سودانايل:
2025-01-30@22:22:04 GMT

هل كان عنترة سودانياَ في نادي سينيورز بلندن

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

محمد علي ـ لندن
في يوم الجمعة الموافق السادس من شهر أكتوبر العام 2023م، خصص نادي السينيورز في لندن الذي تشرف عليه السيده نوال جنيدابي التي خصصت مشكورة جلسة خاصة لتدشين كتاب هل كان عنترة سودانياً الذي كتبه المؤرخ المعروف مربي الأجيال ضرار صالح ضرار.
وتحدث في موضوع الندوة الأديب الأستاذ حسن تاج السر، الذي يعد موسوعة في الأدب العربي، وبدأ حديثه الشيق بالتحدث عن مؤلف الكتاب وسرد فيها مسيرته التاريخية وعرفه بأنه مؤرخ وابن مؤرخ (محمد صالح ضرار) وشقيق مؤرخ (سليمان صالح ضرار), كما أنشد للحضور بعض قصائد عنترة فأطرب الحور وجعل الحضور يعيشون مع عنترة أجواء المعارك ولمع الأسنة وصليل السيوف وأجواء الغزل في ابنة عمه.

ونقدم تلخيصاً لكلمة الأستاذ حسن تاج السر
بما أن المؤلف غني عن التعريف فيسرنا أن نقدم نبذة عن الكتاب كتبها أحد قال بعد السلام، السادة الكرام:
لم أكن أعلم قبل أنْ أطّلع على موضوع كتب بهذا العنوان أن أحداً سيُعنى بهذا الجانب من شخصية الفارس الشاعر الجاهلي «عنترة بن شدَّاد».
لقد رددنا شعر عنترة في البطولة والفروسية منذ الصغر، ورسخت في الذهن صورته الحقيقية من خلال مناهجنا الممتازة في دراسة الأدب العربي القديم في معهد الباحة العلمي قبل أن نطّلع على القصَّة التي يغلب عليها الخيال المنتشرة بين الناس عن شخصية عنترة بن شدّاد، ولذلك فقد أصبح الاستمتاع بجمال قصائده، وإبداعه الشعري، وبطولاته الحقيقية، ومشاعره المتأججة بالحب الصادق لابنة عمه عبلة، أعظم في نفوسنا من الاستمتاع بتلك الصورة الخيالية الأسطورية التي رسمها قلم مشهور لشخصية هذا الفارس الشاعر في قصة «عنترة» التي يتداولها الناس .
نعم كنت وما زلت أقف وقفة الإعجاب ببعض الجوانب القوية في شخصية عنترة، خاصة شجاعته النفسية في اقتحام الحديث عن لونه الأسود، وعن أمه زبيبة الأمة التي عُرفت عند الرُّواة بأنها حبشية، وهي التي وصفها عنترة بقوله:
وانا ابن سوداء الجبين كأنَّها ضبعٌ ترعرع في رسوم المنزل
الساق منها مثل ساق نعامةٍ والشَّعر منها مثل حبّ الفُلْفُلِ
وهو يقول هذا في مجال الافتخار بقوته وشهامته وشجاعته وطيب أخلاقه، ولهذا يؤكد هذا المعنى بقوله:

