احتلال غزة.. الممكن والمستحيل!
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
لم يعد الحديث يدور حول ما إذا كانت إسرائيل ستقدم على تنفيذ عملية برية واسعة في قطاع غزة تنتهي باحتلاله بالكامل، بل عن الصعوبات والتوقيت وما سيترتب على ذلك.
إقرأ المزيد مطاردة "ضيف" بـ"تسع أرواح"أعلب الخبراء يعتقدون أن موعد العملية البرية الإسرائيلية قريب وأنها تقررت فعلا بعد أن ابلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن إسرائيل يجب أن تدخل غزة لتدمير حماس، وتمهيدا لذلك استدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 300 الف من قوات الاحتياط، علاوة على حشد أكثر من مئة ألف جندي في جنوب إسرائيل.
إسرائيل كانت نفذت آخر عملية برية مدعوة جوا وبحرا في غزة في عام 2014، واستمرت خمسين يوما، ونفذت العملية البرية ثلاث فرق من الجيش الإسرائيلي.
الخبراء العسكريون يلفتون إلى الصعوبات التي يمكن أن تواجه العملية العسكرية الإسرائيلية البرية، مشيرين بشكل خاص إلى صعوبة استخدام الآليات والمعدات الثقيلة في منطقة ضيقة وكثيفة السكان، وامتلاك حركة حماس والفصائل الأخرى أسلحة متنوعة مضادة للدروع والدبابات، وصواريخ محمولة مضادة للجو.
كما يشير هؤلاء إلى وجود مئات الانفاق المجهزة جيدا في غزة، والبعض يتحدث عن احتمال وجود "مدينة كاملة" من الأنفاق والمخابئ تحت سطح الأرض في غزة.
مثل هذه الأنفاق والمخابئ يتوقع أن تستخدم من قبل المقاتلين في القطاع في تنفيذ عمليات هجومية مفاجئة ضد الإسرائيليين، علاوة على سهولة الانتقال من خلالها من موقع إلى آخر بعيدا عن النيران المعادية، ما سيؤدي على الأرجح إلى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية المهاجمة.
العملية البرية الإسرائيلية المرتقبة في غزة ستتطلب بحسب خبراء إلى ذخائر أكثر بأربعة اضعاف من القتال في ظروف أخرى، ولذلك سيحتاج الإسرائيليون إلى كميات كبيرة من الذخائر، للأسلحة الخفيفة، وأيضا لمنصات الصواريخ الاعتراضية المخصصة للدفاع الجوي في جميع أنحاء إسرائيل، علاوة على ذخائر الطائرات، ومقذوفات أنظمة الحماية النشطة للمركبات، والمدفعية والهاون وقذائف الدبابات.
إسرائيل في الوقت الحالي كما تدل المؤشرات تضع اللمسات الأخيرة على عملية اجتياح القطاع، ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من مئة ألف جندي يحاصرون غزة الآن، وأن البحرية الإسرائيلية فرضت حصارا بحريا على سواحلها لمنع وصل إمدادات عسكرية إليها، كما قطعت الحكومة الإسرائيلية إمدادات المياه والكهرباء.
مهمة القوات البرية الإسرائيلية التي ستدخل غزو، ستكون تدمير حماس بالكامل بحسب المعلن رسميا، علاوة على محاولة إنقاذ الرهائن وعددهم يقدر بمئة وخمسين، ما يعني أن قوات خاصة ستكلف بهذه المهمة الموازية، وهي أيضا لن تكون سهلة على الإطلاق.
المندوب الدائم الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان كان صرّح في 8 أكتوبر بأن هدف تل أبيب من الآن فصاعدا هو القضاء التام والنهائي على حماس، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في خطاب موجه إلى الجيش أن قطاع غزة لن يعود كما كان.
الخبير العسكري الإسرائيلي ديفيد شارب، صرح بأن حركة "حماس لديها 40000 مقاتل في هياكلها الأمنية، وهذه تشكيلات من نوعية الجيش في الانضباط، والاستعداد الطويل للدفاع، وعشرات الكيلومترات من الأنفاق والمخابئ تم حفرها تحت غزة".
