رايتس ووتش تندد بحصار غزة.. والقطاع يدخل مرحلة الانهيار الصحي الكبير
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، من حصار قطاع غزة، وقطع شريان الحياة عنه في ظل الأزمة الإنسانية سيكون مدمرا، قبل أن تعلن وزارة الصحة في القطاع أن منظومتها "دخلت مرحلة الانهيار الكبير".
في حين أفادت مجموعة من الخبراء المستقلين في الأمم المتحدة بأن الغارات الإسرائيلية على غزة ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي.
ووصفت المنظمة الحقوقية، في بيان نشرته، قطع الحكومة الإسرائيلية الكهرباء والوقود والماء والغذاء عن غزة بـ"الحصار الشامل".
وقالت، إن "التصريحات الأخيرة لبعض الحكومات الأوروبية بشأن تجميد مساعدات التنمية لفلسطين تبعث على قلق عميق".
وأوضحت أنه تم إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعد أن نفد الوقود اللازم، وانقطعت خدمة الإنترنت أيضا، وبالتالي قد تتعطل آبار ضخ المياه في المنطقة، وهذه الأعمال قد تفاقم الوضع في غزة، التي تعيش في ظروف مزرية أصلا بعد 16 عاما من القيود المدمرة.
اقرأ أيضاً
غزة تواجه أزمة إنسانية عميقة.. والصليب الأحمر: الوضع كارثي ويتجه إلى الانهيار الكامل
وأشار البيان إلى أن "حرمان جميع سكان غزة من الكهرباء والوقود بسبب أعمال ارتكبها أفراد هو شكل من أشكال العقاب الجماعي".
وأكد البيان أن السلطات الإسرائيلية المحتلة لغزة تتحمل واجب ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان بموجب القانون الدولي، لكن بدلا من ذلك، دأبت هذه السلطات منذ 2007 على إدارة غزة باعتبارها "سجنا في الهواء الطلق"، وفرضت قيودا كاسحة على حركة الأشخاص والبضائع.
ومنذ السبت، أعلنت إسرائيل الحصار الكامل على قطاع غزة فقطعت الكهرباء والوقود ومنعت إدخال المواد الغذائية والوقود والمساعدات له.
يأتي ذلك في وقت أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، الخميس، أنّ "ساعات تفصل عن وقف الخدمات في مستشفيات غزة"، مؤكّدًا أنّ المنظومة الصحية في القطاع "دخلت مرحلة الانهيار الكبير".
وأضاف القدرة، في مقابلة مع قناة "الميادين"، أنّ «الأدوية شارفت على النفاد"، وأنّ الأقسام المنقذة للحياة فقط لا تزال تعمل في المستشفيات نتيجة نقص الوقود.
اقرأ أيضاً
بعد نزوح 200 ألف.. الأمم المتحدة تحذر من تبعات حصار غزة
وأشار إلى أنّ "المرضى والجرحى في مستشفيات غزة يفترشون الأرض، فلا أسرّة في أقسام العناية الفائقة، فيما الطوابير تنتظر أمام غرف العمليات".
في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.
وقالت أيضا مجموعة من الخبراء المستقلين في الأمم المتحدة، إن الغارات الإسرائيلية على غزة ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وإن التجويع المتعمد وحجب الإمدادات الأساسية كالغذاء والماء والكهرباء والأدوية عن غزة يعد جريمة ضد الإنسانية.
وأشارت المجموعة إلى أن إسرائيل لجأت إلى شن هجمات عسكرية عشوائية على الفلسطينيين المنهكين بالفعل في غزة، ولا يوجد أي مبرر للعنف الذي يستهدف مدنيين أبرياء بشكل عشوائي، سواء من جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو القوات الإسرائيلية، على حد تعبيرها.
وشددت على أن هذا الأمر محظور تماما بموجب القانون الدولي، ويصل إلى حد جريمة حرب، وطالبت بالوقف الفوري لانتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ودعم تحقيق في الانتهاكات التي بدأت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
اقرأ أيضاً
أدرعي: إسرائيل تطبق حصارا محكما على غزة وخيار العملية البرية وارد بقوة
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: رايتس ووتش إسرائيل حصار غزة القطاع الصحي حصار غزة قطاع غزة طوفان الأقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحليل إخباري: فوز ترامب هو الانتصار الكبير لـ نتنياهو
نتيجة الانتخابات الأمريكية لها تأثير كبير على الشرق الأوسط، وتعتبر فوزًا كبيرًا لبنيامين نتنياهو. هذه النتيجة لديها القدرة على تغيير خريطة الشرق الأوسط، إلى حد كبير على حساب الشعب الفلسطيني، وفق تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وكانت إدارة جو بايدن قد أجلت فرض أي ضغط حقيقي على رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى بعد الانتخابات، رغم ازدياد إحباطها منه في عدة قضايا: منع دخول المساعدات إلى غزة، حملته ضد الأمم المتحدة، عرقلة صفقة "الأسري مقابل السلام"، ودعمه للحكومة للمستوطنين المسلحين في الضفة الغربية المحتلة.
