مقال بـNYT: حماس نصبت فخا لإسرائيل بالتورط في اجتياح غزة بريا
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للمدير السابق لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة، ديفيد هاردن، قال فيه إن حركة "حماس" ربما تكون قد نصبت "فخا" لإسرائيل عبر جرها إلى التورط في اجتياح بري لقطاع غزة؛ فمن المؤكد أن "حماس تعتقد أنها قادرة على هزيمة الإسرائيليين على أرضها في حرب استنزاف".
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل مُستعدة لاجتياح بري واسع النطاق لقطاع غزة، مضيفة: "لكن قبل أن تطلق إسرائيل هذا الاجتياح، عليها أن تكون لديها استراتيجية للخروج من غزة وخطة لليوم التالي. إن أي خطأ إسرائيلي في الحسابات في غزة قد يؤدي إلى أزمة في الشرق الأوسط قد تستمر لأجيال".
الطريق إلى "فخ غزة"
وفي الوقت الذي أكدت فيه الصحيفة الأمريكية أن حكومة الاحتلال تتعرض لضغوط هائلة لإرسال قواتها إلى غزة، قالت: "قبل المضي قدما، يتعين على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار أنها ربما تكون في طريقها إلى الوقوع في فخ غزة".
وأشارت إلى أن "حماس كانت تعلم أن عملية (طوفان الأقصى) لن تمنح نتنياهو خيارا سوى الرد بغزو بري، وهي تعلم أن التكنولوجيا والتفوق العسكري الذي تتمتع به قوات الدفاع الإسرائيلية لن يقدما سوى القليل من المزايا في الشوارع المزدحمة في مدينة غزة؛ وفي جباليا، أكبر مخيم للاجئين في غزة؛ أو من خلال متاهة الأنفاق التابعة لحماس".
ولفتت "نيويورك تايمز"، إلى أن "غزة، التي تبلغ مساحتها 140 ميلا مربعا ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة، هي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض".
وتابعت: "يبدو أن حماس تريد استدراج الجنود الإسرائيليين إلى المستنقع، كما فعل حزب الله في جنوب لبنان أثناء الفترة من عام 1985 إلى عام 2000. وبعد سنوات من القتال، عانت إسرائيل من انسحاب مهين وفوضوي، الأمر الذي أدى إلى ظهور حزب الله قويا ومُهدّدا على حدودها الشمالية".
حماس أقوى بعد كل صراع
وردا على سؤال طرحته الصحيفة الأمريكية: لماذا قد ترغب حماس في جر الجيش الإسرائيلي إلى معركة برية دامية؟، أجابت: "حماس هي القوة بلا منازع في غزة، على الرغم من عدم إجراء الانتخابات منذ عام 2006. ولا تستطيع السلطة الفلسطينية ولا حزبها السياسي الرئيسي، حركة فتح ولا مجتمع الأعمال ولا المجتمع المدني ولا زعماء العشائر العائلية تحدي حماس بشكل فعال، حيث أصبحت أقوى بعد كل صراع مع إسرائيل".
وتابعت: "على الرغم من الحصار الإسرائيلي والمراقبة على مدار الساعة، يبدو أن حماس تمكنت من بناء وشراء المزيد من الصواريخ، وتحسين مداها ودقتها بشكل مطرد، وتوفير التدريب القتالي الهجومي لمقاتليها، وتطوير شبكة استخباراتية متطورة وبعيدة المدى بما يكفي لشن هجمات متزامنة".
كما تسعى حماس أيضا، وفق الصحيفة ذاتها، إلى "توسيع مصداقيتها السياسية في الضفة الغربية إذا غزت إسرائيل غزة، وخاصة إذا توقف التقدم الإسرائيلي. وينظر العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية بالفعل إلى السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، باعتبارها فاسدة وضعيفة وغير قادرة على تحقيق تطلعات شعبها".
وسلّط التوغل الإسرائيلي في تموز/ يوليو على مدينة جنين بالضفة الغربية الضوء على أن حكومة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، غير قادرة على حماية سكان جنين أو تقديم رؤية لمستقبل أكثر أملا. وإذا غزت إسرائيل غزة، فقد تحظى حماس بالدعم الشعبي اللازم لتحدي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وربما تتولى القيادة باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، طبقا لما أوردته الصحيفة.
