كتب وليد شقير في" نداء الوطن":إنقلاب الوضعين الإقليمي والدولي بعد طوفان القدس، فضلاً عن أنّه وضع لبنان في مرتبة أكثر تأخّراً من الاهتمام، عن تلك التي كان هبط إليها، بفعل الانشغال الأوروبي والأميركي والعربي بأولويات عدة أخرى، فإنّه صرف الوساطات الخارجية عن محاولة إيجاد مخرج من مأزق الفراغ الرئاسي، لتنصبّ الجهود على محاولة احتواء التصعيد على الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية، وعلى مساعي تفكيك إمكان انفجار مواجهات عسكرية على أكثر من جبهة، ومنها «ساحة» لبنان.


وفي انتظار اتضاح قرار حزب الله وإيران في شأن احتمال فتح جبهة لبنان ورجحان كفة التوقعات بأن تبقى العمليات التي يشهدها الجنوب منذ صباح 8 تشرين الأول، تحت سقف عدم الانزلاق إلى حرب، فإنّ المتضرر الرئيسي من وراء انصراف الاهتمام الأميركي هو الجيش اللبناني من زاوية المساعدات، بموازاة استمرار القلق من فلتان الجبهة الجنوبية للبنان. أصلاً وقبل «طوفان الأقصى» كانت واشنطن خفّضت درجة حرصها على دعم الجيش، وأخذت تحوِّل بعض المساعدات بالمعدات التي كان البنتاغون ينوي تقديمها للجيش إلى أوكرانيا. وحسب سياسيين لبنانيين من زوار واشنطن، كان تقييم القيادة العسكرية الأميركية العودة عما سبق أن خططت له لتزويد الجيش مدافع ذاتية الحركة، معتبرة أنه يحتاج إليها، فإذا بهذه المدافع تتجه نحو أوكرانيا، بحجة أن كييف بحاجة إليها أكثر من لبنان. بعد التطورات الدراماتيكية في فلسطين المحتلة، وردود الفعل الأميركية المذعورة بالتضامن مع إسرائيل من أن ما قامت به إيران و»حماس» يشكل هزيمة كبرى غير مسبوقة منذ حرب 1973، باتت المساعدات العسكرية الأميركية موجّهة نحو تل أبيب. وهذا سيحرم لبنان من بعض هذه المساعدات، وربما أوكرانيا في شكل نسبي. المخاوف من الانزلاق الإيراني لتوريط لبنان، وتراجع أي اهتمام بلبنان والتعاطي معه على أنه ساحة إيرانية فحسب، يعلِّق أزمة البلد على حبل المجهول أكثر من السابق طالما أنّ الفرقاء الداخليين يعجزون عن التوافق حول مخارج تقيه تعاظم المخاطر عما كانت عليه. المخاوف المذكورة قد يتضح مدى صحتها بعد زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت. والتجاهل الدولي الإقليمي لمساعدة لبنان على معالجة أزمته لن يتراجع إلا بعد أن تبدأ المفاوضات التي يفترض أن تلي الحرب القائمة في غزة. وهو أمر لا يبدو واضحاً توقيته طالما الكلمة لصوت المدافع، ولمحاولة إسرائيل الرد الوحشي على الصفعة الكبرى التي تلقتها...
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الجيش: للتريّث بالعودة إلى القرى التي توغّلت فيها قوات العدو الإسرائيلي بانتظار انسحابها

أعلنت قيادة الجيش أنه ‏مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يعمل الجيش على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار في الجنوب وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701.

‏في هذا السياق، دعت قيادة الجيش في بيان المواطنين إلى التريّث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغّلت فيها قوات العدو الإسرائيلي بانتظار انسحابها وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وتشدّد على أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظًا على سلامتهم".

كمت دعت الأهالي العائدين إلى سائر المناطق لتوخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي، والاتصال بغرفة عمليات قيادة الجيش على الرقم ١١٧ للإفادة عنها، أو إبلاغ أقرب مركز للجيش أو للقوى الأمنية الأخرى.
 

مقالات مشابهة

  • الأزمة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي
  • "الجارديان" تسلط الضوء على التصعيد الروسي في أوكرانيا
  • الجيش: للتريّث بالعودة إلى القرى التي توغّلت فيها قوات العدو الإسرائيلي بانتظار انسحابها
  • السفيرة الأميركية في العراق: هل تسعى واشنطن حقًا لخفض التصعيد؟
  • أكثر من 60 ألف قطعة سلاح ومعدات عسكرية.. الجيش الإسرائيلي يعرض غنائم استولى عليها في جنوب لبنان (فيديو)
  • خبير عسكري: تراجع التصعيد على جبهة لبنان وعمليات نوعية للمقاومة بالضفة
  • أكبر التحديّات التي تُواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان.. ماذا حصل معه يوم السبت؟
  • شاهد بالفيديو.. قصة الأغنية السودانية التي حققت أكثر من 2 مليون زيارة على يوتيوب والجمهور يسأل أين هذه المبدعة؟
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • كيف أسهم ترامب الابن بتشكيل أكثر الإدارات الأميركية إثارة للجدل؟