«سباحة 62».. رحلة ملهمة لبطل إماراتي
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكد المخرج والمنتج منصور اليبهوني، أن مبادرة «سباحة 62» التي شاركت فيها جهات حكومية وخاصة، تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية البيئة البحرية والسلامة المائية. ومن هذا المنطلق، تم التنسيق مع البطل الإماراتي ولاعب الجوجيتسو منصور الظاهري لتنفيذ فيلم وثائقي يحمل العنوان نفسه «سباحة 62» -Swim62، يتتبع قصته وفريقه في رحلة لا تصدق.
جاءت تصريحات اليبهوني لـ «الاتحاد»، خلال العرض الخاص لفيلم «سباحة 62» الذي أقيم مساء أمس الأول في «سينما فوكس – نايشن تاورز» بأبوظبي، وحضره منصور الظاهري وعدد من فريق عمل الرحلة البحرية، إلى جانب مجموعة من صناع السينما ووسائل إعلامية محلية وعربية.
وذكر اليبهوني، أن الفيلم مدته ساعة ونصف الساعة، ويستعرض رحلة فريق «سباحة 62» الملهمة، ولقاء عدد من السباحين الذين تعاونوا مع الظاهري لإنجاز المبادرة، ومنهم فانيا نيفيس وأرجونا دون، لافتاً إلى أن العمل استغرق تصويره قرابة العام، فيما استغرقت تدريبات الظاهري عاماً آخراً، ويشارك في تفاصيل الفيلم والرحلة كاملة، عدد من الضيوف والمشاركين الذين يتحدثون عن شجاعة السباح الظاهري الذي قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي، واستطاع القيام بأكثر من 21.216 ضربة سباحة في 33 ساعة و58 دقيقة من دون «بدلة سباحة».
نشر الوعي
ولفت اليبهوني إلى أن فكرة الرحلة الملهمة وتنفيذ فيلم وثائقي عنها، تعود إلى رغبة الظاهري في أن يكون جزءاً من حركة نشر الوعي البيئي، بالتزامن مع مؤتمر المناخ الدولي «كوب 28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات، الحدث الذي تشارك فيه حكومات من مختلف أنحاء العالم لتحقيق تغيير إيجابي على نطاق عالمي، إلى جانب تحديه في تحقيق المستحيل وتنفيذ مشروع ضخم، للتغلب على مخاوفه ويكون قدوة للأجيال الناشئة.
فخر
وأعرب اليبهوني عن فخره لتوليه عملية تنفيذ هذا الفيلم الوثائقي المهم، الذي يسلط الضوء على إنجاز جديد من أبناء الوطن، في تقديم المبادرات المجتمعية وتحقيق الطموحات، لافتاً إلى أن العمل يظهر استعدادات الفريق وتدريبات منصور الظاهري المكثفة التي قطع خلالها 900 كيلومتر سباحة.
ونوّه اليبهوني بأن أهم ما يميز الفيلم أنه يسلط الضوء على إمارة أبوظبي، باعتبارها واحة التناغم والتعايش والتسامح، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم التحدي والالتزام وبذل المزيد من الجهد للتغلب على المخاوف لدى الإنسان في أي مجال، إلى جانب تسليط الضوء أيضاً على أهمية الحفاظ على البيئة والاستدامة، فهو بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جماعية لمكافحة التغير المناخي.
وذكر اليبهوني، أن «سباحة 62» يعتمد على مجموعة دقيقة من حرﻛﺎت الكاميرا، المختارة ببراعة لربط المشاهدين بشكل وثيق بمسعى منصور الظاهري وتحقيق هدفه، كما تتمحور اللقطات الجوية حول المناظر الطبيعية الشاسعة، وتقدم مشاهد ساحرة تظهر مدى روعة الطبيعة في إمارة أبوظبي، كما تكشف المشاهد الغامرة تحت الماء عن النظام البحري المذهل.
«سينما فيرتاي»
لفت منصور اليبهوني إلى أنه صوَّر الفيلم بطريقة مغايرة عن الأفلام الوثائقية المعتادة، حيث نفذه بتقنية تسمى «سينما فيرتاي»، وهو نوع من أنواع تصوير الأفلام الوثائقية الرائج بين السينمائيين الفرنسيين، والذي يجعل المشاهد يشعر وكأنه داخل أحداث العمل، مصرحاً بأن «سباحة 62» من المقرر إطلاقه في السينما المحلية نوفمبر المقبل، إلى جانب مشاركته في مهرجانات عالمية ودولية، نظراً لأهمية المبادرة والحدث.
موسيقى
أوضح اليبهوني، أنه تم اختيار الموسيقى التصويرية في «سباحة 62» بعناية لإحداث مجموعة متنوعة من المشاعر وتعزيز السرد في الفيلم الوثائقي، حيث تم مزج أنماط من التكوينات الأوركسترالية القوية والألحان والإيقاعات لإيصال الشعور بالعزم والمرونة والتحدي والقوة، وذلك لتعزيز الأثر العاطفي لرحلة منصور الظاهري، وإتاحة تجربة مرئية مبهرة تترافق مع المشاهدين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السباحة الجوجيتسو منصور الظاهري منصور الظاهری إلى جانب إلى أن
إقرأ أيضاً:
قصص ملهمة عنوانها الأمل ترويها ناجيات في مسيرة «لنحيا» الرابعة
الشارقة (الاتحاد)
روت النسخة الرابعة من مسيرة «لنحيا»، التي تنظمها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» بالتعاون مع «الجمعية الأميركية للسرطان»، قصصاً ملهمة عنوانها الأمل، بأصوات مجموعة من الناجيات المشاركات في فعالياتها، التي تقام في «الجامعة الأميركية في الشارقة» تحت شعار «يستحق الحياة».
دينا ماريا من هولندا، تبلغ من العمر 51 عاماً، مقيمة في الإمارات منذ 11 عاماً، وهي أم لطفل واحد، شعرت بالمرض، وعانت من آلام كبيرة في الصدر شهراً، وعلى رغم ذهابها إلى الطبيب، لم تشعر بأي تحسّن، وافتقدت من يحثها على الاستمرار في الفحص والمتابعة، وبعد فحص شامل في فبراير 2024، تم تشخيص إصابتها بالمرحلة الثالثة من سرطان الثدي، وبدأت العلاج في الكيماوي، ثم خضعت لعمل جراحي في ديسمبر 2024، وتعافت وشفيت تماماً من سرطان الثدي.
وحول مشاركتها في النسخة الرابعة من مسيرة «لنحيا»، أوضحت دينا ماريا أنها تسعى إلى المساهمة في نشر الوعي ومناصرة قضية مرضى السرطان، مشيرة إلى أن التضامن المجتمعي يلعب دوراً مهماً في تشجيع المرضى على عدم الاستسلام ومتابعة الطريق، وأكدت أهمية ممارسة الأنشطة البدنية، وشرب كمية كافية من الماء، والتعرض لأشعة الشمس، وإجراء الفحص المبكر عن السرطان بشكل دوري.
الدعم يعزز الأمل
أما خلود أبو مغضب، من الأردن، وتبلغ من العمر 47 عاماً، وهي أم لابنة واحدة، فاكتشفت إصابتها عن طريق الصدفة بعد معاناتها من ألم في كتفها، إذ لم تتــــوقع أبـــــداً أن يكـــون سبب هذا الألم هو الإصابة بالسرطان، واضطرت إلى إجراء عملية جراحية في أغسطس 2019، وواصلت العلاج حتى أبريل 2020.
وعن مشاركتها للمرة الثالثة في مسيرة «لنحيا»، أعربت خلود أبو مغضب عن حرصها على المشاركة في الفعاليات التي تنظمها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»، وقالت: «أنصح جميع النساء بإجراء فحص الكشف المبكر عن السرطان، فالمرض قد يصيب أي أحد، ويجب على الإنسان أن يتحلى بالشجاعة، وأن يكون قوياً، وأن يدعم ويساعد نفسه بنفسه، وأحمد الله على الدعم الذي وفره لي زوجي، وأخي المتواجد معي اليوم، وبقية عائلتي، إلى جانب دعم الجمعية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والذي مكنني من الشفاء والتعافي».
أهمية الفحص الذاتي الدوري
عن قصة سونة محيي الدين أبو حرب من سوريا، ذات الـ54 عاماً، وهي أم لأربع بنات، فقد اعتادت إجراء الفحص الذاتي بشكل دوري، وفي إحدى المرات اكتشفت كتلة في أسفل الثدي، وبعد الفحوص والتحاليل الطبية، تم تشخيص إصابتها بالدرجة الثالثة من سرطان الثدي والعقد الليمفاوية تحت الإبط، وبدأت العلاج الإشعاعي في عام 2021، ثم الكيماوي، وتمكنت من التغلب على السرطان والنجاة منه.
وقالت سونة محيي الدين أبو حرب: «أشارك للمرة الأولى في مسيرة لنحيا، وسعيدة جداً بتواجدي، وأتوجه بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، على هذا الدعم غير المحدود للمرضى والناجين، وعلى التفاؤل والطاقة الإيجابية العالية التي تبثها في نفوسهم، وتلهمهم على عدم الاستسلام».
ومنذ انطلاقها في عام 2017، شهدت مسيرة «لنحيا» مشاركة 12500 شخص، وكرمت أكثر من 500 ناجٍ وناجية، ونجحت في تسليط الضوء على أهمية التضامن والدعم المجتمعي ودوره في مكافحة السرطان.