إني امرؤ من غير عبسٍ منصباً شطري، وأحمي سائري بالمُنْصُلِ
وإذا الكتيبة أحجمتْ وتلاحظتْ أُلفِيتُ خيراً من مُعِم، مُخْوِلِ
فهو هنا يؤكد أن اخواله ليسوا من العرب، ولكنّه خيرٌ من ذوي الأعمام والأخوال لأنه يحمي هذا الجانب بسيفه البتار حين يحجم الفرسان عن النزال والقتال.
نعم، ما زلت أقف وقفة الاعجاب بهذه الروح الشامخة بين جنبي هذا الفارس الشجاع، الشاعر الذي استطاع ببطولاته وأخلاقه ان يخلّد ذكره في الناس، ويرفع مكانته بينهم، فهو يقتحم هذا الجانب بثقةٍ ويقين وقناعة بقدراته ومكانته.
يعيبون لوني بالسواد جهالةً ولولا سواد الليل ما طلع الفجر
كما يقول: لئن يعيبوا سوادي فهو لي نَسَبٌ يوم الفخّار إذا ما فاتني النسب
ويقول: تُعيِّرني العدا بسواد جلدي وبيض خصائلي تمحو السوادا
نعم، ما زلت أقف وقفة الإعجاب بعنترة الذي يقول:
ولقد أبيتُ على الطّوى وأظله حتى أنال به كريم المأكل
وهو بيت يدل على مكارم الأخلاق، يُروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما سمعه قال:
ما وصف لي احد فوددت ان أراه إلا عنترة.
كل ذلك يجري لي مع أبي الفوارس عنترة بن شدّاد، استمتع به، وأكرّر قراءته التي تزيدني معرفة بإبداعه الشعري فكأنني مع شعره كما قال الشاعر.والجدير بالذكر أن المشرفة على ملتقى توتي الثقافي الشريفة انتصار شاهين خصصت قسماً في الملتقى للكتب السودانية لربط السودانيين والسودانيات بثقافة وطنهم وتراثهم,
وفي الختام شكر الحضور السيدة نوال جنيدابي على كرمها في الضيافة وإمتاعهم بالغذاء الفكري، كما شكر الحضور الأستاذ حسن تاج على ما قدمه لهم.

bejawino1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«عُمان ضيف شرف معرض الكتاب» الثقافة العمانية تثير الأسئلة في القاهرة وتفتح باب الحوار

لا يمكن تصوُّر الحضور الثقافي العماني في القاهرة هذه الأيام، حيث تحل سلطنة عُمان ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب، أنه يأتي في سياق التعريف بالثقافة العمانية فقط، كان هذا الأمر يمكن فهمه في ثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضي، ولكن اليوم أصبحت عُمان وثقافتها في طليعة الثقافة العربية بل إن الأدب العماني تجاوز الحضور العربي والإقليمي إلى الحضور العالمي. ولذلك فإن حضور عُمان في معرض القاهرة هو تكريم لمسيرة الثقافة العمانية ومنجزها الحضاري طوال القرون الماضية، وبعد كل هذه السنوات من الحضور والتميز والقدرة على الإضافة للحضارة الإنسانية كان هذا الاحتفاء المصري بهذه الثقافة وبمنجزها.. وفي الحقيقة فإن الاحتفاء المصري بأي منجز عربي أو إنساني هو احتفاء عربي نظرا لمركزية مصر في العالم العربي.. وشعر من حضر للقاهرة من العمانيين أن ثقافتهم كانت محط احتفاء عربي وليس مصريا فقط.

ورغم أن الكثير من زوار جناح سلطنة عُمان في معرض القاهرة للكتاب يسألون عن الكثير من التفاصيل التي تخص عُمان سواء ما كان منها سياسي أو اقتصادي وبشكل أكبر الثقافي إلا أن النخب المثقفة في مصر كانت تسأل عن الكتاب العمانيين شعراء وروائيين وصحفيين بالاسم، وتبحث عن أعمالهم وإن كان ثمة إصدارات جديدة في طريقها للمعرض.

بهذا المعنى كان جناح سلطنة عُمان في المعرض محطة مهمة لإدارة حوارات عميقة حول الثقافة والفكر والتاريخ والصحافة تجاوز حوار المجاملات إلى حوار الأفكار، مما يعني مبدئيا أن المشاركة العمانية في معرض لم يكن هدفها التعريف بمفردات الثقافة العمانية، رغم أهمية هذا الهدف وحضوره في بعض الأحيان، ولكن الهدف الأكبر والأسمى في هذه المرحلة هو أن تأخذ التجربة العمانية مكانتها التي تليق بها وأن تنعكس هذه التجربة على العالم العربي.

