعيد في غزة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • مندوب الصين بمجلس الأمن: الولايات المتحدة تواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة
  • ساتلوف: سياسة ترامب بالشرق الأوسط تعتمد على توضيح موقفه من 3 ملفات.. ما هي؟
  • تقرير لـForeign Affairs: كيف يمكن لحملة ضد حزب الله أن تخفف من القيود المفروضة على إيران؟
  • الولايات المتحدة وأوروبا: ما أوجه التشابه والاختلاف بينهما؟