طوفان الأقصى.. المسجد الذي اندلعت لأجله المعركة مغلق أمام المصلين
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
القدس المحتلة- "الأقصى مسكّر عشان الحرب".. الجملة الأشهر التي يرددها عناصر الاحتلال الإسرائيلي عند أبواب المسجد الأقصى بعد إرجاع المصلين الفلسطينيين ومنعهم من الدخول، إذ يُغلق المسجد أمام المصلين منذ بدء معركة طوفان الأقصى السبت الماضي، ولا يسمح إلا لساكني البلدة القديمة أو من هم فوق الـ50 عاما بالدخول.
كان الاحتلال قبيل معركة طوفان الأقصى يقيّد ويمنع دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال فترة اقتحامات المستوطنين في الصباح وبعد الظهر، أما منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فيمنع الدخول على مدار الساعة وخلال الصلوات الخمس.
مقدسيون يؤدون صلاة الظهر خارج سور القدس قرب باب الأسباط بعد منعهم من الدخول (الجزيرة) منع من دخول السوروبعد طوفان الأقصى، شهدت القدس عامة -والبلدة القديمة خاصة- عسكرة ملحوظة ووجودا مكثفا لدوريات الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة، وانتشارا للحواجز الطيارة، حتى بات منع الدخول يشمل أبواب سور القدس، لا أبواب المسجد الأقصى فقط، حيث يمنع عناصر الاحتلال الفلسطينيين، خاصة الشبان، من دخول باب العمود وباب الأسباط.
تقول الشابة المقدسية رقية بسام للجزيرة نت إنها أرادت دخول الأقصى عبر باب حِطة، أمس الخميس، لكنها مُنعت، وحين سألت عن السبب أجابها الشرطي بالعربية متهكما "ممنوع الدخول، بس تخلص الحرب بنفتحه، بنخاف تسقط عليكم صواريخ وتنقتلوا"، اعترضت الشابة فشتمها الشرطي وهددها بالضرب إن لم تغادر المكان فورا.
وحسب شهادات عديدة للجزيرة نت، فإن استنفارا ملحوظا تشهده القدس وبلدتها القديمة، حيث يتعمد عناصر الاحتلال إفراغ غضبهم بالمقدسيين، وضربهم وإهانتهم على أتفه الأسباب، ويقول أحدهم إن رجلا عطس في أثناء خروجه من باب الناظر -أحد أبواب الأقصى- فاحتجزه الشرطي بزعم أنه أخافه.
المسجد الأقصى شبه فارغ من المصلين بسبب إجراءات الاحتلال بعد معركة طوفان الأقصى (الجزيرة) استهداف الموظفينبلغ الاستنفار ذروته في اليوم الثاني لطوفان الأقصى، آنذاك نكلت شرطة الاحتلال بحراس وموظفي المسجد الأقصى، وفتشتهم تفتيشا وصفوه بالمذل والدقيق، ومنعت أغلبهم من دخول المسجد صباحا لأداء مهامهم، كما تعرض أحدهم للتفتيش العاري قرب باب الأسباط.
يؤكد أحد حراس المسجد للجزيرة نت -فضل عدم نشر اسمه- أن حراس الأقصى وموظفي الأوقاف يتعرضون يوميا للإذلال والتفتيش ورمي بطاقات هويتهم أرضا، وبعضهم يمنعون من الدخول رغم إبراز بطاقات تثبت وظيفتهم، حتى إن شرطيا رفض إدخال حارسة، لأنها جاءت قبل ورديتها بساعة، وأجبرها على العودة في الوقت المحدد.
في اليوم الثاني أيضا الثامن من أكتوبر/تشرين أول الماضي، اعتقل الاحتلال شابة عند أبواب المسجد الأقصى، لأنها كانت تحمل قطعا من الحلوى، زاعما أنها ستوزعهم ابتهاجا بمعركة طوفان الأقصى، كما اعتدت القوات الخاصة بالضرب المبرح على موظفي مكتبة الأقصى عمران الرجبي وأحمد سلهب وهبة سرحان في أثناء عملهم صباحا.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة نت | قدس (@aljazeeraquds)
حسب المزاجظل المصلون طوال الأيام الستة الماضية يصلون عند أعتاب سور القدس في أقرب نقطة يستطيعون الوصول إليها، كما فعل الفلسطيني محمد السعدي.
وجاء السعدي من بلدته في الداخل المحتل لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، لكنه مُنع من دخول سور القدس، فصلى قرب المقبرة اليوسفية، ويقول للجزيرة نت "الأمر يخضع لمزاج الشرطي، نفسه الذي منعني اليوم أدخلني بالأمس، يجب أن يحاول الجميع، ولو تجمع المصلون بأعداد كبيرة لن يستطيعوا منعنا".
يؤكد السعدي أن الشرطة تمنع أحيانا ساكني البلدة القديمة من دخول المسجد الأقصى، ويقول إنه شهد على جدال بين مصلٍ وشرطي قال فيه الأخير "لن أدخلك ولو كنت فوق الـ70 عاما ولو كنت من سكان البلدة القديمة".
قلّصت تشديدات الاحتلال من أعداد المصلين الوافدين حتى أمسى المسجد الأقصى فارغا، حيث لا تتجاوز صفوف المصلين في المصلى القبلي 4 صفوف غير مكتملة بعد أن كانت تتجاوز أضعاف ذلك في الأيام العادية.
