الثورة نت:
2025-02-02@21:49:12 GMT

محاولة لفهم ما يجري في غزة 

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

 

القضية الفلسطينية قضية عربية محورية لا يمكن التفريط فيها، هذا من حيث المبدأ وتفسير وتحليل ما يجري من الضرورة بالمكان الذي يجعلنا ندرك ما يُحاك حولنا من مؤامرات، فالقضية بكل تجلياتها تبدو لي اليوم مختلفة عن أي وقت مضى من العمليات العسكرية المقاومة للكيان الصهيوني والتي تهدف إلى التأكيد على الأحقية في الأرض، وفي تأكيد الهوية العربية والإسلامية على فلسطين ومقدساتها , فالمؤشرات التي تخرج من أروقة الاحتلال على لسان الكثير من المسؤولين والكتاب والمحللين السياسيين تقول إن الحرب ليست بين حماس واسرائيل ولكنها حرب دولية بتحالف سني وأمريكي ضد ايران وروسيا والشيعة – هكذا ورد على لسان أحد قادة إسرائيل  في قناة الحرة –  ولعل الرموز الأكثر وضوحا تبدو من خلال حركة الأرض وتفاعل البيت الأبيض واستنفاره لكل مقدراته العسكرية والتحرك إلى البحر المتوسط بالقرب من بؤرة الصراع وهو متواجد مسبقا لكنه أرسل تعزيزات عسكرية حيث تحركت أكبر حاملات الطائرات إلى المنطقة وشكلت جسراً جوياً لنقل السلاح الذي تريده إسرائيل وشكل البيت الأبيض غرفة عمليات مباشرة تدير الحرب إعلامياً وسياسياً وعسكرياً , وثمة ظهور مكثف للرئيس الأمريكي متحدثاً حول ما يجري وهو أمر لم يكن معهوداً , فالدعم المعلن والمباشر لم يكن بكل هذا الوضوح والصراحة في سالف السنين والأعوام , ويبدو أن ثمة تحالفاً وفق المؤشرات التي تخرج على لسان المحللين السياسيين من الكيان الغاصب قد أبرمت , كما أن سيناريو العملية العسكرية الذي قامت به حماس لا أستبعد أن يكون خرج من البنتاغون بحكم التعاون بين حركة الإخوان وأمريكا، وهو تعاون تم رفع الغطاء عن كثير من تفاصيله في السنوات الماضية وفي هذه الفترة التي تشهد فيها أمريكا صراعاً سياسياً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي , ولعل ترامب كان أكثر وضوحاً وهو يعبر عن هذا التوافق بين الإخوان والبيت الأبيض .

