حرب أوكرانيا.. معضلة استهداف الإمدادات اللوجستية الروسية
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
بجانب الهجوم المضاد الذي تشنه لاستعادة أراضيها منذ الصيف الماضي، تعمل أوكرانيا على حملة ثانية تستهدف مراكز قيادة العدو ومستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد اللوجستية لموسكو، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وبحسب الصحيفة، فإن "ضرب شاحنة إمداد واحدة فقط، يمكن أن يساعد في ترجيح كفة جهة على حساب أخرى، على الخطوط الأمامية للمعارك، مما يدفع أوكرانيا إلى تنفيذ هذه الاستراتيجية".
وقال العميد المتقاعد بالجيش الأميركي، مارك كيميت، إن تحقيق هذا الهدف يتطلب "مثابرة استخباراتية، والقدرة على رصد هدف متحرك".
وأضاف: "من الأفضل استهداف المواقع الثابتة، مثل مناطق التخزين والمستودعات بالإضافة إلى الجسور ومراكز النقل الأخرى".
وحتى في الوقت الذي يقاتل فيه جنود كييف لاختراق الدفاعات الروسية في جنوب وشرق البلاد، فإنهم يستخدمون الأسلحة الغربية لاستهداف الإمدادات الروسية التي تقع خارج الخطوط الأمامية.
ومن خلال القيام بذلك، تأمل أوكرانيا في تعزيز فرصتها في إضعاف القوات الروسية بما يكفي لاختراق قواتها.
ويعتمد ضرب خطوط الإمدادات في ساحة المعركة على تقدم القوات البرية الأوكرانية بما يكفي، لوضع المعدات الروسية في نطاق الضربات.
وتستخدم أوكرانيا المدفعية والصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف لضرب قوات العدو، لكن معظمها محدود النطاق، مما يعني أن الكثير من العمليات اللوجستية الروسية تظل بعيدة عن متناول معظم الأسلحة الأوكرانية.
وستحصل أوكرانيا قريبا على صواريخ أرض – أرض من طراز "أتاكمز" التي يمكن لها الوصول لأهداف تتراوح بين 160 إلى 300 كيلومتر.
وقال الخبراء الاستراتيجيون إن صواريخ "إم جي إم-140 أتاكمز" الأميركية، التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن"، قادرة على ضرب أهداف روسية أبعد من تلك التي لا يمكن لأوكرانيا الوصول لها الآن.
وفي العام الماضي، حققت أوكرانيا مكاسب كبيرة ضد روسيا، من خلال استهداف مستودعاتها وشحنات الإمدادات ومراكز القيادة - وهي نقاط وروابط حيوية يسميها التكتيكيون "خطوط الاتصال الأرضية".
وبدلا من محاولة ضرب كل دبابة وتشكيل للقوات الروسية، سلكت كييف المسار الأكثر كفاءة، المتمثل في تدمير "الإمدادات الضرورية"، وغالبا ما تستخدم الأسلحة الدقيقة التي يقدمها الحلفاء الغربيون،وفق الصحيفة.
وتعمل أوكرانيا على تكرار النجاح على طول الشريط الذي يربط بين شبه جزيرة القرم المحتلة، والأراضي الروسية على طول بحر آزوف.
وتهدف أوكرانيا إلى قطع ما تسميه موسكو "جسرها البري"، مما يؤدي إلى تقسيم القوات الروسية. واستخدمت روسيا شبه الجزيرة كقاعدة بحرية لمهاجمة أوكرانيا، وتهديد السفن التي تحمل صادراتها عبر البحر الأسود.
ومع ذلك، فإن تحقيق حتى الهدف المتمثل في ضرب الخدمات اللوجستية الروسية قد يكون أمرا صعبا بالنسبة لأوكرانيا؛ لأنه يتطلب كميات كبيرة من المدفعية.
وفي الوقت نفسه، قامت روسيا بتكييف عملياتها لتقويض التكتيكات الأوكرانية، وربما عززت قواتها بالقرب من الجبهة، حسبما قال روب لي، وهو زميل بارز بمعهد أبحاث السياسة الخارجية.
وقال لي إن روسيا "ابتعدت عن استخدام المستودعات الكبيرة"، وبدلا من ذلك، "نشرت إمداداتها عبر العديد من نقاط النقل".
