لماذا لن يوقف الاتحاد الأوروبي مساعداته للفلسطينيين بعد هجوم حماس؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
لماذا تخبط الاتحاد الأوروبي في ملف المساعدات للفلسطينيين بعد هجوم حماس؟
على وقع صدمة الهجوم الإرهابي المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل السبت (7 أكتوبر / تشرين الأول)، عانت سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الملف الفلسطيني من تخبط في أعقاب التصريحات المفاجئة التي أدلى بها مفوض الجوار الأوروبي أوليفر فارهيلي عن تعليق المساعدات للفلسطينيين ردا على الهجوم.
وكتب فارهيلي في تغريدة على موقع إكس، تويتر سابقا، "تقوم المفوضية الأوروبية باعتبارها أكبر طرف مانح للفلسطينيين بمراجعة مجموعة كاملة من مشاريع التنمية بقيمة تزيد عن 691 مليون يورو" مضيفا في هذا السياق بأن "نطاق الإرهاب والوحشية تجاه إسرائيل وشعبها وصل إلى نقطة تحول".
وأثار تصريح المسؤول الأوروبي معارضة من أيرلندا وإسبانيا ولوكسمبورغ، فيما سارعت المفوضية الأوروبية إلى إصدار بيان أكدت فيه أنه "لن يكون هناك تعليق للمدفوعات في الوقت الحالي".
وقالت المفوضية إنها ستُجرى مراجعة عاجلة لمساعدات التنمية لضمان "عدم وصول إلى تمويل من الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر أو غير مباشر لأي منظمة إرهابية ما يساعدها في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل" في إشارة ضمنية إلى حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء (11 أكتوبر / تشرين الأول) إن 1200 إسرائيلي قتلوا وأن أكثر من 2700 شخصا أصيبوا في الهجوم مع ترجيحات بارتفاع الحصيلة بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ الأخرى من قطاع غزة فيما ترد إسرائيل منذ السبت بقصف عنيف ومكثف للقطاع. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة مقتل أكثر من 1350 شخصا فضلا عن إصابة الآلاف حتى الآن.
إدانة حماس، لكن دون إنزال "عقاب جماعي"
وعقب اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الثلاثاء (10 أكتوبر / تشرين الأول)، خرج مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ليؤكد على أن التكتل الأوروبي سيواصل العمل مع السلطة الفلسطينية في قرار حظى بموافقة غالبية الدول الأعضاء في التكتل.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أدان بأشد العبارات هجمات حماس حيث شدد على تضامنه مع إسرائيل فيما قال بوريل للصحافيين في سلطنة عمان: "ليس جميع أبناء الشعب الفلسطيني إرهابيين. لذا فإن العقاب الجماعي سيكون غير عادل وغير فعال، و سيكون ضد مصالحنا وضد مصلحة السلام".
ما زالت إسرائيل في حالة صدمة على وقع هجوم حماس المباغت عليها، ما خلفية نجاح حماس المباغتة؟
وشدد المسؤول الأوروبي على أن المخصصات المالية للفلسطينيين لا تذهب إلى حماس، التي ادرجتها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على لائحة الإرهاب، مضيفا أنه سيكون هناك مراجعة لمساعدات التنمية من أجل ضمان التحقق من الأمر مجددا.
الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد اتهمت الاتحاد الأوروبي في السابق بتمويل حماس عن غير عمد رغم تأكيد التكتل على أن المساعدات المالية إلى الجانب الفلسطيني تخضع لرقابة مشددة للغاية. وإزاء ذلك، يطرح مراقبون تساؤلا حيال الأهداف التي تحققها المساعدات الأوروبية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الجدير بالذكر أن حماس، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية، قد سيطرت على قطاع غزة في يونيو / حزيران 2007 بعد طرد السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً.
أين تذهب أموال الاتحاد الأوروبي؟
الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يعد أحد الجهات المانحة الرئيسية للشعب الفلسطيني إذ خصص العام الماضي حوالي 300 مليون يورو في صورة مساعدات مالية، منها 200 مليون يورو لدعم نفقات السلطة الفلسطينية من رواتب ومعاشات وتكاليف اجتماعية وطبية فضلا عن تخصيص حوالي مئة مليون يورو لمساعدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
كذلك يقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية إلى منظمات حقوقية فلسطينية رغم تعرض هذه المساعدات إلى انتقادات من بعض دول التكتل. ويٌضاف إلى ذلك ما تقدمه دول الاتحاد الأوروبي من تبرعات فردية للجانب الفلسطيني.
وأشار مكتب تمثيل الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أن الهدف الرئيسي من كافة المساعدات التنموية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي يتمثل في المساعدة على تحقيق حل الدولتين ودعم إنشاء "دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن".
