موقع 24:
2024-09-19@16:53:33 GMT

إسرائيل وحماس واستنساخ التجارب

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

إسرائيل وحماس واستنساخ التجارب

لا يبدو صانعو القرار في إسرائيل متحمسين لفكرة إنهاء حكم حماس عسكرياً

يتجه التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس إلى إكماله أسبوعه الأول في ظل فشل الأطراف الدولية الفاعلة في التوصل إلى وقف الأعمال القتالية بين الجانبين، والواضح أن حكومة بنيامين نتانياهو مستمرة في التصعيد وفي غاراتها العسكرية على قطاع غزة بعد تلقيها الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية للمضي قدماً في معاقبة حماس التي لا تحصل دون معاقبة سكان غزة طبعاً.


وفيما تشير التقارير الإخبارية إلى وجود حشد عسكري إسرائيلي بالقرب من حدود غزة استعداداً لتنفيذ عملية برية داخل قطاع غزة، يستبعد المحللون والخبراء الأمنيون في إسرائيل مضي الجيش في اجتياح بري يطيح بحركة حماس ويعيد القطاع للسيطرة الإسرائيلية لما له من تكلفة ستزيد من خسائر إسرائيل المادية والبشرية في هذه الحرب، ولكن من المرجح أن تكتفي إسرائيل باحتياج جزئي الغرض منه تأمين منطقة عازلة أوسع تنهي أي محاولة لتسلل جديد في المستقبل وتعيد الثقة لسكان مستوطنات غلاف غزة.

لا يبدو صانعو القرار في إسرائيل متحمسين لفكرة إنهاء حكم حماس عسكرياً ليس من منظور تكلفتها المادية واللوجستية وإنما لما لها من تبعات ستزيد الضغط على المنظومة الأمنية الإسرائيلية، خاصة وأن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي وستعمل على توسيع ساحة المعركة في الشمال مع جنوب لبنان وجنوب سوريا، فضلاً عن أن العودة إلى القطاع ستؤكد وجود نوايا إجهاض حل الدولتين، الأمر الذي يعني قلب التضامن الغربي مع إسرائيل في صالح الفلسطينيين، فضلا عن إجهاض خطوات التقارب مع السعوديين الذين شددوا على أن أي خطوة تقارب مع إسرائيل لا ينبغي لها أن تكون على حساب الفلسطينيين، ولأن الاجتياح وسقوط حماس سيترتب عليهما ضرورة تسليم القطاع إلى سلطة رام الله فهذا يعني إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي خدم الإسرائيليين طويلا.
إسرائيل فشلت في كبح جماح حماس في مهاجمتها رغم الحصار الطويل الذي فرضته ضدها ومع أنها توصلت إلى شراء هدنة مؤقتة باستخدام مقاربة الاقتصاد مقابل الأمن، إلا أن ذلك لا يعني سوى تأجيل المواجهة والحرب لبعض من الوقت. في الجهة المقابلة فشلت حماس أيضاً بمعية حلفائها في تغيير معادلة الصراع وفك الحصار وردع الاحتلال، ومع ذلك يستمر الطرفان في استنساخ نفس التجارب ويتوقعان حصول نتائج مغايرة، هو فشل سيستمر بالوقوع وفي حصد الأرواح من الطرفين في ظل غياب سلام حقيقي في المنطقة.
لا يضع الغزيون لتضحياتهم ثمنا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وهم على استعداد دائم لتقديم المزيد، لكن هذا لا يعني الزج بهم في حرب غير متكافئة وبهجوم تتخذ منه إسرائيل لنفسها ذريعة تسمح لها بتحويل غزة إلى ساحة قتال ومن دون أن تأبه للقوانين والأعراف الدولية. ومع أن حماس تدرك ذلك إلا أنها اختارت الهجوم دون أن تأبه لعواقبه وجعلت سكان القطاع يواجهون مصيرهم المحتوم.
قد يكون تضامن أهل غزة مع حماس شعوراًيفرضه إحساس التعرض لعدوان وموقفا أخلاقيا يستدعي الوقوف مع المقاومة ضد الاحتلال، لكن وبعد أن تضع الحرب أوزارها سيجد الجميع أنفسهم مقبلين على تحمل فاتورة مواجهة زادت الطين بلة وأغرقت القطاع في متاعب اقتصادية جمة، وكما خرج العشرات من الغزيين أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في الشهر الماضي مطالبين الوكالة بالوفاء بالتزاماتها إزاء المتضررين من حرب 2014 سيضاف إلى القائمة متضررون جدد فقدوا كل شيء، وسيختفي الداعمون لحرب حماس من منصات التواصل الاجتماعي وينصرفون إلى التغريد والتعليق على حرب أوكرانيا وانقلابات أفريقيا وفضائح الفنانين ومباريات كرة القدم في أوروبا.

