وزير خارجية الأردن يحذر من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
حذر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر وترحيل الأزمة إلى دول الجوار.
وشدد الصفدي -في اتصالات هاتفية مع عدد من نظرائه، طبقا لبيان وزارة الخارجية مساء اليوم، الخميس، على أن كل الدول العربية أكدت أنها ستتصدى جماعياً لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم (الترانسفير) في اجتماع وزراء الخارجية الطارئ أمس، وحذرت من أي محاولات لمفاقمة قضية اللاجئين الذين يجب تلبية حقهم في العودة والتعويض في إطار حل شامل للصراع يعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأشار إلى أن أهل غزة أطفالاً وشيوخاً ونساءاً يستحقون من المجتمع الدولي كله تحركاً فورياً لحمايتهم وتوفير احتياجاتهم الغذائية والدوائية والإنسانية، في الوقت الذي تتعمق فيه معاناتهم نتيجة التصعيد الخطير منذ بداية الأسبوع والحرب المستعرة على غزة.
وطالب الصفدي، بالسماح الفوري بإيصال المساعدات الغذائية والماء والوقود والكهرباء إلى غزة لأنه مسؤولية أخلاقية وقانونية على المجتمع الدولي برمته، وأن حرمانهم من متطلبات الحياة الأساسية هذه خرق واضح للقانون الدولي الإنساني وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة، وتجاوز على كل القيم والمبادئ الإنسانية.
وقال الصفدي إن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأنروا)، التي باتت مدارسها ملاجئ للغزيين الفارين من جحيم الحرب، تقوم بجهود غير مسبوقة على الأرض لمساعدة المدنيين، لكنها لا تملك الإمكانات والتمويل اللازم لأداء واجبها، ما يفرض على المجتمع الدولي توفير ما تحتاجه من دعم فوري.
وأضاف الصفدي أن الدول العربية دانت في قرار الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، أمس، قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم، وأكدت ضرورة حمايتهم انسجاماً مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وطالبت بالإفراج عن المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين.
كما شدد على أن المطالبة بحماية المدنيين من الجانبين وإدانة قتلهم واستهدافهم ورفض تجويعهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، يجب أن يكون موقفاً دولياً جامعاً لا يميز على أساس الجنسية أو الهوية.
وتابع الصفدي أن رفض الحرب والعنف ضد المدنيين بكل أشكاله وإدانتهما موقف ثابت للأردن، الذي عمل ويعمل دوماً من أجل السلام والاستقرار وتغليب لغة الحوار.
ولفت الصفدي إلى أن وحده السلام العادل والشامل، الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين، سيحقق الأمن والاستقرار للفلسطينيين ولإسرائيل ولكل دول المنطقة وشعوبها، وسيجعل عبثية العنف والحرب والتطرف قناعة راسخة لدى كل شعوب المنطقة.
وحذر الصفدي من خطورة استمرار تدهور الأوضاع وتمدد ساحات العنف والحرب وأثرها الكارثي على المنطقة برمتها وعلى الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وشدد الصفدي على ضرورة أن يفكر الجميع عميقاً وطويلاً بالتداعيات الكارثية لما يجري حالياً وبعد أن تفيق المنطقة والمجتمع الدولي كله على حال الدمار والمعاناة والبؤس وفقدان الأمل التي يدفع التصعيد الحالي المنطقة نحوها.
وشملت اتصالات الصفدي الهاتفية اتصالاً مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، ووزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، ووزيرة خارجية مملكة النرويج أنيكن هويتفلدت، ووزير خارجية الجمهورية التركية هاكان فيدان.
كما أجرى الصفدي مشاورات مع وزير الخارجية سامح شكري ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية في مملكة البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية في المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة في الخارج في المملكة المغربية ناصر بوريطة.
وبتوجيه من الملك عبد الله الثاني يتابع الصفدي اتصالات مكثفة مع نظرائه لإطلاق تحرك فوري لإنهاء التصعيد والحرب وتوفير الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر غزة وزير خارجية الأردن دول الجوار تهجير الفلسطينيين ووزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟
شكّل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة، "حبة النشوة" التي لم يكن اليمين الإسرائيلي يعرف أنه يحتاج إليها، والجرعة التي كان يريد أن يتناولها، وفيما ركض بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة لمدح صديقه الحقيقي في البيت الأبيض، فقد أعلن رئيس الكنيست أمير أوحانا أننا أمام "فجر يوم جديد"، أما إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش فسارعا لإحضار الشمبانيا والكؤوس لشرب نخب الانتصار.