وفي مقابلة مع DW، قال هيو لوفات، محلل شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن السلطة الفلسطينية تعتمد بشكل كبير على هذه المساعدات المالية. وأضاف "تعاني السلطة الفلسطينية من أزمة مالية خانقة ويعصف بها عجز كبير فضلا عن أزمات أخرى لا تعد ولا تحصى وافتقارها إلى الشرعية...هذه السلطة تعد كيانا سلطويا إذ لا تحظى بتمثيل شعبي حيث لم تجر انتخابات في الأراضي الفلسطينية منذ عام 2006."
في المقابل، حذر مراقبون من أن وقف تمويل الاتحاد الأوروبي سيكون أمرا خطيرا. وفي ذلك، قال لوفات إن قرار وقف مساعدات التنمية التي تصب في صالح السلطة الفلسطينية سيكون بمثابة الخطأ الكبير حيث تساهم "المساعدات الاجتماعية والاقتصادية في تعزيز استقرار الضفة الغربية وتساهم في تجنب انفجار العنف الذي من شأنه أن يلحق الضرر بإسرائيل أيضا". وأضاف أن قرار قطع المساعدات الأوروبية سيدفع الفلسطينيين ربما صوب العنف، قائلا: "ستكون حماس سعيدة للغاية بهذا القرار في ضوء خصومتها مع السلطة".
قال بوريل إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، "لكن يجب أن يتم ذلك وفقًا للقانون الدولي والقانون الإنساني."
وكانت عدة دول في الاتحاد الأوروبي قد أعلنت إجراء مراجعات فردية للمخصصات المالية إلى الجانب الفلسطيني، لكن لوفات أشار إلى عدم وجود دليل دامغ يثبت أن أموال الاتحاد الأوروبي وصلت إلى أيدي حماس.
بدوره، قال جوست هيلترمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، إن قطع المساعدات من شأنه أن يبعث برسالة سلبية إلى الفلسطينيين، مضيفا "سيخلق حجب المساعدات تأثيرا كبيرا، بمعنى أن الفلسطينيين سيشعرون بأن الاتحاد الأوروبي قد تخلى عنهم، فضلا أنهم سيرون الاتحاد الأوروبي يقف وراء إسرائيل بشكل كامل ولم يعد بالطرف المحايد في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى الدعم السياسي".
ورغم أن الاتحاد الأوروبي يتخذ قراراته بشكل جماعي، إلا أن بعض الدول الأعضاء - مثل أيرلندا وهولندا ولوكسمبروغ - تميل إلى التعاطف بشكل أكبر مع الفلسطينيين في حين تميل دول أخرى مثل المجر والنمسا إلى دعم إسرائيل.
في هذا السياق، شدد هلترمان على أهمية المساعدات المالية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للجانب الفلسطيني، لكنه قال إن هذه الأموال لا تدعم تعزيز المجتمع الفلسطيني، مضيفا "لقد مكنت من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو ما يصب في صالح إسرائيل مع تلاشي حل الدولتين وتوسيع بناء المستوطنات".
ورغم ذلك، يعارض الباحث خفض المساعدات لأنها - على حد قوله - تُحدث فرقا كبيرا في حياة الفئات الأكثر ضعفا في الضفة وقطاع غزة.
عقب هجوم حماس، بعث الاتحاد الأوروبي برسائل متضاربة بشأن مصير مساعداته إلى الفلسطينيين
ماذا بعد؟
وفي السياق ذاته، قال هلترمان إنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون حريصا على إدانة أي جرائم حرب ترتكبها حماس أو إسرائيل على قدم المساواة حتى يتحلى بمصداقية بين الفلسطينيين، مضيفا "أعتقد أنه يجب تفادي أي غموض أخلاقي أو أي معايير مزدوجة."
وكان بوريل قد أكد الثلاثاء (10 أكتوبر / تشرين الأول) على أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، "لكن يجب أن يتم ذلك وفقًا للقانون الدولي والقانون الإنساني،" في إشارة إلى الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على إيصال الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة.
وأفادت الأمم المتحدة، الخميس(12 اكتوبر تشرين أول)، بنزوح أكثر من 338 ألف شخص من سكان قطاع غزة بفعل هجمات إسرائيل
المتواصلة لليوم الخامس على التوالي. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون المساعدات الإنسانية "اوتشا"، في بيان، إن النزوح الجماعي يستمر في جميع أنحاء قطاع غزة، وارتفع بنسبة 30% خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصل الآن إلى 338 ألفا و934 شخصا.