أمريكا في ظني تريد أن تهرب من هزيمتها في أوكرانيا إلى فلسطين، ولذلك ألقت بكل ثقلها العسكري في البحر المتوسط، إذ عززت تواجدها بحاملة الطائرات الأولى في العالم أيزنهاور , وهي بذلك تريد تعزيز مكانتها العسكرية في الخارطة العربية وتمنع روسيا والصين من تحقيق أي مكاسب خاصة، وحرب أوكرانيا قد تركت فراغات للروس وللصين فنفذوا منها وتجلى ذلك في ابرام اتفاقات ونشاط دبلوماسي للصين ومن نشاط عسكري للروس وتواجد في سوريا , هذا الأمر يقلق أمريكا بعد أن شعرت أن العالم يضطرب ويتزلزل ويكاد زمامه يفلت من يدها . لذلك فالسيناريو المتوقع لما يحدث في غزة من حرب هو الضغط العسكري على غزة وحصارها المشدد حتى يضطر السكان للنزوح لسيناء وبحيث تصبح سيناء وطنا بديلا للغزاويين وتضع إسرائيل يدها على غزة حتى تضمن أمنها واستقرارها وتمنع أي تهديد لها يقلق وجودها من غزة حتى تفرغ طاقتها الدفاعية باتجاه لبنان وحزب الله , هذا هدف والهدف الثاني وهو المهم ،التبرير لإعادة الانتشار العسكري في البحر المتوسط والبحر الأحمر والسيطرة على الممرات المائية، أما الهدف الثالث فهو هدف قديم /جديد  وهو إعادة تقسيم خارطة الوطن العربي على أسس طائفية وعرقية وثقافية من أجل شرعنة وجود دولة لليهود في فلسطين لها حق الوجود . اليوم المواقف العربية متباينة وليست موحدة كما جرت العادة عليه، فالموقف مما يجري في غزة متباين وهذا التباين جعل الترسانة العسكرية الصهيونية تستخدم كل أسلحة الدمار الشامل وتبيد أحياء بكاملها في غزة وربما قد يصل الأمر إلى تدمير غزة بكاملها ومحوها حتى تصبح أثراً بعد عين إذا استمرت في الصمود لفترة أطول مما يتوقع بعد الضغط العسكري والحصار المطبق ولم يتمكن المدنيون من النزوح إلى سيناء أو حاولت السلطات المصرية منع التدفق البشري اليها من غزة . مصر اليوم واقعة بين نارين , نار الاستهداف لها من قبل القوى العالمية وإسرائيل ونار الموقع الجغرافي والموقف الأخلاقي مما يحدث , وهي تدرك حجم الكارثة التي سوف تنتظرها في قابل الأيام , لكنها مهما مانعت أو عملت على الحد من التدفق البشري اليها إلا أنها ستكون مضطرة في نهاية المطاف إلى فتح منافذها أمام النازحين والهاربين من نيران الحرب من المدنيين في غزة , وبمثل ذلك تكون إسرائيل قد حققت هدفاً من هذه الحرب التي يصرح الكثير من المسؤولين أنها حرب عالمية وليست  حرباً بين حماس وإسرائيل . وفي ظني أن الحشد العسكري الذي تعمل أمريكا على تواجده في المنطقة ليس الهدف منه حماس بسبب قيامها بنشاط عسكري معاد لإسرائيل،  فالأمر لا يستدعي كل هذا الاستنفار العالمي ولا كل ذلك السلاح المتدفق براً وبحراً وجواً من أمريكا إلى اسرائيل بل الهدف منه محور المقاومة الإسلامية وعلى رأس المحور ايران، وقد بدا واضحاً من خلال تصريحات البيت الأبيض وتحذيرات بايدن نفسه وتصريحات الكثير من مسؤولي الكيان الصهيوني في أسبوع الحرب الأول .  كل حركات المقاومة ذات النزعة التحررية والمعادية للنظام الدولي الرأسمالي هي اليوم من أهداف أمريكا العسكرية , فأمريكا تريد عالما لا ينازعها حرية القرار في إدارة العالم، ولذلك نراها اليوم بعد أن تعالت الأصوات التي تنادي بعالم متعدد الأقطاب تتصرف بهستيريا وقلق واضطراب وكادت أن تفقد مقاليد سيطرتها على العالم . فالشرارة التي انطلقت من غزة صباح سبتهم سيكون لها نتائج عكسية , وأعتقد أن قادة محور المقاومة وعلى رأس أولئك ايران وحزب الله يدركون المقاصد والغايات ولذلك رغم الاستفزاز فهم ما زالوا يسيطرون على مقاليد الأمور وسيكونون حاضرين متى رأوا أن الحضور أصبح ملحاً وضرورياً وستكون المعركة وبالاً وخزياً وعاراً على اليهود وعلى كل من خطط لها ولا أرى أن الصهيونية العالمية ستبلغ غايتها من هذه الحرب ولكنها ستعلن وجود قوة إسلامية إقليمية تعيد التوازن السياسي والعسكري وتقلب الطاولة على النظام الدولي المتغطرس وتستعيد الأرض المغتصبة من الصهيونية العالمية , ومثل ذلك أقرب إلى حقيقة ما يجري اليوم في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، والله غالب على أمره ولو كره المشركون .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم

نشر موقع "موندويس" الأمريكي، تقريرًا، سلّط فيه الضوء على مؤسسة "هند رجب" التي تأسّست عقب استشهاد الطفلة هند رجب في غزة، بقصف للاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أنها تسعى لمحاكمة الجنود الإسرائيليين المتّهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، مستندة إلى أدلة تشمل منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "الطريقة التي قُتلت بها الطفلة هند رجب مروعة؛ حيث وُجدت بالمقاعد الخلفية من سيارة محطمة، على بعد أمتار من دبابة ميركافا إسرائيلية"، مضيفا: "وُجدت عمتها وعمها مقتولين في المقعدين الأماميين، وأربعة من أبناء عمومتها ينزفون بجانبها".

