لست هنا كوزير للخارجية فقط.. بل أيضا كيهودي.. بلينكن يلتقي ناجية من هجوم حماس
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
استشهد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، بأصوله اليهودية، لإظهار تضامنه مع الإسرائليين بعد تعرض البلاد لأعنف هجوم منذ عقود على يد حركة حماس التي تصنفها واشنطن "إرهابية".
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أن بلينكن قال لإسرائليين في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب"لقد جئت أمامكم ليس فقط كوزير خارجية الولايات المتحدة ولكن أيضا كيهودي".
وأضاف بلينكن "فر جدي موريس بلينكن من المذابح في روسيا. زوج أمي صموئيل بيسار نجا من معسكرات الاعتقال" النازية، متابعا "أنا أفهم على المستوى الشخصي الأصداء المروعة التي تحملها مذابح حماس لليهود الإسرائيليين، وفي الواقع، لليهود في كل مكان".
ووقف بلينكن إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي أعرب عن امتنانه لبلينكن والشعب الأميركي على "دعمه المذهل لإسرائيل في حربنا ضد وحشية حماس".
جاء دعم بلينكن لإسرائيل وسط تأكيده أيضا بحث سبل لتوفير ممر آمن للمدنيين ممن يريدون مغادرة غزة، وقال إنه "يجب عدم استخدام المدنيين بأي شكل أهدافا للعمليات العسكرية، وهم ليسوا هدف العمليات الإسرائيلية".
وخلال زيارته، التقى بلينكن مع ليور غيلباوم (24 عاما)، وهي مواطنة أميركية إسرائيليية، نجت من هجوم حماس، وقالت لبلينكن: "تمكنا من الفرار، ولكن كان هناك الكثير من الأصدقاء الذين لم ينجحوا في ذلك، وهناك الكثير من الأصدقاء المحتجزين الآن في غزة.. لقد نجونا بمعجزة".
ونجت غيلباوم من هجوم حماس عندما كانت تشارك في مهرجان للموسيقى.
وقالت لبلينكن، "قد فقدنا الكثير من أصدقائنا المقربين والكثير من أفراد عائلتنا، هناك الكثير من الأشخاص الذين نعرفهم تم اختطافهم وهم الآن في غزة، لقد مررنا برعب حقيقي".
وتابعت "عمري 24 عاما فقط ولم أتخيل أبدا أن شيئا كهذا سيحدث، خلال رقصنا في مهرجان الموسيقى، احتفلنا بحب ورقصنا وكان الأمر رائعا، ثم بدأت الصواريخ، وطلقات الرصاص في كل مكان".
"تمكنا من الفرار، ولكن كان هناك الكثير من الأصدقاء الذين لم يفعلوا ذلك وهناك الكثير من الأصدقاء المحتجزين الآن في غزة.. لقد أُنقذنا بمعجزة".. شابة أميركية إسرائيلية تروي قصتها لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة pic.twitter.com/q5AXlaJKm0
— قناة الحرة (@alhurranews) October 13, 2023وقال بلينكن لغيلباوم وصديقها: "أنا معجب بكم وبقوتكم، كما أن رواية قصصكم تُحدث فرقا كبيرا أيضا، العالم بحاجة إلى معرفة هذا نحن هنا معكم، نحن هنا من أجلكم".
وعن الرهائن، أوضح بلينكن "نحن نفكر فيهم، ونحاول أن نفعل كل ما في وسعنا، نريد إعادتهم إلى المنزل، لتخاطبه غيلباوم "شكرا جزيلا على وجودكم هنا، تحدثك معي يعني الكثير"، فيرد الوزير الأميركي "أنا آسف جدا لأنكم مررتم بهذا".
ويتوجه بلينكن إلى دول عربية أخرى هي الأردن وقطر والسعودية والإمارات ومصر، في إطار جولة لبحث الأوضاع في إسرائيل وقطاع غزة.
وأطلقت حركة حماس، السبت، عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا وأسروا آخرين.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس واستهدف مدنيين بالإضافة إلى مقرات عسكرية عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة إن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس المصنفة إرهابية ارتفع إلى أكثر من 1300 شخص.
كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وأكدت وزارة الصحة في غزة، الخميس، أن 1537 فلسطينيا لقوا حتفهم في ضربات جوية إسرائيلية على القطاع المحاصر، منذ يوم السبت.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هجوم حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
الهاربون خوفاً من الجيش مواطنون أيضاً!
الهاربون خوفاً من الجيش مواطنون أيضاً!
رشا عوض
عندما قرأت كتاب الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد- رحمه الله- “السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل” استوقفتني فكرة تخص الكاتب وحاول التدليل عليها باحداث تاريخية، وهي أن السودان بحدوده الموروثة (حدود 1956) ليس مجرد كيان موروث من الاستعمار، بل هو وطن مشدود لبعضه البعض من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بروابط متينة ومتجذرة في تاريخه وحاضره ولذلك فإن للسودان معنى كامن يجب استكشافه، هذا المعنى الكامن وتلك الروابط حسب الكاتب ستعصم السودان من الانقسام! عندما قرأت هذا الكتاب كان جنوب السودان يتهيأ للانفصال بعد اتفاقية نيفاشا! حينها كنت كالغريق الذي يبحث عن أي قشة للتعلق بها وإن كانت تلك القشة مجرد اعتقاد ميتافيزيقي في وحدة السودان مبني على تأملات وتفسيرات ذاتية لتاريخنا القديم والحديث! ولذلك حاولت بلا جدوى طمأنة نفسي بأن الانفصال ربما لا يتم وربما يكون حاج حمد على حق في اعتقاده! ولكن وقعت الواقعة وانفصل الجنوب!
أثبتت تجربتنا الواقعية أن وحدة السودان ليست ناموساً طبيعياً سيفرض نفسه جبراً مهما كانت أفعالنا الاختيارية تمضي في الاتجاه المعاكس لهذه الوحدة!
وحدة السودان لها استحقاقات تاريخية كبيرة دون الوفاء بها والاستبسال في سبيلها سوف نفقدها! وها نحن الآن امام نذر التشظي وليس فقط الانقسام إلى دولتين كما حدث عام 2011!! اليوم نعيش فعلاً وبشكل مرعب في حالة “تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد” على حد تعبير الدكتور منصور خالد رحمه الله!!
مشهد العربات البائسة المحملة بأثاث متهالك ومواطنين فقراء مرعوبين يفرون باتجاه غرب السودان بعد تقدم الجيش في بحري والخرطوم لا لسبب سوى أنهم ينتمون لقبائل موصوفة في لغة هذه الحرب القذرة بحواضن الد.عم السريع، هذا المشهد هو طعنة في خاصرة الوحدة الوطنية! والمحزن أن لا صوت رسمي أو شعبي يعلو محتجاً على هذا العار الكبير! وهل من عار أكبر من أن يفقد مواطن الأمان لمجرد انتمائه العرقي أو القبلي!
هل من عار أكبر من التنكيل بامرأة لأنها باعت الشاي أو الطعام لجنود الد.عم السريع أو قدمت لهم الماء! والذين يباشرون هذا التنكيل هم عناصر النظام المنحط الذي صنع الجنجويد وقنن قوات الد.عم السريع وقدم لها مناجم الذهب وفتح لها خزائن الدولة!
الأسافير مغمورة بالحديث المكرر عن فرحة “المواطنين” كلما تقدم الجيش! لماذا يتردد هذا الحديث بعفوية وكبداهة رغم أن في مقابل فرحة البعض هناك خوف وهروب جماعي من مواطنين آخرين فما سبب هذا التعميم؟ السبب هو أن مفردة “المواطنين” هكذا معرفة بألف ولام التعريف تعني الأشخاص المنحدرين من قبائل معينة ومناطق معينة ومن طبقة اجتماعية معينة! وهناك تواطؤ جمعي بين الممسكين بالقلم والمايكروفون في هذه البلاد على الاحتكار القبلي والجهوي لمفردة “مواطن” واحتكار ما يترتب عليها من حقوق مادية ومعنوية!