وذكر البيان أن أكثر من ثلثي النازحين يعيشون في 92 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيما لجأ 14 ألفا و837 نازحًا إلى 18 مدرسة حكومية.
وفى ذلك، قال لوفات إن إحدى أولويات الاتحاد الأوروبي يجب أن تكون ضمان إنشاء ممرات إنسانية إلى غزة عبر مصر فضلا عن ضرورة أن يفعل التكتل كل ما بوسعه للحيلولة دون انتشار الصراع إلى الضفة الغربية أو شمال لبنان.
وأضاف أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن ينتقد إسرائيل مع تصاعد التوتر رغم التحالف الوثيق معها خلال السنوات الماضية، قائلا "أعتقد أنه عندما يرى المسؤولون الأوروبيون في مرحلة ما حجم المذبحة التي ترتكب في غزة كل مرة وربما تكون أسوأ هذه المرة، سيدركون أن الأمور في طريقها إلى الوراء".
واتفق لوفات هلترمان في القول بأن "لا حل عسكري لهذا الصراع".
إيلا جوينر - بروكسل / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: السلطة الفلسطينية اسرائيل حماس الفلسطينيون الاتحاد الأوروبي الوضع الإنساني في غزة السلطة الفلسطينية اسرائيل حماس الفلسطينيون الاتحاد الأوروبي الوضع الإنساني في غزة السلطة الفلسطینیة الاتحاد الأوروبی الضفة الغربیة تشرین الأول ملیون یورو هجوم حماس قطاع غزة أکثر من فضلا عن على أن
إقرأ أيضاً:
عضو البرلمان الأوروبي السابق مايـك والاس : اليمن يطبق القانون الدولي في عمليـاته الـمـساندة للفلسطينيين
يمانيون../
أمضى والاس ثمان سنوات في البرلمان الأوروبي، وكان مع بضعة من زملائه كمن يغردون خارج سرب السياسات الأوروبية التي تتماهى مع السياسات الأمريكية في دعمها لإسرائيل .
” لسنا متحضرين .. نحن بربريون، قيمنا زائفة، وديمقراطيتنا تشترى بالمال ..” هكذا يصف والاس الحالة الحقيقية لأوروبا التي يخضع سياسيوها للأوامر الأمريكية ولوبيات مصانع السلاح .
استجاب والاس لدعوة صنعاء، وحضر مؤتمر فلسطين الدولي الثالث الذي انعقد أواخر مارس الماضي .
زار والاس العاصمة اليمنية صنعاء .. قلعة التمرد والثورة ضد قوى الاستعمار والإمبريالية والصهيونية .. القوى التي تحارب اليمن وتحاصرها بتهم وذرائع مختلفة، بينما يرى والاس اليمن أنها الدولة الوحيدة التي تطبق القانون الدولي من خلال عملياتها المشروطة الهادفة إلى وقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة .
“الثورة” التقت مايك والاس وأجرت معه هذا الحوار :
المواقف الايرلندية – الرسمية و الشعبية – الداعمة للفلسطينيين، تدفع بالكثيرين للتساؤل حول الأسباب والدوافع التي تجعل إيرلندا في صدارة الدول الأوروبية الداعمة لفلسطين، نحتاج لتوضيح ؟
– أولا هناك شقان اثنان، الجانب الحكومي والجانب الشعبي، وهم شعب إيرلندا، الشعب الإيرلندي متعاطف مع القضية الفلسطينية لأنه يرى الشعب الفلسطيني مضطهداً من قبل إسرائيل، تماما كما كان الشعب الإيرلندي مضطهدا من قبل البريطانيين، ونحن رغم حصولنا عل الاستقلال، فإننا كشعب لا يمكن أن ننسى ما حصل لنا من اضطهاد من قبل البريطانيين .
قبل 300 عام، احتل البريطانيون بلادنا إيرلندا التي تتكون من أربعة أقاليم، ثلاثة منها جيدة، واقليم واحد لم يثر أطماع البريطانيين الذين استأثروا بالثلاثة الأقاليم الجيدة وقالوا للإيرلنديين : أنتم لكم إقليم «كونت» الإقليم غير الجيد، اذهبوا إلى الجحيم .
أخرجوا الناس من الأقاليم الثلاثة، واستبدلوهم بمستوطنين من بريطانيا واسكتلندا . دخلنا معهم في حروب طويلة ووصلنا لاتفاق، حصلنا بموجبه على جزء من أراضينا، ولا تزال البقية محتلة .
لذلك، نحن في إيرلندا، ندرك معنى أن تسرق منك أرضك وترحل إلى مكان آخر.
عرفنا معنى الصهيونية أنها مشروع استعماري استيطاني، كما حصل في أمريكا الشمالية التي قامت على جرائم الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها الملايين من السكان الأصليين .
وفي الجانب الآخر، فإن الحكومة الإيرلندية أقدمت على خطوات جيدة لصالح القضية الفلسطينية، لكن ذلك يرجع إلى خوفها من الموقف الشعبي المؤيد للفلسطينيين، والموقف الشعبي مقارنة بالموقف الحكومي متقدم أكثر، لقد عمت المظاهرات الشعبية كل مدن إيرلندا أسبوعيا، ومع ذلك لم تقم الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية، وما زالت الحكومة الإيرلندية تبيع السلاح لإسرائيل، وهذه تعتبر جريمة حرب، كما أن المؤسسات المالية في إيرلندا على علاقة مع إسرائيل .
ملخص القول هو أن الشعب الإيرلندي على ارتباط بالقضية الفلسطينية، ولكن حكومته تقول كلاما باللسان فقط، إنها واقعة تحت الهيمنة الإمبريالية الأمريكية وموالية للسياسات الأمريكية مثلها مثل حكومات دول الاتحاد الأوروبي .
لقد زارت ممثلة الأمم المتحدة إيرلندا، فرفضت الحكومة استقبالها، وأجرت إذاعة ايرلندا الرسمية مقابلة معها وكانت تهاجمها لموقفها الداعم للفلسطينيين .
عرف عنك انتقاداتك اللاذعة لمواقف البرلمان الأوروبي خلال الحرب على غزة .. وقلت في تصريحات سابقة، إن البرلمان لا يرغب في وقف الحرب في أوكرانيا وفي غزة، لأن «الإمبراطورية الأمريكية لا تريد ذلك» ..هل يعني ذلك أن الأوروبيين يقعون تحت الهيمنة الأمريكية، أسوة بالأفارقة واللاتينيين ودول العالم الثالث ؟.
-التحالف الأوروبي الداعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا يضم مجموعة من الدول، روسيا عرضت مقترحا على الأوروبيين لوقف الحرب شريطة أن يتوقف الحصار الاقتصادي الأوروبي عليها، لكن حكومات الدول الأوروبية رفضت المقترح الروسي، لأنها تريد استمرار الحرب ولا يريد السلام حتى لو كلفت الحرب مواطنيها أموالا طائلة، هذه هي سياسات حلف الناتو والأوروبيون أعضاء فيه .
27 دولة في الاتحاد الأوروبي واقعة تحت الهيمنة الأمريكية، بينما دول في أمريكا اللاتينية ترفض الهيمنة الأمريكية وتقاومها، مثل فنزويلا، بوليفيا، الإكوادور، على سبيل المثال، في حين لا نجد دولة في الاتحاد الأوروبي تقوم بذلك .
كانت هناك اتفاقية عام 1991م، تنص على أنه لا يحق لحلف الناتو أن يتوسع في اتجاه الشرق، لكنه الآن يتوسع ويضم دولا من أجل الاستفادة من العمالة الرخيصة في تلك الدول ولا يعملون على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين في تلك الدول .
الدول الأوروبية تريد استمرار الحرب في أوكرانيا، لأن الناتو يريد ذلك، من أجل تشغيل مصانع السلاح، وهم أيضا لا يريدون أن تتوقف الحرب في غزة.
بعد أربعة أشهر من الحرب في أوكرانيا، قام قسم العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بعمل مسح ميداني داخل دول الاتحاد الأوروبي : هل تريدون الاستمرار في معاقبة روسيا أم تريدون السلام في أوكرانيا؟ فأجاب أكثر من 70 % برغبتهم في السلام في أوكرانيا، وحوالي 15 % أجابوا باستمرار الحرب، و15 % كانوا غير متأكدين، وبعد 6 أشهر من الاستبيان الأول، ارتفع عدد الراغبين في السلام إلى أكثر من 80 % .
كنت مع زميلتي كلير دالي، قد قمنا بتعديل مشروع قرار في البرلمان الأوروبي، ينص التعديل على ضرورة العمل لتشجيع الحوار مع أوكرانيا من أجل السلام، وعندما تم التصويت على مشروع القرار، كان أكثر من 90 % لا يريدون السلام، وصوتوا لصالح استمرار الحرب في اكرانيا .
من صوتوا لصالح استمرار الحرب ليسوا على أرض المعركة، لكن الطبقة العاملة هم الضحية في هذه الحرب، هم الذين يموتون في هذه الحرب .
