وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية كلمة، خلال حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية والكلية الحربية ، اليوم الخميس 12 أكتوبر 2023م.

وجاءت كلمة الرئيس السيسي كالآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم،  شعب مصر العظيم،
أبنائى وبناتى من خريجى الكليات العسكرية، رجال جيش مصر الأبطال، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

تبلغ سعادتى مداها، ونحن نحتفل اليوم معا، بتخريج جيل جديد من أبناء مصر.

. الذين تعلموا فى مدرسة العسكرية المصرية، مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة، وعاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن، محافظيـــن علــــى أرضـــه ومقـــدرات شـــــعبه.. اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية، فى هذه الأكاديمية العسكرية العريقة.

أوجه لكم، تهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة، بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة المصرية.. لتنضموا إلى خير أجناد الأرض. 

كما يطيب لى، أن أعرب عن عظيم التهانى لأسركم الكريمة.. الذين يحصدون اليوم، ثمار ما زرعوه فى نفوسكم ووجدانكم، من قيم ومبادئ.. وأقدم لهم التحية الواجبة.

وأود كذلك، أن أغتنم هذه الفرصة مع هذا الجمع الكريم، لتوجيه تحية تقدير وإجلال، لشهداء مصر الأبرار.. الذين قدموا أرواحهم، ليظل هذا الوطن باقيا، وتظل كرامته مصونه، ورايته عالية خفاقة بين الأمم.



شعب مصر العظيم،

أوجه حديثى إليكم، وإلى كل شعوب الأرض، بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلا.
إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا، قد صاغوا ميثاق الشرف العربى، فى وجدان الضمير المصرى ما جعل مصر، دائما وأبدا، فـى صـــدارة الدفـــاع عـــن الأمــــــة العربيـــــــة، مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك، مـــــــن أجــــــــل الحــــــــق العربــــــــى المشــــــــروع، حين كانت الحرب، فكنا مقاتلين.. وكان السلام، فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدا .. واليوم ونحن فى قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعى دءوب من أطراف متعددة، للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها، الساعى لإقرار السلام، القائم على العدل، وعلى مبادئ "أوسلو"، والمبادرة العربية للسـلام، ومقـررات الشـرعية الدوليـة.. إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار.. وإلى صراعات صفرية، لا منتصر فيها ولا مهزوم.. صراعات تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق. 

وإدراكا منى، ويقينا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول  عليه، فإننى أدعو كافة الأطراف، إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورا للمسار التفاوضى، تجنبا لحرائق ستشتعل فلـن تتــــرك قاصـيا أو دانـيـا.. إلا وأحرقتــــه، مع استعداد مصر، أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة.. دون قيد أو شرط. 

وأؤكد بشكل واضح، أن سعى مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجى، يحتم عليها ألا تترك الأشقاء فى فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطينى الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه، بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حمايــــة للمدنييـــــن مــــــن الجانبيــــــن فــــــــورا والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير، وأؤكد ضرورة عدم تحمل الأبرياء، تبعات الصاراع العسكرى وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطينى، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولى اليوم، أن يتحمل مسؤولياته فى هذا الصدد فمن أجل السلام.. فليعمل العاملون.


السيدات والسادة.. الحضـور الكريم،

إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معا، قوى الشر والظلام، التى أرادت أن تطفئ نور الوطن وكانت إرادة الله، أن يظل نور مصر باقيا، ليفيض على العالم بالسلام والمحبة واجهنا الإرهاب والترويع.. استعدنا بناء المؤسسات.. واجهنا التحديات بالتنمية والبناء ، وسنظل نواجه كل التحديات، بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطنى عاقدين العزم، أن تظل مصرنا العزيزة فى صدارة الأمم وأن ينعم شعبها، بحياة كريمة تليق به وبجيش مصر وشعبها: ستحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الإصلاح والنهضة: السيسي تحدث عن السلام من صرح عسكري لأننا قوة الحق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشاد هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، بخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في الأكاديمية العسكرية، في لحظات تاريخية مهمة، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي أنشأ واقعًا تاريخيًا جعل المصريين يتلفتون للقضية الكبرى.

وأضاف، خلال تصريحات صحفية ، أن الدولة المصرية ترتكز على القوة الحقيقية للدفاع عن مبادئها، مشيرًا إلى أن ما نمر به هو لحظة تاريخية وبداية جديدة بعد مرحلة استطاع فيها الشعب المصري والقيادة السياسية الوقوف صفًا واحدًا.

وأوضح أن ثناء الرئيس السيسي حرص على توجيه الشكر والثناء للشعب المصري، وهو فعلًا يستحق لما نمر به من ضغوطات داخلية وخارجية، وبرغم ذلك ارتفع مستوى الوعي والوطنية لدى المصريين.

وتابع: "القيادة كان لها أداء متميز شريف، محافظ على الحقيقة، والذي وضع مصر في مصاف الدول الكبرى، المحترمة صاحبة الريادة والمبادئ".

وأوضح أن الخطاب حمل رسائل واضحة وقوية حول التحديات التي تواجه مصر، وأهمية تعزيز تماسك الجبهة الداخلية في هذه المرحلة الدقيقة، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي اختار الحديث عن السلام بداخل صرح تعليمي عسكري، لأن مصر قوة حق وسلام وليس قوة اعتداء وحروب.

 

مقالات مشابهة

  • ‏(حين خذلتها القمة العربية بالقاهرة قمة اليمن تنصر فلسطين)
  • العقائد المسيحية .. ورد القرآن عليها
  • مبادرتنا للسلام.. أم مبادرة نتنياهو و سموتريتش؟
  • فلسطين تحذر من تجاوز الخطة العربية لإعمار غزة
  • الإصلاح والنهضة: السيسي تحدث عن السلام من صرح عسكري لأننا قوة الحق
  • غروندبرغ في اليوم العالمي للمرأة: يجب أن يكنّ جزءًا فاعلًا في طريق السلام باليمن
  • الحرية المصري: كلمة الرئيس السيسي بالأكاديمية العسكرية جاءت من القلب للقلب
  • مصر أكتوبر: كلمة الرئيس السيسي بالأكاديمية العسكرية تعكس دعم مصر للاستقرار الإقليمي
  • السيسي يتحدث عن تجربة مصر في السلام مع إسرائيل
  • عبد العاطي يتابع مع رئيس وزراء فلسطين مخرجات القمة العربية غير العادية