كما أسهم إغلاق الحواجز العسكرية في تقليص أعداد المصلين أيضا، حيث يسكن عشرات آلاف المقدسيين خارج جدار الفصل العنصري، وبعد إغلاق الحواجز الرئيسية مثل قلنديا وحزما إبان معركة طوفان الأقصى حُرموا من دخول القدس والوصول إلى الأقصى.
يقول أحد حراس المسجد للجزيرة نت -فضل عدم نشر اسمه- إن أعداد الحراس تقلصت إلى النصف، حيث وصلت أعدادهم في الوردية الصباحية إلى نحو 30 حارسا، بعد أن كانوا يتجاوزون في الأيام الماضية 60 حارسا، كما أكد أن شرطة الاحتلال منعت وحدات الحراس التعزيزية -التي تراقب المقتحمين عن كثب- من الاقتراب من مجموعات المستوطنين خلال اقتحامهم.
View this post on InstagramA post shared by القدس البوصلة (@alqudsalbawsala)
تواصل الاقتحاماتوبينما يُمنع المصلون من دخول مسجدهم، تواصل شرطة وقوات الاحتلال تأمين اقتحام المستوطنين الذين تقلصت أعدادهم بعد معركة طوفان الأقصى حيث لم يتجاوز عدد المقتحمين في اليوم الواحد 120 مستوطنا، بعد أن كانوا يقتحمون بالمئات في الأيام العادية.
وحسب دائرة الأوقاف الإسلامية، فإن 76 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في اليوم التالي لمعركة طوفان الأقصى في انحدار ملحوظ مقارنة بالأيام الماضية، لكن جماعات الهيكل المزعوم بدأت بتحفيز أفرادها على الاقتحام والدعاء للقتلى من داخل المسجد وقراءة أسمائهم، كما طالبت جماعة "بيدينو" المتطرفة شرطة الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى تماما حتى إطلاق سراح أسرى الاحتلال في قطاع غزة.
وإلى جانب منع الدخول والتنكيل بالمصلين على الأبواب، استغل الاحتلال الانشغال بمعركة طوفان الأقصى وعاود منع عمليات الترميم والإعمار في المسجد الأقصى، بعد أن جمدها لمدة 22 يوما في يوليو/تموز الماضي، حيث يمنع إدخال مواد الترميم، ويشترط الإذن المسبق قبل إجراء أي ترميم ولو كان بسيطا، كإصلاح بلاطة مكسورة مثلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: معرکة طوفان الأقصى المسجد الأقصى للجزیرة نت فی الیوم من دخول بعد أن
إقرأ أيضاً:
استشهاد 10 فلسطينين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة بغزة
استشهد 10 فلسطينيين، وأصيب آخرون، صباح اليوم الاثنين، جراء قصف طائرات الاحتلال لمناطق متفرقة في قطاع غزة.
الأونروا: جميع قواعد الحرب تم انتهاكها في غزة مسعفون في غزة يكافحون لإنقاذ المرضى بعد أمر الاحتلال بإخلاء مستشفى كمال عدوانوأفادت مصادر طبية فلسطينية، في بيان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، باستشهاد 4 مواطنين، وإصابة ثلاثة آخرين، في قصف الاحتلال منطقة المخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات، كما استشهد مواطن، وأصيب آخرون، جراء إطلاق الاحتلال الرصاص الحي صوب مدرسة تؤوي نازحين شمال غرب المخيم.
وأشارت إلى ااستشهاد أربعة مواطنين آخرين، جراء قصف مسيرة للاحتلال تجمعا للمواطنين في مواصي مدينتي رفح الفلسطينية، وخان يونس، جنوب القطاع، كما استشهد مواطن جراء استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة الجندي في منطقة الشعف شرق محافظة غزة.
في سياق متصل نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف لبنايات سكنية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تزامنا مع إطلاق نار من قبل الآليات العسكرية المتمركزة في منطقة الصفطاوي، إضافة لغارات جوية متواصلة شمال وجنوب محافظة غزة ،كما نسفت قوات الاحتلال عددًا من المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 45,259 مواطنا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107,627 آخرين، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع.
مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يستدعي عددًا من حراسه
اقتحم مستوطنون، اليوم الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت محافظة القدس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.
وفي السياق ذاته.. استدعت شرطة الاحتلال، 7 من حراس المسجد الأقصى؛ للتحقيق، في مراكزها.
وكانت ما تسمى جماعات "الهيكل" المتطرفة، قد دعت، أمس، لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال عيد "الحانوكاة" اليهودي في 25 من الشهر الجاري.
إعلام إسرائيلي: النيابة العامة أكدت تورط نتنياهو بشكل واضح في قضية الرشوة
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بوصول رئيس وزرء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى قاعة المحكمة للإدلاء بشهادته في قضية الرشوة المتهم فيها، وذلك حسبما أوردته فضائية "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل لها.
وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية، أن النيابة العامة أكدت أن نتنياهو متورط بشكل واضح في قضية الرشوة.
ووجهت إلى نتنياهو في عام 2019 تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وبدأت المحاكمة في عام 2020 في 3 قضايا جنائية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.