فاطمة عطفة (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «كونجرس الأرشيف» يناقش تحديات وفرص الذكاء الاصطناعي منتدى شباب «كونجرس الأرشيف» يختتم أعماله

اختتم المؤتمر الخليجي الحادي عشر للتراث والتاريخ الشفهي أعماله، أمس، بعد ثلاث جلسات متتالية شارك فيها عدد من المتخصصين والباحثين في فنون الأداء الشعبية الخليجية، حيث سلطوا الضوء على ماهية فنون الأداء الشعبية في دولة الإمارات ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجهودهم المبذولة في صون التراث والمحافظة عليه وتحقيق التنمية الثقافية المستدامة.


وجاءت الجلسة الأولى بعنوان: «المقومات المشتركة في فنون الأداء الشعبية بدول مجلس التعاون الخليجي»، وشارك فيها كل من الدكتور حسن أشكناني من الكويت، وعبدالله خلفان الهامور من الإمارات، والدكتور محمد علي البلوشي من سلطنة عمان، وأدارت جلسة الحوار د. فاطمة مسعود المنصوري.
التراث والتنمية المستدامة
وجاءت ورقة د. حسن أشكناني بعنوان: «التراث الشعبي في الخليج العربي نحو الأكاديميا والتنمية المستدامة»، وتحدث عن التراث الثقافي باعتباره جزءاً من الإنثروبولوجيا الثقافية، أو كما تعرف بعلم الإنسان، حسب نظرة المدرسة الأميركية، باعتبارها نافذة لدراسة التراث الثقافي الشعبي للمجتمع. وقال أشكناني: من هنا يمكن التمييز علمياً بين دراسة الثقافة الرسمية، وبين الثقافة الشعبية في المجتمع نفسه. كما تطرق إلى الفلكلور كمصطلح علمي واسع، وهو المظهر الثقافي المعرفي التقليدي، أي الممارسات والتعبيرات الثقافية الشعبية التي يتم تعلمها من خلال الموروث الشفهي.وتحدث عبدالله خلفان الهامور عن فن الويليّه (الدان) وهو أحد فنون الرزيف الإماراتية الأصيلة، ويمتد هذا الفن على الساحل الشرقي من دولة الإمارات في إمارة الفجيرة ودبا وخورفكان إلى كلباء وباقي المناطق الساحلية، وكذلك بعض المناطق الشمالية التابعة لإمارة رأس الخيمة، مشيراً إلى أن هذا الفن له نظم صارمة، ويتكون هذا الفن من مجموعة رجال يشكلون صفين متقابلين وصفاً في الوسط يحملون الطبول، ولهذا الفن قائد يدير هذه المجموعة يطلق عليه اسم «الأبو» وترجع له كل الأمور التي تعنى بالفرقة. كما يطلق على أعضاء الفرقة اسم «الأولاد» وهؤلاء لا يخرجون عن طاعته وأمره. ويصاحب هذا الفن فنون عدة: فن «الويليّة» وفن «المناناة» وفن «المعاريس»، ويقام في جميع المناسبات.
وتحدث د. علي البلوشي عن التراث الثقافي غير المادي بوصفه محفزاً للتقارب الإنساني، منوهاً بفنون الأداء الشعبية الخليجية المشتركة والمدرجة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي. وأكد على أن التراث يعزز الروابط والتفاهم بين المجتمعات المتنوعة، مشيراً إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية التي سجلت لدى اليونسكو، والدور الذي تقوم به من أجل تعزيز التنوع الثقافي والتقارب الإنساني.
وتابع المؤتمر جلساته بعد أن استمع الحضور إلى تغرودة قدمها كل من الشاعر حمد عبدالله، والشاعر خالد خلفان.
ثم كان موعد مع الجلسة الثانية وجاءت بعنوان «جذور فنون الأداء الشعبية بدول مجلس التعاون الخليجي»، وتحدث فيها كل من سعيد مبارك الحداد من الإمارات، مقدماً لمحة عن «فن الآه هله» ود. عائشة سالم الجابري التي تحدثت عن التشكيل الزخرفي في الأداء الحركي في الفنون الشعبية، ومن قطر تحدث فيصل إبراهيم التميمي عن تجارب خليجية رائدة في تعزيز ممارسة فنون الأداء الشعبية.
وتلا هذه الجلسة إلقاء شعر مع الشاعر سعيد الرميثي، والشاعر خليفة الطنيجي.
تصور شامل 
وفي لقاء لـ«الاتحاد» مع الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة قال: لتتطور وتستمر الفنون الشعبية لا بد من ضخ دماء جديدة، وهذه الدماء الجديدة تأتي من المسؤولين الثقافيين بأن يتبنوا تصوراً شاملاً ودراسة كاملة ليهتموا بالفنان الإماراتي مادياً ومعنوياً، ونحن نحتاج إلى معاهد تدريس لهذه الموسيقى، ونتمنى أن تأتي توصيات هذا المؤتمر وتحفز الاهتمام بالموروث الفني.
ومن دولة قطر قال د. فيصل إبراهيم التميمي إن الهدف من أي مؤتمر من هذا النوع هو الخروج بتوصيات تفيد في الاهتمام بالتراث، وهذا ما نبحث عنه ونرجو استمراره، لأننا نعمل لأجل الموروث. ولدينا الآن جيل موجود، ولكن بعد هذا الجيل قد لا يأتي أحد يملك هذا الاهتمام، وخاصة بوجود التكنولوجيا الحديثة التي قد تشغل الناس عن ثقافتها وماضيها وتاريخها الأصيل. وأضاف التميمي أن مثل هذه المؤتمرات توجه النشء إلى تلقي ما هو موجود، ويجب أن توضع استراتيجية إعلامية لتنقل كل ما جرى في هذا المؤتمر وتعرف عنه فئات المجتمع كافة، ومن المهم تكثيف الجهود الإعلامية لنشر هذه التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر.
فرصة كبيرة
من سلطنة عمان، تحدث لـ«الاتحاد» د. محمد علي البلوشي، الذي أشار إلى أن المؤتمر يوفر فرصة كبيرة للباحثين لتدارس ومناقشة التراث الثقافي غير المادي ممثلاً بأحد عناصره المهمة وهو الفنون الأدائية الشعبية، وهذه الفنون قد ينظر إليها البعض وكأنها للتسلية ولكنها تتعدى هذا الأمر، فهذه الفنون ترتبط بالاستدامة الثقافية، وبأحلام الشعوب وتطلعاتها للمستقبل، وهي بمثابة منصات نستطيع أن نعبر خلالها باتجاه المستقبل، لأن الفنون التقليدية هي عبارة عن تراكم معرفي في مجالات اللغة والموسيقى والحركة ومجموعة كبيرة من العناصر الأخرى التي تندمج داخل هذه الفنون.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفنون الإمارات مجلس التعاون الخليجي الثقافة فنون الأداء الشعبیة التراث الثقافی غیر المادی هذا الفن