وتابع: "كانت تتوسل لموظفة فلسطينية على الطرف الآخر من خط هاتف خلوي، وتبكي خوفا، ثم في لمح البصر، تمزقت لأشلاء بوابل طلقات الرشاشات الإسرائيلية"، مردفا: "استشهدت هند رجب قبل سنة، وكانت في السادسة من عمرها، والآن تسعى المؤسسة التي تحمل اسمها إلى تحقيق العدالة".

"ليس فقط من أجل هند، ولكن من أجل عدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي" بحسب التقرير نفسه.


ملاحقة الجنود كأفراد
أضاف الموقع أن المؤسسة لا تلاحق دولة الاحتلال الإسرائيلي، بل تتبع نهجًا مختلفًا بملاحقة الجنود الإسرائيليين كأفراد. وحدّدت المؤسسة التي تتخذ من بروكسل مقرًا لها، في ملف قدمته إلى المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هويّة ألف جندي إسرائيلي تعتقد أنه يجب على المحكمة مقاضاتهم.

وأبرز التقرير: "استنادًا إلى 8000 دليل، بما في ذلك منشورات الجنود أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي من غزة المدمرة"، مشيرا إلى أنه: "من الممارسات التي تباهى بها المجنّدون والضباط الإسرائيليون على فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك وتلغرام وغيرها: القصف العشوائي".

"القتل المتعمد للمدنيين، بمن فيهم العاملون بالمجال الطبي والصحفيون والمدنيون الذين يلوحون بالرايات البيضاء؛ والتدمير الوحشي للمنازل والمستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد؛ والتجويع القسري والنهب" أبرز التقرير ما كان يتباهى به المجنّدون والضباط الإسرائيليون.

وأوضح محامي المؤسسة هارون رضا، أنّ: "مؤسسة هند رجب تراقب جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، بمساعدة شبكة من النشطاء والمحامين حول العالم"، مضيفا أنّ: "المؤسسة لديها شبكة كبيرة جدًا من المحققين في الداخل والخارج".

وتركز المؤسسة، وفق المحامي نفسه، على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للجنود الذين خدموا في غزة منذ بدء الحرب، قبل خمسة عشر شهرًا، ويقول هارون إنّ: "جميع هؤلاء الجنود لديهم حسابات على التواصل الاجتماعي، وكان العديد منهم يضعون صورًا جماعية ويُظهرون أماكنهم وممارساتهم خلال الحرب".

إلى ذلك، تقوم المؤسسة بتوثيق التواريخ والأوقات والمواقع في غزة، ثم تقارنها مع منشورات أخرى للجنود، سواء مقاطع الفيديو أو الصور.


توثيق الجرائم
ذكر الموقع أن القادة العسكريين الإسرائيليين أمروا الجنود بالتوقف عن التباهي بجرائمهم خوفًا من تعرضهم للاعتقال أو الملاحقة القضائية أثناء سفرهم إلى الخارج.

وقال هارون رضا إنّ: "قيادة الجيش لم تطلب من جنودها رسميًا التوقف عن ارتكاب جرائم الحرب، لكنهم طلبوا منهم التوقف عن نشر تلك الممارسات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أن القادة يعرفون ما يفعله الجنود ولا يشعرون بالخجل من ذلك، لكنهم لا يريدون أن يتورط الجنود في أي ملاحقات قضائية".