إن هذه المرحلة التي وصلت لها عُمان هي نتاج سنوات طويلة من العمل في مختلف المجالات السياسية والثقافية والأكاديمية وهي اليوم تبسط حضورها القوي وأثرها ليس فقط على المشهد الثقافي الخليجي ولكن على المشهد العربي والإقليمي.

ومن حضر ندوة العلاقات العمانية المصرية في افتتاح البرنامج الثقافي المصاحب لمشاركة عُمان في المعرض يستطيع أن يعرف كيف أن الشعوب العربية باتت تنظر إلى السياسية العمانية في تعاملها مع القضايا العربية وفي قدرته على بناء مجتمع عماني قوي قادر على الصمود في وجه التحديات العالمية دون أن يفقد بوصلته الأخلاقية والقيمية أو يخرج من ذاته.

وليس مبالغة أن الكثير من العرب يتمنون تبني النموذج العماني المتزن الذي يتكئ على ميراث حضاري عريق وفكر سياسي وتاريخي يعني التاريخي ويفهم مآلات الأحداث الجارية اليوم.

ورغم أن حضور الفعاليات الثقافية في الكثير من المعارض العربية دون طموحات المنظمين، والأمر نفسه في معرض القاهرة رغم الكثافة السكانية، إلا أن الحضور النوعي من المصريين والعرب كشف عن احتفاء وتقدير منهم بالمنجز الحضاري العمانية وبالجهود الثقافية التي تبذلها سلطنة عمان في تمكين الثقافة العمانية الأمر الذي جعل الصوت الثقافي العماني عاليا إلى جوار الصوت السياسي الذي كسب احترام العالم منذ فترة مبكرة نتيجة السياسية الخارجية العمانية.

وشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب حضورا جماهيريا كثيفا منذ اليوم الأول لافتتاحه، والمعرض الذي يزوره سنويا قرابة ٤.٥ مليون زائر سنويا يشهد مشاركة أكثر من ٨٠ دولة وهو ثاني أكثر معرض في العالم بعد معرض فرانكفورت ويتحول المعرض إلى تظاهرة ثقافية كبرى يأمها المثقفون من مختلف دول العالم وتناقش فيها قضايا الثقافة والفكر وتحديات النشر في العالم العربي خصوصا وفي العالم عموما.

وتشارك في المعرض ٢٢ دار نشر ومكتبة عمانية بحضور حوالي ٥ آلاف عنوان عماني في مختلف فنون الثقافة والفكر والمعرفة.

إضافة إلى عرض مخطوطات تاريخية قديمة جدا ووثائق تكشف أصالة الحضارة العمانية.

كما تشهد المشاركة العماني تقديم برنامج ثقافي ثري يتضمن محاضرات تاريخية وأدبية وسينمائية وتناقش تجارب مثقفين عمانيين في مختلف فنون المعرفة إضافة إلى حفلات توقيع لكتب عمانية صدرت في دور نشر عربية مختلفة.

وإذا كانت الفعاليات الثقافية المصاحبة لمشاركة سلطنة عُمان نوعية وثرية إلا أن حضور الكتاب العماني، أيضا، كان ملفتا في المعرض، فإضافة إلى آلاف الإصدارات العمانية الصادرة في دور نشر عربية مختلفة من الخليج إلى المحيط دعمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب دور نشر ومكتبات عمانية للمشاركة في المعرض وتسجيل حضورها وسط دور النشر العربية إضافة إلى مشاركات وزارة الثقافة والرياضة والشباب نفسها بإصدارات متميزة كشفت عن ثراء المنجز الثقافي العماني وكذلك إصدارات وزارة الإعلام ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية والنادي الثقافي والجمعية العمانية للكتاب والأدباء التي حضرت بمئات العناوين التي تمثل الجيل الجديد من الكتابات العمانية والتي تتنوع بين الأدب والفكر والفلسفة والدراسات التاريخية والعلمية. ومن بين المشاركات المهمة في المعرض أيضا ركن ذاكرة عمان وركن دور نشر معنية بأدب الطفل والتي لاقت إقبالا جيدا رغم حداثة تجربتها على المستوى العربي.

