نص خطاب السودان في إجتماعات منظمة الصحة العالمية بالقاهرة
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
القاهرة – نبض السودان
خاطب وزير الصحة السوداني في إجتماع اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة خاطب في بيان له أوضح فية مواجهة السودان تحديات عديدة، بما في ذلك الفقر والمرض والنزاعات المستمرة، وفيما يلي تورد سونا نص البيان:
السيد رئيس المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وفريق عمله
معالي السادة الوزراء و ممثلي الدول
السيدات والسادة الأعضاء
يسعدني أن أكون معكم في هذا اليوم وفي ختام أعمال هذا الإجتماع لأتحدث إليكم عن الوضع الصحي في السودان، والمشاركة في توحيد الرؤى ، فكما تعلمون، يواجه السودان تحديات عديدة، بما في ذلك الفقر والمرض والنزاعات المستمرة.
فرضت على السودان حرب مدمرة في ال 15
أبريل 2023م نزح إثرها أكثر من 5 مليون مواطن من الولايات المتأثرة بالحرب إلى الولايات الأخرى، كما لجأ حوالي المليون مواطن إلى دول الجوار.
يعاني الشعب السوداني من إرتفاع معدلات الأمراض السارية (الملاريا، الحميات الأخرى) وغير السارية (السكري وإرتفاع ضغط الدم، أمراض الكُلى والأورام) وإنتشار الأوبئة بصورة متكررة وكذلك ضعف مؤشرات صحة الأم والطفل (وفيات الأمهات، وفيات الأطفال، سوء التغذية) بالإضافة إلى ضُعف مقومات النظام الصحي و بنياته الأساسية.
أثرت هذه الحرب بشكل كبير في تدهور الوضع الصحي في البلاد رغم جهود الحكومة والشركاء، حيث تم فقدان معظم الخدمات التخصصية وأصولها من الأجهزة والمعدات في ولاية الخرطوم مثل: المستشفى الرئيس لتشخيص وعلاج الأورام و مستشفيات طب وجراحة القلب ومناظير الجهاز الهضمي – العظام – جراحة الأطفال والخدمات التشخيصية (الرنين المغنطيسي – الأشعة المقطعية).
كما فقد النظام الصحي أحد مقوماته الأساسية وذلك بفقدانه للمخزون الرئيس للإمداد الطبي في السودان (أدوية وأجهزة و معدات تقدر بحوالي 500 مليون دولار) ، وقد فشلت كل محاولاتنا ، إضافة إلى فقدان المتحركات وعربات النقل والإسعاف، مع خروج أكثر من 100 مستشفى عن الخدمة في الخرطوم وولايات دارفور، وكذلك خروج المعمل المرجعي الرئيس بالبلاد (المعمل القومي للصحة العامة) عن الخدمة.
وقد أدى التدهور في وضع الصحة العامة إلى ظهور أوبئة كالملاريا والحميات الأخرى والإسهالات وبعض أمراض الطفولة.
كما تُعاني المؤسسات الصحية بالولايات التي نزح إليها السكان من ولايات الحرب من الضغط الكبير للمترددين عليها، وقد تأثرت بهذا الضغط الكبير خدمات غسيل الكُلى، الطوارئ، العناية المكثفة والعمليات.
وقد تم وضع الترتيبات لتسيير أعمال الوزارة بجهد تكاملي من الوزارة الإتحادية والشركاء من ثلاثة مواقع بديلة مع إدارات الصحة بالولايات وأيضا تم وضع وإجازة خطة الإستجابة والطوارئ مع كل الشركاء حتى 31 ديسمبر 2023م. وكانت أهدافنا في وزارة الصحة تتمحور حول 4 أولويات وهي: توفير خدمات الطوارئ وضمان إستمرار الخدمات الإساسية وتوفير الإمداد الطبي ومكافحة الأوبئة.
رغم الظروف الصعبة فقد حققنا بعض النجاحات والتقدم في هذه المجالات، ولكن هناك المزيد الذي يتعين القيام به فقد كان للإستفاقة السريعة لنظم الدولة و إستعادة آليات العمل الدور الكبير في تجاوز أصعب العقبات في الفترة السابقة.
