حينما يغسل ‘‘الطوفان’’ ندمك!!
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
سأحدثكم عن الندم الذي كان يعذبني قبل أن ينقذني الطوفان!.
في عام ١٩٩٨م كنت اتهيأ لامتحانات الثالث الثانوي الوزارية، وطلب مني استاذي تحضير خطبة جمعة، ترددت كثيرا إذ انها أول مرة سأصعد فيها منبر الجمعة وأقف أمام العشرات من المصلين، حاولت أن اعتذر، تهربت، تهيبت، راوغت، نسجت الحيل النفسية، لكنني في حضرت معلم فذ كان يجيد فن الإقناع، فقد حشرني في زاوية ضيقة لم أجد منها مهربا.
جمعت كتبا، وحفظت أيات وأحاديث واشعارا، وكتبت كل حرف وكل كلمة، حتى الملاحظات كتبتها باللون الأحمر، هنا سأنظر إلى الناس، وعند هذه الفقرة سأصمت، وبعد هذا الدعاء سأختم الخطبة الأولى، وهكذا!!
كنت قد حفظت الخطبة عن ظهر قلب، ولأنها التجربة الأولى فإن رهبة الموقف فرضت نفسها، وأجبرتني على تدريب نفسي مرات عديدة في أماكن معزولة كنت فيها الخطيب وكنت الجمهور.
حتى جاءت الجمعة، صعدت المنبر وأنا أرتعد، وأقدامي لا تكاد تحملني، وقفت أمام المصلين ثم افتتحت الخطبة، حتى وصلت عند فقرة كنت قد قصصتها من صحيفة الصحوة وكان فيها:
*عباد الله، ونحن في هذه الأيام نعيش الذكرى الخمسين لمذبحة دير ياسين، وهي قرية من قرى بيت المقدس، دخلتها العصابات الصهيونية في التاسع من أبريل عام ١٩٤٨م عام النكبة، وكانت العصابات الصهيونية بقيادة المجرم مناحيم بيقن، الذي أصبح فيما بعد رئيس وزراء الكيان الغاصب، قتلوا الأبرياء وهم نائمون، ذبحوا الأطفال والنساء، وبقروا بطون الحوامل، واحتزوا رؤوس الأجنّة، وعذبوا الشيوخ وسلخوا جلودهم، ثم مزقوا أجسادهم.*
*أيها الناس: قبل خمسين عام وفي مثل هذه الأيام تحولت دير ياسين إلى بركة من دماء، وقتلت العصابات الصهيونية نحو ٣٥٠ من أهالي البلدة المقدسية، وشردوا أهلها ودمروا بيوتهم واستباحوا ديارهم واستوطنوا أرضهم ومزارعهم، واجتثوا قرية كانت تسمى دير ياسين"!.*
المشاعر التي خاطبت الناس بها كانت فياضة، وتفاصيل المذبحة سكنت كل نياط قلبي حتى اللحظة، وما إن انتهيت من الصلاة حتى رأيت العم أحمد حزام قد وقف ولحيته غارقة بدموعه وصاح في وجهي: أيش نفعل لهم يا ولدي؟! قوموا نسير نقاتل عيال اليهودية لعنة الله عليهم، قوموا أيش معنا جالسين مثل النسوان؟!
تلك الملامح المفجوعة للحاج أحمد حزام رحمه الله ظلت عالقة في ذاكرتي ولا تزال، وتلك الأوجاع التي بثثتها في قلبه مكثت ندبا يحرقني ونارا تشتعل في روحي، وندما طويلا ملفوفا بالعجز والسؤال العريض: لماذا فعلت ذلك وأنت تدرك أننا جميعا عاجزون عن فعل شيء؟!
****
بعد فجر السبت الماضي، يوم السابع من أكتوبر، تعافيت، كان صوت محمد الضيف مرهما يداوي ندمي، ويغسل الوهم ويقشع غبار اليأس الذي كان قد تراكم في ذهني، ويجيب عن سؤال العم أحمد حزام رحمه الله.
***
تقول الأسطورة: "سيخرج عليكم رجل على وسائل الإعلام، في يوم من الأيام، يخاطبكم بالصوت فقط، ويخاطبكم أحد أصحابه و على وجهه اللثام، صوته هادئ رخيم، وحديثه واضح مبين، قال بكل طمأنينة وثقة، كلاما يكاد يهمسه همس، لكنه دوّى فأسمع الجن والإنس، لا تعرفون صورته، لا أنتم ولا اصدقاءه او أعداؤه، لكنه عند فجر السابع من أكتوبر، أعلن بداية الطوفان"!!
والطوفان الكبير سيدمر الوهم كله، الوهم الذي قال عنه عصام الشوالي: حدثوك عن جيش لا يقهر فكان وهم!، عن ترسانة من العتاد والسلاح فكان وهم!، عن دولة قوية فكان وهم!.
صدمة الطوفان نسفت أكذوبة الغرب، كذبوا على أمتنا سبعين سنة، وبنوا حاجزا نفسيا صدقنا أننا ضعافا وعجزة، وأنهم أقوياء وقادرون على كل شيء، حتى جاء الطوفان.
في السبت العظيم، تعرضت الكذبة الكبرى للدمار، وتلقت أمريكا والغرب صفعة مدوية، وحاولت كل مؤسسات الدول الغربية وإعلامها أن ينفخوا الروح من جديد في كيانهم الغاصب، قالوا أن الرد سيكون قاسيا.
خرج أبو عبيدة وقال لدينا من أسرى العدو ما يخرج كل أسرانا من نساء ورجال وأطفال بعضهم مضى عليه أربعين سنة في السجون الصهيونية.
قال بايدن أن حماس قتلت أمريكيين وأسرت آخرين من ذوي الدم الأزرق.
قال العاروري: نحن ألقينا القبض على ضباط وجنود يرتدون لباس الجيش الصهيوني، وماذا يفعل الأمريكي والفرنسي والغربي في معسكرات العدو ولماذا يقاتلنا؟!.
قال اعلام الغرب على لسان قادة الغرب: حماس قتلوا الأطفال واغتصبوا النساء!
بث القسام مشاهد لابطاله وهم يفرجون عن امرأة وطفلين ويحرسونهم من رصاص جنود الاحتلال!
إنه الطوفان فلا تكذب!
لن تستطيع الوقوف في وجه الطوفان!
إنه الطوفان يا عم أحمد حزام، لقد جاء محمد الضيف ليغسل دمعك وينتصر لقومه وأمته.
ولقد غسل الطوفان ندما عمره ٢٥ سنة.
وسيكمل الطوفان مساره حتى النهاية.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار حينما يغسل ‘‘الطوفان’’ ندمك!! التعاون الخليجي يعلن عودة محادثات السلام إلى الوراء... الخبير العسكري الإستراتيجي الدويري يفضح عبدالملك الحوثي على... السيسي يدعو سكان غزة للصمود على أرضهم ويحذر... مقالات حينما يغسل ‘‘الطوفان’’ ندمك!! لا خطوط حمراء تجاه اليمنيين! الشرق الأوسط الجديد الذي اقتربت السعودية من تحقيقه... العالم ينزلق إلى حرب تحالفاتها مجهولة واسرائيل لم... اخترنا لك التعاون الخليجي يعلن عودة محادثات السلام إلى الوراء... الخبير العسكري الإستراتيجي الدويري يفضح عبدالملك الحوثي على... عاجل: جيش الاحتلال يطلب من الأمم المتحدة ترحيل... وزارة دفاع الإمارات تعلق على أنباء وصول سرب... الأكثر قراءةً التعاون الخليجي يعلن عودة محادثات السلام إلى الوراء... الخبير العسكري الإستراتيجي الدويري يفضح عبدالملك الحوثي على... عاجل: جيش الاحتلال يطلب من الأمم المتحدة ترحيل... وزارة دفاع الإمارات تعلق على أنباء وصول سرب... الكشف عن حقيقة المفاوضات الجارية لضم الأرجنتيني ليونيل... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023⇡ ×Header×Footer
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
"الكتاب والأدباء" تُثري المشهد الثقافي بـ25 عملًا إبداعيًا جديدًا
مسقط- الرؤية
أصدرت الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء 28 عملًا إبداعيًا جديدًا لعام 2025، وطبعة ثانية لكتاب سبق نشره، ويتزامن هذا الإعلان مع اقتراب انطلاق الدورة التاسعة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، المقررة في الفترة من 23 أبريل إلى 3 مايو 2025، لتكون هذه الإصدارات حاضرة في المعرض.
وتتنوع الأعمال بين الشعر الفصيح والشعبي، والرواية، والقصة القصيرة، والنقد الأدبي، والدراسات التاريخية والفكرية واللغوية والثقافية، إلى جانب أدب الرحلات، وسير الأمكنة، والمقالات، والمسرح، وأدب الأطفال، لتشكل باقة غنية تعكس الإبداع العُماني في أبهى صوره.
وتعاونت الجمعية في هذه الإصدارات التي دأبت على نشرها سنويًا، مع منشورات جدل للنشر والتوزيع، ودار مسندم للنشر والتوزيع، وخضعت هذه الأعمال لتقييم دقيق من لجان متخصصة في الشأن الفكري والإبداعي وفق نظام إصدارات الجمعية، لضمان تقديم محتوى متميز يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتتألق بعناوين مبتكرة ومضامين عميقة تتناول قضايا إنسانية وثقافية بأساليب إبداعية متنوعة.
ففي الدراسات التاريخية يبرز كتاب "الأوضاع الاقتصادية في عُمان خلال عصر دولة اليعاربة" للدكتور أحمد بن حميد التوبي، وكتاب "طريق البخور ودرب الحرير" للباحث سالم بن أحمد الكثيري، وكتاب "الصراع السياسي بين عُمان وفارس" للدكتور طالب بن سيف الخضوري.
وفي الدراسات الثقافية يبرز كتاب الجمعية "التحول الثقافي في عُمان المعاصرة"، الذي أعده الدكتور مبارك الجابري بمشاركة مجموعة من الباحثين. أما في مجال الرواية والقصة فتقدم رحمة المغيزوي عملها الروائي "سور سلمان (مغارة عائشة)"، وفي سير الأمكنة يتألق كتاب "ذكرى الدِّيار" للكاتب محمد بن سليمان الحضرمي، وتقدم شريفة الرحبي عملها القصصي "مغارات خالد"، وهو عمل موجه للأطفال واليافعين.
ويقدم خالد بن سعيد الهنائي مجموعته القصصية "كوبٌ منثلمٌ" وتحمل المجموعة القصصية "الرقص مع السراب" للقاص أحمد الحجري طابعًا دراميًا، وتبرز "صائد النوارس" محمد بن صالح الصالحي كمجموعة قصصية تعبر عن الحرية والعزلة.
وفي الشعر تعكس المجموعة الشعرية "شتاتٌ من شِعر" للدكتور سعيد بيت مبارك كديوان فصيح التجربة الروحية، ويقدم ديوان "خلجاتُ قلب" لمحمد بن صالح العجمي أشعارًا فصيحة تحمل وجدانًا متألمًا، بينما يبرز ديوان "سفر آخر الجرح" للشاعر عبد الناصر سعيد كعمل شعبي يعكس الهوية العُمانية.
وفي المسرح يقدم الكاتب هلال البادي مجموعته المسرحية "حياتي معك أقصر من عمر وردة!"، إلى جانب المجموعة المسرحية "رحلة رائد ونمور" لليافعين من تأليف اليقظان اليماني، والمجموعة المسرحية "أنصاف" لطارق بن هاني.
أما الدراسات الفكرية واللغوية فتشمل "الإيقاع الصوتي في ظلال القرآن عند سيد قطب" للباحث سعود بن سليمان الهنائي، وكتاب "دراسات في اللغة المهرية" للدكتور عامر فائل بلحاف، وكتاب "إيران: التعددية والعرفان" للباحث بدر العبري، وكتاب "في لهجة جبال حجر عُمان" للدكتور يوسف المعمري.
وفي أدب الرحلات كتاب "ليلة الهروب من براغ" للكاتب بدر بن ناصر الوهيبي، وكتاب "أن تروي حكاية للصلع يقف لها الشعر" للكاتب والإعلامي سليمان المعمري وكتاب "ما بعد السابع من أكتوبر" للكاتب زاهر المحروقي، وكتاب "وجوه في مرايا الذاكرة" للشاعر عبدالرزاق الربيعي وكتاب "النقاش عبدالله الهميمي وهندسة المحاريب العمانية" للباحث زكريا بن عامر الهميمي، وكتاب "درر الزمان في التواصل بين بلاد المغرب وعمان" للدكتور سيف بن يوسف الأغبري.