يحتاج رواد الفضاء إلى تناول الطعام، كما يحتاجون إلى التنفس. وهذا يعني أنه بالنسبة للبعثات طويلة الأمد، سيتعين عليهم إحضار النباتات معهم. لكن ليست كل النباتات متساوية، ولا تستطيع جميعها البقاء على قيد الحياة في ظروف الفضاء القاسية.

وقد اكتشف فريق من الباحثين أن النبات الذي قد يزدهر في رحلات الفضاء الطويلة هو أصغر نبات مزهر على وجه الأرض، ويطلق عليه الوجبة المائية، وهو مصدر غني بالأكسجين والبروتين.

هل تصلح الوجبة للفضاء؟

يبلغ طول الوجبة المائية أقل من ملليمتر واحد، وهي عبارة عن نبات مائي يطفو فوق المسطحات المائية في جميع أنحاء آسيا، ومن بينها تايلند، حيث اختبر فريق بحث في جامعة ماهيدول النبات الصغير ومدى متانة المساحيق المائية المصنوعة منه في الظروف القاسية، خاصة فيما يتعلق بظروف الجاذبية الشديدة.

يقول الباحث الرئيسي تاتبونج تولياناندا "نظرا لأن الوجبة المائية لا تحتوي على أي جذور أو سيقان أو أوراق، فهي في الأساس مجرد كرة تطفو على جسم مائي. وهذا يعني أنه يمكننا التركيز بشكل مباشر على التأثيرات التي ستحدثها تحولات الجاذبية على نموها وتطورها".

وإذا أثبتت قدرتها على التعامل مع الظروف القاسية، فقد تجد وجبة الماء مكانا لها كعنصر أساسي لرواد الفضاء في المستقبل. فهي توفر الكثير من الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، ولها قيمة غذائية كبيرة، فهي غنية بالبروتين، ويتم تقديمها عادة على الأرض في الحساء والسلطات.

يبلغ طول الوجبة المائية أقل من مليمتر، وهي تطفو فوق المسطحات المائية في آسيا (كريستيان فيشر – ويكيميديا كومونز) انعدام الوزن وضغوط الجاذبية

ولإجراء تجارب انعدام الوزن، استخدم الفريق "الكلينوسات"، وهو جهاز يستفيد من الدوران لإلغاء قوة الجاذبية وبالتالي محاكاة الجاذبية الصغرى. وكانت النتائج المبكرة واعدة، ويبدو أن الوجبة المائية تنمو بشكل جيد في الجاذبية الصغرى عند وزن 1 غرام.

لكن الفريق أراد أيضا أن يرى مدى فعالية مسحوق وجبة الماء في الجاذبية القوية، لذلك أحضروا عيناتهم إلى جهاز الطرد المركزي ذي القطر الكبير التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وفق ما أشار البيان الصحفي الصادر عن الوكالة.

وفي جهاز الطرد المركزي، تم عزل نباتات الوجبة المائية حتى وصل وزنها إلى 20 غراما، وعندها تُركت لتنمو تحت ضوء الشمس الاصطناعي. ونظرا لأن النبات يمر بدورة حياته بأكملها خلال 5 إلى 10 أيام، فقد أعطت بضعة أسابيع فقط من التجارب للباحثين بيانات حول أجيال متعددة من النبات.

يقول قائد فريق البحث إن ما تم هو فحص النبات مباشرة، ثم تحويل مستخلصاته إلى شكل حبيبات صلبة لدراستها، حيث سيتم إخضاع العينات لتحليل كيميائي مفصل لفحص استجابة الوجبة المائية للجاذبية المفرطة، والفريق متفائل بشأن مدى ملاءمة الوجبة المائية للمهام الفضائية المستقبلية. ويؤكد تاتبونج أنك تستطيع أن تستهلك 100% من النبات عندما تأكله؛ "لذا فهو يبشر بالخير من حيث الزراعة الفضائية".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

شركة أمريكية تُطور دراجة نارية هجينة تتحدى الجاذبية ولا تنقلب مطلقًا

كشفت إحدى الشركات في سان فرانسيسكو، عن تصميم أول دراجة نارية ذاتية التوازن «C-1»، تتحدى الجاذبية باستخدام أحدث التقنيات جاهزة لإعادة تعريف السفر في المدينة.

والدراجة مجهزة بمقعد السائق وعجلة القيادة، ستدمج طريقة النقل المستقبلية بين إثارة الدراجة النارية وأمان وراحة السيارة.

وستكون AEV (المركبة الكهربائية ذاتية التوازن) أو C-1، قادرة على الظهور مرة أخرى بعد اصطدامها بفضل تقنية التثبيت الخاصة بها.

كما أن إعادة التزود بالوقود سريعة وفعالة أيضًا، حيث يمكن شحن السيارة بالكامل خلال خمس دقائق فقط باستخدام شاحن تسلا الفائق القياسي بقوة 110 فولت - مما يدعم نطاقًا يبلغ حوالي 170 ميلًا بتكلفة اقتصادية تبلغ 1.25 دولارًا لكل شحنة.

وسيارة AEV هي من بنات أفكار الرئيس التنفيذي للشركة دانييل كيم، وقد جاء إلهامه لهذه السيارة منذ أكثر من 20 عامًا بعد أن كاد أن يسحقه هيكل السيارة أثناء تجميع سيارة لاند روفر ديفندر.

وفي حديثه لصحيفة The Sun، قال: “خطرت لي الفكرة في عام 2003 أثناء بناء سيارة لاند روفر ديفندر. لقد تعرضت لحادث ميداني جعلني أفكر في سبب قيادتنا بمفردنا في هذه المركبات التي يبلغ وزنها من 4000 إلى 5000 رطل.

وأضاف: "معظم الناس، وما يقرب من 80 في المائة في كاليفورنيا والولايات المتحدة، يقودون سياراتهم بمفردهم، لذا جعلني هذا أفكر: لماذا لا نقسم السيارة إلى نصفين؟"

وتابع: "يمكن أن نحصل على دراجة نارية مغلقة بالكامل تتمتع بجميع وسائل الراحة والميزات الآمنة للسيارة، ولكن بأجزاء أقل وتعقيد أقل ونفس الأمان وكفاءة أفضل".

 

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات المخيم الترفيهي لرواد طلائع البعث في طرطوس
  • 843 مليون دولار تكلفة إعادة محطة الفضاء الدولية إلى الأرض
  • منعا لمضايقة العائلات.. حملة لضبط الدراجات المائية ببنغازي
  • "أسيران في الفضاء" لا يوجد سبيل لإعادتهما إلى الأرض بعد تعطل "ستارلاينر"
  • شركة أمريكية تُطور دراجة نارية هجينة تتحدى الجاذبية ولا تنقلب مطلقًا
  • إحباط تهريب 180 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر بجازان
  • ناسا تمنح سبيس إكس 843 مليون دولار للتخلص من محطة الفضاء الدولية
  • مسبار الفضاء الصيني يعود بعينات من صخور الجانب المظلم من القمر
  • حمدان بن محمد: دور مؤثر لرواد الأعمال في تعزيز الابتكار
  • الولايات المتحدة.. ابتكار جهاز يسمح بتتبع تأثير الطاقة المظلمة على المادة المرئية