إقرأ أيضاً:

لجنة حماية التراث الثقافي بمطروح تطلق مبادرة لجمع مقتنيات لمتحف التراث

أعلنت لجنة حماية التراث الثقافي والطبيعي بمحافظة مطروح عن إطلاق مبادرة تهدف إلى جمع مقتنيات تراثية جديدة من أدوات الحياة اليومية التقليدية لدى بدو مطروح وسيوة، في خطوة لتعزيز الاهتمام بالتراث والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

ووفقًا لبيان أصدره علي الشوكي المتحدث الإعلامى للجنة حماية التراث في محافظة مطروح، فإنه سيتم استقبال المقتنيات التراثية في مكتبة مصر العامة بمطروح، مع الالتزام بتوثيق مساهمة كل متبرع عبر كتابة اسمه على مقتنياته التى سيتم ضمها إلى المتحف.

تحديث متحف التراث بمطروح

وقال عبد الحميد القناشي رئيس لجنة حماية التراث الثقافي بمحافظة مطروح إن هذه المبادرة تأتي كجزء من جهود تحديث متحف التراث بمطروح الذي يعكس حياة وثقافة أهل مطروح.

التبرع بالمقتنيات التراثية للحفاظ علي التاريخ

وأضاف أنه من المقرر أن تُتوج هذه المبادرة باحتفالية كبيرة تُقام يوم 14 يناير المقبل في مكتبة مصر العامة بمطروح، لتكريم المتبرعين وتسليط الضوء على المقتنيات الجديدة التي ستُضاف إلى المتحف، وتدعو اللجنة جميع أبناء مطروح وسيوة للمشاركة في هذا الحدث الهام من خلال التبرع بمقتنياتهم التراثية لدعم جهود الحفاظ على تاريخ محافظة مطروح والصحراء الغربية العريق.

 

مقالات مشابهة

  • لجنة حماية التراث الثقافي بمطروح تطلق مبادرة لجمع مقتنيات لمتحف التراث
  • افتتاح معرض منتجات نزلاء السجون تزامنًا مع "أسبوع النزيل الخليجي"
  • مصر تسجل “آلة السمسمية.. العزف عليها وتصنيعها” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي
  • صحم تحتفي بلوحة من الفنون الشعبية ضمن "مهرجان صحار"
  • اختتام بطولة الفنون القتالية المختلطة للناشئين في دبي
  • «عاشق سارح في الملكوت».. «قلوب بيضاء» يتفوق على 41 فرقة عالمية في الفنون الشعبية
  • فنون السيرك تبهر زوار «مهرجان الشيخ زايد»
  • «الشارقة للتراث» يعرف بالجوانب العلمية للبوابة الإلكترونية لـ «مكنز التراث الثقافي غير المادي»
  • مؤتمر «مدائن التراث» يوصي بالحفاظ على الهوية الحضارية للمدن العربية
  • فرقة "عوالم خفية" تختتم مهرجان فنون الأداء وتوزيع جوائز الدورة الرابعة