اختتام المؤتمر الخليجي الحادي عشر للتراث والتاريخ الشفهي
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلةاختتم المؤتمر الخليجي الحادي عشر للتراث والتاريخ الشفهي أعماله، أمس، بعد ثلاث جلسات متتالية شارك فيها عدد من المتخصصين والباحثين في فنون الأداء الشعبية الخليجية، حيث سلطوا الضوء على ماهية فنون الأداء الشعبية في دولة الإمارات ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجهودهم المبذولة في صون التراث والمحافظة عليه وتحقيق التنمية الثقافية المستدامة.
وجاءت الجلسة الأولى بعنوان: «المقومات المشتركة في فنون الأداء الشعبية بدول مجلس التعاون الخليجي»، وشارك فيها كل من الدكتور حسن أشكناني من الكويت، وعبدالله خلفان الهامور من الإمارات، والدكتور محمد علي البلوشي من سلطنة عمان، وأدارت جلسة الحوار د. فاطمة مسعود المنصوري.
التراث والتنمية المستدامة
وجاءت ورقة د. حسن أشكناني بعنوان: «التراث الشعبي في الخليج العربي نحو الأكاديميا والتنمية المستدامة»، وتحدث عن التراث الثقافي باعتباره جزءاً من الإنثروبولوجيا الثقافية، أو كما تعرف بعلم الإنسان، حسب نظرة المدرسة الأميركية، باعتبارها نافذة لدراسة التراث الثقافي الشعبي للمجتمع. وقال أشكناني: من هنا يمكن التمييز علمياً بين دراسة الثقافة الرسمية، وبين الثقافة الشعبية في المجتمع نفسه. كما تطرق إلى الفلكلور كمصطلح علمي واسع، وهو المظهر الثقافي المعرفي التقليدي، أي الممارسات والتعبيرات الثقافية الشعبية التي يتم تعلمها من خلال الموروث الشفهي.وتحدث عبدالله خلفان الهامور عن فن الويليّه (الدان) وهو أحد فنون الرزيف الإماراتية الأصيلة، ويمتد هذا الفن على الساحل الشرقي من دولة الإمارات في إمارة الفجيرة ودبا وخورفكان إلى كلباء وباقي المناطق الساحلية، وكذلك بعض المناطق الشمالية التابعة لإمارة رأس الخيمة، مشيراً إلى أن هذا الفن له نظم صارمة، ويتكون هذا الفن من مجموعة رجال يشكلون صفين متقابلين وصفاً في الوسط يحملون الطبول، ولهذا الفن قائد يدير هذه المجموعة يطلق عليه اسم «الأبو» وترجع له كل الأمور التي تعنى بالفرقة. كما يطلق على أعضاء الفرقة اسم «الأولاد» وهؤلاء لا يخرجون عن طاعته وأمره. ويصاحب هذا الفن فنون عدة: فن «الويليّة» وفن «المناناة» وفن «المعاريس»، ويقام في جميع المناسبات.
وتحدث د. علي البلوشي عن التراث الثقافي غير المادي بوصفه محفزاً للتقارب الإنساني، منوهاً بفنون الأداء الشعبية الخليجية المشتركة والمدرجة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي. وأكد على أن التراث يعزز الروابط والتفاهم بين المجتمعات المتنوعة، مشيراً إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية التي سجلت لدى اليونسكو، والدور الذي تقوم به من أجل تعزيز التنوع الثقافي والتقارب الإنساني.
وتابع المؤتمر جلساته بعد أن استمع الحضور إلى تغرودة قدمها كل من الشاعر حمد عبدالله، والشاعر خالد خلفان.
ثم كان موعد مع الجلسة الثانية وجاءت بعنوان «جذور فنون الأداء الشعبية بدول مجلس التعاون الخليجي»، وتحدث فيها كل من سعيد مبارك الحداد من الإمارات، مقدماً لمحة عن «فن الآه هله» ود. عائشة سالم الجابري التي تحدثت عن التشكيل الزخرفي في الأداء الحركي في الفنون الشعبية، ومن قطر تحدث فيصل إبراهيم التميمي عن تجارب خليجية رائدة في تعزيز ممارسة فنون الأداء الشعبية.
وتلا هذه الجلسة إلقاء شعر مع الشاعر سعيد الرميثي، والشاعر خليفة الطنيجي.
تصور شامل
وفي لقاء لـ«الاتحاد» مع الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة قال: لتتطور وتستمر الفنون الشعبية لا بد من ضخ دماء جديدة، وهذه الدماء الجديدة تأتي من المسؤولين الثقافيين بأن يتبنوا تصوراً شاملاً ودراسة كاملة ليهتموا بالفنان الإماراتي مادياً ومعنوياً، ونحن نحتاج إلى معاهد تدريس لهذه الموسيقى، ونتمنى أن تأتي توصيات هذا المؤتمر وتحفز الاهتمام بالموروث الفني.
