الثورة نت:
2025-03-06@13:54:42 GMT

محاولة لفهم ما يجري في غزة 

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

 

القضية الفلسطينية قضية عربية محورية لا يمكن التفريط فيها، هذا من حيث المبدأ وتفسير وتحليل ما يجري من الضرورة بالمكان الذي يجعلنا ندرك ما يُحاك حولنا من مؤامرات، فالقضية بكل تجلياتها تبدو لي اليوم مختلفة عن أي وقت مضى من العمليات العسكرية المقاومة للكيان الصهيوني والتي تهدف إلى التأكيد على الأحقية في الأرض، وفي تأكيد الهوية العربية والإسلامية على فلسطين ومقدساتها , فالمؤشرات التي تخرج من أروقة الاحتلال على لسان الكثير من المسؤولين والكتاب والمحللين السياسيين تقول إن الحرب ليست بين حماس واسرائيل ولكنها حرب دولية بتحالف سني وأمريكي ضد ايران وروسيا والشيعة – هكذا ورد على لسان أحد قادة إسرائيل  في قناة الحرة –  ولعل الرموز الأكثر وضوحا تبدو من خلال حركة الأرض وتفاعل البيت الأبيض واستنفاره لكل مقدراته العسكرية والتحرك إلى البحر المتوسط بالقرب من بؤرة الصراع وهو متواجد مسبقا لكنه أرسل تعزيزات عسكرية حيث تحركت أكبر حاملات الطائرات إلى المنطقة وشكلت جسراً جوياً لنقل السلاح الذي تريده إسرائيل وشكل البيت الأبيض غرفة عمليات مباشرة تدير الحرب إعلامياً وسياسياً وعسكرياً , وثمة ظهور مكثف للرئيس الأمريكي متحدثاً حول ما يجري وهو أمر لم يكن معهوداً , فالدعم المعلن والمباشر لم يكن بكل هذا الوضوح والصراحة في سالف السنين والأعوام , ويبدو أن ثمة تحالفاً وفق المؤشرات التي تخرج على لسان المحللين السياسيين من الكيان الغاصب قد أبرمت , كما أن سيناريو العملية العسكرية الذي قامت به حماس لا أستبعد أن يكون خرج من البنتاغون بحكم التعاون بين حركة الإخوان وأمريكا، وهو تعاون تم رفع الغطاء عن كثير من تفاصيله في السنوات الماضية وفي هذه الفترة التي تشهد فيها أمريكا صراعاً سياسياً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي , ولعل ترامب كان أكثر وضوحاً وهو يعبر عن هذا التوافق بين الإخوان والبيت الأبيض .

أمريكا في ظني تريد أن تهرب من هزيمتها في أوكرانيا إلى فلسطين، ولذلك ألقت بكل ثقلها العسكري في البحر المتوسط، إذ عززت تواجدها بحاملة الطائرات الأولى في العالم أيزنهاور , وهي بذلك تريد تعزيز مكانتها العسكرية في الخارطة العربية وتمنع روسيا والصين من تحقيق أي مكاسب خاصة، وحرب أوكرانيا قد تركت فراغات للروس وللصين فنفذوا منها وتجلى ذلك في ابرام اتفاقات ونشاط دبلوماسي للصين ومن نشاط عسكري للروس وتواجد في سوريا , هذا الأمر يقلق أمريكا بعد أن شعرت أن العالم يضطرب ويتزلزل ويكاد زمامه يفلت من يدها . لذلك فالسيناريو المتوقع لما يحدث في غزة من حرب هو الضغط العسكري على غزة وحصارها المشدد حتى يضطر السكان للنزوح لسيناء وبحيث تصبح سيناء وطنا بديلا للغزاويين وتضع إسرائيل يدها على غزة حتى تضمن أمنها واستقرارها وتمنع أي تهديد لها يقلق وجودها من غزة حتى تفرغ طاقتها الدفاعية باتجاه لبنان وحزب الله , هذا هدف والهدف الثاني وهو المهم ،التبرير لإعادة الانتشار العسكري في البحر المتوسط والبحر الأحمر والسيطرة على الممرات المائية، أما الهدف الثالث فهو هدف قديم /جديد  وهو إعادة تقسيم خارطة الوطن العربي على أسس طائفية وعرقية وثقافية من أجل شرعنة وجود دولة لليهود في فلسطين لها حق الوجود . اليوم المواقف العربية متباينة وليست موحدة كما جرت العادة عليه، فالموقف مما يجري في غزة متباين وهذا التباين جعل الترسانة العسكرية الصهيونية تستخدم كل أسلحة الدمار الشامل وتبيد أحياء بكاملها في غزة وربما قد يصل الأمر إلى تدمير غزة بكاملها ومحوها حتى تصبح أثراً بعد عين إذا استمرت في الصمود لفترة أطول مما يتوقع بعد الضغط العسكري والحصار المطبق ولم يتمكن المدنيون من النزوح إلى سيناء أو حاولت السلطات المصرية منع التدفق البشري اليها من غزة . مصر اليوم واقعة بين نارين , نار الاستهداف لها من قبل القوى العالمية وإسرائيل ونار الموقع الجغرافي والموقف الأخلاقي مما يحدث , وهي تدرك حجم الكارثة التي سوف تنتظرها في قابل الأيام , لكنها مهما مانعت أو عملت على الحد من التدفق البشري اليها إلا أنها ستكون مضطرة في نهاية المطاف إلى فتح منافذها أمام النازحين والهاربين من نيران الحرب من المدنيين في غزة , وبمثل ذلك تكون إسرائيل قد حققت هدفاً من هذه الحرب التي يصرح الكثير من المسؤولين أنها حرب عالمية وليست  حرباً بين حماس وإسرائيل . وفي ظني أن الحشد العسكري الذي تعمل أمريكا على تواجده في المنطقة ليس الهدف منه حماس بسبب قيامها بنشاط عسكري معاد لإسرائيل،  فالأمر لا يستدعي كل هذا الاستنفار العالمي ولا كل ذلك السلاح المتدفق براً وبحراً وجواً من أمريكا إلى اسرائيل بل الهدف منه محور المقاومة الإسلامية وعلى رأس المحور ايران، وقد بدا واضحاً من خلال تصريحات البيت الأبيض وتحذيرات بايدن نفسه وتصريحات الكثير من مسؤولي الكيان الصهيوني في أسبوع الحرب الأول .  كل حركات المقاومة ذات النزعة التحررية والمعادية للنظام الدولي الرأسمالي هي اليوم من أهداف أمريكا العسكرية , فأمريكا تريد عالما لا ينازعها حرية القرار في إدارة العالم، ولذلك نراها اليوم بعد أن تعالت الأصوات التي تنادي بعالم متعدد الأقطاب تتصرف بهستيريا وقلق واضطراب وكادت أن تفقد مقاليد سيطرتها على العالم . فالشرارة التي انطلقت من غزة صباح سبتهم سيكون لها نتائج عكسية , وأعتقد أن قادة محور المقاومة وعلى رأس أولئك ايران وحزب الله يدركون المقاصد والغايات ولذلك رغم الاستفزاز فهم ما زالوا يسيطرون على مقاليد الأمور وسيكونون حاضرين متى رأوا أن الحضور أصبح ملحاً وضرورياً وستكون المعركة وبالاً وخزياً وعاراً على اليهود وعلى كل من خطط لها ولا أرى أن الصهيونية العالمية ستبلغ غايتها من هذه الحرب ولكنها ستعلن وجود قوة إسلامية إقليمية تعيد التوازن السياسي والعسكري وتقلب الطاولة على النظام الدولي المتغطرس وتستعيد الأرض المغتصبة من الصهيونية العالمية , ومثل ذلك أقرب إلى حقيقة ما يجري اليوم في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، والله غالب على أمره ولو كره المشركون .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • أمريكا توقف ترحيل المهاجرين بالطائرات العسكرية.. لهذا السبب
  • أمريكا ترفض خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة
  • رئيس الوزراء البولندي: أمريكا أوقفت المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • بـ245 مليار دولار... الصين تعزّز قوتها العسكرية وتزاحم أمريكا | تفاصيل
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف عن المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن؟.. خبراء يجيبون
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
  • بعد مشادة البيت الأبيض.. أمريكا توقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتنتظر اعتذارا
  • بلومبرج: ترامب يوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