لذلك لا صوت يعلو فوق الزغاريد و”فرحة المواطنين” ولا أحد لديه أدنى استعداد لسماع صوت “مواطنين آخرين” يذبحون ويقتلون في “كنابي” الجزيرة! أو يستغيثون أهلهم لإخراجهم من شرق النيل والكلاكلة والرميلة وغيرها لا لسبب سوى أنهم مسيرية ورزيقات وللمفارقة حتى القبائل غير المصنفة كحواضن اجتماعية للد.عم السريع بل يقاتل أبناؤها في صفوف الجيش كالنوبة والمساليت وغيرهم من قبائل غرب السودان وجنوبه يخشون على أنفسهم من مصير مشابه لأولئك الذين ذبحوا وقتلوا بالجملة في كنابي الجزيرة! وللمفارقة كذلك أن المسيرية والرزيقات لديهم أبناء يقاتلون في صفوف الجيش، ولكن مشروع تقسيم الوطن يتعامى عن هذه الحقائق وتعمل أياديه الخفية والظاهرة على الفرز العرقي والمناطقي ودائماً يدفع الفقراء من كل القبائل الثمن الأعلى! فجميع المواطنين الذين عاشوا طوال فترة الحرب في مناطق سيطرة الد.عم السريع، أجبرهم ضيق ذات اليد على البقاء ولكن المتآمرين على وحدة السودان والحالمين بدولة البحر والنهر الخالية من “الغرابة” وزعوا “تهمة التعاون مع الد.عم السريع” بالتساوي على الفقراء والمساكين من قبائل غرب وجنوب السودان وعلى أساس هذه التهمة أصدروا الأحكام بالذبح والقتل بأبشع الطرق”لإشاعة الرعب ودفع هؤلاء المساكين للفرار غرباً! وللأسف كثيرون منهم عجزوا عن الفرار ولذات السبب: ضيق ذات اليد! وينتظرون مصير مجهول ويرسلون الاستغاثات لأهلهم وذويهم لتدبير مبالغ تساعدهم على الهروب غرباً أو إلى خارج السودان، وللأسف أبواق الحرب والعنصرية تردد أن هذه العربات المتجهة غرباً هي عربات الدعامة المحملة بالمسروقات! ويطالب البعض بقصفها بالطيران! في حين أن الدعامة يعرفون الطرق الآمنة لانسحابهم ويجيدون تسريب مسروقاتهم وحمايتها منذ أن كانوا يهربون أطنان الذهب بالطائرات عبر مطار الخرطوم برفقة زملائهم في القوات المسلحة السودانية حين كان الجيش والد.عم السريع يدا واحدة في قمع ونهب الشعب السوداني وتلك قصة أخرى!
غالبية من تم قصفهم للأسف مواطنون هاربون لا حول لهم ولا قوة! فأين حملات التضامن معهم من منظمات المجتمع المدني؟ أين اللجنة التي شكلها الجيش للتحقيق في مجازر الجزيرة ولماذا لا يتخذ الجيش تدابير وإجراءات استباقية لحماية المواطنين العزل من بطش جنوده وجنود كتائب الكيزان المتحالفة معه ليثبت ولو لمرة واحدة أنه جيش السودان وليس جيش الكيزان؟ لماذا لا يكون جيشاً يجلب الأمان والاطمئنان للجميع على اختلاف إثنياتهم وقبائلهم؟ وما هو رأي أنصار الجيش من غير الكيزان ولا سيما المثقفين الذين زعموا أن سبب تأييدهم للجيش هو الحرص على كيان الدولة وعدم ضياعها فما هي الدولة التي يقصدونها؟ أليس الشعب (كل الشعب) أحد أركان هذه الدولة؟ أم أن هؤلاء المثقفين أنفسهم وبشكل لا شعوري يفرقون بين المواطنين على أسس عرقية وقبلية!
مشهد الراحلين أو بالأحرى الهاربين غرباً ذكرني بمشهد الراحلين جنوبا عام 2011 مع اختلاف الملابسات والسياق، إذ كان رحيل الجنوبيين في إطار اتفاقية سلام وانفصال متفق على ترتيباته ولكن الهاربين غرباً يرحلون إلى المجهول في عز الحرب التي لا يعلم أحد متى تتوقف!
الله يكضب الشينة
الوسومالانفصال الجزيرة الجيش الدعم السريع الرزيقات السودان الكنابي المسيرية النوبة جنوب السودان رشا عوض