الجزيرة:
2024-12-26@15:42:24 GMT

لماذا يصاب بعض الأطفال بـ انهيار ما بعد المدرسة؟

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

لماذا يصاب بعض الأطفال بـ انهيار ما بعد المدرسة؟

تلاحظ بعض الأمهات تغييرا سلبيا كبيرا في سلوك الطفل ومزاجه بعد عودته من المدرسة. وعلى الرغم من أن الطفل يكون في أفضل حالاته السلوكية داخل المدرسة؛ فإنه بمجرد وصوله إلى البيت يصبح كرة كبيرة متأججة من العواطف، قد يصرخ أو يدخل في نوبات من الغضب.

ويوضح العلم أن ذلك النوع من السلوك ليس بالأمر غير المألوف، ويشير إليه بعض علماء النفس باسم "انهيار ضبط النفس بعد المدرسة".

وصاغت أندريا لوين مستشارة وخبيرة تربية الأطفال، وعضو الجمعية الكندية للإرشاد النفسي، مصطلح "انهيار ضبط النفس بعد المدرسة"، ويطلق عليه -أيضا- اسم "نوبة الغضب بعد المدرسة"، أو "الانهيار بعد المدرسة"، وهو يصف الحالة التي يظهر فيها الطفل، عادة في المرحلة الابتدائية، تحديات عاطفية وسلوكية؛ مثل: التهيج أو نوبات الغضب أو الانفجارات العاطفية أو الانهيارات بعد الانتهاء من يوم المدرسة.

ويذكر المستشار النفسي والأسري أحمد سريوي، أن الطفل يمر أثناء وجوده في المدرسة بسلسة متصلة من الحصص الدراسية التي تلزمه بالضبط والأدب، والهدوء وعدم الصراخ وعدم اللعب، والبقاء جالسا لمدة طويلة قد تمتد لأكثر من 6 ساعات.

الأطفال يواجهون تحديات عاطفية وسلوكية عادة في المرحلة الابتدائية؛ مثل: التهيج أو نوبات الغضب (شترستوك)

ويقول المستشار النفسي للجزيرة نت، إن كل ذلك يشكل ضغطا نفسيا كبيرا على الطفل، الذي لا يمتلك إلا أن يستجيب لكل هذا الضغط بالالتزام والهدوء، خاصة في ظل غياب الأبوين، "في الوقت الذي يتصرف فيه بقية الطلاب كما هو يفعل أيضا، فالبيئة المدرسية مختلفة تماما عن بيئة المنزل والشارع وغيرها، من ناحية الضبط والالتزام".

ويفسر د. أحمد سريوي حالة الغضب والانهيار التي تجتاح الطفل بعد المدرسة، بأن الطفل يشعر أنه قد خرج من الضغط إلى الراحة، ومن التقييد الى الحرية، "فما أن يصل البيت حتى يشعر بطاقة غضب كبيرة؛ فينفجر في أبويه بالصراخ، وأحيانا مع عدم قدرته على احتضانهم بسبب طاقة الغضب التي يعاني منها، فيغضب أكثر".

أسباب الانهيار بعد المدرسة

الحساسية الشديدة لدى بعض الأطفال: في حين أن "انهيار القيود بعد المدرسة" يمكن أن يؤثر في جميع الأطفال، إلا أنه يمكن أن يكون أكثر وضوحا عند الأطفال الحساسين الذين يعانون من مشكلات في التعلم أو التنشئة الاجتماعية، أو الذين شُخّصت إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد. وقد تؤدي المزيد من نقاط الضعف كذلك؛ مثل: قلة النوم أو الجوع أو الإفراط في التحفيز أو المرض، إلى فقدان الطفل -حتى الأكثر اعتدالا- السيطرة على نفسه في البيت.

وبجانب تأثير الجدول المدرسي على الطفل، والوقت الكبير الذي يقضيه بعيدا عن المنزل، وافتقاد الوالدين، والاضطرار إلى الجلوس لساعات، وتعلم الموضوعات الصعبة، مما يؤثر عاطفيا وجسديا فيه، ويذكر أحمد سريوي سببين مهمين إضافيين:

طريقة التعليم المدرسي: إن كانت الطرق تقليدية مقيدة للطفل فإن هذه الحالة ستزيد، ولكن لو كانت المدرسة تتبع إستراتيجيات التعلم الحديث -مثل: التعلم باللعب والمونتيسوري وغيرها-، فإن الطفل لن يشعر من الأساس بمشاعر التقييد وعدم الحرية، خاصة لطلبة الروضة والتمهيدي ورياض الاطفال.

غياب احتواء الأهل: عدم معرفة الأهل بطرق احتواء الطفل بعد عودته من المدرسة، لتجنب دخوله في تلك الحالة، قد يسهم بصورة كبيرة في حالات الانهيار بعد المدرسة لدى الأطفال.

