“مواقع التراث العالمي في سورية تحت الخطر”.. ورشة عمل بين مديرية الآثار والمتاحف وكلية الهندسة المعمارية
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
دمشق-سانا
في إطار السعي المشترك بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية، وبالتعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة دمشق ممثلة بكلية الهندسة المعمارية، أقيمت اليوم ورشة عمل بعنوان “مواقع التراث العالمي في سورية تحت الخطر”، وذلك في القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق.
الورشة التي تناولت ثلاث رسائل ماجستير وأربع حلقات بحث مقدمة من طلاب السنة الأولى في كلية الهندسة المعمارية ركزت على المواقع التراثية العالمية الأثرية المهددة بالخطر في سورية، وهي: مدينة دمشق القديمة وقلعتها، ومدينة حلب القديمة وقلعتها وحي الجلوم، إضافة إلى مدينة حماة.
وكان موضوع المحور الأول في الورشة رسالة ماجستير بعنوان “خطة إدارة مخاطر الكوارث لموقع تاريخي مسجل على قائمة التراث العالمي .. الحالة الدراسية مدينة دمشق القديمة”.
وسلطت الباحثة المهندسة قمر خماش الضوء على الجانب التاريخي لمدينة دمشق القديمة ووصفها معمارياً وعمرانياً، ثم تناولت أهم المشاكل الموجودة ضمن المدينة القديمة وحللتها، لتصل في النهاية لمجموعة من المقترحات لحلها.
أما المحور الثاني فكان لرسالة ماجستير بعنوان “البعد الافتراضي في إدارة المواقع التراثية .. حالة دراسية دمشق القديمة”، تحدث فيها الباحث المهندس محمد عامر الزبيق عن توظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في إدارة المواقع التراثية، مشيراً إلى الأهمية المستفادة من استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد في بناء المواقع الأثرية، إضافة لاستخدام الواقع الافتراضي.
أما المحور الثالث فكان عن قلعة دمشق، وجاء كحلقة بحث مشتركة بين طلاب الدراسات العليا في السنة الأولى، وهم: ليلى أبو غوفة وليلى بلدي وياسر سلوطة وإياس أبو عوف، وانطلق البحث من الأضرار الناجمة للعدوان الإسرائيلي على قلعة دمشق بتاريخ 19 شباط 2023، وقدم عدة مقترحات للترميم ولمسارات الزيارة ضمن القلعة.
المحور الرابع كان رسالة ماجستير بعنوان “معايير الحفاظ وأولويات التدخل في مدينة حلب ما بعد الأزمة .. القلعة وحي الجلوم”، وقدمت الباحثة المهندسة أسماء الحمير لمحة عن حجم الأضرار التي تعرضت لها كلتا المنطقتين خلال الحرب، ومن خلال المعطيات وتحليلها خلصت الدراسة إلى تحديد المعايير وأولويات التدخل ومعيار اختيار المناطق الأثرية وطرق إعادة تأهيلها من خلال التوصيات التي خرجت بها الرسالة. وتناول المحور الخامس “أضرار مدينة حلب القديمة بعد زلزال شباط المدمر”، وكان حلقة بحث لطلاب الدراسات العليا في السنة الأولى، وهم: دعاء خبصة وراما الدرويش وريما جمعة وسيدرة شما ولارا دويدر ومهجة حاطوم، وقدم البحث عرضاً موجزاً عن أهمية مدينة حلب وما تعرضت له من أزمات عبر التاريخ، ثم ركز على الآثار الناجمة للزلزال على مدينة حلب القديمة.
وعلى ضوء الدراسة قدمت عدة مقترحات آخذة بعين الاعتبار الخطة الوطنية لترميم المواقع الأثرية في مدينة حلب، ومساهمةً في حلول للتسريع في إعادة تأهيلها.
أما المحور السادس فكان لمدينة حماة كموقع تراثي أثري مرشح ليكون على قوائم التراث العالمي، فكان بعنوان “أضرار مدينة حماة بعد زلزال شباط المدمر”، وقدم من خلال حلقة بحث لطلاب الدراسات العليا السنة الأولى، وهم: آية عبد الرحيم وماريا اليسع ومريم عثمان وصفا بزازة، وبدأ العرض بالتعريف عن مدينة حماة، تاريخها وموقعها وأهم القيم الموجودة فيها من تاريخية وعمرانية ومعمارية، ثم انتقل البحث لرصد المشكلات التي تعرضت لها المدينة خلال الحرب وبالزلزال الأخير، وفي نهاية المطاف قدم البحث مقترحات ترميم للمباني والأحياء المتضررة إضافة إلى تطويرها.
وفي تصريح لسانا أوضح المدير العام لمديرية للآثار والمتاحف محمد نظير عوض أن الأطروحات المقدمة اليوم يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في المشاريع المستقبلية المختلفة التي هي موضع اهتمام المديرية حالياً.
ولفتت المشرفة على الورشة المدرسة في كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق الدكتورة عبير عرقاوي إلى أهمية التعاون والتشارك بين الجهتين، كون المديرية العامة للآثار والمتاحف هي المسؤولة المباشرة عن الحفاظ على مواقع التراث العالمي الموجودة في سورية، وبالتالي يمكن توجيه مواضيع رسائل الماجستير أو الأبحاث التي يعمل عليها طلاب الدراسات العليا للمواضيع المهمة على الصعيد الوطني، والتي تندرج في إطار سعيها للحفاظ على التراث الثقافي الأثري في سورية.
مريم حجير
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الهندسة المعماریة الدراسات العلیا التراث العالمی السنة الأولى دمشق القدیمة مدینة حماة مدینة حلب فی سوریة
إقرأ أيضاً:
“بنان”.. جسر بين الماضي والمستقبل
للحرف اليدوية أهميتها الخاصة في كل ثقافات العالم، فهي تُشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وتعكس في مجملها صورة شاملة عن البُعد الثقافي الذي يتمتع به أي موطن بالعالم.
وفي معرض “بنان” الذي تنظمه هيئة التراث بواجهة روشن في الرياض، تظهر الحِرف اليدوية السعودية كرمز حي يعبر عن العمق الثقافي والحضاري للمملكة العربية السعودية. ويسلط المعرض الضوء على هذه الفنون التقليدية التي تناقلتها الأجيال؛ لتكون رابطًا متينًا بين ماضي وحاضر المملكة، وداعمًا أساسيًا لمستقبلها الثقافي.
وتعد الحِرف اليدوية جزءًا من التراث غير المادي للمملكة، متجذر في الهوية الوطنية، فتتنوع الحِرف بين حياكة السدو، وصناعة الفخار، والنقش على المعادن، وصناعة المجوهرات، والمطرزات التقليدية، إلى جانب الخط العربي، وغيرها العديد، فقطاع الحرف اليدوية بالمملكة يزخر بـ 51 حرفة تحمل في مجملها بصمة من تاريخ المناطق السعودية المختلفة، وتعبر عن بيئتها وثقافتها.
وتطوير الحِرف اليدوية بالقطاع التراثي في المملكة بطريقة تواكب حداثة العصر الحالي، مع الحفاظ على جوهرها التقليدي يُعد أحد أبرز أهداف معرض “بنان”، الذي يقدم الحرفيون والحرفيات في المعرض أعمالًا تمزج بين التراث والابتكار، مثل استخدام تقنيات حديثة في صناعة الفخار أو دمج الزخارف التقليدية مع تصميمات معاصرة تناسب الأذواق العالمية.
ولا تقتصر جهود هيئة التراث في معرض “بنان” في الحفاظ على الحِرف اليدوية فقط، بل تركز على نقلها للأجيال القادمة من خلال ورش العمل التفاعلية، وفي إحدى تلك الورش، يجتمع الأطفال لتعلم أساسيات صناعة مختلف الحرف، كما يتعلم الزوار من فئة الشباب خطوات تفصيلية عن تشكيل القطع الخوصية، أو تطعيم القطع القماشية بالزخارف التقليدية.
وتمثل الحِرف اليدوية فرصة اقتصادية مهمة للحرفيين ورواد الأعمال، ويتيح معرض “بنان” منصة لعرض منتجاتهم الحرفية وتسويقها لجمهور محلي ودولي، مما يسهم في دعم الاقتصاد الثقافي وتوفير دخل مستدام للحرفيين.
ومن خلال الجمع بين الحفاظ على التراث وتطويره، تسهم الحِرف اليدوية في تعزيز الاستدامة الثقافية، ويدعم “بنان” هذا التوجه من خلال تمكين الحرفيين، وتشجيعهم على ابتكار تصاميم تناسب متطلبات السوق الحديثة دون التفريط في القيم التراثية.
وفي معرض “بنان”، التراث السعودي شاهد على الجهود الوطنية للحفاظ على الهوية الثقافية، مع المضي قدمًا نحو المستقبل، ومن خلال الجمع بين التقاليد والابتكار، تتحول الحِرف اليدوية إلى لغة عالمية تعبر عن عمق الثقافة السعودية وتنوعها، مما يضمن استمراريتها كجزء حي من الهوية الوطنية.
ويشكل الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية منصة تؤكد أن الحِرف اليدوية ليست مجرد إرث اكتسبناه من الماضي، بل هي جسر يربط الأجيال ببعضها، ويعبر بالثقافة السعودية نحو مستقبل مليء بالإبداع.