وأود هنا أن أدعُ منظمة الصحة العالمية وكافة الشركاء من الدول الشقيقة والصديقة ومن منظمات المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم مجهودات تحسين الصحة العامة بالسودان شاكرين لهم ما كان من دعم وسند في ماسبق كان له الأثر الكبير في مقدرة البلاد على إستجابة الخدمات الصحية.
نحن ملتزمون بمعالجة هذه التحديات وتحسين الصحة العامة للشعب السوداني في ظل هذه الظروف العصيبة، وأن نسعى جاهدين في ذلك بإذن الله.
طال الزمن أو قصر ستقف الحرب بإذن الله وسيعود أبناء السودان للسودان لبنائه. فمما أنعم الله علينا كم هائل من الخبرات و الكوادر المدربة والمؤهلة والتي كان لها شرف الإسهام الكبير في بناء الأنظمة الصحية وغيرها في كثير من دول الإقليم.
وفوق هذا وذاك تمتلك بلادنا من المقومات الطبيعية و الثروات المتباينة بما هو كفيل بإعادة بنائها إذا أخلص بنوها وشدوا السواعد ووحدوا صفوفهم.
وقبل أن أطوي هذه الكلمات لابد لي أن أُشارك نيابةً عن شعبي ودول الإقليم وشعبه ممن أصابه الزلزال أو الإعصار أو الأمطار أو الحرب والتقتيل في المغرب وليبيا وفلسطين وأفغانستان و اليمن وغيرها ، وما تَمُر به هذه الشعوب من مصائب ألمت بها تجعلُنا في غاية القلق تجاه هذه الشعوب ونسال الله للجميع اللطف والتيسير.
مقترحنا
كلنا أمل في أن يكون لدول الإقليم ميثاق مشترك وعمل جمعي صادق لا تؤثر فيه تباين سياسات الساسة ولا يضعف بمواقف لحظية ولا يخضع لمقاييس وقتية و لا لحسابات لا تضع المواطن وصحته أولوية. ميثاق وثاقه حبل الله المتين الذي تُمثله مجتمعات الإقليم و صمامه ميثاق الشرف و المهنية الذي يقسم به كل طبيب قبل ممارسة المهنة، وأتمنى أن يكون ذلك الميثاق المشترك أحد مخرجات إجتماعات الدورة 70 وصياغة نموذج يتم التوافق عليه كما جاء في كلمة المدير الإقليمي
الشعارات التي نرفعها كأعضاء لهذه المنظمة وأهداف التنمية المستدامة الصحة للجميع وبالجميع والتغطية الصحية الشاملة لكنها شعارات نرفعها جميعاً ولكن لاتجد مساحة للتطبيق إلا في دول العالم الأوفر إقتصاداً ومالاً وإقتداراً.
وها هي الدول الهشة والتي أنهكتها الحروب والفقر والمرض لا تتحسن إلا كسلحفاء أثقل الطين مشيها ولذلك نرى أن العالم يتنقل بين مبادرةٍ وأخرى وشعار وآخر دون أن يُحقق من تلك الأهداف إلا اليسير في بلداننا.
إن هذه المعادلات تحتاج إلى إعادة صياغة وكل الشراكات والآليات التنموية والصحية تحتاج إلى قواعد متينة تبنى عليها تتمثلها قواعد الإنسانية والشراكة الفعلية والمهنية العملية.
شكراً لكم مرةً أخرى على إثراء هذا الملتقى وأسأل الله لي ولكم التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: إجتماعات السودان خطاب في نص الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة الـ52 لكلية طب البنات بالقاهرة
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا لسنا في حفل تتخرج فيه طبيبات ماهرات بعلوم الطب والتشريح فحسب، ولكننا أمام دليل عملي وبرهان واقعي يكشف بهتان المفترين الذين أظلمت عقولهم، وظلمت ألسنتهم فراحوا ينشرون بين الحين والآخر أن الإسلام ظلم المرأة! فكيف ظلمها وقد فتح لها آفاق العلم الرحبة؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد أباح أن تطلع على المراجع والكتب الأجنبية بما يثقفها ويوجهها ويعلمها؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد جعلها طبيبة تعالج الأمراض وتخفف الآلام؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!
