كشفت روايات جنود إسرائيليين تفاصيل اللحظات الأولى لاختراق عناصر حماس الفلسطينية الجدار الفاصل فجر السبت 7 أكتوبر، حيث كان هؤلاء في نوبة حراسة عند انطلاق عملية "طوفان الأقصى".

ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن جنود إسرائيليين خدموا في مهمة مراقبة بالقرب من مستوطنة "ناحال عوز"، قولهم إن المقاومين اخترقوا السياج الفاصل بسرعة كبيرة، وسيطروا على قاعدة الجيش العسكرية لمدة 7 ساعات كاملة.

إقرأ المزيد توماس فريدمان: هجوم "حماس" أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل

بدورها، أكدت مجنّدة إسرائيلية أنه خلال إسقاط الصواريخ من قطاع غزة على تلك المستوطنة، والتي استمرت لمدة ساعة كاملة، احتمى الجنود بينما دخل عناصر المقاومة الفلسطينية إلى القاعدة.

وقالت المجندة: "ركضت حافية القدمين إلى الملجأ، وبعد ساعة، بدأنا نسمع أصواتا بالعربية، وشرعوا بإطلاق النار قرب المدخل".

وأضافت أن قاعدة الجيش الإسرائيلي تحوّلت لمدة ساعات إلى معسكر لعناصر حماس إلى أن استعادتها وحدة خاصة من الجيش.

لم أعتقد أنني سأرى شيئا كهذا 

وتقول مجندة إسرائيلية أخرى: "لم أكن أعتقد أبدا أنني سأرى شيئا كهذا خلال المراقبة. لقد بذلت قصارى جهدي حتى أصاب قناص نظام المراقبة".

إقرأ المزيد العاروري: خطة المقاومة الدفاعية أقوى من خطتها الهجومية وجميع الاحتمالات مفتوحة

وتابعت مجندة ثالثة كانت متمركزة في نقطة مراقبة قائلة إن المقاومين بدأوا بإطلاق النار على كاميرات المراقبة، ووصل الأمر إلى نقطة لم يعد بإمكاننا فيها مراقبة الحدود.

وأوضحت أن "التقارير بدأت تصل عن تسلل شمل حشودا من المقاومين، شيء جنون، وقيل لنا إن خيارنا الوحيد هو… الركض إلى غرفة العمليات للنجاة بحياتنا".

واختتمت بأن قوات الأمن الاسرائيلية لم تكن تعرف من أين تبدأ.. كان هناك الكثير من المسلحين، وأشياء كثيرة تحدث.

المصدر: وكالة معا الإخبارية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام

إقرأ أيضاً:

طوفان تغيير المعادلات والموازين

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

تتداخل الأحداث في المنطقة، جريمة الإبادة مُستمرة في غزة، وبدأ "طوفان الأقصى" في استعادة مظهر عنصر استرجاع القضية الفلسطينية على خريطة الساحات الإقليمية والدولية، ليذكر العالم الغني بالأحداث، بأنَّ الشعب الفلسطيني ينشد حريته، والقضية في يده، ليس عند سواه، وطوفان مُقاومته يُؤسس لحركة تحرر تستبدل فصائل المقاومة المتعددة، والنتائج المترتبة تهيئ الظروف من الناحية السياسية، إلى جانب نمو قطب المُقاومة حول التحرر.

والأقصى بالنسبة للشعب الفلسطيني والشعوب الحرة، هو الخط الأحمر، ومدينة القدس هي مفتاح السلام والأمن الدوليين، لما كان من المستحيل أن يكون هناك مكان أكثر أهمية للعالمين الإسلامي والمسيحي من بيت المقدس... لا بد لنا أن نقف على مدلولات "عملية طوفان الأقصى" لربط مضمون العملية بالمشاعر، إن كانت سلبية أم إيجابية... لا بد أن حدثًا ما أو أشياء أدت إلى العمل العسكري المقاوم. المعاناة آلت إلى ما توصلت إليه وحدة المقاومة، تحولت إلى جيش تحرير شعبي، تجاوزت مفهوم فصائل منفردة. هناك نقطة أخرى لا بد من لفت النظر إليها، أن "العملية" قد نجحت في كسب معركة الوعي، عرفت بالقضية، المقاومة هي درجة طوفانها، باعتبار أن طوفان الأقصى عتبة التحرير.

