البحوث الإسلامية: آلام العالم سببها الغطرسة واستعمال السلاح ومساعدة المستبد
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
شارك الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في فعاليات الجلسة التحضيرية لمؤتمر زعماء وقادة الأديان العالمية والتقليدية، والذي يعقده مركز نور سلطان نازاراباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات بمدينة نور سلطان بجمهورية كازخستان.
وأكد الأمين العام خلال كلمته التي تناولت دور الأديان في تحقيق العيش المشترك والسلام العالمي والتنمية المستدامة، أهمية هذا الموضوع الذي يعدّ موضوع الوقت، وحديث العصر، ويتطلع العالم أجمع إلى ما يمكن أن تقوم به المؤسسات الدينية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق السلم والتنمية للناس جميعًا، مشيرا إلى حال العالم وما يعيشه من آلام؛ نتيجة غطرسة القوة واستعمال السلاح، وبطش الظالم، ومساعدة المستبد، وهو أمر إن أكد على شيء فإنما يؤكد أن العالم في يومنا هذا أحوج ما يكون إلى صوت الحكمة والعقل، هذا الصوت الذي يمكن له ومن خلاله أن يعود إلى صوابه ويطمئن إلى خطواته.
وقال الأمين العام، إن هذا الصوت يكون من خلال قيم الدين وتعاليم السماء؛ ذلك أن هذه القيم تتميز بالموضوعية لصدورها عن خالق عليم خبير، فضلًا عن هذا فإن هذه التعاليم الدينية تبتعد عن هذا النفاق السياسي الذي يغض الطرف عن حقوق المظلوم، ويلتمس حقوق الظالم، ويبرر أفعالًا للمغتصب، وينكر على الضحية أن تدافع عن نفسها، وأن تدفع ما يرد عليها؛ ومن ثم فالحاجة إلى صوت السماء أراه لا مفر منه ولا بديل عنه، مضيفا أن الحقيقة الكبرى التي لا نملّ من إعلانها والتأكيد عليها في كلّ محفل عالميّ يناقش قضايا التعايش المشترك هي أنّ القرآن الكريم لم يجعل من اختلاف الشعوب والثقافات منطلقًا للنزاع والشقاق، بل على العكس من ذلك تمامًا، فهذه الاختلافات تعدّ من وجهة النظر الإسلامية منطلقًا للتعارف والتآلف والتعاون في كلّ ما من شأنه أن يعود بالخير على الجميع.
وأضاف عياد أن من مقتضيات المواطنة والعيش المشترك: احترام ثقافات الشعوب ومعتقداتها وحقوقها والمحافظة على أرضها وأموالها وأعراضها وأبنائها باعتبار أن ذلك من مقاصد الدين الإلهي، كما أن هذه المحافظة تساعد على فتح آفاق التعاون بين البشر؛ فمن حقّ كلّ أمة أن تكون لها ثقافتـها ومنظومتها الاجتماعية والسياسية والقيميّة الخاصة بها والحوار المستمرّ بين الثقافات هو الذي يبقي عليها، ويضمن تجديدها المتواصل، ويرسّخ قيم التسامح والاحترام المتبادل والتعددية الثقافية.
وأشار إلى تأكيد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف دومًا على أننا حينما ندعو إلى أوّليّة صنع السّلام بين علماء الأديان ورموزها؛ فإنّنا لا نعني مطلقًا الدّعوة إلى إدماج الأديان في دين واحد، فمثل هذا النّداء لا يقول به عاقل ولا يقبله مؤمن أيًّا كان دينه؛ وأننا ممّن يؤمنون بأنّ فكرة الاندماج هذه فكرة مدمّرة للأديان، ومجتثّة لها من الجذور، وهي في أفضل أوصافها خيال عبثيّ غير قابل للتصوّر، فضلًا عن التحقّق.. وكيف لا وقد قضى الله أن يجعل لكل منّا شرعةً ومنهاجًا!! وما نقصده هو الدّعوة إلى العمل الجاد من أجل تعزيز القيم المشتركة بين الأديان، وفي مقدّمتها: قيمة التّعارف الحضاري، والاحترام المتبادل والعيش المشترك بين النّاس، وأن العالم الحديث يواجه أخطار عديدةً تهدده في منظوماته القيمية والاجتماعية والدينية. ونحن أهل سفينة واحدة، ومجتمع واحد، ونريد بالإرادة والانتماء والمصير المشترك، أن نسهم معًا في إنقاذ مجتمعاتنا ودولنا، وتصحيح علاقاتنا بالعالم، عن طريق العمل الجادّ حتى نوفر لأبنائنا وبناتنا فرصًا في مستقبل واعد، وحياة أفضل.