الصهيونية مشروع استعماري
ويستطرد والاس : في فلسطين، ذهبت رئيسة المفوضية الأوروبية مع رئيس البرلمان الأوروبي، إلى تل آبيب وخاطبا الإسرائيليين : افعلوا ما تشاؤون، قدما لهم شيكا مفتوحا لارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وعندما عادا إلى البرلمان الأوروبي عقدوا مؤتمرا أمام مبنى البرلمان، وكنا معارضين لمواقفهم، وكان قد بلغ عدد القتلى من الفلسطينيين أكثر بكثير من عدد القتلى الإسرائيليين الذين قتلوا في السابع من أكتوبر .
قلنا لهم إذا اردتم تكريم الضحايا الإسرائيليين، فعليكم تكريم الضحايا الفلسطينيين أيضا لكنهم رفضوا ذلك، كان ذلك تصرفا جنونيا، إنهم صهاينة .
مشروع الصهيونية، هو مشروع استعماري استيطاني بدأه الأوروبيون والأمريكان، هم أوجدوه ومولوه، إنه مشروعهم الاستعماري .
ولو عدنا إلى العام 1916م عندما تم إعلان المشروع، فإن البريطانيين أرادوا سرقة الأراضي الفلسطينية لتوطين اليهود وإخراجهم من أوروبا إلى فلسطين، لا يريدون بقاء اليهود في أوروبا، وفي ذلك الإعلان لم تذكر كلمة فلسطين ولا مرة واحدة .
إن حرب الإبادة الجماعية لم تبدأ في السابع من أكتوبر، لقد بدأت في عام 1948م، وازدادت بعد السابع من أكتوبر 2023م، لم يدن الاتحاد الأوروبي قتل أكثر من 25 ألف طفل، لأن أعضاءه يدعمون الصهاينة .
نحن نرى الإبادة الجماعية على تليفوناتنا، كل شخص في أوروبا يرى ذلك، لكنهم لا يفعلون شيئا لوقف الإبادة الجماعية، نحن الأوروبيون ندعمها ونعطي السلاح لإسرائيل لارتكاب تلك الجرائم، بريطانيا وفرنسا وألمانيا تقدم القنابل لإسرائيل، الأوروبيون لن يوقفوا تلك الجرائم، لأنهم يشجعون على ارتكابها، هم يفضلون ذلك لأن لديهم عقليات استعمارية لم تتغير .
لسنا متحضرين، لكننا بربريون، إنهم يتصورون أنهم الجيدون والعرب أشرار، إيران، روسيا والصين أشرار، ونحن الأوروبيون طيبون وجيدون، هذه هي العقلية الأوروبية .
ماذا قال جوزيف بوريل في البرلمان الأوروبي؟ قال ‘ن أوروبا حديقة والآخرون هم الغابة، وعلينا أن نكون حذرين حتى لا يأتون من الغابة إلى الحديقة، هذا ما يقولونه منذ 500 عام مضت وحتى الآن، لم تتغيرعقليات السياسيين في أوروبا . 90 % من الناس في أوروبا يؤيدون القضية الفلسطينية، لكن 80 % من السياسيين يدعمون إسرائيل ويدعمون الحرب .
قد نتعجب ونقول أين المبادئ الديمقراطية، وهل السياسيون لا يمثلون شعوبهم؟ أكيد لا، لأن ديمقراطياتنا يمكن شراؤها بالمال، يمكن شراء السياسيين بالمال، النائب الذي فاز علي في الانتخابات الماضية للبرلمان الأوروبي، أنفق أموالا أكثر مما أنفقت بعشر مرات .
حصل منافسي على دعم مالي وإعلامي، يكرهونني أنا وزميلتي كلير دالي، لأننا نتحداهم ونتحدى الإمبريالية الأمريكية، لأننا اشتراكيان، نكره الرأسمالية وندعم الشعوب والناس، لذا نحن السيئان في نظرهم.
نفس المشكلة مع اليمن، أنتم إرهابيون في نظرهم، لأنكم تريدون إيقاف جرائم الإبادة في غزة.
معظم الإرهاب الذي يمارس في العالم ترتكبه الولايات المتحدة، وبعضه عن طريق الأوروبيين، 90 % من الإرهاب العالمي ترتكبه الدول الغربية .
مواقف الشعوب الأوروبية تبدو في غالبيتها مؤيدة للفلسطينيين، لكن حكوماتها – باستثناء حكومات بعض البلدان، ومنها بلدكم – تقف إلى جانب إسرائيل .. ما سر هذا التناقض، بين الحكومات والشعوب الأوروبية؟ هل يرجع ذلك إلى اللوبي الصهيوني ؟.