وإذا نظرنا إلى "طوفان الأقصى" من الناحية العملياتية، نجده عبارة عن فعل عسكري مقاوم للاحتلال، مطالب بالتحرير... وهنا لا بُد لنا أن نقف أيضاً على مدلول العملية، لنلاحظ أن قادة المقاومة اختاروا لها اسمًا مرتبطًا مع مضمون المعاناة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بدءا من الأمواج العاتية للمشاعر، التي هي عبارة عن نتيجة لما قبل عملية طوفان الأقصى. وهذا ما كشفته وتكشفه جريمة الإبادة الجارية في غزة؛ فالدلالة بارزة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمكان الذي احتله الكيان الغاصب، وبمشاعر سابقة أدت إلى طوفانها.

لقد عانى الفلسطينيون معاناة في صميم حياتهم الدينية والدنيوية، آلت بهم هذه المعاناة إلى عملية عسكرية لم تكن نكرة، بل نتيجة لما أظهره الكيان الغاصب من عجرفة وتغول في العديد من الأمور، قتل وتهجير، وممارسة عنصرية، وتدنيس للمقدسات... من هنا تجدر الإشارة إلى أن قادة المقاومة قد أحسنوا الاختيار من حيث الشعور والحس، ومعنى "طوفان الأقصى"، كونه مجموعة أمواج عاتية من القهر والتنكيل، أدت إلى فوران كبير بحجم الشعور اتجاه القدس والأقصى.

وبعيدًا عن العاطفة أو التحامل... بعيدا عن هذا وغيره، قريبًا من القضية الفلسطينية وقدسيتها، بعقيدة المسلم والمسيحي... تضع الأحرار أمام مرايا إنسانية متعددة، ليرى العالم الصورة كما ينبغي، كما رآها قادة المقاومة... "طوفانا" إنسانيا بحد ذاته، وحركة تغييرية، تحمل معادلات وموازين توبيخ من لا قلب له ولا إحساس... طوفان برداء الدم الزكي الحر، يُواسي الإنسانية المعذبة، يصطحب الضمير الحر لنصرة المظلوم، بأمواج جبهات المقاومة التحررية، باتحاد يصطدم بصخور الظلم، بمعادلة جديدة تستنزف الداخل في الكيان المحتل... بهذا يضع العالم كله أمام موقف، ومشهد متجه نحو خارطة التغيير، يكسر المشروع الذي أريد للمنطقة... انفجر الطوفان، صب أمواج انفجاره في نهر "المعاناة"... كان اصطدامه مأساوياً، لكن ليس فيه تشاؤم في مجرى سفينة المقاومة... الاهتزاز طبيعي لأوضاع انفجاره، ليخرج منه الحزن وقهر الاحتلال...

إنَّ العمل المقاوم يرتبط بأحداث سابقة لجريمة الإبادة في غزة، كانت ترتطم أمواجها بصخور الضعف العربي، وشواطئ العالم المغلوب على أمره، ما إن علت أمواج الطوفان إلّا واشتعلت شرارة التغيير، انطلقت من جنوب لبنان، واليمن، والعراق، وإيران، وكأن قادة المقاومة أرادوا بهذا أن يحمل طوفانهم معادلات إقليمية بجبهات مقاومة متحدة، فيها دفع للأثمان والاستحقاقات، وتفاوضات حول البديل المتعذر والبديل غير المقبول..

في المجمل إن طوفان الأقصى أعلى من صرخات المظلومين وغيَّر المعادلات والموازين.

مقالات مشابهة

  • كتائب شهداء الأقصى: اغتيال المقاومين لن يزيدنا إلاّ إصراراً على القتال
  • بالأرقام.. خسائر مذهلة ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي
  • جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار فى غزة
  • NYT: جنرالات الاحتلال يخشون من حرب أبدية ويدعمون وقف إطلاق النار
  • جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك لبقاء حماس
  • "نيويورك تايمز": قادة الجيش الإسرائيلي يخشون من حرب "أبدية" ويريدون وقف النار في غزة
  • عاجل | نيويورك تايمز عن مسؤولين: كبار جنرالات إسرائيل يريدون بدء وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك لبقاء حماس
  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات
  • طوفان تغيير المعادلات والموازين
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل