5 يجوز لهم ترك صلاة الجمعة بغير عذر.. واحذر عاقبة من فاتته مرتين
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
يتساءل الكثيرون عن حكم من ترك صلاة الجمعة لغير عذر أو بعذر فقام بأدائها ظهرا أربع ركعات فهل تقبل صلاته؟ وما حكم من تغيب عن الجمعة مرتين فأكثر.
حكم من ترك صلاة الجمعة لغير عذرتقول دار الإفتاء شدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".
وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ».
وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».
وقد عنون الإمام أبو داود في "سننه" (باب التشديد في ترك الجمعة) اهـ. قال الإمام بدر الدين العيني في "شرحه على سنن أبي داود" (4/ 371، ط. مكتبة الرشد): [أي: هذا باب في بيان التشديد بالوعيد في ترك الجمعة من غير عذر] اهـ.
وقال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 1024، ط. دار الفكر): ["من ترك ثلاث جمع" بضم الجيم وفتح الميم جمع جمعة "تهاونًا بها" قال الطيبي: أي إهانة، وقال ابن الملك: أي تساهلًا عن التقصير لا عن عذرٍ "طبع الله"؛ أي: ختم "على قلبه": بمنع إيصال الخير إليه] اهـ.
ويقول الأزهر الشريف، إن صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، ولا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، قال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"[الجمعة:9]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ..." [رواه: النسائي]، وقال صلى الله عليه وسلم: " الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ ". [رواه: أبو داود]. وترك صلاة الجمعة إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وقد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: "مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ" [رواه: النسائي]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ" [رواه: مسلم].
صلاة تقبل من المؤمن والمنافق؟ فما هي دعاء صلاة الظهر .. 7 كلمات أوصى بها النبي لمغفرة ذنوبك كلها حكم صلاة الجمعةصلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.
ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].
وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
الثالث: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.
وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الجمعة حكم صلاة الجمعة ترك صلاة الجمعة صلى الله علیه وآله وسلم قال النبی صلى الله علیه ترک صلاة الجمعة ال ج م ع ة أبو داود رضی الله قال ال
إقرأ أيضاً:
السنن المهجورة: الاجتماع على الطعام يوم الجمعة وذكر اسم الله
الطعام نعمة عظيمة من الله عز وجل، أسبغها على عباده لتكون مصدر قوتهم وسببًا لاستمرار حياتهم، ومن جمال الشريعة الإسلامية أنها لم تقتصر على الإرشاد في الأمور التعبدية، بل شملت أمور الحياة اليومية، ومنها آداب الطعام.
ومن ذلك الاجتماع على الطعام وذكر اسم الله عليه، لما فيه من بركة تعم الجميع.
نص الحديث الشريفورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه سنن أبي داود: "قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنا نأكلُ ولا نشبعُ، قال: فلعلَّكم تفترقون؟ قالوا: نعم، قال: فاجتمِعوا على طعامِكم، واذكُروا اسمَ اللهِ عليهِ يُبارَكْ لكم فيهِ".
أهمية الاجتماع على الطعامالاجتماع على الطعام سنة نبوية تحمل العديد من الدروس الاجتماعية والروحية، ومن أهمها:
زيادة البركة: كما أشار الحديث الشريف، فإن ذكر اسم الله والاجتماع على الطعام يفتح أبواب البركة، فيكفي الطعام الجميع ويشعرون بالشبع.تعزيز الروابط الاجتماعية: يساهم الاجتماع على الطعام في تقوية أواصر المحبة والتآلف بين الناس، سواء في الأسرة أو بين الأصدقاء والجيران.إظهار التواضع والشكر: فالاجتماع على الطعام يعكس روح المشاركة والتواضع، ويجعل الجميع يشعرون بنعمة الله ويشكرونه عليها.ذكر اسم الله على الطعامذكر اسم الله على الطعام من أهم الآداب التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، لما له من فضل عظيم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره". (رواه الترمذي).
الجمعة والاجتماع على الطعاميوم الجمعة يوم مبارك في الإسلام، يُستحب فيه الإكثار من الطاعات، ومنها الاجتماع مع الأهل أو الأصدقاء لتناول الطعام.
فهو يوم يجتمع فيه المسلمون للصلاة والدعاء، ومن الجميل أن يُضاف إلى ذلك الاجتماع على الطعام لتكون فرصة لتعزيز المحبة بينهم واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
نصيحة مجمع البحوث الإسلاميةأكد مجمع البحوث الإسلامية أهمية إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الاجتماع على الطعام وذكر اسم الله عليه، لما تحققه من بركة وفضل، مشيرًا إلى أن الالتزام بآداب الإسلام في الطعام يعكس جمال الدين الإسلامي وتكامله.
الاجتماع على الطعام وذكر اسم الله عز وجل عليه عمل بسيط، لكنه يحمل معاني عظيمة في الإسلام.
فهو طريق للبركة، ووسيلة للتقرب إلى الله، وفرصة لتعزيز المحبة بين الناس، فلنحرص على اتباع هذه السنة النبوية في حياتنا اليومية، ولنتذكر دائمًا أن البركة في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.