مسبار "باركر" الشمسي يحطم رقما قياسيا جديدا
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
اقترب مسبار باركر الشمسي للمرة السابعة عشرة من الشمس وحلق على مسافة 7.26 مليون كيلومتر فقط (4.51 مليون ميل) فوق طبقة "سطح" الشمس (التي تسمى الغلاف الضوئي).
ويمثل الحدث الذي وقع في 27 سبتمبر نقطة تحول للدورة السابعة عشرة للمهمة حول الشمس حيث تقوم بجمع بيانات عن الرياح الساخنة المكونة من جسيمات مشحونة والمغناطيسية العنيفة التي تحيط بأقرب نجم لنا، ويأتي بعد أقل من ثلاث سنوات من الرقم القياسي السابق البالغ 586863.
وحطم المسبار في 27 سبتمبر الماضي الرقم القياسي لأسرع جسم تم إنشاؤه بواسطة أيدي الإنسان على الإطلاق ببلوغه سرعة مذهلة تبلغ 635266 كيلومترا (394736 ميلا) في الساعة.
وبهذه السرعات، سيكون من الممكن لطائرة أن تسافر حول كوكبنا نحو 15 مرة في ساعة واحدة، أو أن تسافر من نيويورك إلى لوس أنجلوس في ما يزيد قليلا عن 20 ثانية.
ولم يكسر مسبر ناسا الرقم القياسي للسرعة فحسب، بل إنه أصبح أقرب جسم من صنع البشر إلى الشمس على بعد 7.26 مليون كيلومتر فقط فوق محيط البلازما المشع الذي يُعتقد أنه سطح النجم.
ونظرا لأن عرض الشمس أقل بقليل من 1.4 مليون كيلومتر، فإن هذا سيكون أقرب إلى الوقوف عدة خطوات بعيدا عن نار المخيم المشتعلة، بدرجة كافية لتشم رائحة الدخان، ولكن ليس قريبا جدا لدرجة أن شعر أنفك يحترق.
وفي 5 سبتمبر الماضي، أصبح مسبار باركر أول جسم من صنع البشر على الإطلاق يطير عبر الانبعاث الكتلي الإكليلي، ووثق الحدث خلال اقترابه الثالث عشر من الشمس.
وحتى الآن، المسبار الشمسي في حالة جيدة جدا، بالنظر إلى ما يمر به أثناء مهمته. ويقوم باركر بكل هذا أثناء تعرضه لدرجات حرارة تصل إلى 1400 درجة مئوية، لكن أدواته الرئيسية محمية بدرع يسمح لها بالعمل في بيئة درجة حرارة الغرفة شبه الطبيعية.
ومن المنتظر أن يحقق مسبار باركر نحو 24 مدارا في الإجمال، وبالتالي فإنه ما يزال أمامه 7 مدارات أخرى، وهو ما قد يعد بأن نشهد تحطيم هذه الأرقام القياسية مرة أخرى، وستكون كل منها بمثابة تذكير بما يمكن تحقيقه بالقليل من الفيزياء والكثير من الفضول.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الشمس فيزياء كواكب مركبات فضائية معلومات علمية ناسا NASA نجوم
إقرأ أيضاً:
نيزك مريخي يكشف سرا جديدا.. كيف احتفظ الكوكب الأحمر بالماء منذ 742 مليون عام؟
لغز المريخ يتكشف من جديد، بينما نعرفه اليوم ككوكب جاف بلون الدم، تروي الصخور القادمة منه قصةً مختلفةً تمامًا، إذ كشفت دراسات حديثة أجريت على نيزك قادم من المريخ عن مفاجآتٍ مذهلةٍ، وهي وجود مياه سائلة غمرت سطح الكوكب الأحمر قبل مئات الملايين من السنين، مخفية تحت تربته، فما الذي حدث لتلك المياه؟ وكيف يغيّر ذلك فهمنا لتاريخ هذا الكوكب الغامض؟
معلومات دقيقة حول تاريخ كوكب المريخ«تحديد عمر المعادن يمكن أن يوفر معلومات دقيقة حول الفترة التي تواجد فيها الماء السائل على سطح المريخ أو بالقرب منه خلال ماضيه الجيولوجي» هكذا أكّدت عالمة الكيمياء الجيولوجية ماريسا تريمبلاي، من جامعة بيردو الأمريكية،مشيرة إلى أنّهم حدّدوا عمر المعادن في نيزك «لافاييت» الذي وصل إلى الأرض قادما من المريخ، ليكتشفوا أنّها تشكلت قبل أقل من مليار سنة، وذلك بحسب دراسة نُشرت نتائجها في دورية «Geochemical Perspective Letters».
وتشير عالمة الكيمياء إلى أنّهم لا يعتقد أن الماء السائل كان وفيرًا على سطح المريخ في ذلك الوقت، لكنه على الأرجح نشأ نتيجة ذوبان الجليد تحت السطح، منوهة بأنّ عُرف باسم «التربة الصقيعية»، نتيجة نشاط بركاني دوري، لا يزال يحدث بشكل متقطع على المريخ حتى اليوم.
أداة تحديد الزمنتقنية التأريخ الإشعاعي باستخدام نظائر الأرجون.. واحدة من الأدوات الدقيقة التي استخدمها العلماء في تحديد الزمن الذي تشكل فيه العنصر، بحسب «تريمبلاي»، مؤكدة أنّ عمر نيزك قد يكون تأثر بعوامل متعددة، مثل التأثير الذي أدى إلى انفصاله عن المريخ، أو الحرارة التي تعرض لها خلال 11 مليون سنة من الطفو في الفضاء، أو حتى في أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض واحتراقه جزئيًا.
ورغم ذلك فإن «تريمبلاي» أكدت، أنّهم تمكنوا من إثبات أنّ أيًا من هذه العوامل لم يُؤثر على العمر الفعلي للتغير المائي الذي حدث في في النيزك لافاييت.
وتوفر النتائج قيودًا جديدة على الجدول الزمني المعروف لوجود الرطوبة على المريخ، إذ اكتشف الفريق أنّ التاريخ المحدد يتزامن مع فترة من النشاط البركاني المكثف على الكوكب الأحمر، ورغم أنّ هذا النشاط يبدو الآن أكثر هدوءًا، فإنّ الملاحظات الحديثة لمسبار «إنسايت» كشفت عن أنّ باطن المريخ أكثر ديناميكية مما يظهر على سطحه الهادئ.
وأكدت «تريمبلاي»، تقديم طريقة فعّالة لتحديد عمر معادن التغيّر في النيازك، يُمكن تطبيقها على نيازك أخرى، وأجسام كوكبية، لفهم توقيت وجود الماء السائل بشكل أدق.