وأضاف: "موسكو ترسل الإمدادات (لقواتها) عبر شاحنة واحدة في كل مرة، بما في ذلك استخدام الشاحنات المدنية، وتوجيهها في مسارات ملتوية، واستخدام شحنات خادعة، لإحباط الهجمات الأوكرانية".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الخيول والحمير تدخل ميدان الحرب الروسية الأوكرانية
سرايا - أفاد تقرير بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بأن روسيا استعانت في حربها ضد أوكرانيا بالخيول والحمير لتوصيل الإمدادات ونقل الجنود دون جذب انتباه المسيّرات التي تستطيع بسهولة رصد المركبات المدرعة والمتحركة قرب خطوط القتال.
وعلى الرغم من أن استخدام الخيول والحمير ليس جزءا محوريا في العمليات الروسية، فإن لجوء موسكو إلى هذه الأساليب يسلط الضوء على كيفية استدعاء وسائل القتال التقليدية في خضم حرب عالية التقنية تشمل الطائرات المسيرة والليزر وأجهزة التشويش الإلكتروني.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، أن استخدام الخيول في الحروب يعود إلى حوالي عام 1500 قبل الميلاد، عندما كانت تُستخدم لجر العربات قبل أن تصبح فيما بعد عنصرا مهما في عمليات الإمداد ونقل الفرسان.
وأضافت أن القوات الأميركية الخاصة استخدمت الخيول في بداية غزوها أفغانستان، لكن الجيوش في العالم المتقدم تخلت عن استخدامها بانتظام في أي شيء آخر سوى في المراسم الاحتفالية.
وقال الجندي الأوكراني إيهور فيزيرينكو إنه شاهد الروس لأول مرة وهم يمتطون صهوات الخيول في مقاطع مصورة التقطتها طائرة مسيرة، ووصف الروس وهم في تلك الهيئة بأنهم "مبدعون للغاية".
ولأن طرفي الحرب يعانيان من نقص الإمدادات، فقد اضطرا إلى حلول تقليدية مثل استخدام الخيول والدراجات النارية.
ففي الوقت الذي يستعين فيه الروس بالخيول والحمير، يستخدم الجيش الأوكراني عربات التسوق اليدوية لنقل الأخشاب والإمدادات وحتى الجرحى لأميال من وإلى جبهات القتال، ولإبقاء المركبات العسكرية بعيدا عن مرمى نيران المسيّرات.
وفي حين لجأت روسيا إلى خطوط شبكية واقية لحماية مركباتها، طورت أوكرانيا تقنيات جديدة مثل الطائرات البحرية المسيّرة.
وإلى جانب الخيول والحمير وعربات التسوق، يستخدم الجانبان الدراجات النارية ومركبات صغيرة رباعية العجلات تشبه الدراجات النارية، كما استخدمت روسيا جنودا وأفرادا لنقل الذخيرة والإمدادات الأخرى وهم يركضون.
وقال فيزيرينكو إن الروس الذين رآهم يستخدمون الخيول فعلوا ذلك في مساحة من الغابات في ضواحي تشاسيف يار شرقي أوكرانيا، واعتبر ذلك منطقيا نظرا لصعوبة اجتياز الغابات بالمركبات، أو حتى الدراجات.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن الجنرال الروسي فيكتور سوبوليف قوله الشهر الماضي، لوسيلة إعلامية موالية للكرملين، إن الجيش الروسي يعاني من صعوبات في تزويد بعض الوحدات بالذخيرة والمعدات والطعام، ولهذا السبب فإن الاستعانة بالخيول والحمير في نقل الخدمات اللوجيستية في مثل هذه البيئة الوعرة يعد -في نظره- أمرا طبيعيا.
وأردف أن "من الأفضل أن يُقتل حمار على أن يُقتل رجلان في سيارة يحملان المواد اللازمة للمعركة والإعاشة".
أما أوكرانيا فهي الأخرى تعاني من نقص الإمدادات بعد قرار واشنطن في وقت سابق من الشهر الحالي وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، وهي خطوة من شأنها أن تحرم أوكرانيا أدوات رئيسية في محاربة القوات الروسية.
الجزيرة نت
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1011
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 11-03-2025 12:55 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...