وأضاف رضا أنه: "من المثير للاهتمام أنهم بدأوا يحذفون كل المنشورات، لكنهم لا يعلمون أن الإنترنت له ذاكرة طويلة وأنه كان هناك ما يكفي من الوقت لتوثيق الجرائم"، مؤكدا أن "المؤسسة لديها قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات التي تم التحقق منها أكثر من مرة، وتلك البيانات تشكل أدلة لرفع قضايا ضد الجنود المتورطين".

واسترسل: "من بين ألف جندي وردت أسماؤهم في ملف مؤسسة هند رجب للمحكمة الجنائية الدولية، مجموعة من الضباط والقادة، بما في ذلك ثلاثة وثلاثون جنديًا يحملون الجنسية الإسرائيلية وجنسية أخرى، ومنهم أكثر من عشرة جنود من فرنسا والولايات المتحدة، وأربعة من كندا، وثلاثة من المملكة المتحدة، واثنان من هولندا".

إثر ذلك، أرسلت المؤسسة، قائمة بأسماء الجنود الإسرائيليين إلى عشر دول مختلفة يعتبرها الجنود الإسرائيليون وطنهم الأم، أو يتّجهون إليها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وهي دول تمارس الولاية القضائية العالمية على أخطر الجرائم الدولية.

وأوضح رضا أنّ: "المؤسسة تقوم بالتحقق من المناطق التي يسافر إليها الجنود المتورطون، ومن نمط الرحلات الجوية الأكثر شيوعًا، ثم رفع قضايا بحقهم"؛ موضحا أنه: "تم تقديم شكاوى في النمسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والسويد وتايلاند والإكوادور".

واعتبر رضا أنه: "رغم فشل العديد من محاولات الاعتقال بعد أن تم إبلاغ الجنود بأنهم ملاحقون ونجحوا في الفرار، فإن نجاح عملية الاعتقال مسألة وقت فحسب".

وتستهدف المؤسسة أيضًا المتواطئين والمحرضين على جرائم حرب الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة، ومن بين هؤلاء جمهور فريق "مكابي تل أبيب" لكرة القدم، الذين قاموا بأعمال شغب بأمستردام في الخريف الماضي، وحاخام ينتمي للواء جفعاتي الإسرائيلي، تفاخر بتدمير أحياء كاملة في غزة، وأيّد قصف المدنيين الفلسطينيين.



شعور زائف بالأمان
أضاف رضا بأن "الجنود الإسرائيليين أصبحوا مثل مجرمي الحرب النازيين الذين هربوا إلى باراغواي أو كندا أو أوروبا وكان لديهم شعور زائف بالأمان"، مؤكدا أن "المؤسسة تتعقبهم وتستطيع مقاضاتهم في حال الذهاب إلى أي دولة ذات اختصاص قضائي عالمي أو أي دولة توافق على ملاحقتهم قضائيًا".

ويعتقد هارون أن "المسؤول عن قتل هند رجب سيمثل أمام العدالة، لأن جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم عندما تكون هناك ولاية قضائية عالمية، وهذا يعني أنه حتى لو تم اكتشاف المسؤولين عن الجريمة بعد عشرين سنة، سوف تتمكن المؤسسة من ملاحقتهم".

إلى ذلك، خلص التقرير بأنّ: "القائمون على المؤسسة بأنهم لن يرتاحوا حتى ينالوا من جميع مرتكبي جرائم الحرب في غزة، بمن فيهم المسؤولون عن مقتل هند رجب".

مقالات مشابهة

  • بيونج يانج: أمريكا أكبر تاجر حرب في العالم ومساعداتها العسكرية لا يمكنها إنقاذ كوريا الجنوبية
  • الشرع يجري أول زيارة خارجية إلى السعودية اليوم
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • اليوم.. رئيس الوزراء يجري جولة تفقدية في عدد من المستشفيات
  • واشنطن.. العثور على الصندوق الأسود للمروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة قرب مطار ريجان
  • التوترات العسكرية تتصاعد في مأرب اليمنية ومؤشرات على عودة الحرب
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • بالأرقام والتفاصيل.. الكشف عن كافة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني إسناداً لغزة
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • ‎أمريكا تعثر على الصندوقين الأسودين للطائرة التي تحطمت في واشنطن