دعت مصر دول العالم والمنظمات الدولية الراغبة في تقديم المساعدات لقطاع غزة إلى إيصالها لمطار العريش "تخفيفا عن القطاع واستجابة لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل"، مطالبة إسرائيل بتجنّب استهداف الجانب الفلسطيني من المعبر.

 

وأكدت مصر أن "المسؤولية الإنسانية والقيم الأخلاقية العالمية، تحتم على أصحاب الضمائر الحية في كل بقاع العالم، أن يبادروا بتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الذي يعاني من مخاطر جمة في الوقت الراهن".

 

وفي بيان صادر اليوم عن وزارة الخارجية المصرية، قالت القاهرة إن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة مفتوح للعمل ولم يتم إغلاقه في أي مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة.

 

وأوضح البيان أن مطالبتها الجانب الإسرائيلي بعدم استهداف المعبر، يهدف لتوفير الظروف الملائمة لنجاح جهود الترميم بعد تعرض الجانب الفلسطيني من المعبر للتدمير نتيجة القصف الإسرائيلي المتكرر.

 

وخلال اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أكد السيسي ضرورة ضمان انتظام الخدمات والمساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين في قطاع غزة.

 

وذكر البيان أن الجانبين "توافقا على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود الرامية لخفض التوتر وحماية المدنيين من الجانبين ومنع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية".

 

من جانبه، قال مكتب سوناك إن رئيس الوزراء البريطاني أقر في اتصال مع الرئيس المصري بصعوبة الوضع الأمني عند معبر رفح وعرض تقديم الدعم لإبقاء هذا المسار مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية.

 

في السياق، أعلن الأردن، الخميس، وصول طائرة مساعدات إغاثية إلى مطار العريش المصري، والتي من المقرر أن يتم نقل حمولتها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

 

ونقل بيان لوزارة الخارجية الأردنية عن متحدثها سفيان القضاة، قوله: "إنه وبالتنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية، سيصار إلى نقل هذه المساعدات وإيصالها للأشقاء في غزة من خلال معبر رفح".

 

ولفت البيان إلى أنه "كان في استقبال الطائرة التي هبطت في مطار العريش، سفير المملكة في مصر أمجد العضايلة، إضافة إلى الهلال الأحمر المصري".

 

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية (رسمية)، تسيير الطائرة التي تحمل على متنها مواد طبية وأدوية.

 

من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر المصرية، الخميس، إنها "استقبلت اليوم طائرة مساعدات قادمة من المملكة الأردنية الهاشمية وذلك لتسليمها إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة".

 

وذكرت في بيان: "تعمل جمعية الهلال الأحمر المصري على مدار الساعة بالتواصل والتنسيق المستمر مع نظيرتها بقطاع غزة لرصد وتوفير كافة الاحتياجات الإغاثية والملحة خلال تلك الأحداث وإيصال المساعدات من داخل وخارج مصر".

 

إلى ذلك قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية إن إغلاق قطاع غزة وقطع شريان الحياة عنها في ظل الأزمة الإنسانية سيكون "مدمراً".

 

ووصفت المنظمة الحقوقية، في بيان نشرته في وقت متأخر من الأربعاء على موقعها الكتروني، قطع الحكومة الإسرائيلية الكهرباء والوقود والماء والغذاء عن غزة بـ "الحصار الشامل".

 

المنظمة التي تتخذ من مدينة نيويورك الأمريكية مركزاً لها، تقول إن "التصريحات الأخيرة لبعض الحكومات الأوروبية بشأن تجميد مساعدات التنمية لفلسطين تبعث على قلق عميق".

 

وأوضحت رايتس ووتش أنه "تم إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعد أن نفذ الوقود اللازم وانقطعت خدمة الانترنت أيضا، وبالتالي قد تتعطل آبار ضخ المياه في المنطقة.. هذه الأعمال قد تفاقم الوضع في غزة، التي تعيش في ظروف مزرية أصلا بعد 16 عاما من القيود المدمرة".

 

وأشار البيان إلى أن "حرمان جميع سكان غزة من الكهرباء والوقود بسبب أعمال ارتكبها أفراد هو شكل من أشكال العقاب الجماعي".

 

وأكد البيان أن السلطات الإسرائيلية، القوة المحتلة لغزة بموجب القانون الدولي، تتحمل واجب ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. لكن بدلا من ذلك، دأبت هذه السلطات منذ 2007 على إدارة غزة باعتبارها "سجن في الهواء الطلق"، وفرضت قيودا كاسحة على حركة الأشخاص والبضائع".