-ليس فقط اللوبي الصهيوني هو العامل الوحيد، ولكن نحن واقعون في فلك الإمبريالية الأمريكية، أيضا مصانع السلاح التي تصنع القنابل والطائرات الحربية، وإذا لم تكن هناك حروب لا يحصلون على المال .. مثلا لو أنا أبيع جاكيتات واقية من المطر ولا يوجد مطر أصلا فإني سأقع في مشكلة كبيرة، نفس الكلام لو أنني أصنع دبابات وطائرات حربية، ولا توجد حروب، فهذه مشكلة للمصانع .
الاتحاد الأوروبي يغذي مصانع السلاح بهذه الأموال، وهو يعتبر خادما للإمبراطورية الأمريكية ويتلقى الأوامر منها، بدأ الناتو في 1949م، وعمل الأمريكان على تشكيله من أجل السيطرة على الأوروبيين .
عندما رفض الاتحاد الأوروبي إدانة جرائم الإبادة في غزة، حذرت أنت الاتحاد من عواقب بسبب هذا الموقف .. ماهي العواقب التي حذرت منها ؟
– إسرائيل دولة إرهابية وهي لا تحترم القانون الدولي، وعندما تشجع أوروبا إسرائيل، فإنها بذلك تقتل القانون الدولي، هذا جزء من العواقب، حاليا القانون الدولي يحتضر، يموت، لا يوجد قانون دولي يعمل .
من الذي يعمل القوانين؟ هي الدول الكبرى .. عندنا ميثاق الأمم المتحدة وهو بحد ذاته فيه مشكلة، واختطفه الأمريكان وعطلوه، ولكنه ما يزال أفضل الخيارات لدينا، وبدلا من تدمير الميثاق، يمكن إصلاحه وجعله مناسبا، ومستقلا حتى لا تسيطر عليه أي دولة .
أنا قرأت ميثاق الأمم المتحدة ووجدته جيدا ودليلا للقانون الدولي، لكن الولايات المتحدة لا تحترم ميثاق الأمم المتحدة، منذ إعلانه بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945م، والآن، الأوروبيون أيضا لا يحترمون ميثاق الأمم المتحدة .
مثلا، لقد كان الأوروبيون بطيئين في إدانتهم قتل ملايين الكوريين من قبل أمريكا، وقتل الملايين في فيتنام، وكانوا بطيئين في إدانتهم لأمريكا في تدخلها في 80 دولة منذ العام 1945م، حيث تدخلوا في تلك الدول بالانتخابات أو بالانقلابات العسكرية . وفي عام 1999م تخلت أوروبا عن القانون الدولي عندما قصفت يوغسلافيا .
وعندما يتحدثون في البرلمان الأوروبي، فإنهم لا يتحدثون عن القانون الدولي، بل عن النظام الدولي القائم على القواعد، وهو عبارة عن نظام أوجده الأمريكيون وانضم إليهم الأوروبيون للأخذ به والعمل به لمصلحتهم .
لا ترغب كثير من الدول العمل بهذه القواعد، وعلى سبيل المثال إيران لا تقبل بهذه القواعد .
في مارس 2015م قرر الأوروبيون ومعهم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ضرب اليمن، لأنه لم ينفذ ما يأمرونه به، هم كانوا يظنون أن هادي سيحل المشكلة بعد صالح، لكنه لم يكن موفقا، لم يكن له دعم، لأنه لم ينتخب من الشعب، بل فرض عليه، فقرروا ضرب اليمن، وارتكبوا أشياء فظيعة، حيث قتل نحو 400 ألف يمني في الحرب على اليمن بناء على إحصاءات الأمم المتحدة .
وبالعودة إلى سؤالك حول العواقب التي حذرت أنا الأوروبيين منها هي : أن رفض أوروبا إدانة جرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل، في غزة يؤدي إلى تدمير القانون الدولي، وعندما تدعم دولة إرهابية مثل إسرائيل فإنك تدعم الإرهاب وسيعود الإرهابيون إلى داعميهم في أوروبا ويشكون خطرا على أوروبا نفسها .
انظر إلى تجربة تنظيم داعش، هم مولوا داعش فعادوا إلى أوروبا وبدأ الأوروبيون يقاتلونه.. سيعود الإرهاب إلى أوروبا نفسها .
في سوريا سلحوا القاعدة والنصرة وكل تلك المنظمات المجنونة من أجل تدمير سوريا، صحيح أن الأسد لم يكن جيدا، ولكن، كم هم الجيدون في المنطقة ؟ .
– أنا لست من المعجبين بالأسد، ولكن سوريا لم تكن أسوأ من بقية الدول في المنطقة، لقد عمل الغرب على تدمير سوريا، وهذا يمثل انتهاكا للقانون الدولي، ويعد ذلك من العواقب السيئة على أوروبا .
لاحظ الآن « جولاني» على رأس السلطة في سوريا، هذا يشبه تنصيب نتنياهو على الأمم المتحدة، تخيل ما هي النتيجة المتوقعة لتنصيب « جولاني» على هرم السلطة في سوريا؟ هل تفكر أوروبا أنه كان يدير 20 ألفا من عناصر القاعدة في محافظة ادلب؟، أين سيذهب هؤلاء ؟ سيعودون إلى أوروبا مع الإرهاب، ولذا فإنه عندما ندعم إسرائيل فإننا ندعم الإرهاب .
يعمل الحلف الداعم للكيان الصهيوني على تشويه صورة اليمن والتحريض عليه، على خلفية مواقفه وعملياته العسكرية المساندة لغزة .. ما تعليقكم على ذلك ؟.
الأوروبيون -كما تقولون- يشوهون صورة اليمن .. نعم، السياسيون يفعلون ذلك، ووسائل الإعلام أيضا، تشوه صورة اليمن، وعادة ما تقول أكاذيب .
لماذا يكذبون؟ لأن وسائل الإعلام في أوروبا تسيطر عليها تسيطر عليها الإمبراطورية الأمريكية، عمل بيزنس، تعمل هذه الوسائل مع الأمريكان وتنشر الأكاذيب لمصلحتهم، لذا نجد السياسيين والإعلام يقولون الأكاذيب حول اليمن واليمنيين .
العمليات اليمنية في البحر الأحمر، الغرض منها هو وقف الملاحة البحرية المرتبطة بإسرائيل بهدف وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الإسرائيليون في غزة .
وفي هذا السياق، تنص اتفاقيات مكافحة جرائم الإبادة الجماعية على أن أياً من الدول الموقعة على هذه الاتفاقية، ملزمة بمنع جرائم الإبادة الجماعية، ولكن للأسف لم تقم أي دولة بمسؤوليتها لوقف الجرائم التي ترتكب في غزة تطبيقا لما جاء في قواعد الاتفاقات الدولية، ما عدا اليمن ودولة جنوب أفريقيا ـ لحد ما ـ .
اليمن الآن، يؤدي دور تطبيق القانون والقواعد الدولية بموجب اتفاقيات مكافحة جرائم الإبادة الجماعية، وهو دور قوي يجب أن تشكر اليمن على قيامها به .
الآخرون هم الذين يخالفون القانون الدولي، لأنهم لم يقوموا بمسؤوليتهم لمنع هذه الجرائم، معظم الدول في العالم تتجاهل القواعد الدولية، وهذا يعد خرقا وتدميرا للقانون الدولي .
ماذا تعني اتفاقيات مكافحة جرائم الإبادة الجماعية، إذا كانت فقط دولتان، اليمن وجنوب أفريقيا من تعملان على تعزيز القانون الدولي وتشريفه ؟.
وماذا عن القيم الأوروبية؟ كيف تغيب في ظل هذه الجرائم والانتهاكات الفظيعة التي تحدث في غزة ؟.
– يتحدث الأوروبيون عن القيم التي لديهم ويتفاخرون بها، مع أن كل مجتمع له ثقافته وقيمه الخاصة به، في الصين لهم قيمهم الخاصة بهم، وكذلك في روسيا وإيران، وإن كانت مختلفة عن قيم أوروبا، فذلك لا يعني عدم وجودها، بل يجب أن نعترف بوجودها، وأن نحترم ثقافة وقيم الآخرين .
يقولون في أوروبا إن إيران لا تحترم حقوق المرأة وتضطهدها، وفي نفس الوقت ماذا نفعل نحن عندما يقتل نحو 20 ألف طفل ومثلهم من النساء في غزة؟، أين القيم الأوروبية من هذه الأعمال الوحشية التي يرتكبها الإسرائيليون في غزة؟ هل منعناهم؟ .
– أنا متأكد أن عدد « القتلى « في غزة أكثر من 200 ألفاً.. كيف سمحت القيم الأوروبية للأوروبيين في دول الاتحاد الأوروبي أن يشاهدوا ببرود قتل أكثر من 20 ألف طفل فلسطيني، وما يزيد على 15 ألف امرأة فلسطينية .. ليس لدى الأوروبيين قيم، بل مصالح، القيم يستخدمونها للمتاجرة .
معركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على غزة، أسهمت في تصحيح كثير من المفاهيم السياسية وتوضيح الحقائق التاريخية حول القضية الفلسطينية لدى الرأي العام في أوروبا وأمريكا، وتجسد ذلك في المواقف والمسيرات المؤيدة للفلسطينيين في العديد من المدن والجامعات .. كيف ترون مستقبل هذا الوعي لدى الشعوب الغربية وتأثيره في هذه القضية ؟.
هذا سؤال جيد .. لم يغير السابع من أكتوبر أي شيء لدى معظم الناس، الذي أحدث التغيير هو الثامن من أكتوبر وما بعده، لكن ما هو التغيير الذي حصل؟
– التغيير الذي حصل هو تغيير في مفهوم الصهيونية، عرف الناس في أوروبا ما هي الصهيونية، مثلا الناس في إيرلندا يتعاطفون مع القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة، لكن لو سألتهم ماذا تعني لهم الصهيونية، ما هي، ما معناها ؟ فإنهم لم يكونوا على دراية بذلك، جرائم الإبادة الجماعية في غزة شاهدها الأوروبيون عبر شاشات التلفزة .
في الماضي حصلت جرائم إبادة جماعية عندما قتل الأمريكيون الملايين في كوريا وفيتنام والفلبين، وكذلك فعل الأتراك في أرمينيا، والألمان في ناميبيا، لكن تلك الجرائم لم يكن يشاهدها الناس على الهواء مباشرة .
الجرائم في الماضي لم تكن تنقل عبر وسائل الإعلام في أوروبا، لم تفصح عنها المدارس ولا التعليم أو الكتب .
أما الآن فإن هذه الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة يشاهدها الأوروبيون والعالم على مدى 15 شهرا، لم يفهموا معناها وأسبابها من قبل، لم يخبرها بها أحد ولا تحدثت عنها وسائل الإعلام .
الآن أدركت الشعوب الأوروبية أنه في عام 1948م، تمت سرقة الأراضي الفلسطينية لتوطين اليهود الذين تم جلبهم من أوروبا .. كل المعلومات عن الصهيونية كانت مخفية عن الناس، إلا من بحث عنها بنفسه وقرأ كتبا جيدة، وهكذا تبدو الإدارة الأمريكية على طول الخط .
رأس المال والإقطاع هو من يدير الحكومة الأمريكية ويسيرها، وكذلك كانت الحكومات الأوروبية في الماضي، لكنها الآن أضعف، ولا تمتلك القوة والثروة حاليا لتتمكن من نهب بقية الشعوب الأخرى كما كانت تفعل من قبل .
وعلى سبيل المثال، ارتكب البريطانيون والفرنسيون والبلجيكيون فظائع في حق الشعوب الأخرى في الماضي عندما كانوا أقوياء، الآن ليس بمقدورهم فعل ذلك، الآن يستطيعون فعل خراب هنا في اليمن، يمكنهم عزل اليمن ودعم جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين.
يمكنني القول إن التغيير الكبير الذي حصل هو أن الناس باتوا يفهمون الآن ما يحدث حولهم، ويفهمون الآن أن الصهيونية مؤسسة عدوانية إرهابية .
لقد بات من غير اليسير أن يرى العالم السلام يعم منطقة غرب آسيا إلا بعد الخلاص من الصهيونية .
رسالتك لليمنيين والقيادة اليمنية؟
– أقول للقيادة في اليمن، أنا فخور بموقفكم القوي ضد الإمبريالية الأمريكية ودوركم القوي في المواجهة والتصدي للأمريكيين والسعوديين والإماراتيين والصهاينة، إن أداءكم العسكري حتى الآن رائع، أنتم مدهشون في استخدام مواردكم المتاحة، وما تقومون به أمر مذهل.
أنتم الآن في حالة صراع مع دولة قوية مثل أمريكا، وبسبب موقفكم هذا سيحاول الأمريكيون فرض حصار عليكم عن طريق إملاءاته على الدول الأخرى بعدم التعامل معكم، ولكن هناك دولاً أخرى لا تتبع أوامر أمريكا ويمكنكم فتح نقاشات معها .. عليكم أن تفتحوا قنوات الدبلوماسية إلى جانب البندقية لإحراز ما تريدون، فالبندقية وحدها لا تكفي.
اليمن لديها موارد ومصادر متعددة، وأمريكا تريد أن تحصل عليها وتستغلها كما تفعل في بقية الدول.
وعليكم أن تتذكروا أن جنوب أفريقيا لم تنتصر بالبندقية فقط، بل أيضا بفتح قنوات التفاهم والعلاقات مع بقية دول العالم في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
أنتم مذهلون في الجانب العسكري، لم تخسروا الحرب، حافظتم على بلدكم من احتلالها من قبل الأمريكيين والسعوديين والبريطانيين، ولكن تظل الدبلوماسية خياراً مهماً أيضا ليتمكن اليمن من لعب دور قوي ومؤثر في المجتمع الدولي.
أجرى الحوار / عباس السيد – ترجمة / هاشم السيد
تصوير / فؤاد الحرازي