معلومات عن تكتيكات حزب الله في الجنوب.. هكذا ساعد حماس في غزّة!
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
بين عدم إنجرارهِ إلى معركة مع إسرائيل من جهة ودخوله مرحلةً ضاغطة بعد التصعيد الإسرائيلي المتمادي ضدّ حركة "حماس" في غزّة من جهة أخرى، يُمكن القول إنَّ "حزب الله" مرتاحٌ على الصعيد العسكريّ في لبنان، أولاً لأنّهُ لم يدخل مرحلة المواجهة الفعلية، وثانياً لأنهُ لم يجنَح بإتجاه اللجوء إلى خياراتٍ ميدانية تؤدي إلى استنزاف طاقته في ظلّ هجمة تل أبيب على "حماس".
ميدانياً، من يُراقب أداء "حزب الله" خلال الأيام القليلة الماضية، سيكتشفُ أموراً أساسية لا يُمكن التغاضي عنها من بينها أنَّ الحزب لم يأتِ إسرائيل من باب ضعيف، والدليل على ذلك هو أنّ ردودهُ على الإعتداءات التي نفذتها إسرائيل ضدّ لبنان كانت بواسطة أسلحةٍ غير عادية. هنا، يقولُ أحد الخبراء العسكريين لـ"لبنان24" إنَّ "إسرائيل سعت لقصف بعض المناطق الجنوبيّة بقذائف المدفعية والهاون، إلا أنَّ حزب الله سعى إلى إسداء الرد بواسطة صواريخ أكثر تأثيراً نوعاً ما، مثل صواريخ الكورنيت والقذائف المُوجّهة التي إستهدفت مواقع عسكرية وأسفرت عن تحقيق خسائر مؤكدة في صفوف الإسرائيليين آخرها مقتل الرقيب ماتانيا ألستر جراء قصف "حزب الله" موقعاً عسكرياً إسرائيلياً في عرب العرامشة. تكتيكاتٌ جديدة إلى جانب كل ذلك، يتضحُ أيضاً أن "حزب الله" يعملُ حالياً على "شدّ الحبل وإفلاته" أمام إسرائيل، بمعنى أنّه يرفع العصا بوجهها ولكن على طريقته. فمن جهة، لا يريدُ ضربها بها ومن جهة أخرى يُهددها بـ"الكسر". إنطلاقاً من هذه النقطة، تخشى إسرائيل السيناريو الأخير، ولهذا السبب كثفت الوساطات التي طلبت من الحزب عدم الدخول في المعركة القائمة. وفي ظلّ كل هذا، يظهرُ أيضاً أنَّ "حزب الله" بات يعتمدُ أسلوب الإلهاء وإستنزاف الإسرائيليين من خلال عاملين: الأول وهو "الحرب النفسية" والثاني هو "التضليل الميداني". في ما خصّ العامل الأول، يتبين تماماً أن الحزب لم يُصدر أي بياناتٍ تتعلّق بآفاق تحركاته وهو أمرٌ يُربك الإسرائيليين أكثر. كذلك، علِم "لبنان24" أنهُ حتى الآن لا معلومات عن إطلالة قريبة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لاسيما بعد إنتهاء جولة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي وصلَ مساء أمس إلى بيروت، وأشار إلى أنّه "في ظل إستمرار العدوان والجرائم والحصار على غزة، فإن فتح جبهات أخرى هو إحتمال قائم". بحسب المصادر، فإنَّ "حزب الله" ينتظرُ إكتمال الصورة الميدانية في غزة من أجل أن يبني على الشيء مقتضاه، موضحةً أنَّ أي إطلالة لنصرالله من المُفترض أن تحمل موقفاً حاسماً وحازماً مما يجري، ولهذا السبب فإنّ حدوث هذا الأمر ما زال سابقاً لأوانه. على صعيد العامل الثاني، فإنّ الحزب دأب على تنفيذ أكثر من أمرٍ ساهم في زيادة إحباط الإسرائيليين، وأبرز دليل على ذلك إرسال سربٍ من البجع إلى المستوطنات، وإفتعال تحرُّكات مموهّة تساهم في إرباك الإسرائيليين وتدفعهم لإتخاذ خطوات ميدانية كإلقاء قنابل مضيئة أو قصف بعض المناطق المفتوحة. ضُمنياً، فإنّ هذين العاملين مُجتمعين يُساهمان إلى حدّ كبير في تشتيت الجبهة الإسرائيلية وتقليل الضغط عن "حماس" في غزة. هنا، يتبين أنه وبسبب ممارسات "حزب الله" المضبوطة والمدروسة، عمدت إسرائيل إلى حشدِ قوّاتها البرية بشكلٍ ضخم عند الحدود مع لبنان. الأمرُ هذا يساهم بشكلٍ أو بآخر في إلهاء إسرائيل من دون الدخول بحربٍ واسعة تؤدي إلى إستنزاف طاقة الحزب عسكرياً وشعبياً وميدانياً. إزاء هذه المشهدية، يُعتبر دور "حزب الله" اليوم بالنسبة لغزة مؤثراً إنطلاقاً مما يفعله، وبالتالي فإن الدخول بمعركة عسكرية لا يعني أنه الحل الأنجع أو المناسب للحزب، فالممارسات التي يمكن القيام بها من دون عمليات عسكرية يمكن أن تكون أكثر تأثيراً من معركة مباشرة مع إسرائيل.