وأكد دان بار-نير، المستشار السياسي السابق، والمتخصص بدراسات الشرق الأوسط، أن "ردود الفعل في صفوف المعارضة على خطة ترامب تراوحت بين التلعثم والصمت، وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد على فيسبوك أن "هذا كان مؤتمرا صحفيا جيدا لإسرائيل"، أما وزير الحرب ورئيس الأركان الأسبق بيني غانتس فكتب أن الفكرة "ستصمد أمام اختبار الواقع".
وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "رئيس الحزب الديمقراطي يائير غولان أعلن أنه فهم من تصريحات ترامب أن "جميع المختطفين يجب أن يعودوا الآن، فيما غضبت زهافا غالئون رئيسة حزب ميرتس السابقة عندما سمعت أن معارضة الترحيل تنبع من حقيقة أنه غير عملي، وليس أنه غير أخلاقي".
وأوضح أنه "عندما ننظر للابتهاج بين الائتلاف وأنصاره مقابل التذبذب بين ممثلي المعارضة التي تدّعي خلق بديل للحكومة، فربما يكون هناك سبب وراء نشر أن 70% من الجمهور يؤيد فكرة ترامب، ودعم شبه توافقي له، صحيح أنه تم انتخاب الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة بأغلبية أصوات الأمريكيين، لكنه في واقع الأمر يتمتع بشعبية أكبر بكثير بين الإسرائيليين، وفي استطلاعات مختلفة أجريت بينهم، أعرب 60-70% منهم عن تأييدهم له، مقارنة بـ53% من الأمريكيين، ويشعرون بأنه "جيد لإسرائيل".
وأوضح أن "هذا التأييد الاسرائيلي الجارف لترامب يعود للدعم الشعبي الذي يقدمه لمصلحتهم، والخط العدواني الذي يتخذه ضد إيران ووكلائها، وفي عالم يشعرون فيه بأن دولتهم معزولة في الساحة الدولية، لا يُنظر لتصريحات ترامب على أنها منارة ضوء في نهاية النفق، بل قوس قزح في يوم شتوي كئيب ممطر".
واستدرك بالقول أنه "رغم كل ذلك، فإن فكرة ترامب بتفريق الفلسطينيين في دول العالم العربي ليست فكرة سيئة من الناحية النظرية فحسب، بل فاشلة تاريخياً، لأن الملايين منهم فرّوا بالفعل لبلدان أخرى بعد حرب النكبة، خاصة سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية الخاضعة آنذاك لسيطرة الاحتلال".
وأكد أنه "في ظل الفقر والإهمال والشعور بالانتقام من الاحتلال، أصبحت مخيمات اللاجئين حاضنة للمقاومة، وهو عانى منه الاحتلال على مدى عقود من الزمن بسبب هجماتها المنطلقة من لبنان والأردن".
وأشار أننا "اليوم نشهد التأثير المتطرف المناهض للاحتلال القادم من مسلمي أوروبا، كما أن المظاهرات الضخمة المؤيدة لغزة وحماس، والعنف المنظم ضد الإسرائيليين، ومطاردة الجنود المسرّحين في الخارج، كلها أسباب تثير تساؤلات حول جدوى خطة تهجير ملايين الفلسطينيين في الشرق الأوسط ودول العالم، حتى قبل المناقشة الوهمية حول قضية طردهم من ديارهم دون أن يتحول ذلك لمذبحة جماعية".
وخلص الى القول أن "أي زعيم إسرائيل مهتم بتشكيل الحكومة المقبلة يجب أن يفهم أمراً واحداً، أن كل ما يتصل بمستقبل غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لن يناقش الجمهور الإسرائيلي القضايا الأخلاقية، لأنه غير مبالٍ بالمعاناة في غزة، لأنه يبحث عن الحلّ الأمني فقط، وسيتبع من يقدّمه، بغض النظر عن مدى أخلاقيته".