وختم عياد كلمته بمجموعة من التوصيات والمقترحات التي يمكن أن تسهم في بعض الحلول، ومنها: أنه يتعين على قادة الأديان تعزيز التواصل المستمرّ وتنسيق جهودهم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال التوسع في إقامة اجتماعات دورية وورش عمل لتبادل الأفكار وتطوير استراتيجيات مشتركة، تحفيز المجتمعات لتبني سلوكيات وأساليب حياة مستدامة.
ويمكن ذلك من خلال إلقاء خطب ونصائح دينية تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة والمناخ والطبيعة، مع ضرورة توعية المجتمعات بالقيمة العظيمة للتعايش الإنساني في سلام، وتحقيق التعاون الإنسانيّ المشترك؛ وهذا يقع على عاتق المؤسسات الدينية والمدنية، التي تضطلع بالدور الأكبر في مشافهة الجماهير ومخاطبتهم بشكل متتابع، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى صناعة برامج واضحة تدعمها القيادة السياسية الرشيدة، بالإضافة إلى أهمية مكافحة خطابات العنف والتمييز والتعصب والإقصاء على المستوى الأمنيّ والفكريّ، وقد أعلن الأزهر الشريف استعداده التام بجميع قطاعاته وهيئاته للتعاون والتكاتف مع الجميع بهدف تقويض خطابات الكراهية والحدّ من آثارها العنيفة على المجتمعات الإنسانية.
ba717650-1005-41be-ba02-0d346c159481 5597314a-b9e3-4735-a722-7ef166c3a5f6المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد قادة الأديان كازخستان من خلال
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. “البحوث الإسلامية”: غياب التربية الإيمانية يعتبر أول سبب رئيسي في السرقة
قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، إن غياب التربية الإيمانية للأبناء يعتبر أول سبب رئيسي من أسباب السرقة ويمكن أن يؤدي إلى السرقات بأنواعها، مؤكدًا أن الإنسان الذي يفتقر إلى الوعي الديني والإيماني يصبح عرضة للعديد من المشاعر السلبية التي تدفعه للبحث عن حلول غير مشروعة لتحقيق رغباته.
وأشار الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلي أن التوجه الدائم نحو مقارنة النفس بالآخرين يمكن أن يكون من الأسباب المؤدية للسرقة، موضحًا أنه من الخطأ أن يظل الإنسان عينه متطلعة إلى ما في أيدي الآخرين، فالإسلام ليس ضد الطموح، لكن كلما شعر المرء بأن شخصاً ما يمتلك شيئاً أكثر منه، تنشأ لديه رغبة في الحصول على هذا الشيء، وقد يصل به الأمر إلى السعي وراءه بأي وسيلة، سواء مشروعة أو غير مشروعة.
وأضاف :"القرآن الكريم حذرنا من هذا الأمر في قوله تعالى وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ، لافتا إلى أن غياب القناعة والرضا بالوضع القائم، وعدم القبول بما يمتلكه الإنسان، يساهم بشكل كبير في دفعه إلى السعي وراء المفقود، وهذا يمكن أن يؤدي به في النهاية إلى السرقات.
وأضاف أن هذا هو السبب الأساسي الذي يجعل العديد من الناس يتخذون قرارات غير صائبة، مثل اللجوء إلى السرقة، لتحقيق ما يظنون أنه قد ينقصهم، مشيرا إلى ضرورة غرس القيم الصحيحة في الشباب منذ الصغر، ومنها أن تحقيق الطموح يجب أن يكون من خلال طرق مشروعة.
وقال: "من المهم أن نعلم أبنائنا أن الطموح أمر جيد، ولكن يجب أن يتم تحقيقه وفقاً لأسس دينية وقانونية.. نحن نعلمهم أن يحلموا، ولكن نعلمهم أيضاً كيف يحققون أحلامهم عبر الاجتهاد والعمل الحلال".
كما استشهد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم كمثال حي على الرضا والتوكل على الله، مشيراً إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عاش في ظروف صعبة للغاية، حيث مر عليه الهلال بعد الهلال دون أن يوقد في بيته نار للطعام، ومع ذلك لم يطلب ما ليس عنده، بل كان يعيش مع صحابته في صبر ورضا.
وحذر من غرس القيم المادية، مثل التركيز على المال كمؤشر رئيسي للنجاح، قد يؤدي إلى تداعيات سلبية، ويشجع على الرغبة في الحصول على المال بطرق غير قانونية، لافتا إلى الرزق ليس فقط مالاً، بل قد يكون محبة الناس، أو التوفيق في العمل والطاعة، كم من شخص لديه كل أسباب الراحة المادية لكنه يعاني من قلة الراحة النفسية.