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقصف معابر بين سوريا ولبنان تسببت بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة
بيروت - أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة 21فبراير2025، أنّه قصف معابر بين سوريا ولبنان يستخدمها حزب الله، في ضربات جوية أوقعت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان عددا من الجرحى وأضرارا مادية جسيمة.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة "إكس" إنّ طائرات حربية إسرائيلية "أغارت على محاور نقل على الحدود السورية-اللبنانية" يستخدمها حزب الله في محاولة "لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان".
وأضاف أنّ "هذه المحاولات تشكّل خرقا فاضحا لتفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدا أنّ الجيش "سيواصل العمل لإزالة أيّ تهديد على دولة إسرائيل وسيمنع أي محاولة تموضع لحزب الله الإرهابي".
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ "قصفا إسرائيليا استهدف المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان في وادي خالد وريف حمص الغربي" وأوقع عددا من الجرحى.
وأضاف أنّ "طائرات إسرائيلية شنّت غارات على المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، واستهدفت الغارات جسر معبر الواويات" في بلدة وادي خالد شمالي لبنان مما أدّى إلى "خروجه عن الخدمة".
وأشار الى أنّ "الاستهداف جاء بعد رصد رتل سيارات للتهريب من سوريا باتجاه لبنان" وقد "أدى لسقوط جرحى" لم يحدّد عددهم.
وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن فإنّ الغارات أوقعت "أضرارا مادية جسيمة في المباني والآليات" في المواقع المستهدفة.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أنّ طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي "تحلّق على علوّ مخفوض فوق مدينة الهرمل وقرى البقاع الشمالي" في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا.
وقبل عشرة أيام أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ غارة جوية استهدفت نفقا على الحدود بين سوريا ولبنان يستخدمه حزب الله المدعوم من إيران لتهريب أسلحة.
ودخلت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر حيّز التنفيذ هدنة هشّة بين إسرائيل وحزب الله بعد مناوشات حدودية استمرت بين الطرفين أكثر من عام وتحوّلت في آخر شهرين منها إلى حرب مفتوحة خلفت نحو 4000 قتيل في لبنان ودمّرت معاقل لحزب الله.
ورغم وقف النار، تواصل إسرائيل توجيه ضربات في لبنان، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بخرق الهدنة.
وشنّت إسرائيل مئات الضربات على سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في هذا البلد عام 2011.
وفي كانون الثاني/يناير شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مناطق في شرق لبنان وجنوبه ضد أهداف لحزب الله بينها طرق تهريب على طول الحدود مع سوريا.
Your browser does not support the video tag.