وكما طبل الإسرائيليون لجيشهم وحثه البعض على الثأر من حماس، سيعود الآلاف منهم إلى الشوارع لاستكمال ثورتهم ضد خطة إضعاف القضاء، وستعود المعارضة إلى الهجوم على نتانياهو وسيحصل المتضررون على تعويضات وعائلات الجنود القتلى على أوسمة وستنتظر عائلات الأسرى المدنيين صفقة تبادل تعيد لهم أبناءهم من غزة.
قد تنجح الأطراف الدولية بعد أيام في التوصل إلى هدنة إنسانية يليها وقف إطلاق نار لكن ذلك لا يعني إنهاء معاناة الغزيين ولا مخاوف الإسرائيليين الأمنية، سيكون ذلك بمثابة حقنة مخدرة يزول مفعولها مع بدء جولة جديدة من جولات الصراع والذي لن ينتهي بوجود نفس الأسباب والمسببات، ويبقى الخاسر الأكبر في كل ما يحدث هو الإنسان بغض النظر عن الانتماء، وكأن قدر الأبرياء هو تحمل مسؤولية الفشل الأممي والاكتواء بنيران صراع لا يجد حلا يرضي الطرفين.
تحديات ثقيلة في انتظار سكان غزة بدءاً من أعباء إعادة الإعمار الذي لم يكتمل، لتأتي هذه الحرب وتضيف إليه المزيد من الأعباء، وآمال كبيرة معلقة على دعم عربي قد ينسيهم مرارة مخلفات الحرب وقسوة العيش في وضع اقتصادي يزيده الإغلاق الإسرائيلي والحصار بؤسا على بؤس، يضاف إليه تضرر المزيد من البنية التحتية الهشة بالأساس، وانهيار المنظومة الصحية وعجزها عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية. ولكن التحدي الأكبر يكمن في إخراج غزة من أتون الحروب المتواصلة التي لن تسمح لها أبدا بأن تكون بيئة قابلة للعيش في أمان وكرامة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب

بحث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة".

وقالت الخارجية القطرية، في بيان، إن رئيس الوزراء وزير الخارجية، تلقى اتصالا هاتفيا من غوتيرش، بحثا خلاله تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع.

كما بحث الجانبان، بحسب البيان، مسألة إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق القطاع، بالإضافة إلى مناقشة آخر المستجدات في المنطقة.

على صعيد متصل، قالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفلد، خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن قطاع غزة، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وقطر لإيجاد طريقة للمضي قدما في مفاوضات تكون مقبولة من الطرفين.

كما أكد ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الاثنين، أن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة، خاصة مصر وقطر، لتقديم مقترح معدل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف للصحفيين أنه ليس لديه جدول زمني لطرح هذا المقترح المتوقع منذ عدة أسابيع، مضيفا أن واشنطن تحاول التأكد من أن المقترح يمكن أن يدفع إسرائيل وحماس للوصول إلى اتفاق نهائي.

ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، في حين تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.

وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير في غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.

وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • قرار أممي يطالب “إسرائيل” بإنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية.. وحماس ترحب
  • "حماس" ترحب بقرار الجمعية العامة إنهاء وجود الاحتلال بالأراضي الفلسطينية
  • إسرائيل ترد على قرار الأمم المتحدة بشأن إنهاء الاحتلال
  • بلينكن من مصر: وقف النار بين إسرائيل وحماس يمنع التصعيد بالشرق الأوسط
  • من هم أبرز قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • آخرها تفجيرات البيجر.. من أبرز قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • هاريس تدعو لإنهاء حرب غزة وعدم إعادة احتلال القطاع
  • مقتل 4 جنود بكمين وعملية نوعية للمقاومة في رفح
  • NYT: كيف تلقى الحوثيين وحماس ترحيبا دافئا في العراق؟
  • قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب