هل توحّد "حماس" الحزب الديموقراطي؟
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
توفر الأزمة في إسرائيل فرصة للديمقراطيين كي يجسروا الانقسام في السياسة الخارجية التي استغلها الجمهوريون لسنوات، وكي يوحدوا حزبهم خلف رئيس يواجه واحداً من أكبر التحديات الجيوسياسية في المنطقة منذ عقود.
عد هجوم حماس، ندد قادة واستراتيجيون ومتبرعون ديمقراطيون بآراء نواب من أمثال طليب
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه في السنوات الأخيرة، كان دعم الحزب الديمقراطي التقليدي لإسرائيل محل اختبار في ضوء خطاب الجناح الليبرالي، الذي دعا إلى الحد من الدعم العسكري والمالي للدولة العبرية.
وندد الحزب بتعليقات صدرت عن أعضاء ليبراليين – بمن فيهم النواب أيانا بريسلي عن ماساشوستس وكوري بوش عن ميسوري- دعوا إلى "وقف فوري للنار وخفض التصعيد" بعد ساعات من الهجوم الأولي الذي شنته حماس على المدنيين. وحتى البيت الأبيض انضم إلى التنديد مع وصف الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار دعوات إلى وقف النار على أنها "بغيضة" و"معيبة".
"For Democrats, Crisis in Israel Could Be a Unifying Force" by Lisa Lerer and Jennifer Medina #NYT #NewYorkTimes https://t.co/znyuPTc5xc pic.twitter.com/BJtJWZ7TCG
— Michael Gabrill (@Gabrill_Michael) October 13, 2023
لكن التوافق على دعم اسرائيل –وقدرة الرئيس جو بايدن على حشد حزبه حول الدعم المالي والعسكري- يمكن أن يوضعا على المحك مع ما سيسفر عنه الهجوم الإسرائيلي المضاد من اصابات إضافية وصور لأحياء من غزة وقد تحولت إلى ركام.
وقال النائب جيك أوتشينكلوس وهو ديموقراطي ومن قدامى المحاربين يمثل ضواحي بوسطن: "ما هو حاسم بالنسبة لنا هو ألا نسقط في المراوغة الأخلاقية...أمامنا أسابيع صعبة، ويتعين على الكونغرس أن يقوينا".
وسعى الجمهوريون إلى البناء على الانشقاقات في الحزب الديمقراطي. وفي الكابيتول، حاول مراسل من شبكة "فوكس نيوز" الالحاح الثلاثاء على النائبة الديمقراطية رشيدة طليب من ميشغن، ليعرف رأيها في عملية حماس. ورفضت طليب الرد على السؤال.
"What Israel needs right now, in addition to our military support and our intelligence support, is our unequivocal moral support."
So proud to work for @AdamSchiff today and every day. ????????????????????https://t.co/zWi5bszx2I
وغداة الهجوم، كانت طليب وصفت اسرائيل بأنها "حكومة عنصرية"، ودعت إلى وقف "غير مشروط" للمساعدة الأمريكية لها.
وعندما سألت فوكس نيوز المندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة والساعية إلى نيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة نيكي هايلي عن كلام طليب، أجابت :"لا أعلم كيف يبررون موت 1200 شخص. ولا أعلم كيف يبررون التعذيب. هذا بينهم وبين الله".
وسعى الرئيس السابق دونالد ترامب تسليط الضوء على تعليقات تصدر عن طليب وآخرين في محاولة لكسر الدعم التقليدي الغالب الذي يحظى به المرشحون الديمقراطيون بين اليهود. وفي عام 2019، ذهب ترامب إلى حد وصف اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين بأنهم "غير موالين لإسرائيل"، الأمر الذي أثار انتقادات بسبب ما اعتبر مجازاً معادياً للسامية بالنسبة للولاءات المزدوجة. وأظهر مسح أجرته اللجنة اليهودية الأمريكية عام 2021، أن 68 في المائة من الناخبين اليهود قد اقترعوا لبايدن في انتخابات 2020.
وبعد هجوم حماس، ندد قادة واستراتيجيون ومتبرعون ديمقراطيون بآراء نواب من أمثال طليب، على أساس أنها صادرة عن مجموعة صغيرة غير مؤثرة في الحزب، مشيرين إلى سجل بايدن وزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر وزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، في دعم اسرائيل.
وفي تعليقاته الثلثاء، قال بايدن إن اسرائيل والولايات المتحدة تكونان أقوى وأكثر آماناً عندما تتصرف الأولى "طبقاً إلى حكم القانون"، لتهدئة بعض القلق لدى الجناح اليساري في الحزب.
وقال حاييم سابان وهو اسرائيلي-أمريكي يستثمر في الإعلام ويعتبر من أكبر المتبرعين للحزب الديموقراطي إن "هذه المجموعة الصغيرة في الحزب الديمقراطي تملك صوتاً عالياً، لكن يجب ألا ننسى بأنها لا تزال أقلية صغيرة... قيادة الحزب الجمهوري هي في المكان الذي يجب أن تكون فيه مصالحنا الوطنية، وهي دعم اسرائيل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی الحزب
إقرأ أيضاً:
«الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، في وقت سابق أمس الخميس، مقتل قائد هيئة أركان الكتائب القائد محمد الضيف خلال معركة “طوفان الأقصى”، إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها خلال الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة، فمن هو محمد الضيف الذي طاردته إسرائيل لعقود؟
ويعد الضيف صاحب المسيرة الطويلة والمحاطة بالغموض في حماس، حيث كانت له قدرة كبيرة على التخفي والإفلات من مطاردة إسرائيل التي وضعته على رأس قائمة المطلوبين منذ عقود، فمن هو الضيف؟
ارتبط اسم محمد الضيف، منذ التسعينيات بفصائل “المقاومة الفلسطينية”، ويعتبر أحد أبناء الجيل الأول من “القساميين”.
منذ أكثر من ثلاثة عقود، قاد الضيف كتائب “الشهيد عز الدين القسام”، متجاوزا محاولات الاغتيال المتكررة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق إسرائيل ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولا إلى معركة “طوفان الأقصى”.
نشأته وبداية حياته العسكرية:
وُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ”محمد الضيف”، عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، لعائلة هجّرت من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم خان يونس كما بقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجِّروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.
تأثر منذ صغره بواقع “الاحتلال وظروف اللجوء القاسية”، وهو ما دفعه للانخراط في صفوف “حماس” خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس العلوم وكان من الناشطين في الكتلة الإسلامية.انضم إلى حركة “حماس” منذ صغره وكان عنصرًا نشيطا فيها.
شارك في فعاليات الانتفاضة الكبرى التي اندلعت نهاية عام 1987 واعتقل في إطار الضربة الأولى التي وجهتها القوات الإسرائيلية للحركة في صيف عام 1989 بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ صلاح شحادة (قتل في صيف 2002) قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عاما ونصف العام في السجن.
أفرجت إسرائيل عام 1991 عن الضيف من سجونها ليلتحق بالمجموعات الأولى لكتائب “القسام” التي أعيد تشكيل الجهاز العسكري من خلالها، وذلك من خلال مجموعة خان يونس، والذين قتل معظمهم مثل ياسر النمروطي وجميل وادي، هشام عامر، وعبد الرحمن حمدان، ومحمد عاشور، والأسير حسن سلامة وغيرهم من المقاومين.
أصبح الضيف مطلوبا لإسرائيل، بعد مشاركته في تنفيذ العديد مما يسمى بـ”العمليات الفدائية” والاشتباك مع قواتها.
بدأت عملية مطاردته بعد أن رفض تسليم نفسه. وتمكن خلال هذه الفترة ومن خلال إتقانه للتخفي والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، من ألا يقع في قبضة القوات الإسرائيلية حيا أو ميتا.
برز دور الضيف بعد اغتيال عماد عقل الذي برز اسمه في سلسلة “عمليات فدائية” في نوفمبر من عام 1993، حيث أوكِلت إليه قيادة “كتائب القسام”.
خلال هذه الفترة، استطاع الضيف أن يخطط وينفذ عدة عمليات نوعية، وكذلك تمكن من الوصول إلى الضفة الغربية وتشكيل العديد من “الخلايا الفدائية” هناك، والمشاركة في تنفيذ عدة “عمليات فدائية” في مدينة الخليل والعودة إلى قطاع غزة.
لعب محمد الضيف دورا كبيرا في التخطيط لعملية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان عام 1994 في بلدة بير نبالا قرب القدس والذي قتِل وخاطفيه بعد كشف مكانهم.
وظهر الضيف وهو يحمل بندقية وبطاقة هوية فاكسمان التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، حيث كان ملثما بالكوفية الحمراء.
ومع اشتداد الخناق على المطلوبين لإسرائيل في قطاع غزة، رفض الضيف طلبا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو اغتياله، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أيا من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، وذلك على الرغم من موافقة عدد من زملائه على الخروج من القطاع.
تمكن الضيف من أن يؤمن وصول المهندس يحيى عياش، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، حيث تم اغتياله بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996.
وقف الضيف وراء عمليات الثأر لعياش، من خلال إرسال حسن سلامة إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، حيث قتل في هذه “العمليات الفدائية” حوالي ستين إسرائيليا.
لاحقا، بدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر من عام 2000 .
ومع إفراج السلطات الإسرائيلية عن الشيخ صلاح شحادة عام 2001، سلّم الضيف الشيخ شحادة قيادة الجهاز العسكري، حيث كلف شحادة الضيف بالمسؤولية عن الصناعات العسكرية للكتائب.
تعرض الضيف لمحاولة الاغتيال الأولى بعد عام من اندلاع الانتفاضة، حيث كان برفقة عدنان الغول (قتل في 22 أكتوبر 2004) خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله بلال، إ أطلقت عليهم طائرة إسرائيلية صاروخا في بلدة “جحر الديك” وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد مقتل بلال في القصف ليغطي على والده ورفيق دربه.
قيادة الجهاز العسكري:
وبعد اغتيال شحادة في صيف عام 2002، أعادت قيادة الحركة المسؤولية للضيف لقيادة الجهاز العسكري.
في 26 سبتمبر من عام 2002، نجا الضيف من محاولة اغتيال ثانية بعد قصف السيارة التي كانت تقله في حي الشيخ، حيث قتل مرافقاه وأصيب بجراح خطيرة للغاية.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى تعرض الضيف لمحاولة اغتيال ثالثة في قصف أحد المنازل في صيف 2006 خلال العملية العسكرية “لإسرائيلية بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث قيل إنه أصيب بجراح خطيرة. دون أن تؤكد ذلك كتائب “القسام”.
وكانت أخطر محاولات اغتيالاته في عام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استهدفت الطائرات الحربية منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن الضيف خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.
منذ توليه القيادة، أدار الضيف العديد من العمليات الفدائية ضد إسرائيل، وكان من أبرز المهندسين الذين عملوا على تطوير القدرات العسكرية لـ”حماس”، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية.
دوره في “طوفان الأقصى”:
أطل محمد الضيف في السابع من أكتوبر 2023، ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى قتل فيها.
ومن أبرز أسباب الطوفان سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيداً للتقسيم المكاني والزماني، ولبناء الهيكل المزعوم.
محمد الضيف لم يظهر في الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكن يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين “فصائل المقاومة” وإسرائيل.
فخلال معركة “سيف القدس” عام 2021، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف تل أبيب بالصواريخ ردا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.
ووضعت إسرائيل، على مدار عقود، محمد الضيف على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها. ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إليه، حتى رحل كما “يحب شهيدا في ميدان أعظم معركة شارك في التخطيط لها وفي قيادتها وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة”، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.