وتوسل الديمقراطيون التقدميون إلى بايدن لاستخدام نفوذه طوال الـ13 شهرًا من العدوان علي غزة. وساهم الغضب من استخدام القنابل الأمريكية لتدمير غزة - في ميشيجان، التي تضم أكبر تجمع للعرب الأمريكيين في الولايات المتحدة، وفي أماكن أخرى - في هزيمة كامالا هاريس. الآن، حتى إذا تم تحرير نفوذ أمريكا في المنطقة بشكل كامل، فسيكون قد فات الأوان لتحقيق أي تأثير ملموس.
وكان نتنياهو من أوائل قادة العالم الذين اتصلوا بترامب لتهنئته أمس الأربعاء. وعلى منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتيجة الانتخابات الأمريكية بأنها "أعظم عودة في التاريخ!" و"نصر كبير".
وجاءت عودة ترامب جاءت في وقت كانت تظهر فيه أولى علامات الضغط الحقيقي على إسرائيل من إدارة بايدن. فقد كتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، إلى الحكومة الإسرائيلية الشهر الماضي يوضحان عرقلة إسرائيل للمساعدات الإنسانية إلى غزة ويتحديان جهودها لإغلاق وكالة الأمم المتحدة للإغاثة، الأونروا. وأعطت الرسالة لإسرائيل مهلة 30 يومًا، حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لتغيير مسارها أو مواجهة قيود بموجب القانون الأمريكي على توريد الأسلحة الأمريكية.
وتنتهي المهلة في 12 نوفمبر الجاري، وفي ذلك الوقت قد تقيد الولايات المتحدة تدفق الأسلحة عندما لم يعد هناك أي خطر انتخابي. ولكن في ظل نتيجة الانتخابات الأمريكية، سيكون لذلك تأثير ضئيل أو معدوم على حكومة نتنياهو، حيث يمكنه ببساطة الانتظار حتى تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل.
ومن المؤكد أن الإدارة القادمة لن تدافع عن الأونروا. فقد قطع ترامب تمويل الوكالة في عام 2018 ولم يتم استعادته إلا على يد بايدن بعد ثلاث سنوات. وقد تواجه الأمم المتحدة وجهود الإغاثة في المنطقة أزمة تمويل.
كما أن عودة ترامب تزيل حاجزًا كبيرًا أمام سيطرة إسرائيل الكاملة وإمكانية ضم جزء من غزة والضفة الغربية. لقد أثبت الرئيس المنتخب الجديد أنه غير متأثر بأعباء القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي عندما يتعلق الأمر بالأراضي. فقد اعترفت إدارته بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في عام 2019.
ليس من الواضح من الذي سيقود سياسة الشرق الأوسط في إدارة ترامب الجديدة، ولكن من بين المقربين من الرئيس المنتخب يوجد داعمون بارزون لحركة الاستيطان، مثل صهره جاريد كوشنر (الذي تحدث عن إمكانيات عقارية على "الواجهة البحرية" في غزة) والسفير السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي كانت طلبه للحصول على وظيفة جديدة في الإدارة القادمة على شكل كتاب يشيد بحق إسرائيل الإلهي في السيطرة على الضفة الغربية.
من جانبه، قال يسرائيل جانتس، رئيس مجلس المستوطنات "يشع"، في بيان يرحب بانتخاب ترامب: "التهديد بإنشاء دولة فلسطينية قد زال من الطاولة. هذه لحظة تاريخية وفرصة لحركة الاستيطان".
عودة ترامب لا تعزز فقط القضية التوسعية، بل تعزز أيضًا مكانة نتنياهو في السياسة الإسرائيلية ومن المرجح أن تسرع من تحركاته نحو تحويل إسرائيل إلى دولة أكثر استبدادية. في هذا الصدد، لن يسمع، على سبيل المثال، شكاوى من واشنطن حول حملته لتقليل قوة واستقلالية القضاء.
كما أوضح الرئيس العائد أنه يريد إتمام صفقة سريعة في لبنان، إذا لم يتم التوصل إلى واحدة خلال الأشهر الأخيرة من ولاية بايدن. الأهم من ذلك، لا يمكن لنتنياهو أن يكون متأكدًا من أن ترامب سيدعم أولويته الاستراتيجية، وهي حرب لتدمير البرنامج النووي الإيراني.