ولذلك يمكن النظر إلى الحضور العماني الكثيف في معرض القاهرة الدولي للكتاب عبر مسارين: المسار الأول مسار الاحتفاء المصري والعربي بالمنجز الثقافي العماني، والمسار الثاني يتجسد في تعميق الروابط بين عمان ومصر والعالم العربي عبر مسار الثقافة، وتعزيز الحضور الثقافي العُماني، وإبراز الدور التاريخي للسلطنة عُمان في إثراء الحضارة العربية والإسلامية، وأبرزها العمق التاريخي والثقافي الذي تتمتع به عُمان، والذي يمتد عبر قرون من التفاعل الحضاري والتجاري والمعرفي.

ورغم أن الحضور الثقافي العماني استطاع فعلا أن يجد له مكانة مهمة في المشهد الثقافي العربي إلا أن وجوده في معرض القاهرة للكتاب وسط الحضور العربي الكثيف والحضور الإعلامي يوفر فرصة لتعزيز حضور الأدب العُماني بمختلف أشكاله، من الرواية والشعر إلى الدراسات التاريخية والفكرية، كما يتيح الفرصة لتعريف الجمهور العربي بأبرز الكتاب والمفكرين العُمانيين الذين لم يتعرف عليهم من قبل خاصة وأن البعض رغم مكانتهم إلا أنهم بقوا بعيدا عن الأضواء العربية، مما يعزز انتشار الإنتاج الأدبي والفكري العُماني في المنطقة.

ومن بين أهم المكاسب التي يمكن الحديث عنها في مشاركة عُمان ضيف شرف في معرض القاهرة تتمثل في فتح منصة مهمة لدور النشر العُمانية لعرض أعمالها على جمهور واسع، مما قد يسهم في فتح أسواق جديدة للكتاب العُماني، ويعزز من حضور الناشرين العُمانيين في المعارض العربية والدولية.

لكن هناك أسباب كثيرة تجعل مشاركة سلطنة عمان في المعرض والاحتفاء بها بوصفها «ضيف شرف المعرض» وهذا تقليد عريق في مختلف معارض الكتب في العالم بعض ظاهر الآن وبعضها ستظهر نتائجه في المرحلة القادمة كنتيجة لهذه المشاركة وهذا الاحتفاء العربي.. والمشاركة في المجمل استثمار استراتيجي في تعزيز الحضور العُماني على الساحة الثقافية العربية والدولية. وإبراز الهوية الثقافية الغنية، وتعزيز التواصل العماني مع المثقفين العرب، وفتح آفاق جديدة للتعاون الثقافي والإبداعي.. وكل هذا يمكن أن يختزل في عبارة واحدة هي حضور القوة العمانية الناعمة في العالم العربي وهي القوة التي تسهم في تعزيز العلاقات بين الشعوب وبناء مستقبل أكثر إشراقا.

مقالات مشابهة

  • صدور "القوافي" المتخصّصة بالشعر الفصيح
  • القانون يجبر منى فاروق على الحضور للمحكمة ودخول قفص الاتهام بعد حكم حبسها
  • قصائد الوجد والفقد في «بيت الشعر بالشارقة»
  • لغة الروح وصوت القلب في بيت الشعر
  • تفاصيل جلسات الحوار المجتمعي للتنسيقية حول "شهادة البكالوريا" مع أعضاء مجلس النواب
  • اعتماد تعديلات الهيكل التنظيمي لـ«الشارقة الخيرية»
  • مناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" بمعرض الكتاب
  • مشاهير سودانيون فاتهم قطار الزواج!
  • التنسيقية تواصل جلسات الحوار المجتمعي حول شهادة البكالوريا مع أعضاء مجلس النواب
  • «عُمان ضيف شرف معرض الكتاب» الثقافة العمانية تثير الأسئلة في القاهرة وتفتح باب الحوار