ذكرى حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل.. أعماله تدفعنا لإعادة النظر في الحياة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
يوافق اليوم مرور 35 عاما على حصول الأديب الكبير نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب 1988، إذ قام ملك السويس كارل جوستاف السادس عشر، بتسليم جائزة الأدب إلى كريمتي الأستاذ نجيب، بعد أن ألقى البروفسيير استوري إلين السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية، عضو لجنة جائزة نوبل.
وعرض برنامج «معكم منى الشاذلي» مقاطع من وقائع تسليم الجائزة لابنتي الأديب الكبير فاطمة وأم كلثوم نجيب محفوظ في العاصمة السويدية استكهولوم.
وأكمل: لقد وهبته القاهرة أيضا وحي الزمان والمكان في رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته فها نجد الزحام في «زقاق المدق» وضاحا بأسلوب ينم عن الود والصفاء، هناك يواجه كمال في روايته «الثلاثية» قضايا شائكة ومصيرية، وها تقع العوامة في «ثرثرة فوق النيل» ساحة للأحاديث والمناقشات الحامية حول الأوضاع الاجتماعية، وهناك نلتقي بالأحبة الصغار يبسطون سريرهم «فوق هضبة الهرم».
تنوع أعمال نجيب محفوظوتابع: إن الرواية في الأدب العربي كظاهرة في القرن العشرين، صنو لنجيب محفوظ لأنه هو الذي وصل بها إلى في الوقت المناسب إلى مرحلة النضج وبالتالي كانت حجر الزاوية في روايات «زقاق المدق، الجبلاوي والثلاثية، وأولاد جبلاوي في أولاد حارتنا، واللص والكلاب، وزقاق المدق وحضرة المحترم والمرايا» وقد تنوعت تلك الروايات في حبكتها ما بين الواقعية النفسية والرمزية والغوص فيما وراء الطبيعة.
وأشار عضو لجنة نوبل إلى إن الأستاذ نجيب محفوظ لم يتمكن من مصاحبيتا هذه الليلة، وعلى كل سيشاهد على شاشة التليفزيون في بيته بالقاهرة.
وتوجه بالحديث إلى نجيب محفوظ مباشرة قائًلا: «عزيزي الأستاذ محفوظ.. إن صرحك الأدبي الغني يدعونا إلى أن نعيد النظر في الأشياء الجوهرية في الحياة، إن مواضيع مثل كنه الزمان والحب والمجتمع والقيم والمعرفة والإيمان، تتوالى كلها في مواقف متباينة وتُقدم في أفكار مثيرة للعواطف والذكريات وبأساليب جريئة واضحة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نجيب محفوظ أعمال نجيب محفوظ نوبل في الأدب نجیب محفوظ جائزة نوبل
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تُشعل المشهد الثقافي في 2025.. إصدارات تغوص في عمق التاريخ وتُعيد وهج الأدب
في وقت يتراجع فيه الاهتمام بالقراءة لصالح ثقافة الصورة والمحتوى السريع، تواصل الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، أداء دورها المحوري كحارس للوعي، ومنارة للثقافة في العالم العربي، فخلال الشهور الماضية من عام 2025، أطلقت الهيئة موجة واسعة من الإصدارات التي تنوّعت بين التاريخ والسياسة والفكر والأدب، لتفتح أمام القارئ المصري والعربي نوافذ متعددة على العالم والذات والذاكرة.
هذه الإصدارات لا تمثل مجرد كتب مطبوعة، بل تُجسد مشروعا ثقافيا ممنهجًا لإعادة تشكيل العقل الجمعي، وتحفيز النقاش المعرفي، وإحياء رموز الفكر العربي والمصري.
نبش في الذاكرة التاريخية وبناء وعي سياسي متجددأبرزت سلاسل الهيئة حضورها القوي بإصدارات نوعية مثل: "تاريخ بلاد ما وراء النهر في زمن المغول" للدكتور إبراهيم الشرقاوي، الذي يسلط الضوء على منطقة شكلت قلب التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب، و"الإمبراطورية البريطانية" للدكتور فطين فريد، الذي يتناول صعود وسقوط أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث، مسلطًا الضوء على علاقاتها الاستعمارية وتداعياتها المعاصرة.
"قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود" للواء محمد الغباري، الذي يحلل العلاقة بين الدين والسياسة في الفكر الصهيوني من خلال التوراة والتلمود، هذه الإصدارات تعكس اتجاهًا واضحًا نحو إعادة قراءة التاريخ من زوايا استراتيجية، لا لمجرد التأريخ، بل لفهم الحاضر واستشراف المستقبل.
الأدب والفكر.. رسائل متعددة الأبعادلم تغفل الهيئة البعد الجمالي والإنساني، حيث أصدرت عددًا من الأعمال الأدبية التي تتنوع بين الرواية والقصة والدراسات الأدبية: "عرافة هافانا" لغدير أبو سنينة، مجموعة قصصية تدور بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي، مفعمة بالرمز والغموض، "شمشون وتفاحة" لأمير تاج السر، رواية تلامس قضايا المرأة والحب والهوية، "النساء لن تدخل الجحيم" لسليمان العطار، تعبير عن فلسفة وجودية تنحاز للحياة والتأمل، "من الماء إلى عنان السماء" مذكرات السباحة المصرية نجوى غراب، التي تتجاوز السيرة الذاتية إلى تأريخ اجتماعي وسياسي.
أما في حقل الفكر، فقد صدر: "الخيال عند ابن عربي" لسليمان العطار، دراسة فلسفية عميقة لنظرية الخلق الإبداعي عند أحد أعلام التصوف الإسلامي، "دراسات في الأدب الفارسي المعاصر" لسامية شاكر، تسلط الضوء على تحولات المجتمع الإيراني من خلال الأدب.
حضور قوي للرموز والذاكرة الثقافيةأطلقت الهيئة عدة إصدارات احتفالية وسيرية، تُعيد الاعتبار لشخصيات كان لها الأثر في تشكيل الوعي الجمعي، منها: "حافظ إبراهيم.. شاعر النيل" لعبد السلام فاروق، قراءة ممتعة في مسيرة شاعر مصر القومي، "د. أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية"، الذي يقدم شخصية نادرة جمعت بين العلم والشعر، "سيدات من مصر": سيرة جماعية لرائدات غيرن وجه الثقافة والمجتمع المصري، وإعادة إصدار "صوت أبي العلاء" لطه حسين، في مشروع طموح لاستعادة إرث عميد الأدب العربي.
تنوع جغرافي وزمني وشمولي في الطرحلم يقتصر الاهتمام على مصر والمنطقة العربية، بل امتد ليشمل مناطق حضارية كبرى مثل آسيا الوسطى (بلاد ما وراء النهر)، وإيران، وأمريكا اللاتينية، كما شهد المزج بين التاريخ القديم (إقليم باثيريتيس في العصر البطلمي) والتاريخ المعاصر (الحرب الأوكرانية ونظام عالمي جديد).
في عالم تتزايد فيه الضوضاء الرقمية، تبدو الهيئة المصرية العامة للكتاب كمؤسسة تقاوم التفاهة بالمعلومة، وتواجه الضحالة بالعمق، والتسطيح بالتأصيل.
إصدارات الشهور الأولى من 2025 تمثل حالة ثقافية تستحق الدعم والمتابعة، وتؤكد أن مصر ما زالت تنبض فكرًا، وتكتب مستقبلها بحبر المعرفة، لا بهوامش النسيان.