الغرب يحث إسرائيل على ضبط النفس وسط مخاوف من التصعيد
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
حثت الحكومات الغربية، إسرائيل، على ضبط النفس في حملتها العسكرية ضد حماس في غزة، مع تزايد المخاوف من أن الصراع قد يخرج عن نطاق السيطرة.
الغرب يخشى امتداد الصراع إلى المنطقة ما ينذر بإمكانية اندلاع حرب إقليمية شاملة
ووفقاً لصحيفة "بوليتيكو"، أجمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، على دعمهما لحق إسرائيل في الانتقام، محذرين من أن الرد يجب أن يكون "عادلاً".
وقال ماكرون: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها من خلال القضاء على الجماعات الإرهابية مثل حماس من خلال عمل مستهدف، لكن الحفاظ على السكان المدنيين هو واجب الديمقراطيات".
وللمرة الأولى، لمحت الولايات المتحدة أمس الخميس إلى مسؤوليات إسرائيل، وفي حديثه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحفي، قال بلينكن إنه "في حين أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، إلا أن الأمر الأهم هو في كيفية فعل ذلك".
Western governments urged Israel to show restraint amid escalation fears.https://t.co/a9iessJkTQ
— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) October 12, 2023 مخاوف غربيةوحسب الصحيفة، ردد مسؤولون غربيون آخرون هذه المخاوف سراً، وحذروا من أن العالم يواجه لحظة محفوفة بالمخاطر. وذكرت أنه "بينما تعمل إسرائيل على تصعيد هجومها المضاد القوي في غزة، فإن الخوف في بعض الحكومات الأوروبية يتلخص في إمكانية اندلاع حرب إقليمية شاملة".
وقال دبلوماسي فرنسي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالحديث علناً: "مهما كان ما تفعله إسرائيل والفلسطينيون الآن، فإنه يخاطر بالمساهمة في تزايد الاستقطاب الثنائي بشأن الصراع، أحد المخاوف الكبيرة هو خطر انتشار الصراع إلى المنطقة".
وقد وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، هجمات حماس وما تلاها من اختطاف المدنيين بأنها "أحداث 11 سبتمبر الإسرائيلية".
وقال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي: "من الواضح أن إسرائيل ترى أن هذا سبب للحرب، هناك خطر حقيقي أن تستخدم إسرائيل هذا ببساطة، لشن هجوم بري كبير والقضاء على غزة بأكملها".
صدمة وغضبومن جهته، حذر وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، علناً من ارتكاب نفس الخطأ الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر(أيلول).
وقال على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "إن الصدمة والغضب في إسرائيل يذكران بالمشاعر التي كانت سائدة في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر(أيلول). وقد أثار ذلك عرضاً للوحدة والقوة الأمريكية. كما أدى ذلك إلى شن حرب خاطئة ومدمرة للذات على الإرهاب. وربما تكون إسرائيل تسير على نفس المسار الخطير".
وأدت الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، والتي خلفت أكثر من 1200 قتيل، إلى موجة لا تضاهى من التعاطف والغضب في مختلف أنحاء الغرب. وتم رفع العلم الإسرائيلي عبر مقر المفوضية الأوروبية وبرج براندنبورغ في برلين.
وأشارت الصحيفة إلى أن انتقام إسرائيل من حماس أصبح قيد التدقيق بالفعل، حيث أدى هجومها المضاد إلى مقتل أكثر من 1500 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، ووضع القطاع الساحلي تحت "حصار كامل".
The shock and fury in Israel are reminiscent of the emotions in the US after 9/11. That provoked a display of American unity and power. It also led to a misconceived and self-destructive war on terror. Israel may be heading down the same dangerous path. https://t.co/jtJ392E4RW
— Yanis Varoufakis (@yanisvaroufakis) October 8, 2023 أزمة إنسانيةوبدورها، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بالفعل. فبعد يومين فقط من الهجمات، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريس إنه "يشعر بحزن عميق إزاء إعلان إسرائيل عن حصار على غزة". كما حذر إسرائيل من أن “العمليات العسكرية يجب أن تتم بما يتفق بدقة مع القانون الإنساني الدولي"، وقد ردد ذلك منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وتخشى المنظمات غير الحكومية والحكومات الغربية الآن حدوث أزمة إنسانية، حيث حذر الصليب الأحمر من أن مستشفيات غزة قد تتحول إلى "مشارح" بدون كهرباء.
סיוע הומניטרי לעזה? אף מתג חשמל לא יורם, שיבר מים לא יפתח ומשאית דלק לא תיכנס עד להשבת החטופים הישראלים הביתה. הומניטרי תמורת הומניטרי. ושאף אחד לא יטיף לנו מוסר.
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) October 12, 2023وحتى الآن، يبدو أن إسرائيل تضاعف جهودها. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس أمس إنه "لن يكون هناك استثناء إنساني حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، وأنه لا ينبغي لأحد أن يلتزم بالأخلاق".
وقال رئيس البعثة الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي، عبد الرحيم الفرا، لصحيفة بوليتيكو: "إن التغيير في الأجواء جار بالفعل، هناك عدة أصوات في الاتحاد الأوروبي نفسه بدأت تطالب إسرائيل وحكومة نتانياهو على الأقل، بفتح ممر للمساعدات الغذائية لوقف العدوان والحرب ضد قطاع غزة".
عقدة ومعضلةوكما هو الحال مع رد فعل الولايات المتحدة على أحداث 11 سبتمبر(أيلول)، فإن تصعيد الصراع يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، كما يخشى الدبلوماسيون الغربيون.
وقال أحد دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي: "إن هذا الصراع برمته عبارة عن عقدة صعبة"، واصفاً خطر التصعيد تجاه دول أخرى في المنطقة، وأضاف "التركيز يجب أن ينصب الآن على استقرار الوضع وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات".
وحذّر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، من أن "الصراع في الشرق الأوسط ينطوي على خطر التصعيد، وإدخال دول عربية أخرى تحت ضغط الرأي العام".مشيراً إلى أنه "من المحتمل أيضاً أن تتخذ إسرائيل إجراءات ضد إيران، إذا اعتبرت أن طهران كان لها يد في الهجوم".
وذكرت الصحيفة أنه "على الرغم من جهود السلام التاريخية التي تبذلها الولايات المتحدة في المنطقة، فإن واشنطن بعيدة كل البعد عن أن تكون وسيطاً محايداً، حيث كانت تقليدياً مؤيداً قوياً لإسرائيل".
كما شكك مسؤول الاتحاد الأوروبي، فيما إذا كانت واشنطن ستتبع قواعد اللعبة هذه المرة، قائلاً: "لم يعد لدى الرئيس جو بايدن أي مجال للمناورة محلياً بعد هجمات حماس، عليه أن يدعم نتانياهو على طول الطريق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی أحداث 11 سبتمبر
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل جرائم العنف في غزة بمساندة أمريكية.. تفاصيل
قال الكاتب الصحفي جميل عفيفي، إنّ كل ما تنفذه إسرائيل في قطاع غزة من عمليات قتل وذبح وانتهاكات لحقوق الإنسان يأتي في ظل الدعم المستمر من الولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أن إسرائيل دولة وظيفية تنفذ ما يُملى عليها، أو تفعل ما تريده؛ لأنها تثق جيدا أن هناك قوة تحميها بشكل كبير.
وأضاف «عفيفي»، عبر شاشة «إكسترا نيوز»، أنّه منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن هناك دعم أمريكي لا محدود لإسرائيل من خلال السلاح أو الدعم الاقتصادي أو السياسي في مجلس الأمن، إذ أنّ أمريكا تتخذ حق «الفيتو» أمام أي قرار يصدر ضد إسرائيل من المحكمة الدولية أو أي دولة وتجمع يصدر قرار ضدها.
وتابع: «الاحتلال الإسرائيلي يريد توسيع دائرة الصراع في غزة والضفة الغربية، لكن الدولة المصرية حذرت أكثر من مرة أن زيادة العمليات العسكرية وإطالة مدة الصراع يؤدي إلى التصعيد في منطقة الشرق الأوسط».