 

وفي أعقاب هجمات نهاية الأسبوع، تضيق السلطات الإسرائيلية جدران السجن أكثر فأكثر، حسب البيان نفسه.

 

ومنذ السبت، أعلنت إسرائيل تشديد الحصار على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود ومنع إدخال المواد الغذائية والوقود والمساعدات له، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل الاثنين، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.

 

وتواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، الخميس، شن غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، أسفرت عن دمار هائل بالمقدرات المدنية وخسائر كبيرة بالأرواح ونزوح مئات الآلاف من السكان.

 

وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة مصر الكيان الصهيوني الهلال الأحمر معبر رفح قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إبادة ممنهجة للنسل الفلسطيني... وغزة تستغيث: افتحوا المعابر

"الاحتلال لا يكتفي بالقصف، بل يمنع الماء والدواء والغذاء عن أطفالنا... إنه يُبيد النسل الفلسطيني"، بهذه الكلمات اختصر الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، مشهدًا صحيًا وإنسانيًا هو الأقسى منذ عقود، متهمًا الاحتلال الإسرائيلي بممارسة جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، لا سيما الأطفال والنساء.

وفي مقابلة تليفزيونية، أكد البرش أن إغلاق المعابر بشكل كامل منذ بداية الحرب فاقم من انهيار المنظومة الصحية، وأدخل المستشفيات في "حالة تدهور غير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي ينهار بشكل تدريجي، وسط غياب الأدوية والمستلزمات الطبية، وحرمان الطواقم من الحركة.

أشار البرش إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من تداعيات الحصار والحرب، موضحًا أن أكثر من 40 ألف طفل أصبحوا أيتامًا، وأن 100 طفل فقدوا حياتهم وهم ينتظرون فتح المعبر لتلقي العلاج. ولفت إلى أن نحو مليون طفل في غزة محرومون من المساعدات المنقذة للحياة، في ظل تعمد الاحتلال منع دخول أي إمدادات إنسانية.

وأضاف أن عدد الضحايا جراء التبعات غير المباشرة للحرب، كالجوع والمرض والعطش، بات يتجاوز أولئك الذين قضوا تحت القصف، في دلالة واضحة على اتساع رقعة الموت الصامت.

من بين 38 مستشفى في غزة، لا يعمل سوى 20 بشكل جزئي فقط، وسط عجز تام عن تقديم خدمات الجراحة والطوارئ والعناية المركزة. وتابع البرش: "نفتقد إلى الماء والكهرباء، ولا نستطيع تشغيل الأجهزة الطبية... ما تبقى من المستشفيات ينهار أمام أعيننا".

وفي تطور خطير، كشف البرش أن الاحتلال اعتقل أكثر من 360 من الكوادر الطبية في غزة، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يُوجب حماية العاملين في القطاع الصحي زمن الحرب.

وختم الدكتور البرش تصريحاته بتوجيه نداء عاجل للمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، مطالبًا إياها بـ"تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية"، والعمل فورًا على فتح المعابر، وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية لإنقاذ ما تبقى من الأرواح في قطاع يحتضر.

طباعة شارك غزة الاحتلال النسل

مقالات مشابهة

  • الأردن يطالب مجلس الأمن إلزام “إسرائيل” بإدخال المساعدات إلى غزة
  • الدفاع المدني يتسلم مساعدات لوجستية من قطر
  • الأمم المتحدة تدعو لمنع “الكارثة الإنسانية” في قطاع غزة
  • إبادة ممنهجة للنسل الفلسطيني... وغزة تستغيث: افتحوا المعابر
  • غوتيريش يشدد على ضرورة استئناف دخول المساعدات لغزة فوراً
  • الاحتلال يزعم إحباط تهريب بنادق رشاشة عبر طائرة مسيرة قادمة من مصر
  • الفريق القانوني الفلسطيني بالعدل الدولية: منع دخول المساعدات لغزة انتهاك صارخ للقوانين
  • محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات لغزة واستخدامها سلاح حرب
  • مصر لمحكمة العدل الدولية: سهلنا دخول المساعدات لغزة.. وإسرائيل تعرقلها
  • الشاعر الفلسطيني سعيد يعقوب.. ناشط لا يهدأ في الشعر المقاوم