صحيفة الاتحاد:
2025-02-16@15:48:25 GMT

«سباحة 62».. رحلة ملهمة لبطل إماراتي

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكد المخرج والمنتج منصور اليبهوني، أن مبادرة «سباحة 62» التي شاركت فيها جهات حكومية وخاصة، تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية البيئة البحرية والسلامة المائية. ومن هذا المنطلق، تم التنسيق مع البطل الإماراتي ولاعب الجوجيتسو منصور الظاهري لتنفيذ فيلم وثائقي يحمل العنوان نفسه «سباحة 62» -Swim62، يتتبع قصته وفريقه في رحلة لا تصدق.

فعلى الرغم من مخاوفه السابقة من السباحة، إلا أنه تمكن من قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي في مدة 34 ساعة متواصلة، حيث تغلب على مخاوفه ليترك أثراً دائماً على حركة التغيير البيئي العالمية.
جاءت تصريحات اليبهوني لـ «الاتحاد»، خلال العرض الخاص لفيلم «سباحة 62» الذي أقيم مساء أمس الأول في «سينما فوكس – نايشن تاورز» بأبوظبي، وحضره منصور الظاهري وعدد من فريق عمل الرحلة البحرية، إلى جانب مجموعة من صناع السينما ووسائل إعلامية محلية وعربية. 
وذكر اليبهوني، أن الفيلم مدته ساعة ونصف الساعة، ويستعرض رحلة فريق «سباحة 62» الملهمة، ولقاء عدد من السباحين الذين تعاونوا مع الظاهري لإنجاز المبادرة، ومنهم فانيا نيفيس وأرجونا دون، لافتاً إلى أن العمل استغرق تصويره قرابة العام، فيما استغرقت تدريبات الظاهري عاماً آخراً، ويشارك في تفاصيل الفيلم والرحلة كاملة، عدد من الضيوف والمشاركين الذين يتحدثون عن شجاعة السباح الظاهري الذي قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي، واستطاع القيام بأكثر من 21.216 ضربة سباحة في 33 ساعة و58 دقيقة من دون «بدلة سباحة».

نشر الوعي
ولفت اليبهوني إلى أن فكرة الرحلة الملهمة وتنفيذ فيلم وثائقي عنها، تعود إلى رغبة الظاهري في أن يكون جزءاً من حركة نشر الوعي البيئي، بالتزامن مع مؤتمر المناخ الدولي «كوب 28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات، الحدث الذي تشارك فيه حكومات من مختلف أنحاء العالم لتحقيق تغيير إيجابي على نطاق عالمي، إلى جانب تحديه في تحقيق المستحيل وتنفيذ مشروع ضخم، للتغلب على مخاوفه ويكون قدوة للأجيال الناشئة.
فخر
وأعرب اليبهوني عن فخره لتوليه عملية تنفيذ هذا الفيلم الوثائقي المهم، الذي يسلط الضوء على إنجاز جديد من أبناء الوطن، في تقديم المبادرات المجتمعية وتحقيق الطموحات، لافتاً إلى أن العمل يظهر استعدادات الفريق وتدريبات منصور الظاهري المكثفة التي قطع خلالها 900 كيلومتر سباحة.
ونوّه اليبهوني بأن أهم ما يميز الفيلم أنه يسلط الضوء على إمارة أبوظبي، باعتبارها واحة التناغم والتعايش والتسامح، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم التحدي والالتزام وبذل المزيد من الجهد للتغلب على المخاوف لدى الإنسان في أي مجال، إلى جانب تسليط الضوء أيضاً على أهمية الحفاظ على البيئة والاستدامة، فهو بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جماعية لمكافحة التغير المناخي.
وذكر اليبهوني، أن «سباحة 62» يعتمد على مجموعة دقيقة من حرﻛﺎت الكاميرا، المختارة ببراعة لربط المشاهدين بشكل وثيق بمسعى منصور الظاهري وتحقيق هدفه، كما تتمحور اللقطات الجوية حول المناظر الطبيعية الشاسعة، وتقدم مشاهد ساحرة تظهر مدى روعة الطبيعة في إمارة أبوظبي، كما تكشف المشاهد الغامرة تحت الماء عن النظام البحري المذهل.