من المهم إدراك أسباب انهيار الأطفال والتأكد من عدم وجود سبب شخصي مثل تعرض الطفل لمضايقات (غيتي) طرق للتعامل

تخفق بعض الأمهات في التعامل مع "انهيارات ما بعد المدرسة"، وتظل عالقة في دائرة من الغضب والغضب المقابل، دون القدرة على كسرها أو احتوائها. ويطرح الاستشاري النفسي والأسري أحمد سريوي عددا من النصائح حول كيفية التعامل مع تلك المشاعر المفاجئة بعد المدرسة:

تقبل تلك المشاعر: ومحاولة احتواء الطفل وتدريبه على التعبير عن مشاعره. إبداء التعاطف الإيجابي معه: من خلال الإقرار بأنه مرّ بيوم طويل ومرهق، ولا تبدأ بسؤاله عن المدرسة فورا. امنحه وقتا لتخفيف الضغط: إذ من المهم ألا تبدأ الأم مع الطفل في الدراسة فورا، من باب أنه ما زال في جو المدرسة ويتذكر ما درسه هناك، يجب على الأم أن تعطي الطفل فترة راحة يستشعر فيها الفصل التام عن البيئة المدرسية. الطعام: من المهم عند عودة الطفل إلى البيت أن يبدل ملابسه ويتناول الطعام، فقد يكون شعور الطفل بالجوع سببا كبيرا في غضبه دون أن يعلم ذلك. زيادة وقت اللعب: منح الطفل وقتا للعب لفترة مناسبة والاستمتاع ومشاركته ذلك، يكون له تأثير كبير لتفريغ التوتر والغضب. وبعد ذلك يمكن أن يبدأ الطفل الدارسة وحل الواجبات المدرسية. إدراك الأسباب التي تؤدي إلى وجود مثل هذه الحالة، والتأكد من عدم وجود سبب شخصي؛ مثل: تعرض الطفل لمضايقات، أو تنمر والتواصل مع المدرسة والمختصين إذا كان هناك سبب يستدعي ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بعد المدرسة

إقرأ أيضاً:

اختصاصية: ‏لابد من الانتباه لضرورة التواصل المستمر مع الطفل.. والطفل يتعلم من التصرفات التي يفعلها الأهل أمامه

المناطق_متابعات

قالت سارة السميحان – مدربة تعافي بالوعي الجسدي – إن الأمومة ليست مجرد عطاء الحنان والانتباه لتربية الطفل، ولكن على الأم مراعاة الاحتياجات النفسية للطفل.

وأضافت خلال حديثه في برنامج سيدتي عبر قناة روتانا خليجية، أنه لابد من تقديم الدعم النفسي للأم حتى تستطيع مواصلة دورها في تربية الأطفال وتلبية احتياجاتهم النفسية وغيرها.

أخبار قد تهمك “النمر”: الانفعال النفسي الشديد يهدد صحة القلب ويزيد خطر الجلطات 24 ديسمبر 2024 - 1:44 مساءً أستاذ بجامعة الملك سعود: العلا متحف مفتوح للعالم وبها آثار ما قبل التاريخ 24 ديسمبر 2024 - 1:34 مساءً

وأوضحت أنه يجب الانتباه لضرورة التواصل المستمر مع الطفل، مشيرا إلى أن الطفل يتعلم من التصرفات التي يفعلها الأهل أمامه.

وذكرت أنه ‏على الأم أن تثقف نفسها حول كيفية تربية الأطفال، لأن الأمومة حب فطري ولكن إذا لم تشعر الأم بالاحتواء لن تستطيع احتواء أولادها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 24 ديسمبر 2024 - 1:48 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد24 ديسمبر 2024 - 1:31 مساءًنائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة منوعات24 ديسمبر 2024 - 1:28 مساءًضيف برنامج خادم الحرمين الشريفين يشيد بجهود المملكة: رأينا تطورا كبيرا لم نشاهده في دول أخرى أبرز المواد24 ديسمبر 2024 - 1:27 مساءًمدرب البحرين: جاهزون لجميع الاحتمالات أمام العراق أبرز المواد24 ديسمبر 2024 - 1:25 مساءًحرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب 140 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر أبرز المواد24 ديسمبر 2024 - 1:21 مساءًنائب أمير الشرقية يستقبل وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية24 ديسمبر 2024 - 1:31 مساءًنائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة24 ديسمبر 2024 - 1:28 مساءًضيف برنامج خادم الحرمين الشريفين يشيد بجهود المملكة: رأينا تطورا كبيرا لم نشاهده في دول أخرى24 ديسمبر 2024 - 1:27 مساءًمدرب البحرين: جاهزون لجميع الاحتمالات أمام العراق24 ديسمبر 2024 - 1:25 مساءًحرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب 140 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر24 ديسمبر 2024 - 1:21 مساءًنائب أمير الشرقية يستقبل وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية "النمر": الانفعال النفسي الشديد يهدد صحة القلب ويزيد خطر الجلطات "النمر": الانفعال النفسي الشديد يهدد صحة القلب ويزيد خطر الجلطات تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • مستشفى أسوان الجامعي تحتفل بعيد ميلاد طفل لدعمه نفسيًا
  • «سلامة الطفل» تبدأ حملة «سلامتهم أولاً» بـ 20 فعالية
  • لعبة تسبب وفاة الأطفال| فما هي.. وهل متواجدة في منزلك؟
  • «سلامة الطفل» تبدأ حملة «سلامتهم أولاً» بأكثر من 20 فعالية
  • روتين العناية ببشرة الأطفال في فصل الشتاء.. «احمي ابنك من الجفاف»
  • من أجل تربية جيل سوي غير متطرف.. نصائح أستاذ طب نفسي للآباء والأمهات
  • رسالة أستاذ طب نفسي للوالدين: لا عقاب للطفل دون توضيح السبب المباشر
  • أستاذ طب نفسي: التفرقة بين الأبناء تسبب سلوك انتقامي من المجتمع
  • «القومي للترجمة» يوقع بروتوكولا لدعم الأطفال القراء
  • اختصاصية: ‏لابد من الانتباه لضرورة التواصل المستمر مع الطفل.. والطفل يتعلم من التصرفات التي يفعلها الأهل أمامه