ومن دولة قطر قال د. فيصل إبراهيم التميمي إن الهدف من أي مؤتمر من هذا النوع هو الخروج بتوصيات تفيد في الاهتمام بالتراث، وهذا ما نبحث عنه ونرجو استمراره، لأننا نعمل لأجل الموروث. ولدينا الآن جيل موجود، ولكن بعد هذا الجيل قد لا يأتي أحد يملك هذا الاهتمام، وخاصة بوجود التكنولوجيا الحديثة التي قد تشغل الناس عن ثقافتها وماضيها وتاريخها الأصيل. وأضاف التميمي أن مثل هذه المؤتمرات توجه النشء إلى تلقي ما هو موجود، ويجب أن توضع استراتيجية إعلامية لتنقل كل ما جرى في هذا المؤتمر وتعرف عنه فئات المجتمع كافة، ومن المهم تكثيف الجهود الإعلامية لنشر هذه التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر.
فرصة كبيرة
من سلطنة عمان، تحدث لـ«الاتحاد» د. محمد علي البلوشي، الذي أشار إلى أن المؤتمر يوفر فرصة كبيرة للباحثين لتدارس ومناقشة التراث الثقافي غير المادي ممثلاً بأحد عناصره المهمة وهو الفنون الأدائية الشعبية، وهذه الفنون قد ينظر إليها البعض وكأنها للتسلية ولكنها تتعدى هذا الأمر، فهذه الفنون ترتبط بالاستدامة الثقافية، وبأحلام الشعوب وتطلعاتها للمستقبل، وهي بمثابة منصات نستطيع أن نعبر خلالها باتجاه المستقبل، لأن الفنون التقليدية هي عبارة عن تراكم معرفي في مجالات اللغة والموسيقى والحركة ومجموعة كبيرة من العناصر الأخرى التي تندمج داخل هذه الفنون.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفنون الإمارات مجلس التعاون الخليجي الثقافة فنون الأداء الشعبیة التراث الثقافی غیر المادی هذا الفن
إقرأ أيضاً:
رمضان في الإمارات.. عادات وتقاليد تجسد روح التلاحم والتراحم المجتمعي
الشارقة (وام)
أخبار ذات صلةيظل شهر رمضان المبارك في دولة الإمارات العربية المتحدة شهراً متفرداً بعاداته وتقاليده العريقة التي تعكس أصالة المجتمع الإماراتي وقيمه المتوارثة جيلاً بعد جيل فهو ليس مجرد موسم للعبادة والصيام بل شهر تلتئم فيه العائلات وتتجدد فيه روابط القربى وتنتعش فيه المجالس بوهجها الثقافي والاجتماعي في مشهد يجسد روح التلاحم والتراحم بين أفراد المجتمع.
هذه العادات والتقاليد التي تشكل جزءاً أساسياً من الهوية الإماراتية يحرص معهد الشارقة للتراث على توثيقها ودراستها ونقلها للأجيال القادمة لما تحمله من قيم إنسانية واجتماعية تعزز الترابط المجتمعي.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث: «إنه مع غروب الشمس وإعلان موعد الإفطار تتجسد واحدة من أهم عادات رمضان في الإمارات وفي المجتمعات العربية والمسلمة وهي الزيارات العائلية التي تتعمق فيها أواصر القربى حيث يجتمع الأهل والأصدقاء في مجالس تعكس أصالة الضيافة الإماراتية وتزداد المجالس رونقًا في هذا الشهر الفضيل إذ يحرص الرجال على التلاقي بعد صلاة التراويح في المجالس الرمضانية التي كانت في الماضي تُقام في البيوت الكبيرة أو تحت أشجار النخيل وتطورت اليوم لتصبح مجالس رسمية وشعبية تجمع بين الحكمة والحديث في مختلف الشؤون الاجتماعية والثقافية.
وأضاف: أن المائدة الرمضانية تمثل لوحة تراثية غنية بالأطباق الإماراتية التقليدية التي ظلت تحافظ على نكهتها الأصيلة عبر السنين، ففي كل بيت إماراتي تجد أطباقًا شهيرة مثل الهريس والثريد واللقيمات والفرني إلى جانب التمر والقهوة العربية التي تظل رمزاً للكرم الإماراتي.
ولا تزال بعض الأسر تحافظ على عادة إرسال «الفوالة» إلى الجيران وهي صينية عامرة بمختلف الأطباق الرمضانية تأكيداً لقيم التآخي والتكافل.
ومن خلال برامج التوثيق والتثقيف يعمل معهد الشارقة للتراث على إبراز أهمية هذه الأطباق التراثية وتعريف الأجيال الجديدة بأسرارها.
وأشار المسلم إلى حرص أبناء الإمارات خلال رمضان على تلاوة القرآن الكريم وختمه سواء في المنازل أو المساجد وتشهد بيوت الله حضوراً مكثفاً خاصة في صلاة التراويح والقيام التي تملأ الأجواء بالروحانية والطمأنينة فيما يحرص كبار السن من جانبهم على تعليم الصغار قراءة القرآن في مشهد يرسخ قيمة العبادة في نفوس الأجيال الجديدة.
وأكد أنه رغم التطورات العصرية إلا أن العادات والتقاليد الرمضانية في الإمارات ظلت محتفظة بجوهرها الأصيل.
وساهمت المجالس الرمضانية الحديثة وبرامج الإفطار الجماعي والمبادرات الخيرية في تعزيز هذه القيم وجعل رمضان مناسبة لاجتماع القلوب.