أخبار ذات صلة Swim 62 في السينما المحلية.. نوفمبر المقبل هدى المطروشي: تعزيز ثقافة اللعبة التحدي الأكبر أمام الخماسي الحديث

«سينما فيرتاي»
لفت منصور اليبهوني إلى أنه صوَّر الفيلم بطريقة مغايرة عن الأفلام الوثائقية المعتادة، حيث نفذه بتقنية تسمى «سينما فيرتاي»، وهو نوع من أنواع تصوير الأفلام الوثائقية الرائج بين السينمائيين الفرنسيين، والذي يجعل المشاهد يشعر وكأنه داخل أحداث العمل، مصرحاً بأن «سباحة 62» من المقرر إطلاقه في السينما المحلية نوفمبر المقبل، إلى جانب مشاركته في مهرجانات عالمية ودولية، نظراً لأهمية المبادرة والحدث.
موسيقى
أوضح اليبهوني، أنه تم اختيار الموسيقى التصويرية في «سباحة 62»  بعناية لإحداث مجموعة متنوعة من المشاعر وتعزيز السرد في الفيلم الوثائقي، حيث تم مزج أنماط من التكوينات الأوركسترالية القوية والألحان والإيقاعات لإيصال الشعور بالعزم والمرونة والتحدي والقوة، وذلك لتعزيز الأثر العاطفي لرحلة منصور الظاهري، وإتاحة تجربة مرئية مبهرة تترافق مع المشاهدين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السباحة الجوجيتسو منصور الظاهري منصور الظاهری إلى جانب إلى أن

إقرأ أيضاً:

رحلة إلى محضة.. عبق الذكريات وعِبر الزمن

 

 

 

محمد بن أنور البلوشي

"لنخطط للذهاب إلى محضة هذا الخميس"، قالت زوجتي بحماس في صوتها.

"إنها بالفعل فكرة جيدة أن نذهب إلى محضة"، أجبتها، وأنا أشعر بموجة من الحنين تجتاحني. محضة ليست مجرد مكان؛ إنها حيث تكمن كنوز ذكرياتي. كل زاوية في تلك البلدة تحمل ارتباطًا خاصًا بالنسبة لي، لمسة شخصية تجعلها عزيزة على قلبي.

بدأت الرحلة في الصباح الباكر، بعد صلاة الفجر مباشرة، من المعبيلة. امتدت الطرق أمامنا، تدعونا إلى المغامرة. قررنا أن نأخذ وقتنا، ونستمتع بمشاهدة مختلف الأماكن في منطقة الباطنة على طول الطريق.

مررنا ببركاء، والسويق، وصحم، وصحار، وفلج القبائل، حيث مرت هذه الأماكن أمامنا وكأنها صفحات من كتاب، لكل منها قصته الخاصة.

"القيادة لمسافات طويلة دون موسيقى ستكون مملة"، قلت وأنا أشغل نظام الموسيقى.

هزّت زوجتي رأسها موافقة، واخترنا الاستماع إلى الأغاني البلوشية للفنان نورال. أول أغنية تم تشغيلها كانت "جمبر، جمبر ساج شراب"، وهي قصيدة جميلة للشاعر الراحل جل محمد وفا. كان الشاعر يناجي الغيوم، طالبًا منها أن تمطر خمرًا بدل الماء. كانت الكلمات شاعرية، مليئة بالشوق والمشاعر العميقة، مما جعل الرحلة أكثر متعة.

وأثناء مواصلة القيادة، نظرت إلى نظام الملاحة وقلت: "بعد خمس دقائق سننعطف يمينًا باتجاه محضة."

"إذًا نحن قريبون الآن؟" سألت زوجتي، وهي تنظر من النافذة محاولة التقاط أول لمحة للبلدة.

"نعم، سيستغرق الأمر حوالي عشرين دقيقة أخرى للوصول إلى وجهتنا"، قلت، وأنا أشعر بزيادة في الترقب.

وبالفعل، وصلنا بعد قليل. كان أول مشهد استقبلنا هو الحصن الذي يقف شامخًا على يميننا. كان هيكلًا رائعًا، يذكرني بتاريخ المكان وتراثه.

"هل يمكنك التقاط صورة؟" طلبت من زوجتي.

ابتسمت وأخرجت هاتفها بسرعة. "تم! يبدو رائعًا."

