يشهد قطاع غزة أحد أخطر وأقوى الصراعات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي، منذ حرب أكتوبر التي انتصرت مصر فيها على إسرائيل واستطاعت استعادة أراضيها المحتلة من جديد.

بدأ الصراع بعدما كثفت المقاومة الفلسطينية هجماتها بحر وجوا وبرا في الداخل الاسرائيلي ما تسبب في مقتل أكثر من١٠٠٠ شخص وإصابة آلاف آخرين.

ورد جيش الاحتلال بشكل حازم حيث كثف غاراته الجوية والصاروخية تجاه منازل المدنيين في غزة، واستخدم أسلحة محرمة دوليا، ما تسبب في تهجير آلاف المواطنين الأبرياء واستشهاد الآلاف.

إحلال السلام بالمنطقة

قال تشنج شيزونج، الأستاذ الزائر بجامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون الصينية، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": يشكل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تهديدا خطيرا للغاية للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. في الوقت الحالي، بينما تقوم الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بالمعدات المسلحة بشكل عاجل، تقوم إسرائيل، بدعم قوي من الولايات المتحدة، بقصف عشوائي لقطاع غزة، بما في ذلك مخيمات اللاجئين، ما يتسبب في كوارث إنسانية جديدة وخطيرة بشكل متزايد.

وأضاف: وفي ضوء ذلك، يتعين على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تكثيف جهودهما لإجبار الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار فوراً، وإلا خرج الوضع عن السيطرة وستكون العواقب لا يمكن تصورها.

إقناع إسرائيل بالسلام

وأشار تشنج إلى أن فلسطين أعربت الآن عن استعدادها للهدنة ومحادثات السلام. والطرف الرئيسي في الهدنة هو إسرائيل. وما دام المجتمع الدولي قادراً على حمل إسرائيل على التوقف عن قصف قطاع غزة، فلسوف يظل الأمل قائماً في استعادة السلام ومحادثات السلام. ولذلك، ينبغي للمجتمع الدولي في المقام الأول أن يمارس ضغوطا قوية على إسرائيل لفرض وقف فوري لإطلاق النار.

الوساطة المصرية هي الحل

وتابع شيزنوج، وباعتبارها دولة كبرى في الشرق الأوسط، يمكن لمصر أن تلعب دورًا مهمًا في هذا الصدد، أولا، تتمتع مصر بخبرة في الوساطة الناجحة، حيث تمكنت في عام ٢٠٢١ من التوصل إلى وقف رسمي لإطلاق النار بين الجانبين. وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي استمر 11 يوما، وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي لعب دورا معينا، إلا أن الفلسطينيين والإسرائيليين وافقوا أخيرا على وقف إطلاق النار، ويرجع ذلك أساسا إلى الوساطة المصرية الناجحة التي لعبت دورا رئيسيا.

ثانياً، على الرغم من أن مصر كانت ذات يوم منافساً لإسرائيل، فقد توصلت الدولتان بالفعل إلى اتفاق سلام في عام1979. وباعتبارها جارة تعيش في سلام منذ 44 عاما، من المتوقع أن تأخذ إسرائيل بجدية آراء مصر.

ثالثاً، جغرافياً، مصر هي جارة إسرائيل وفلسطين في آن واحد. وفي الشرق الأوسط، تُعَد مصر دولة كبرى تتمتع بنفوذ وجاذبية قوية.

ضحايا أبرياء

وقال تشنج، إن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية صرح اليوم، بأنه تم التأكد من مقتل ثلاثة مواطنين صينيين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى فقدان شخصين وإصابة آخرين.

وأضاف، أسفر الصراع حتى اليوم، عن مقتل أكثر من 2300 شخص وإصابة أكثر من 8000 آخرين من الجانبين. وفي هذا الصراع المفاجئ، بالإضافة إلى العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين والإسرائيليين، عانى مواطنون من العديد من البلدان الأخرى من كوارث غير معقولة وأصبحوا ضحايا، بما في ذلك 11 من موظفي الأمم المتحدة و5 أعضاء من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية.

أمريكا تشعل الصراع

وأكد تشنج شيزونج، أنه بعد اندلاع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، زودت الولايات المتحدة على وجه السرعة إسرائيل بالأسلحة والذخيرة. وقصف الجيش الإسرائيلي بشكل واسع النطاق وعشوائي قطاع غزة، بما في ذلك مخيمات اللاجئين، الأمر الذي تسبب في أزمة إنسانية جديدة وخطيرة للغاية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إحلال السلام إسرائيل الاحتلال الاسرائيلي الصراع الفلسطيني الصين المقاومة الفلسطينية الولايات المتحدة الوساطة المصرية جيش الاحتلال خبير صيني فلسطين غزة وإسرائيل قصف قطاع غزة مخيمات اللاجئين محادثات السلام الصراع الفلسطینی الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: المقاومة تصيب إسرائيل بالعمى وتؤكد وجودها شمال غزة

#سواليف

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن مسيّرات #الكواد_كابتر التي تسيطر عليها الفصائل في قطاع #غزة تقلل من قدرة إسرائيل على جمع المعلومات، وإن مواصلة قصف #محور_نتساريم يؤكد أن #المقاومة لا تزال موجودة.

وأضاف حنا -في تحليل للمشهد العسكري للقطاع- أن #المسيرات التي نشرت كتائب القسام صورها الثلاثاء تعمل على جمع المعلومات قبل الدخول إلى البيوت، ويمكن قيامها بعمليات اغتيال.

ونشرت #القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- صورا لعدد من مسيرات كواد كابتر الإسرائيلية، وقالت إنها سيطرت عليها في عدد من مناطق شرقي #رفح في جنوب القطاع.

مقالات ذات صلة وفاة والدة الدكتور المعتقل حسام أبو صفية إثر سكتة قلبية 2025/01/08

وتعمل هذه المسيّرات على ارتفاع منخفض للقيام ببعض المهام، وهو ما يسهل عملية السيطرة عليها، برأي حنا، الذي أشار إلى صعوبة إعادة استخدام هذه الطائرات بشكل عسكري من جانب المقاومة لأسباب تقنية.

لكن السيطرة على هذا العدد الكبير من المسيرات -برأي الخبير العسكري- يصيب إسرائيل بالعمى الاستخباري الذي يجعل قواتها عرضة لاستهداف المقاومة التي تعيش في المكان وتجيد استغلاله.

ويساعد إنزال هذه المسيرات على تأمين حركة المقاومة وجعل عملياتها أكثر سرية، كما يقول حنا، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستخدم المسيرات والكلاب البوليسية لجمع المعلومات قبل الدخول للأماكن لتقليل خسائره البشرية.

لكن سيطرة المقاومة على عدد كبير من المسيرات تؤكد أنه لا يمكن الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كامل، حسب حنا.

المقاومة تؤكد أنها موجودة

وعن مواصلة قصف المقاومة لقوات الاحتلال الموجودة في محور نتساريم، أفاد حنا بأنها نوع من الضغط المتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار، وإنها أيضا تأكيد على انتصار إسرائيل أو هزيمة المقاومة.

وفي وقت سابق اليوم، بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مشاهد من قصف مقاتليها، بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى، تمركزات قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور “نتساريم” وموقع ملكة العسكري بصواريخ 107 وقذائف الهاون.

وقال حنا إن هذا القصف يريد إيصال رسالة مفادها: “أنا أقاتل إذن أنا موجود”، مشيرا إلى أن #الصواريخ و #القذائف المستخدمة في هذه العملية خفيفة، ويسهل حملها والتنقل بها من مكان لآخر.

ولفت حنا إلى أن وجود 4 ألوية في مساحة لا تتجاوز 15 كليومترا بشمال القطاع “يجعل بنك الأهداف كبيرا جدا أمام المقاومة، خصوصا في ظل عدم قدرة جيش الاحتلال على الدفع بالمدفعية في منطقة مدمرة بشكل كامل لتأمينها تقدم القوات فيها”.

وأشار إلى أن تنفيذ عمليات ضد قوات #الاحتلال، التي تقاتل منذ 3 أشهر في شمال القطاع، يعني فشل هذه القوة الكبيرة في القضاء على المقاومة التي تقاتل بمجموعات صغيرة لا تتجاوز 3 أفراد.

وشهد شمال القطاع العديد من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة ضد قوات الاحتلال خلال الأسابيع الماضية، وذلك رغم الاجتياح الكبير الذي تعرضت له، الذي وصفته العديد من المنظمات بأنه عملية إبادة ممنهجة.

ونشرت المقاومة خلال الفترة الماضية مقاطع فيديو لعدد من عمليات القنص والأكمنة التي استهدفت آليات وجنود وأوقعت عددا كبيرا من القتلى من الجرحى.

ونفذ مقاتلو المقاومة خلال الشهر الماضي عمليات إجهاز على جنود إسرائيليين بالسلاح الأبيض من المسافة صفر، وهو تطور كان الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل 15 شهرا.

وأمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط وجندي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. كما أعلن اليوم الثلاثاء عن مقتل جندي من لواء ناحال خلال العمليات العسكرية شمالي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • غموض مصير الأونروا يشعل الجدل بين الأمم المتحدة وإسرائيل
  • لماذا اختلفت أهداف التحالف وإسرائيل باليمن؟ خبير عسكري يجيب
  • زيلينسكي يريد ضمانات أمريكية وإنهاء الصراع في عام 2025
  • أطباء بلا حدود: لم نعد قادرين على إدخال بضائع عبر ميناء الحديدة بسبب غارات إسرائيل
  • «خوري» تناقش تحديات الصراع مع شخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية ليبية
  • ماسك: ترامب سينهي الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة كبيرة
  • جيروزاليم بوست: الصراع بين كاتس وهاليفي يضعف أمن إسرائيل
  • مصادر لـ”رويترز”: الإمارات تجري محادثات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة
  • إسرائيل تواصل جرائم العنف في غزة بمساندة أمريكية.. تفاصيل
  • خبير عسكري: المقاومة تصيب إسرائيل بالعمى وتؤكد وجودها شمال غزة