وأضاف وكيل الأزهر خلاف حفل تخرج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة، أن من تأمل تاريخ الإسلام وجد سجلا حافلا من الإنجازات الحضارية التي وصلت فيها المرأة المسلمة إلى أسمى الدرجات العلمية والعملية، دون أن تخل أو تفرط في واجباتها بنتا وزوجا وأما، ومن الأعاجيب أن بعض المتصدرين يحاولون وضع المرأة بين مسارين: إما أن تثبت ذاتها، وتحقق مكانتها، وإما أن تقوم بواجبها الذي يناسب فطرتها، وكأنها بين خيارات متقابلة متعارضة!
وتابع فضيلته أن الأغرب أن هذا الخطاب المنحرف يحاول بالإغراء مرة وبالإلحاح ثانية وبالخداع أخرى أن يجبر المرأة على السير في هذا الطريق الذي قد يتعارض في بعض ملامحه مع خصائصها، فالتاريخ المشرق لهذه الأمة يقف شاهدا على المحرفين الذين يحاولون تجذير القطيعة بين المرأة وطبيعتها وطموحها، فكم حمل التاريخ من نماذج النساء اللاتي جمعن بين هذه الأمور كلها في غير تدافع ولا معارضة، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول عنها عروة بن الزبير ابن أختها: «ما رأيت أعلم بالطب من عائشة»، فأين المفترون من هذا التاريخ ؟!
وأردف الدكتور الضويني أن حفلنا اليوم هو فرحة تتجدد بزهرات من خير أمة أخرجت للناس، يقد من برهانا أزهريا وردا عمليا على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة، مؤكدا أن الأزهر الشريف ليقف مع المرأة وينتصر لقضاياها، ويسعى في تمكينها، بما يحفظها من التقاليد الراكدة، ويصونها من العادات الوافدة، ويقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم والفكر والإبداع.
وأوضح وكيل الأزهر أن هذا الحفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والآمال، وأثق تماما أن الخريجات والآباء والأمهات لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكنّ إلى مزيد من الطموح، فلا ينبغي أن تتوقف أحلامكنّ عند شهادة التخرج، وإنما أريدكنّ جميعا أن ترفعنّ راية الأزهر فتكنّ إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري» إن صحت التسمية، وأن تسعى كل واحدة منكنّ إلى الحصول على شهادة الخيرية بخدمة الناس ونفعهم، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأريدكنّ أن تجمعنّ إلى جنب ذلك دعوة الناس إلى الله، وبث الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم، بعيدا عن مفردات المرض والوجع والألم واليأس والإحباط.
وبيّن فضيلته أنه ما أحوج واقعنا إلى خطاب الأمل بعيدا عن خطاب الألم، وما أحوجه إلى خطاب الفرح والسعادة بعيدا عن خطاب الحزن والكآبة، فإن الناظر إلى الواقع الذي نعيشه اليوم، وما فيه من سباق علمي يرفع المجتمعات أو يضعها، وما يتعرض له الدين والأزهر والوطن من هجمات يدرك أنه واقع متسارع معقد يوجب على المخلصين والمخلصات من أبناء الأمة البررة أن يتحملوا الأمانة بحب، وأن يعبروا عن الأمة ودينها ورسالتها وتاريخها وقيمها وحضارتها بالحكمة والموعظة الحسنة.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه لا أشد لحظة واحدة في أنكنّ - أيتها الطبيبات - قادرات - بوعيكنّ الديني وحسكنّ العلمي - على إدراك هذه التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا؛ ولذا فعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هُويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكنّ أيتها الطبيبات الداعيات إلى الله بالعلم والعمل.