الخبير العسكري يشير إلى أن إسرائيل تخطط للقضاء التام على حركة حماس، وبالدرجة الأولى على جناحها العسكري كتاب القسام، لافتا إلى أن الحديث يدور حول "هدف بعيد المدى وواضح ويتمثل في السيطرة التامة على كامل القطاع أو كله تقريبا، وهذه مهمة صعبة للغاية".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة كتائب القسام علاوة على فی غزة
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. حكومة الاحتلال تقاطع صحيفة هارتس الإسرائيلية: تدعم حماس
كشفت وسائل إعلام عبرية عن مٌوافقة حكومة الاحتلال على مقاطعة صحيفة هآرتس العبرية، في سابقة تحدث للمرة الأولى، مُتهمين أنها تتبنى مواقف «تسيء لإسرائيل».
مقاطعة صحيفة هآرتس الإسرائيليةوكشفت صحيفة «واينت» العبرية، أن وزير الإعلام شلومو شرعي، اقترح مٌقاطعة صحيفة هارتس، ووقف أي تواصل بينها وبين الحكومة.
وذكرت حكومة الاحتلال، أن الصحيفة نشرت سلسلة من المقالات اعتُبرت مُسيئة لإسرائيل، وكان أبرزها وصف كاتب بالصحيفة العبرية، وهو عاموس شوكين، المسلحين الفلسطينيين بأنهم «مُقاتلون من أجل الحرية»، بالإضافة إلى دعوته لفرض عقوبات على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
واعتبرت حكومة الاحتلال أن دعم الصحيفة العبرية لما وصفتهم «لأعداء إسرائيل» والدعوة لفرض عقوبات عليها في ظل الحرب والضغوط الدولية لإضعاف شرعيتها أمر «غير مقبول».
ردود أفعال الإسرائيليين على مقاطعة الصحيفة العبريةآثار القرار ردود فعل واسعة داخل الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعرب بعض الصحفيين في الصحيفة عن معارضتهم لتصريحات شوكين، مؤكدين أن الهجمات ضد المدنيين لا يُمكن اعتبارها جزءًا من أي نضال شرعي، وأدان المساهمون في الصحيفة ومنهم رجل الأعمال ليونيد نيفزلين التصريحات، واعتبروها «غير إنسانية» ولا تعكس توجه الصحيفة.
4 تحقيقات آثار غضب الحكومة الإسرائيليةويُعرف عن صحيفة هآرتس العبرية أنها ذات توجه يساري، معارض للحكومة، ونشرت عدة تحقيقات معارضة للحكومة، والتي جاءت على النحو التالي:
وفي أغسطس الماضي، نشرت الصحفية تحقيق بأن جيش الاحتلال يُجبر المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة على تفتيش الأنفاق والمنازل المشتبه بتفخيخها، بهدف حماية الجنود الإسرائيليين خلال العمليات العسكرية.
ووفقًا للتحقيق، يتم اختيار هؤلاء المدنيين بشكل عشوائي، ومعظمهم شباب في العشرينيات، دون أي اشتباه بأنهم مرتبطون بأنشطة إرهابية، يتم احتجازهم وإرسالهم كدروع بشرية لتفتيش المناطق قبل دخول القوات الإسرائيلية.
أما في سبتمبر الماضي فكشف تحقيق للصحيفة العبرية، أن جيش الاحتلال يعتمد وسائل غير أخلاقيه لتجنيد طالبي اللجوء من الأفارقة، حيث يتم منحهم مميزات ورواتب مالية ضخمة، ومنازل وإقامة دائمة مقابل المشاركة في الحرب على قطاع غزة.
وفي مايو الماضي، نشرت الصحيفة العبرية، تقرير يؤكد انتحار 10 ضباط وجنود منذ السابع من أكتوبر وسط تكتم من جيش الاحتلال، مؤكدة أن معظم الحالات كانت لجنود شباب، وبعضهم في الخدمة الدائمة وفي الاحتياط.
آخر تلك التحقيقات التي أغضبت حكومة الاحتلال، هو نشر الصحيفة لتحقيق يؤكد أن الحكومة لا تسمح بدخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، بل على العكس تعمل مع عصابات في غزة لسرقة وإتلاف المواد الغذائية والحصول على رشوة «خاوة» من السائقين، خاصة وأن المنظمات الدولية لم تعد تتحمل مسؤولية توصيل المساعدات بسبب الغارات الإسرائيلية التي تستهدف عملهم.