وزادت: "في المنطقة الأوسع، تستطيع حماس أيضا أن تعتمد على حليفها حزب الله. وفي اليوم التالي لهجوم حماس في جنوب إسرائيل، انخرط حزب الله، في محاولة لاختبار مدى استعداد القوات الإسرائيلية، في قتال مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية بالقرب من مزارع شبعا، وهي الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، ولكن لبنان يطالب بها. وقد يسعى حزب الله إلى تحقيق مكاسب إذا كانت إسرائيل تقاتل حماس في غزة والضفة الغربية".
إعادة الاصطفاف السياسي
ونوّهت إلى أن "حماس ربما تكون قد أعادت بالفعل ضبط عملية إعادة الاصطفاف السياسي في الشرق الأوسط من خلال تعطيل المحادثات الدبلوماسية المرتقبة بين إسرائيل والسعودية. ولكن إذا تصاعدت وتيرة غزة الآن إلى حرب برية طويلة الأمد، فقد تعمل حماس أيضا على تقويض اتفاقيات ابراهام التي أنشأت اتفاقيات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وكسر التوجه نحو التطبيع العربي الإسرائيلي المتزايد. ولم تكن السلطة الفلسطينية قادرة على عرقلة اتفاقات إبراهام، لكن لا يزال بإمكان حماس إلغاءها".
وأوضحت أن "حماس تعمل على تعقيد حرية عمل قوات الدفاع الإسرائيلية، نظرا لاحتجازها ما لا يقل عن 150 رهينة"، مردفة: "لتجنب فخ غزة، تحتاج إسرائيل إلى حلفاء عرب على الأرض وفي المنطقة. وتعتبر كل من السعودية والإمارات ومصر والأردن، إيران وحماس وحزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن وجماعة الإخوان المسلمين تهديدا استراتيجيا جماعيا".
ومن أجل الحصول على دعم "الزعماء الإقليميين الرئيسيين، يتعين على إسرائيل أن تقدم تنازلات أمنية كبيرة ومعلومات استخباراتية في حالة نشوب حرب أوسع مع إيران، وأن تحدد أفقا سياسيا واضحا وهادفا للدولة الفلسطينية في مرحلة ما بعد عباس وما بعد حماس"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
واختتمت صحيفة "نيويورك تايمز" بقوله: "ستكون الأيام المقبلة دموية وصعبة بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين"، مُشدّدة على أن "نتنياهو يواجه فجوة حادة في المصداقية على المستوى المحلي ومع جيران إسرائيل العرب. إن حكومة وحدة وطنية حقيقية هي وحدها القادرة على تخفيف تهديد حماس من خلال الدبلوماسية الناجحة في المنطقة. هذا النجاح قد يكلفه وظيفته".
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس"، وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم السادس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الضفة الغربية حماس غزة الإسرائيليين إسرائيل امريكا حماس غزة الضفة الغربية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة نیویورک تایمز قادرة على حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
القدس المحتلة - أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت 23نوفمبر2024، عقب هجوم نفذه مستوطنون على منازل فلسطينيين في بلدة بيت فوريك شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن طواقمها تعاملت مع إصابة لشاب يبلغ من العمر 32 عاما بالرصاص الحي في الفخذ، وجرى نقله إلى المستشفى، وفق وكالة قنا القطرية.
وقال حسين حج محمد رئيس بلدية بيت فوريك، إن مستوطنين هاجموا منازل الفلسطينيين بحماية جيش الاحتلال على أطراف حي الضباط في البلدة، وتصدى لهم الأهالي، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة، وسط إطلاق للرصاص.
يذكر أن عشرات المستوطنين هاجموا بلدة بيت فوريك والمنطقة ذاتها، السبت الماضي، وأحرقوا عددا من المركبات، وغرفا زراعية.
وتتعرض مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوميا لحملات مداهمات واقتحامات إسرائيلية، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين، وقد زادت وتيرة هذه الممارسات بالتزامن مع العدوان غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة.
Your browser does not support the video tag.