أثناء القيادة، أشرت إلى تلة في المسافة. "تلك هي التلة التي كنت أذهب إليها وأجلس عليها عندما كنت في المدرسة. كانت ملاذي، مكاني الهادئ."

"هل تود الذهاب إليها مجددًا؟" سألتني.

فكرت في الأمر للحظة ثم هززت رأسي. "لا، أعتقد أنني أفضل الاحتفاظ بالذكرى كما هي. لكن دعينا نلتقط صورة لمنزلنا القديم."

وافقت، وأخذنا بعض الصور. كان المنزل لا يزال قائمًا، يحمل في جدرانه دفء الأيام التي قضيناها فيه. وبينما تجولنا في المنطقة، لاحظت بعض التغييرات. تم بناء المزيد من المساجد، وهناك دلائل على التطوير الجديد. ومع ذلك، فإن جوهر محضة ظل كما هو.

مررنا بالمركز الصحي الذي كان يقع مقابل مدرستي القديمة، يزيد بن المهلب، حيث درست في الصفوف الخامس والسادس والسابع والثامن. أعاد لي المشهد سيلًا من الذكريات.

"لن أنسى أبدًا ذلك الملعب"، قلت مشيرًا إليه. "لا يزال هناك، بجوار منزلنا. كان ذلك المكان الذي لعبت فيه مع أصدقائي، حيث كنا نهتف ونحتفل بانتصاراتنا الصغيرة."

ابتسمت زوجتي وهي تستمع. "لا بد أنه من الجميل أن ترى أن بعض الأشياء لا تتغير."

أومأت برأسي، وأنا أشعر بالامتنان للذكريات التي لا تزال حية في تربة هذه البلدة.

كانت محطتنا التالية البريمي، والتي كانت تبعد فقط عشرين دقيقة عن محضة. عند دخولنا المدينة، كانت الشوارع تعج بالحركة. كان السوق ينبض بالحياة، حيث ينادي البائعون على الزبائن ويتحرك الناس في روتينهم اليومي.

"هذا المكان كان دائمًا مزدحمًا"، علقت بينما كنت أتنقل بين الشوارع.

"هل نبقى الليلة أم نعود إلى المنزل؟" سألت زوجتي، متأملة خياراتنا.

ناقشنا الأمر لفترة، ووزنا خياراتنا. كان من المغري قضاء الليلة في البريمي، لكن نداء المنزل كان أقوى.

"لنتناول الغداء أولًا، ثم نقرر"، اقترحت.

وجدنا مطعمًا دافئًا واستمتعنا بوجبة شهية. وبينما كنا نجلس هناك، يملأ الهواء عبير الطعام الطازج المطهو، اتخذنا قرارنا النهائي.

"لنعد إلى المنزل"، قالت زوجتي، ووافقتها الرأي. "كانت هذه الرحلة أكثر عن إعادة زيارة الذكريات من تمديد إقامتنا."

وأثناء العودة، بدأ غروب الشمس يرسم سماء المساء بوهج ذهبي. كانت الرحلة ذات معنى، فقد أعادت لي ذكريات غالية وعززت من علاقتنا. لقد رحبت بي محضة مرة أخرى كصديق قديم، وعرفت أنني سأعود إليها مرة بعد مرة، لأستعيد الماضي وأحتضن الحاضر.

مقالات مشابهة

  • حكومة عدن تكشف عن دعم إماراتي جديد لفتح معركة ضد صنعاء.. تفاصيل
  • رحلة إلى محضة.. عبق الذكريات وعِبر الزمن
  • نورا القبيسي بطلة ختام مهرجان أبوظبي للقدرة
  • 20 مليون درهم منسية تُنقذ ملياردير إماراتي
  • ما طبيعة مرض الخطيب الذي أبعده عن رئاسة الأهلي؟
  • رئيس جامعة بنها يتفقد أعمال إنشاء حمام سباحة نصف أولمبي بالتربية الرياضية
  • رئيس جامعة بنها يتفقد أعمال إنشاء حمام سباحة نصف أولمبي بكلية التربية الرياضية
  • حميد الظاهري لـ«الاتحاد»: «آيدكس» و«نافدكس» جعلا الإمارات في صدارة الدول المُبتكرة للتقنيات الدفاعية
  • موقف إماراتي صادم من خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين
  • بتنظيم إماراتي.. مؤتمر إنساني بأديس أبابا لدعم شعب السودان